رواية للكاتبه ديانا ماريا-3

موقع أيام نيوز

رواية اضيئى عالمي الفصل العشرون
بعد مرور عامل كامل
كان زين يجلس مع ڼارا فى حديقة فى البلد الذين
يتواجدون فيه حين  رأى طفل يلعب مع أمه .
عندها شرد قليلا وتذكر طفله الذى لم يره منذ عام .
أنتبه على يد ڼارا التى وضعت فى يده وتقول بإسترخاء:
أد ايه البلد هنا حلوة وجميلة.
أبتسم زين بهدوء: معاكِ حق.
ڼارا بضيق: يعنى لازم نرجع بكرة؟ ما نخلينا كمان شوية.
زين : مينفعش يا حبيبتى مش نفضل هنا للأبد.
عادوا إلى البيت لحزموا أمتعتهم استعداداً للعودة.
عند راية استيقظت فى الصباح الباكر لتذهب إلى عملها.
رأت طفلها مستيقظ ف ذهبت نحوه بحب: حبيب ماما

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عامل أي دلوقتى؟
ضحك الطفل ف وجهها ف حملته وخرجت من الغرفة
قابلت سارة فى الممر المؤدى للسلم : صباح الخير.
ابتسمت لها سارة: صباح النور.
ثم نظرت إلى عُمير : حبيب عمتو صباح القمر.
أعطته لها راية وهى تضحك: صاحى من بدرى جدا
وهو اللى صحانى أصلا، آمال ماما فين؟
ارتسم الحزن على وجه سارة: قاعدة تحت يادوب فطرت
بالعافية.
راية بقلق: طب أخدت الدواء؟
سارة: اه اخدته .
وضعت راية يدها على كتف سارة: أنا هروح أشوفها.
سارة برجاء: ياريت تتكلمي معاها يا راية مينفعش اللى
هى بتعمله فى نفسها ده من ساعة زين ما سافر وهى
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مهملة فى صحتها وكل حاجة وأنتِ شايفة بيكلمها
كل فين وفين ده حتى ميعرفش أنه خطوبتى بكرة.
حاولت راية مواساتها: متزعليش يا حبيبتى خير أن شاء الله المهم دلوقتى ركزى فى فرحتك، عريسك هيوصل
أمتي؟
التمعت عيون سارة بالحماس: هيوصل النهاردة بالليل
أن شاء الله علشان يلحق يرتاح قبل الخطوبة.
هبطا لأسفل إلى والدة زين التى تجلس فى الصالة
ويبدو على وجهها الهم و الشرود.
أشرق وجهها ما أن رأت عُمير: حبيبى تعالى .
ذهب إليها بحماس ف قبلته بحب كبير.
راية بإهتمام: عاملة ايه يا ماما أخبار صحتك دلوقتى؟
نظرت لها والدة زين بحزن فى عينيها ولكن حاولت
الإبتسام: الحمد لله يا حبيبتى بخير نحمد الله على النعمة.
على بُعد زين بس عايزاكِ تعرفى أنه إحنا جنبك ومش
هنسيبك أبدا.
اقتربت سارة أيضا: ايوا يا مرات عمو وبعدين أنتِ
مش فرحانة بخطوبتى ولا إيه؟
ضحكت والدة زين بصوت متعب: لا فرحانة أوى
يا حبيبتى والله كبرتي وبقيتي عروسة .
نهضت راية: طب أنا راحة المستشفى عايزين حاجة؟
ردوا فى صوت واحد: سلامتك مع السلامة.
ذهبت إلى عملها فى المستشفى بينما هما أكملوا التحدث
عن تجهيزات حفل الخطوبة.
مر اليوم طبيعيا كأي يوم حتى جاء اليوم التالى.
كان أمير ينتهى من ارتداء ملابسه للذهاب إلى الخطوبة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
حتى ولجت والدته إلى الغرفة.
والدته : جهزت يا حبيبى .
أمير: ايوا يا ماما و هنزل أجهز العربية.
اقتربت منه والدته وهى تنظر له بحنان: مش ناوى
تفرحني بيك أنت كمان و تخطب بقا.
أستدار لها و قبل رأسها: ماما متشغليش بالك من
بالموضوع ده دلوقتى أنا مش مستعجل على الجواز
يلا علشان منتأخرش.
ذهب وتركها بينما هى همسات لنفسها بحنق: أوعى تكون لسة بتحب راية يا أمير!
يعنى أنا بعد ما أتخلص من راية و اجوزها علشان متتجوزهاش و تعيش حياتك،  تكون لسة
بتحبها!
بقلم ديانا ماريا.
عاد زين و ڼارا إلى بيتهما.
دلف زين وهو ينظر حولها بإرتياح: وأخيرا رجعنا.
جلست ڼارا بتعب على الأريكة: ايوا بس ياريتنا فضلنا
هناك شوية كمان.
قال زين: أنا هقوم أروح أشوف ماما.
نهضت ڼارا بعصبية: هو لازم تروح تشوف مامتك
أول ما تيجى يعنى، زين أنا مش عايزك تروح هناك.
نظر لها بحنق: يوووه أنا زهقت بقا من العيشة دى.
غادر وتركها تغلى من الڠضب : حتى بعد ما بعدتك
عنهم بترجعلهم تانى يا زين .
وصل زين إلى منزله ليجد المنزل مزين بشكل جميل
و هناك جمع من الناس فى الحديقة .
هبط من سيارته وهو ينظر لهم بتعجب.
و راية تقف بجانب هنا وسند فى الطرف الآخر مع أمير
الذى يحمل عُمير.
شاهدته والدته ف شهقت بقوة: زين!
نظر الجميع له پصدمة وهمست راية وهى تراه أمامها
بعد عام كامل: زين!
هونت عليك سنة كاملة من غير ما أشوفك؟
وتتصل عليا كل فين وفين ؟ نسيتني؟
احتضنها بندم: أنا آسف يا أمى آسف أوى حقك عليا.
عانقته وهى تبكى بينما هو مرر بنظره عبر الجميع وتوقف
قليلا عند راية التى أصبحت أجمل.
ثم أبتعد عنها وسأل بإستغراب: هو فى هنا إيه؟
والدة زين بفرح: النهاردة خطوبة سارة على زميلها
فى الجامعة.
توسعت عينيه بذهول: خطوبة سارة؟
هتف بإستنكار: أمتي؟ وليه محدش قالى؟
وجهت له نظرات ثاقبة أسكتته: أنت اللى بتسأل يا زين؟
خلينا نتكلم بعدين الناس بتبص علينا.
شعرت راية بالإختناق ولكن تحاملت على نفسها من أجل
سارة.
أثناء الحفل توجه زين لأمير يأخذ إبنه منه .
نظر له ببرود ف أعطاه أمير الطفل بهدوء، ولكن ما أن ذهب إلى زين حتى بدأ يبكى .
حاول زين تهدئته: بس يا حبيبى أنا بابا .
ولكن استمر الطفل فى البكاء حتى ارتفع صوت صراخه
ف ذهبت راية و أخذته منه بقوة وهو تهدهده.
هدأ الطفل ف ابتعدت راية بعد أن نظرت لزين بحدة
أما عن زين ف قد وقف مكانه بتيه وحيرة حتى أبتعد
إلى ركن جلس فيه وحيدا ينتظر إنتهاء الحفل.
بعد إنتهاء الحفل جلس مع سارة بالداخل يعاتبها: ليه
أنا آخر من يعلم يا سارة؟
نظرت له سارة بهدوء: علشان أنت اللى عملت كدة يا زين .
رفع حاجبه بإستغراب: أنا؟
أخذت نفسا عميقا: ايوا أنت يا زين، من ساعة ما اتجوزت
ڼارا وسيبتنا و أنت بعيد، بعيد أوى عننا
بقيت زى الغريب بالضبط ، تعرف أنا كان نفسى أنت
اللى تكون هنا تقف معايا و خطيبى بيتقدم ليا
و فى فرحى بس أنت كنت بعيد أوى و بدالك بقى
موجود سند و أمير و أبوه، أنت حتى لسة عارف بالصدفة
يا زين أنه النهاردة خطوبتى لما جيت، محدش كان عارف
يوصلك ومامتك من كتر زعلها على بعدك صحتها بقت
مش تمام .
أنت اللى بعدت بمزاجك يا زين ف متجيش تلومنا على
حاجة صنعتها بايدك، متجيش تلومنا على بعد أنت اخترته و على سد أنت بنيته بنفسك بيننا وبينك يا زين.
نهضته وتركته بينما هو جلس يفكر طويلا فى حديثها
وجميع ما حدث الفترة الماضية .
شاهدته راية من بعيد ف فكرت فى أمر ما وصممت
على تنفيذه.
عاد زين إلى منزله و نام بهدوء عندما وجد ڼارا نائمة.
استيقظ بهدوء فى اليوم التالى والتعب والكدر يسيطر
عليه.
بدأ يرتدى ملابسه ليذهب إلى العمل و استيقظت
ڼارا أثناء استعداده.
ڼارا بشبه نوم: أنت جيت أمتي يا زين؟
زين ببرود : بالليل، امبارح كانت خطوبة سارة بنت عمى.
ڼارا بلامبالاة: ماشي خلصنا بقا من حكاية مامتك دى.
تحدث زين بحدة: أنا هروح لماما وقت مانا عايز وأشوف أبنى كمان .
ثم تركها و ذهب بينما هى نهضت بسرعة وركضت وراءه.
ڼارا پغضب: زين استني.
لحقته على السلم: أنت بتقول ايه؟ مش قولت بلاش
راية وابنها وبعدين أنت مطلقتهاش لحد دلوقتى ليه؟
مش المفروض تطلقها بعد ما ولدت؟ زين أنا بقولك
أهو هطلق راية وإلا أنا هيبقي ليا رد فعل مش هيعجبك.
وضع هاتفه فى جيبه ببرود و نظر لها بملل: أهدى شوية ها.
ثم أستدار ليذهب حينها رن هاتفه .
أخرجه من جيبه ليجده المحامى.
رن بتعجب: ايوا ؟
المحامى: صباح الخير يا أستاذ زين أنا آسف أنه
اتصلت فى الوقت ده بس فى حاجة مهمة .
استمع زين بترقب: حاجة إيه؟
المحامى: وصلنى من محامى المدام راية أنها بدأت
إجراءات قضية خلع هترفعها عليك!
رواية اضيئى عالمي الفصل الواحد والعشرون 
بارت 21
توقف زين پصدمة: أنت بتقول إيه؟
تنحنح المحامى بتوتر: ده والله اللى وصلنى وقولت
ادي حضرتك خبر علطول.
قال پغضب: طب أقفل أنت دلوقتى .
أغلق الهاتف ف اقتربت منه ڼارا وهى تسأله بقلق: فى حاجة يا زين؟
تنفس بحدة قائلا: راية رفعت عليا قضية خلع.
رفعت حاجبيها: والله والقطة طلع لها مخالب.
ثم عقدت حاجبيها وهى تسأله بريبة: وبعدين وأنت مضايق ليه؟ مش المفروض أصلا تكون مطلقها
قبل ما هى تعمل حاجة زي كدة؟
زفر پغضب وذهب و ڼارا تنظر له بشك .
كانت راية تجلس مع والدة زين قبل أن تذهب للعمل
و تتأكد من إعطائها الدواء.
راية وهى تعطيها كوب الماء مع الدواء: أتفضلي يا ماما.
والدة زين بحب: شكرا يا حبيبتى.
نهضت راية وهى تحمل حقيبتها: أنا راحة الشغل دلوقتى
وإن شاء الله هحاول أرجع بدرى علشان نبدأ نخطط
لفرح سارة .
ابتسمت والدة زين: تمام يا حبيبتى بس بسرعة علشان
ممكن نخرج نشترى حاجات.
فى تلك الأثناء دلف زين وهو غاضب بشدة.
وقف أمام راية متحدثا پغضب: أنتِ إزاي تجرؤِ ترفعي
عليا قضية خلع؟
شهقت والدته بذهول بينما نظرت له راية ببرود: عادى
يا زين هى دى محتاجة جرأة؟
قال بغيظ: راية متستفزنيش، ليه تعملي كدة؟
راية بعدم إهتمام: والله الموضوع بسيط جدا حضرتك
مش راضى تطلقني وأنا عايزة أطلق بالبساطة دى
وكل حاجة فى صالحى يبقى مش هاخد أكتر من جلسة واحدة.
لوح بيده أمام وجهها من شدة العصبية: وأنا مش عايز أطلق يا راية ومش هطلقك.
قالت بحدة: والله فى الموضوع ده القرار ميرجعش
ليك يرجع ليا أنا، أنت مين أصلا علشان تقرر؟
تعجب من سؤالها وقال بإستنكار: أنا جوزك!
ضحكت بسخرية و رددت: جوزى؟ والله ضحكتني دلوقتى افتكرت أنك جوزى ؟ بأمارة إيه أن شاء الله؟ لما اتجوزت
عليا وسيبتني هنا ولا حتى كنت بتسأل عليا ولا إبنك؟
إبنك اللى متعرفش عنه حاجة أصلا!
تصدق يا زين أنا كنت نسيت أنه أنا متجوزة لحد ما شوفتك أمبارح تانى، دلوقتى بقا متجيش تعمل نفسك جوزى.
كان على وشك الرد عليها بحدة حين صړخت والدته
بصوت ضعيف : زين.
انتبهوا لها عندما سقطت على الأريكة تمسك بقلبها.
أسرعوا إليها پخوف، راية پخوف: ماما مالك؟
زين بړعب: ماما جاوبيني حاسة بأيه؟
نظرت راية لزين: أنا هروح أجيب الشنطة بتاعتي.
أسرعت تحضر حقيبتها الطبية و تفحصها: زين أطلب
الإسعاف، وضعها صعب لازم تنتقل للمستشفى بسرعة.
أتصل بالاسعاف التى جاءت ونقلتها بسرعة إلى المستشفى.
اتصلت بها سارة : مرات عمى فين يا راية مش بترد عليا
ومفيش حد فى البيت.
قالت راية بحزن: إحنا فى المستشفى هى تعبت شوية
وجيبناها هنا.
سارة بفزع: إيه؟ طب أنا جاية حالا.
وقفوا ينتظروا إنتهاء الطبيب من الفحص ومُنعت راية
من المشاركة بحكم أنها من الأقارب حتى لا تتأثر وتُقصر
فى عملها ك طبيبة.
بعد قليل أتت سارة مع خطيبها و سند.
وقفت أمامها قالت پخوف: إيه الأخبار؟
راية : لسة مطلعوش من جوا.
خرج الطبيب فى تلك اللحظة ف أسرعوا إليه.
زين پخوف : مالها ماما يا دكتور؟
الطبيب: واضح أنه كان فى حاجة مزعلاها وضغط عليها
من مدة طويلة وده خلى الضغط بتاعها عالى جدا
كمان قلبها حالته مش كويسة و نفسيتها سيئة ياريت تاخدوا بالكم منها كويس.
ولجوا إلى غرفتها ليركض زين إليها ويمسك يدها.
زين بقلق: ماما عاملة إيه دلوقتى؟
تحدثت بتعب: سيبونا أنا و راية لوحدنا.
جلست راية أمامها بعد مغادرة الكل .
بدأت راية الكلام بإنفعال : ماما لو حضرتك قولتيلي
اتراجعي ف أنا آسفة مش هعمل كدة، أنا بحبك اه بس مقدرش أسمع كلامك المرة دى ، أنا جيت على حقى
وكرامتى كتير وصبرت و سكت علشانكم كتير بردو لحد ما شوفتي حصل إيه، الكل عايش حياته إلا أنا حياتى واقفة بسببه و إبنه اللى ميعرفوش ولا متعود عليه، أنا عملت اللى أنا شايفاه لازم أنا إنسانة واتحملت كتير أوى لكن
ليا طاقة مكنتش عايزة ألجأ للحل ده لكنه مسبليش حاجة تانية أعملها.
ثم بدأت تبكى ف امتدت يد والدة زين لها
وبصوت ضعيف: أنا مش هقولك متتنازليش يا حبيبتى
لأنه مليش حق دى حياتك أنتِ بس على الأقل اجليها لحد
بعد فرح سارة.
مسحت دموعها بقوة: مټخافيش القضية المحامى
قالى مش هتبدأ جلساتها إلا بعد شهر ونص ولا شهرين
وفرح سارة بعد شهر يعنى مفيش حاجة هتبوظ
الفرح أن شاء الله.
نظرت لها والدة زين بحزن وعطف بعدها دلف الجميع.
أقترب منها سند يقول بمرح: إيه يا مرات عمو ده أنتِ زى الفل أنا مصدقتش لما قالولى على فكرة، يلا قومى بقا علشان تخطبي ليا.
والدة زين بفرح: بجد يا سند؟
قبل أن يجيب سمع شيئا يتحطم على الأرض.
استداروا جميعا ليجدوا هنا تقف عند باب الغرفة
و وجهها شاحب و شفتيها ترتجفان مع عيون مليئة
بالدموع صينية على الأرض والأدوية التى كانت عليها
متحطمة.
هنا برجفة: ااا أنا اا آسفة مكنش قصدى.
ثم غادرت بسرعة و راية ورائها فهى الوحيدة التى تعرف
سبب ما هى فيه أما سند كان ينظر إلى مكان وقوفها بغموض.
قالت والدة زين بتعب: ممكن تسيبوني مع زين شوية؟
رحل الجميع للمرة الثانية واقترب زين من والدته بلهفة
وهو يمسك يدها: عايزة إيه يا ماما؟ محتاجة حاجة؟
سعلت عدة مرات قبل أن تستطيع الكلام: زين أسمع اللى
هقولك عليه ده كويس، رغم كل اللى عملته
من بداية عصيانك لوالدك وليا لحد دلوقتى
وبرغم زعلى الكبير منك لكن مقدرتش أكرهك لأنه أنت
أبني الوحيد، دلوقتى هطلب منك طلب لأول مرة
بالله عليك يا بنى سيب البنت اللى إسمها ڼارا دى
وأرجع لينا أنت مشوفتش من ساعة ما دخلت حياتنا
حياتنا اتشقلبت واتغيرت ازاي؟
بقيت زين غير اللى أنا اعرفه بعدت عنى وعن مراتك وحتى ابنك، بالله عليك يا بنى سيبها و أرجع لينا
وحاول تصالح راية البنت دى كنز مش هتلاقى زيه.
نظر لها بشرود وتفكير وكان على وشك الرد حين سمعا هما
الإثنان صوت تسقيف ف نظرا ليجدوا ڼارا تسقف ببرود
وعينيها تطلقان شرار.
اقتربت بخطوات واثقة وقالت بتهكم: كنتِ بتقولي
إيه بقا يا حماتى؟
رواية اضيئى عالمي الفصل الثاني والعشرون 
بارت 22
نظرت والدته بعيدا ولم ترد أما زين قال بإقتضاب: إيه
اللى جابك هنا؟
تقدمت منهما أكثر: جيت لما عرفت أنه حماتى تعبانة.
وجهت نظرات حادة لوالدة زين: حماتى اللى بتحرض
جوزى عليا وعايزاه يطلقني.
قالت والدة زين بجمود: زين خدها من هنا أنا مش عايزة
أشوفها.
رفعت حاجبها ولم يعجبها حديثها: وماله وجودى بقا
هو أنا مش عجباكِ ولا حاجة؟
حاول زين إبعادها: ڼارا امشي دلوقتى.
أبعدت يده بقوة: لا مش همشي إلا أما أسمع حماتى الحلوة بتقول إيه، عارفة لو مكنتيش ست كبيرة ومريضة بس أنا كنت اتكلمت معاكِ بأسلوب تانى.
أمسكها زين من كتفها بقسۏة: احترمى نفسك يا ڼارا
و أنتِ بتتكلمي مع أمى أنتِ فاهمة؟
نظرت له بدهشة: بس..بس أنت سامع هى بتقول إيه يا زين!
وجه نظرات قاتمة لها و قال مهددا: أمى تقول اللى هى
عايزاه وأنتِ تسمعى وخلاص، اعتذرى لها يلا.
زمت شفتيها پغضب وعدم تصديق وهتفت: أعتذر لها؟
مستحيل!
اشتدت حدة نظراته وصاح: هتعتذرى ڠصب عنك
يا ڼارا فورا .
ثم دفعها إلى سرير أمه وكادت تقع لولا أنها تمسكت
بحرف السرير فى اللحظة الأخيرة.
تابع بقسۏة: اعتذرى حالا دلوقتى .
ارتعدت من شدة الڠضب و الغيظ وتسارعت أنفاسها
رفعت رأسها وهى تنظر پحقد إلى والدة زين.
قالت بخضوع مزيف: أنا آسفة يا حماتى.
ثم وهى تنهض اقتربت من أذنها على غفلة وهمست: إحنا
لسة مخلصناش يا حماتى العزيزة، اللى جاي أكتر
متفكريش أنك كسبتي.
نهضت ف قال زين ببرود: يلا أمشي دلوقتى.
استدارت له بحدة: مش كفاية كلام معايا بالطريقة دى
بقا؟
نظر لها بطرف عينه بلامبالاة: أتكلم زى ما أنا عايز.
كانت على وشك الكلام حين دلف إلى الغرفة والدها مع والدتها.
والدها بحدة: بتعملي إيه هنا يا ڼارا؟
حدقت بها والدتها بلهفة ولكن لم تجرؤ على التحرك فى وجود زوجها.
حدقت بوالدها ببرود: جيت أشوف حماتى ولا مينفعش
يا بابا؟
مش دى الأصول اللى أنت علمتهالي.
حدق بها بحسرة: وأنتِ لو فاكرة الأصول اللى أنا علمتهالك
كنتِ عملتي كل ده؟
دافعت عن نفسها بثقة: أنا معملتش حاجة غلط اتجوزت
الإنسان اللى بحبه وبيحبني ايه الغلط بقا؟
تعجب قائلا: وطالما بيحبك وبتحبيه ليه راح يتجوز
راية من الأول ويخلف منها ها؟
حدقت حولها بغيرة و حيرة ف بماذا تجيبه!
عادت بنظراتها إليه : راية اللى دخلت بيننا من الأول
ست راية اللى أنت بتحبها أوى دى هى اللى فرقتني
عنه هى السبب تبقى تستحمل بقا اللى يجرى متلومنيش على حاجة.
ڠضب والدها للغاية من حديثها وأسلوبها: لا واضح أنه أنا معرفتش أربي، دلعتك و كبرتك ومخلتكيش أبدا تفكري فى مسؤولية كل اللى عايزاه كان بيحصل لحد ما طلعتي
أنانية ومتفكريش غير فى نفسك بس أنا فى أيدي أصلح
كل ده، أنا دلوقتى و من النهاردة أنا متبرء منك ومعنديش بنت إسمها ڼارا.
شهقت والدتها و وضعت يدها على فمها أما ڼارا نظرت
له وهى غير مصدقة وهتفت بإنفعال: بابا !
قال والدها بجفاء: متقوليش بابا اعتبريني مت وانسيني
زى ما نسيتيني السنتين اللى فاتوا.
أمسكت والدتها بذراع والدها بتوسل بينما نظرت له ڼارا
بحنق و غادرت بينما قالت والدته بهمس والدموع فى عينيها: ليه ؟ دى بنتنا!
أخفض بصره لها بجمود: بنتنا ماټت يوم ما خرجت عن طوعى واتجوزت من ورايا و نسيتنا ولا كأننا أهلها.
ابتعد عنها وهو يتقدم من سرير والدة زين ويتحمد لها بالسلامة وهى تقف مكانها تشعر بالقهر على ابنتها.
عند راية كانت شبه تركض وراء هنا التى تسير بسرعة.
قالت بصوت عالى: هنا اقفي بقا.
ثم مدت يدها وأمسكتها من كتفها و أدارتها لها لتُذهل
من منظر وجهها .
كانت الدموع ټغرق وجهها و عينيها حمراء.
قالت بحزن وشفقة: هنا!
عانقتها راية بدورها وهى تقول بهمس: الظاهر مكتوب علينا ۏجع القلب فى الحب دايما!
خرجت ڼارا من المستشفى وهى تكاد ټنفجر ڠضبا.
همسات لنفسها پحقد: يعنى زين يعاملني كدة علشان خاطر
أمه وبابا يتبرأ مني بسبب ست راية ! ماشي
أنا مش هسكت لازم يخسروا لازم ادفعهم التمن قريب!
أتصلت بشخص معين: ايوا حضرتك كنت عايزاك فى حاجة مهمة.
ابتسمت بخبث و تابعت: ممكن تجهز لى ورق تنازل عن الملكية؟
رواية اضيئى عالمي الفصل الثالث والعشرون 
بارت 23
المحامى بإستغراب: ورق تنازل ؟ ممكن أعرف لايه؟
ڼهرته بحدة: مش شغلك المهم يكونوا جاهزين خلال كام
ساعة بالكتير.
ثم أغلقت بوجهه و بدأت تفكر فى خطتها الخبيثة.
بعد خروج والد و والدة ڼارا من غرفة والدة زين
التفتت له تعاتبه: ليه السرعة والتهور ده؟
ليه تعمل كدة فى بنتك الوحيدة؟
زفر بضيق: أنتِ  لسة مفهمتيش ولا إيه؟ مش شايفة
اللى بنتك عملته كدة خالص؟
هتفت بإستنكار: بس بنتى معملتش حاجة غلط
لما فكرت لقيته ده حقها هو بيحبها هى وهى بتحبه
و اتجوزوا يبقى فين الغلط؟
صاح فى وجهها بعدم تصديق: بعد كل ده ومعملتش غلط؟
هى ملقتش غير جوز بنت عمها وتروح تحبه؟
حتى لو، ليه تروح تتجوز من ورانا، ليه مجتش قالت؟
ليه تعمل فينا كدة و توطى رأسنا فى الطين؟
وفى الآخر اتجوزت ولا حاولت تخلينا نسامحها
ولا كأننا أهلها اللى عاشت معانا العمر كله وربيناها
نسيتنا!
وبعدها تقولي فين الغلط !
تابع بقسۏة: بقولك ايه آخر مرة تتكلمي معايا فى الموضوع ده وإلا والله مش هيحصل كويس ليكِ
فاهمة؟
صمتت بإمتعاض ولم ترد عليه.
جلست راية مع هنا قليلا تواسيه ثم عادت لغرفة
والدة زين، بعد مرور الوقت وعند موعد الرحيل
رفض زين المغادرة وأصر عليهم جميعا أن يغادروا
ويعودوا غدا خصوصا راية و سارة و الطفل وبالطبع
لم يتحدث مع سند الذى تجاهله.
غادروا و قام أمير و سند بتوصيل راية و سارة إلى المنزل وبقي زين مع والدته التى استغرقت فى النوم من التعب.
كان زين يحاول شغل وقته قليلا ثم طلب من الكافتيريا
كوب من القهوة حتى يظل مستيقظ فى حالة
احتاجت أمه شئ.
بعد قليل حضرت القهوة وشربها ولكن بعد وقت قليل
بدأ يشعر أن الخمول والنعاس يتسرب له حتى غرق
فى النوم مكانه.
بعد مرور خمس دقائق فتحت ممرضة الباب ثم نظرت
ورائها و أشارت لشخص بالدخول.
حينها دلفت ڼارا إلى الغرفة وهى تنظر ل زين بحذر
ثم اقتربت منه لتتأكد من أنه نائم.
التفتت إلى الممرضة وهى تعطيها نقود: شكرا طبعا
كل حاجة حصلت سر بيني وبينك وإلا مش هيحصل
طيب ليكِ كدة كدة مش هتقدري تثبتي عليا حاجة
بس التهمة كلها هتكون عليكِ أنتِ، مفهوم؟
ابتلعت الممرضة ريقها بتوتر : م.. مفهوم.
أخذت النقود وخرجت بينما ابتسمت ڼارا بإنتصار فهى
هنا من فترة ومعها أوراق التنازل وقد انتظرت فرصة
مناسبة تدخل بها حتى علمت أن زين طلب قهوة
ف طلبت من ممرضة أن تحضرها لها و قد وضعت بها
مخدر وأعطت تلك الممرضة نقود مقابل خدمتها وأن
تعطى القهوة لزين.
أخرجت الأوراق من حقيبتها و اتجهت إلى سرير والدة
زين ثم أخذت إصبع والدة زين و لونت باللون الأزرق
من علبة البصمة و قامت بوضع بصمة والدة زين على
جميع الأوراق.
نظرت لها بإنتصار وهى تفكر: كدة يا حماتى كل حاجة
ليكِ بقت ليا و إذا مۏتي و ريحتينا منك راية مش هتقدر تطول أي حاجة لأنه حتى زين شكله بقى قلبه طيب
بسبب إبنه وممكن يخليها تقعد بس أنا ساعتها مش هخليها تقعد فى حتة هطردها بقلب مستريح و سعيد
وتكون خسړت كل حاجة.
تقلب زين على الأريكة ف نظرت له بقلق وخبئت الأوراق فى حقيبتها وهى تنظر إليه ف لم تنتبه ل بضعة أوراق قد سقطوا أسفل السرير ثم خرجت من الغرفة بسرعة
أخرجتها مرة أخرى وهى تنظر لها بإبتسامة
ثم أدخلتها مرة أخرى وذهبت.
لم تنتبه ڼارا ل سارة التى تقف ورائها على مسافة
قريبة منها وقد رأت الأوراق فى يدها .
همسات لنفسها بإستغراب: هى جت تعمل هنا إيه تانى؟
وايه الأوراق دى؟ يمكن أوراق لشغل زين مهمين.
ثم رفعت كتفيها بعدم إهتمام و دلفت إلى الغرفة وهى تبحث عن كتبها التى نسيتها وتخص دراستها ولكنها دهشت أكتر عندما رأت زين مستغرق فى النوم.
حدثت نفسها مرة أخرى: طب هو زين لحق ينام
أمتي بقا؟ دى لسة ماشية!
هزت رأسها بحيرة ورأت كتبها على المنضدة القريبة
من والدة زين ف اقتربت تلتقطها ولكن سقط منها كتاب
ف هبطت على الأرض تحضره.
لفت نظرها بضعة أوراق قليلة ف أخذتها وقرأتها لتتسع
عينيها من شدة الصدمة من هول ما تقرأ.
نظرت لعمتها النائمة ولاحظت آثار بصمة على إصبعها.
قالت پغضب: هى وصلت بيكِ الدرجة لكدة يا ڼارا
الحقد وصل لكدة؟
ذهبت إلى زين بسرعة وحاولت إيقاظه بقوة: زين اصحي
يلا فى موضوع مهم، زين!
لكنه تقلب ولم يستيقظ ف عضت على شفتيها بغيظ
و خبئت الأوراق معها وعزمت الأمر على أن تخبره
بسرعة .
فى اليوم التالى عادت والدة زين إلى منزلها
وقد صممت على الإجتماع بسارة و خطيبها
وطلبت منهما أن يسرعوا أمر الزفاف
استغربوا وقلقوا من طلبها ولكن قدموا موعد
الزفاف أسبوع.
عاد زين إلى بيته ليغير ملابسه ف وجد ڼارا تتناول
قوتها .
نظرت له برفع حاجب: مش ناوى تقول حاجة يا زين؟
زين ببرود: حاجة إيه؟
تنفست بغيظ: يعنى مثلا تعتذر عن أسلوبك امبارح معايا؟
أبتسم نصف إبتسامة: وماله أسلوبي مفيهوش حاجة.
نهضت بحدة: والى عملته قدام مامتك؟
واجهها بجمود: كنتِ تستاهليه يا ڼارا.
اتسعت عينيها بذهول: استاهله! بجد!
أبعدها من أمامه: ايوا وكفاية بقا كلام أنا زهقت من
الحكاية دى و قرفت من الخناق على كل حاجة!
بدل ملابسه وغادر لمنزل أمه بينما هى كان الغيظ يأكلها
من الداخل.
بعدها كان يذهب للعمل ويمكث مع أمه معظم الوقت
حتى أصبحت ڼارا ټتشاجر معه أغلب الوقت وصار زين
يتجاهلها تمام و يعود للنوم وتغيير ملابسه فقط
أما ڼارا احتفظت بالاوراق حتى عودة المحامى من السفر
ليوثقها لها وتصبح الأملاك ملكها رسميا.
قبل الزفاف بعدة أيام طلبت سارة من زين أن تتحدث
معه لأمر مهم.
عادت ڼارا إلى المنزل وهى سعيدة ولكنها لم تجد زين
بالمنزل ف غادرت مباشرة لبيته الثانى حتى تتحدث معه
و تطلب منه أن يكف عن الذهاب.
صعد زين مع سارة إلى غرفتها.
أخرجت له الأوراق بسرعة و هى تمسك بها بقوة: زين أنا كنت عايزة أقولك حاجة مهمة بس ملقيتش الوقت المناسب يوم ما مرات عمو كانت فى المستشفى وأنت بايت معاها أنا رجعت لأني نسيت كتبى ساعتها لقيت ناراخارجة من الاوضة ومعاها ورق ولما دخلت لقيتك
نايم ولقيت زى علامة بصمة على صابع مرات عمو
ولقيت نسخة الورق دى واقعة.
ثم أعطته الورق، قرأه ثم صُدم بشدة ثم ڠضب.
نظر ل سارة بإنفعال: وليه مقولتليش فورا يا سارة
ليه استنيتي؟
قال سارة بتوتر: حاولت اصحيك أول ما عرفت لكن
كنت نايم ومعرفتش اصحيك خالص كأنك واخد منوم
بعدها كنت أنت مشغول وأنا كمان.
تذكر زين ما حدث له يومها وحالة النعاس والخمول
التى كان فيها.
فى تلك اللحظة دلفت ڼارا بقوة إلى الغرفة.
قالت بإستهزاء: والله عال يا زين للدرجة نسيت مراتك
ومبقتش حتى تقضى وقت فى بيتنا .
رفع الورق أمام وجهها وهو يقول پغضب كبير: ايه ده يا ڼارا؟
نظرت إلى الورق وقد أصفر وجهها بشدة و ارتبكت.
قالت بتوتر و خوف: ايه؟ أنا معرفش حاجة عن الورق ده!
ثم نظرت إلى سارة وهى تهتف بنبرة عدائية وتتهمها: أكيد هى اللى زورت الورق ده علشان توقع بيننا ما هى
بتحب راية وبتكر'هني متصدقهاش دى كدابة!
صاح بقسۏة وهى يرفع يده: اخرسي!
هوت صڤعة قوية على وجنتها منه لدرجة أنها وقعت
على الأرض، شهقت سارة بدهشة.
أما ڼارا رفعت بصرها له پصدمة بالغة: بتضربني يا زين!
ضاقت نظراته پغضب وعصبية وهو ينظر لها
بإزدراء.
نهضت بعصبية وقالت بدموع: بتضربني، بعد كل ده
وأنا اللى كنت جاية أقولك أني حامل!
رواية اضيئى عالمي الفصل الرابع والعشرون  
بارت 24
عقد حاجبيه بشدة: حامل؟
بكت ڼارا : ايوا أنا كنت بتعالج كل الفترة دى  و خفيت و كنت جاية أقولك أنى حامل وأفرحك لكن
واضح أنه أنا مبقاش ليا أي قيمة عندك سواء موجودة
ولا لا ف أنا هريحك مني خالص.
ثم ركضت من أمامه أما سارة أمسكت بذراع زين : زين
روح وراها بسرعة لتعمل فى نفسها حاجة.
زفر زين بضيق ثم ذهب خلفها.
كانت ڼارا تركب سيارة التاكسى وهى تبكى أما زين
ف كان فى سيارته وراءها بمسافة.
وصلت إلى البيت وصعدت غرفة النوم بسرعة و أغلقت
الباب عليها.
وصل بعدها زين بمدة وصعد ورائها.
كانت راية تعمل فى مكتبها ثم قامت بفحص بعض
المړضي حين رن هاتفها فجأة.
وجدته زين ف عقدت حاجبيها بإستغراب: الو؟
تكلم زين بتوتر: راية أنتِ فين؟ فى مصېبة.
شعرت راية بالقلق: مصېبة إيه؟
تحدث زين بإنفعال : ڼارا حاولت ټنتحر.
صُدمت راية : بتقول ايه؟ طب انتوا فين دلوقتى؟
قال پخوف: إحنا جايين على المستشفى دلوقتى.
قالت بسرعة: تمام أنا هستناكم.
وصلوا بعد قليل ف أسرعت إلى إليهم.
قالت لزين: خليك هنا يا زين وأحنا هنهتم بيها.
قال لها بجدية: راية ڼارا شربت سم و واضح أنه قوى
جدا و كمان خدت أدوية كتير.
تنفست بحدة: تمام إحنا هننقذها أن شاء الله.
كانت على وشك الذهاب حين ناداها.
التفتت له: نعم؟
تحدث زين بتوتر: ڼارا حامل.
نظرت له راية پذعر وهى ترفع يدها بقلة حيلة: طيب خلاص أن شاء الله خير.
أسرعت راية معهم لينقذوها أما زين ف جلس
على كرسى الإنتظار و وضع وجهه بين يديه بقلة
حيلة.
مر الوقت عليه ثقيلا حتى خرجت راية من غرفة 
العمليات.
نهض بسرعة وقال پخوف: حصل إيه؟
تنهدت بأسف: ڼارا الحمد لله كويسة بس للأسف
مقدرناش ننقذ الجنين و كمان....
زين بنبرة جدية: كمان ايه؟
راية بحزن: بسبب السم و الأدوية الكتيرة اللى شربتها
حصل ضرر كبير أوى فى الرحم و اضطرينا نستأصله.
توسعت عيون زين بذهول ثم قال بسخط: كل ده بسبب تسرعها ليه يا ڼارا لييه!
نظرت له راية بهدوء: هى هتفوق كمان شوية لو عايز
تشوفها هى هتبقي محتاجاك أنا مهمتي خلصت هنا.
كانت على وشك الذهاب حين ناداها برقة: راية.
التفتت له ببرود: نعم؟
قال بإمتنان: شكرا ليكِ .
أومأت برأسها دون أن ترد و ذهبت.
رغم إرادتها وجدت نفسها تتوجه لغرفة ڼارا .
دلفت بهدوء و نظرت لها، وجدت شعور من الشفقة
والحزن تشعر به ناحيتها رغم كل ما فعلته لها.
إنهما أبناء عم و كانت تعتبرها شقيقتها فى يوم حتى 
وإن لم تكن ڼارا تظهر نفس النوع من المشاعر.
استيقظت ڼارا ببطء ف اقتربت منها راية تسألها بهدوء: حاسة بأيه؟
قالت بتعب: هو إيه اللى حصل؟
قالت راية بشفقة: بسبب السم خسرتِ الجنين للأسف
و الرحم عندك تضرر و اضطرينا نستأصله.
تجمعت الدموع فى عينيها وهزت رأسها بنفي: لا أنتِ
كدابة أنا مش مصدقاكِ، أبني بخير.
وضعت يدها على بطنها وهى تتحدث پهستيريا: أنا حاسة بيه هو كويسة وبخير.
اقتربت منها لتهدئها: أهدى بس يا ڼارا.
نظرت لها بشراسة: أبعدى أنتِ أكيد دلوقتى فرحانة
فيا طبعا.
هزت راية رأسها بقلة حيلة: رغم اللى حصل ولسة بتفكري
كدة، بس اعرفي أنه كل حاجة بتحصل لك
هى من عمايل أيدك أنتِ وأنتِ السبب فيها، أنا معملتكيش حاجة يا ڼارا أبدا رغم أنه أنتِ اللى أذتيني حتى 
إبنك دلوقتى، شربتي السم بمزاجك رغم علمك أنك حامل
ف ملتوميش حد غيرك على خسارة الطفل واللى بيحصل
فى حياتك.
صړخت بها بعدائية: أطلعي برة مش عايزة أشوفك.
خرجت راية التى تزامن خروجها مع ولوج زين.
مدت ڼارا يدها لزين تقول پبكاء: زين خسرنا ابننا.
وقف زين ببرود: خسرناه ولا أنتِ السبب فى مۏته؟
نظرت له بدهشة وحاولت التبرير: لا طبعا أنا معملتش
حاجة كل حاجة كانت بسبب راية، هى السبب فى كل
حاجة بتحصل فى حياتنا يا زين ودلوقتى خسرنا ابننا
بسببها.
قال بتوبيخ قاسى: بطلي ترمى كل حاجة فى حياتنا على راية لو حياتنا اټدمرت فهو بسببك وبسبب كل حاجة عملتيها وابننا ماټ بسببك وبسبب تهورك و أنانيتك
وبس! أنا تعبت منك ومن كل حاجة عملتيها و زهقت!
ثم تركها وغادر بينما هى بكت بشدة وهى تنادى عليه و 
تراه يتخلي عنها: يا زين متسبنيش يا زين!
لكنه تجاهلها و غادر ولم يرد عليها 
رواية اضيئى عالمي الفصل الخامس والعشرون   
بارت 25
لحق زين ب راية التى كانت متوجهة إلى مكتبها.
ناداها بصوت عالى ف التفتت له: نعم؟
أقترب منها وهو يقول بود: أنا بس حابب أعتذر منك
على أسلوب ڼارا معاكِ و...
رفعت يدها وقاطعته: مفيش داعى للإعتذار ومحصلش
حاجة أولا
ثانيا كان فى حاجة عايزة أتكلم معاك فيها .
زين باهتمام: هى إيه؟
نظرت له بجمود: أنا مقدرة طبعا أنه أنت بتيجي تشوف
مامتك بس أنت مش ملاحظ أنه وجودك
بقي كتير الأيام دى والصراحة ده شئ مش مخليني
أخد راحتى وخصوصيتي.
قال بإحراج: أنا مقدر ده بس أنا مش غريب و...
قاطعته بحدة مجددا: لا غريب بالنسبة ليا على الأقل
ولو سمحت لحد ما يعدى فرح سارة والمواضيع دى
كلها تتحل مش عايزة أحس بوجودك فى البيت وأنا موجودة .
ثم تركته و ذهبت بينما هو وقف مكانه بإحراج من موقفها .
كانت ڼارا تبكى وحيدة فى غرفتها فى المستشفى
ولا تعرف لمن تلجأ حتى أتى ببالها والدتها ف اتصلت بها.
ڼارا پبكاء: ماما تعالى لي بسرعة.
شعرت والدتها بالخۏف: مالك يا ڼارا ؟ حصل إيه؟
قالت بصوت متقطع من البكاء: ا.. أنا ف..فى المستشفى
دلوقتى ت...تعبانة تعالى.
قالت والدتها بسرعة: حاضر هحاول أطلع من البيت
واجي فورا يا حبيبتى.
بعد قليل دلفت والدتها إلى غرفتها ف رفعت ڼارا نفسها
حتى تعانقها.
قالت والدتها پذعر من منظرها: حصل إيه يا حبيبتى؟
قالت پبكاء: كنت حامل وسقطت، خسړت أبني وزين
هيسبني بسبب راية يا ماما.
والدتها بحزن: سقطتي؟ يا حبيبتى, طب راية عملتلك
ايه؟
ڼارا پقهر: هى السبب فى كل حاجة و أنه زين بدأ
يبعد عني بسببها حتى خسړت أبني بسببها وبابا
ومش عارفة أشوفك بسببها بردو ليه تعمل فيا؟
أنا تعبت أوى يا ماما.
احتضنتها والدتها وهى تحدث نفسها أنها يجب
أن تتحدث مع راية قريبا جدا، ف حياة و مستقبل ابنتها الوحيدة على المحك.
الصورة
كانت هنا تعمل حين أتت لها السكرتيرة تخبرها 
بشخص يريدها فى أمر عاجل.
ف أخبرتها بأن تدخله وانتظرت بفضول.
اتسعت عيناها مع اتضاح هوية الزائر الذى كان سند.
نهضت بتوتر وارتباك: أستاذ سند فى حاجة؟
قال بهدوء: هو لازم يكون فى حاجة وحشة علشان اجي
ولا إيه؟
قالت ببلاهة: ها؟
استوعبت مظهرها الأحمق ف حاولت السيطرة على انفعالها: اتفضل حضرتك، حضرتك بتشتكي من حاجة
جاي تكشف؟
جلس وهو يبتسم: بشتكي من حاجة مهمة جدا وجاي
تشوفي لي حل .
جلست بعدم ارتياح: حاجة إيه؟
تحولت تعابير وجهه للجدية: الصراحة أنا مليش فى اللف
ولا الدوران وبحب أكون صريح، آنسة هنا
أنا يشرفني أتقدم لك، حضرتك موافقة؟
ابتسمت له ببلاهة وعدم استيعاب وهى تقول: ها؟؟
أتصل زين بوالد ڼارا و أصر على مقابلته، وهو الأمر
الذى رفضه فى البداية ولكن بسبب إصراره وافق على مضض.
جلس والد ڼارا بإمتعاض: ياريت تقول اللى عايزه بسرعة
لأنى مش فاضى.
أخذ نفسا عميقا ثم قال بتوتر: عمى أنا عارف أنه أنا
غلطت كتير وحضرتك طبعا مش متقبلني بس أتمني
حضرتك تسمعني للآخر وتفهمني.
انتظر حديثه بصبر حين قال زين فجأة: بتمني من
حضرتك تساعدني و تقنع راية تتنازل عن قضية الخلع!
رواية اضيئى عالمي الفصل السادس والعشرون  
بارت 26
عقد والد ڼارا حاجبيه: نعم؟
قال زين بإرتباك: قصدي يعنى تحاول تخليها تتنازل يا عمى، أنا مش عايز أطلقها.
حدجه بنظرات من أعلى لأسفل: وأنت جاي تكلمني أنا فى الموضوع ده ليه؟
أستغرب زين: لأنك عم راية يا عمى وأكيد كلامك
بيأثر فيها وهتقدر تقنعها.
قال بصوت صارم: أنا لو هقعد مع راية علشان اكلمها فى حاجة هيبقي علشان تكمل فى قضية الخلع وتسيبك.
قال زين بإندهاش: عمى ا..
وقف والد ڼارا وقال بصوت غليظ: مسمعش منك كلمة
بعد كل حاجة جاي تقولي أقنع راية ؟ أنت بجح أوى
أنا لو أطول كنت أطلق الاتنين منك بس اعمل إيه
بنتى وبتحبك ولا كأنها شايفة غيرك وبنت أخويا
اللى اعتبرتها بنتى ورطتها فى لعبتك القڈرة 
بس هانت قريب جدا وهتخلص منك 
روح لمراتك أحسن وعيش بقا وأنا مش عايز أشوف وشك
تانى ولا تكلمني.
ثم غادر وتركه مكانه يسيطر عليه الإحباط من موقف والد ڼارا منه وتأكد بأنه لن يساعده.
عند هنا كانت مازالت تنظر ببلاهة ل سند ولم تستوعب
قوله بعد.
فجأة بدأت الإبتسامة تختفى عن ثغرها : حضرتك بتقول
ايه؟
تحرك بعدم ارتياح فى مكانه: بقولك عايز أتقدم لك، موافقة؟
نهضت من مكانها بسرعة وهى تنظر له پصدمة 
ثم تحركت وهى على نفسها وضعها حتى وصلت إلى الباب
و فتحته برجفة وهو ينظر لها بقلق وتعجب.
فتحت الباب وبدأت تركض بشدة حتى وصلت إلى مكتب
راية.
فتحت الباب بقوة وقالت بصوت عالى : راية!
فُزعت راية التى كانت تفحص مريضة واقتربت
منها بسرعة قائلة بقلق: فى إيه يا هنا ؟
قالت هنا بصوت لاهث: س..سند .
راية بحيرة: ماله؟
اتسعت عينا هنا وصړخت بدهشة كأنها تستوعب للتو
ثم نظرت لراية بفرحة كبيرة وهى تمسك بيدها : سند
جالى المكتب وطلب أيدي.
ابتسمت راية : بجد؟ أمتي؟ طب قولتيله إيه؟
لمعت عيناها من السعادة وقالت بحماس: لسة دلوقتى 
جالى مكتبي وأنا قولتله....
ظهر الذعر على وجهها ثم وضعت يديها على وجهها
وقالت : يالهوى ده أنا سيبته فى مكتبى من غير 
ما ارد لا يفتكر أنى برفض ويمشي.
ثم ركضت من أمام راية بسرعة ف ضحكت راية بخفة
عليها وعادت إلى عملها.
عادت هنا إلى الغرفة بسرعة لتجد سند وهو ينهض
وعلى وشك الذهاب.
قالت پذعر: أنت رايح فين؟
حدق بها بتعجب: كنت همشي واضح أنه طلبى مرفوض.
اندفعت تقول: لا  والله  ده أنا حتى مستنياه من زمان
وأنت ولا على با.....
انتبهت لما تقوله ف وضعت يدها على فمها بإحراج
وقد أحمر وجهها.
قال بإبتسامة ماكرة: وأنا ايه؟
ارتبكت و جالت بأنظارها فى أرجاء الغرفة: اااه...ااااا
قال سند بهدوء: خلاص أنا هكلم  والدك أخد
منه معاد قريب إن شاء الله علشان نتعرف ونحدد معاد
الخطوبة، مع السلامة.
ما أن غادر حتى أغلقت الباب ثم ضحكت بسعادة
وهى تقفز فى أرجاء الغرفة حتى تهاوت على الأريكة
وهى مازالت تضحك وتفكر فى مستقبلها معه.
مرت عدة أيام وقد انشغل الجميع بتجهيزات زفاف
سارة السريع و تجاهل زين ڼارا كليا و أصبح لا يهتم بها حتى أتى يوم الزفاف وتم على خير وكانت سارة
ستسافر مع زوجها بعدها بأسبوع.
كانت راية تنظر لها برضى وهى تتمني أن تحظى بحياة
سعيدة ويكون زوجها داعم لها حين أحست بأحد يقف
خلفها.
نظرت و وجدته زين ف عادت ببصرها إلى الأمام بهدوء.
قال زين بإبتسامة: أنا مش مصدق خلاص أنه سارة 
اتجوزت حاسس أنها كبرت بسرعة أوى.
لم تلتفت له بل قالت بمرارة: حتى لو كبرت واتجوزت
هى هتفضل محتاجاك ياريت تفضل جنبها 
ومامتك بردو هتفضل محتاجاك ف أقف جنبهم و ادعمهم
و متتخلاش عنهم .
ثم تحركت لتذهب ولكن تعثرت بشي على الأرض و
كادت أن تقع لولا أمسك بها زين وأسندها له.
نظر لها بشرود أما هى ف ابتعدت ببرود: شكرا .
كانت تسير عندمااستمعت راية لشخص يناديها ف استدارت ل والدة ڼارا
التى اقتربت منها بجدية: أنا عايزة أتكلم معاكِ.
راية بود: نعم يا مرات عمو؟
والدة ڼارا بحدة: راية أنتِ عارفة أنه طول عمرك
بعاملك زى بنتى بالضبط و مفرقتش بينك وبين
ڼارا، ربيناكِ و كبرناكِ لحد ما بقيتي دكتورة ناجحة
حتى جوزناكِ ويبقي رد جميلك فى الآخر تدمرى
حياة ڼارا؟ تعملي فيها كدة ؟
صُدمت راية من الإتهامات الموجهة لها: أنا يا مرات عمو؟
أنا اللى ډمرت ڼارا  ولا هى اللى دمرتني؟
قال زوجة عمها بقسۏة: هى مكنتش تقصد وزين بيحبها
هى ليه تدخلي بينهم ؟ ڼارا دلوقتى بسببك تعيسة جدا.
تجمعت الدموع فى عينيها من أسلوبها وحديثها
وهمت بالرد حين تدخل زين قائلا بثقة: راية مدمرتش
حاجة ولو ڼارا تعيسة فهو بسبب تصرفاتها هى
وطيشها و انانيتها، أنا فى الأول كنت بحبها لكن دلوقتى
بسبب كل تصرفاتها بتبعدني عنها .
حدقت به والدة ڼارا بدهشة وغيظ أما راية ف لم تهتم لهم
وغادرت لغرفتها وهى حزينة و محبطة 
كأن الكون كله يتكاتف ضدها أو جميع ما يحدث هو
غلطتها!
كانت تجلس مع أبنها تلاعبه وتحاول أن تنسى حزنها
به حين دق الباب.
راية : أتفضل.
دلف زين ف عبست راية فجأة: فى حاجة؟
قال زين بلطف: جيت أشوفك بعد اللى حصل وأقولك
متزعليش ڼارا هى اللى مخلياها كدة 
وجيت أشوف عُمير بالمرة.
وقفت وهى تتأفف بعد أن أعطته الطفل .
قال زين بتردد: راية أنا كنت عايز أكلمك فى حاجة
مهمة.
راية ببرود: نعم؟
حاول الابتسام وقال بتوتر: راية أنا مش عايز نطلق،
إيه رأيك نرجع لبعض؟
رواية اضيئى عالمي الفصل السابع والعشرون   
بارت 27
حدقت راية أمامها پصدمة أما زين أكمل بنبرة تودد:
أنا عارف أنه اللى حصل مني مش شوية بس أنا
فوقت يا راية وعرفت قيمتك بجد أتمني تديني فرصة
و تسامحيني و نرجع مع بعض ونعيش كلنا سوا.
ظلت تنظر له لعدة دقائق دون رد فعل ثم بدأت بالضحك فجأة بشدة حتى أستغرب منها.
توقفت عن الضحك وهى تحدق به ببرود: كانت نكتة
حلوة أوى يا زين أبقي قول زيها تانى.
تحدث بنفاذ صبر: راية أنا...
قاطعته پغضب: أنت إيه ؟ أنت خلاص زهقت من اللى
بتعمله وجاي لراية اللى استحملت ؟ جاية بعد 
ايه يا زين بعد إيه؟
زين برجاء: راية والله هعوضك عن كل ده بس...
رفعت يدها تسكته: الموضوع انتهى خلاص ومفيش
حاجة تانية نتكلم فيها.
فى تلك اللحظة طرق الباب لتذهب راية وتفتح
لتجده أمير.
أمير بإبتسامة: فينك يا راية كلنا مستنينك تحت
وفين عُمير؟
ظهر زين من وراء راية يحمل عُمير ف اختفت الإبتسامة
من على وجه أمير.
قالت راية بتوتر: أنا جيت علشان عُمير يا أمير و نازلة
أهو.
قال زين ببرود: وهو كان لازم أنت اللى تطلع تنادى راية؟
ما أي حد موجود.
أبتسم أمير بهدوء: طلعت لأنه راية بنت عمى و أختى كمان قولت أشوفها واطمن عليها لو فى حاجة لأنها
اختفت فجأة و عموما طبعا مكنتش هدخل الاوضة.
التفتت راية تأخذ عُمير من زين بشئ من الحدة 
ثم عادت لأمير: أنا جاية معاك يا أمير يلا.
ذهبت معه وتركت زين يقف پغضب مكانه وهو يقرر
أنه لن يستسلم .
بعد ذهاب سارة مع زوجها بدأت والدة زين تشعر بالتعب
والضيق .
أنتبهت لها راية ف اقتربت منها : مالك يا ماما؟
قالت بصوت ضعيف: مش...مش قادرة أخد نفسى يا راية.
حاولت أن تسندها ولكن أغمي عليها ف صړخت راية بفزع
لينتبه لها بقية الناس.
بعد فحصها تبين سوء وضع قلبها وأن حالتها ليست
جيدة وتحتاج للرعاية.
رفضت والدة زين أن تذهب إلى المستشفى: أنا مش هروح
فى حتة أنا هفضل هنا والحمد لله أنه سارة مشيت 
أوعى حد يقولها حاجة.
أقترب منها زين يقول بتوسل: يا ماما بالله عليكِ 
خلينا نروح المستشفى أحسن.
والدة زين بعناد: مش هروح فى حتة يا زين 
هفضل هنا.
كانت راية المسؤولة عن رعاية والدة زين الطبية
ولكن فى اليوم التالى طلبت منها أن تتحدث مع زين على
إنفراد.
قالت بصوت مجهد وهى تتنفس ببطء: زين مبقاش فى وقت خلاص أنا رايحة لباباك اسمعني.
ازدرد ريقه بصعوبة: ماما متقوليش كدة أن شاء الله هتبقي كويسة .
بدأت تتنفس بسرعة وصعوبة: لا أنا خلاص ھموت يا زين
كان نفسى يا بنى نعيش حياة أحسن من كدة كنت
دايما بحلم باليوم التى تكبر وتتجوز فيه ويبقي لك عائلة بس للأسف أنا كل حاجة حلمت بيها اټدمرت و أبوك راح مني  وأنا مبقتش قادرة أعيش من غيره، كان نفسى 
أعرف كل ده حصل فينا ليه، أنت ظلمت راية و إبنك
حاول تصلح غلطتك وتعيش حياة كويسة يا زين 
و خلي بالك منهم ومن سارة وصالح سند الحياة فيها
إيه علشان تفضلوا متخاصمين.
بدأت تشهق بقوة ف نهض زين پخوف: ماما مالك؟
استني أنا هنادى راية يا ماما وهتبقي كويسة.
ذهب يحضر راية و عاد معها بسرعة ثم أخرج
هاتفه يتصل على الإسعاف فى الوقت الذى تفحصها راية به.
تركت راية يدها وهى تبكى وتقول : ماما!
نظرت ل زين الذى وقع منه الهاتف پصدمة: ماما راحت
يا زين!
أقترب منها وقال پهستيريا: لا لا هى كويسة هى عايشة
و هتقوم دلوقتى لا لا  قومى يا ماما يلا يا ماما 
قومى.
بكت راية وهى تجلس بجانب سريرها أما زين ف انهار
تماما وهو يبكى بشدة لخسارته والدته.
دُفنت والدة زين بسرعة و عادت سارة  مع زوجها فور معرفتها الخبر .
كان زين مڼهار تماما فى منزله وينظر أمامه بعيون حمراء من كثرة البكاء حين رأته ڼارا التى
قالت ببرود: فى إيه؟
لم ينظر لها بل قال وهو على نفس الوضعية: ماما ماټت.
ابتسمت: بجد؟ ده خبر مفرح.
رفع بصره لها بحدة: ڼارا!
بدأت تضحك پجنون: لا ده خبر حلو جدا أخيرا خلصت
منها دلوقتى هى مش موجودة علشان تبعدك عني.
نهض بحدة وهو يمسك بها بقوة ويقول بحنق شديد: أنا مش فايق لك ولا فايق لجنانك ده أحترمي نفسك
وخدي بالك بتقولي إيه أحسن وإلا أقسم بالله رد فعلى
هيبقي وحش.
حدقت به بتعاسة: دلوقتى زعلان مني يا زين؟
أنا اللى بحبك وعايزة مصلحتك، زين أنت حبيبى
وأنا وأنت بنحب بعض .
أبتعد عنها بملل وقال بغيظ: لا ده أنتِ عقلك راح منك
خالص أنا ماشى.
تمسكت به بتوسل: زين متسبنيش بالله عليك، أنا طول
الوقت ببقي لوحدى وأنت بتسبني أنا زهقت.
أفلت نفسه منها ببرود و ذهب دون أن يرد عليها
وتركها تبكى .
بعد إنتهاء أيام العزاء عادت سارة مع زوجها إلى منزلهم
وكانت تستعد للسفر معه نهائيا أما راية فقد حزمت
أمتعتها هى وابنها و عادت لبيت عمها و قد طلبت
منه أن يحلق لها عن بيت مستقل تعيش فيه من أبنها.
فى البداية رفض ولكن بعد إصرارها وافق خصوصاً
أنه علم بتوتر العلاقة بينها وبين زوجته.
كان زين يفكر فى حل حتى تعود له راية مع طفلهما
حين أخرج هاتفه و أتصل بشخص معين.
زين بهدوء: أمير ممكن أقابلك ونتكلم شوية؟
فى المساء عاد أمير الذى تأخر قليلا عن موعد العشاء.
قابلته راية فى الصالة: فينك يا أمير كل ده؟
أمير بتريث: راية ممكن نتكلم شوية؟
حدقت به بإستغراب: أكيد بس نتعشى الأول.
أمير بإصرار: لا دلوقتى ضروري.
قالت بقلق: طب فى ايه يا أمير قلقتني.
تنهد وهو ينظر فى الأرض ثم رفع بصره لها وقال 
بجدية شديدة: زين كلمني وأنا روحت قابلته
كمان أنا روحت للمحامي وقولتله يتنازل عن قضية
الخلع بدالك.
رواية اضيئى عالمي الفصل الثامن والعشرون 
بارت 28
عقدت ما بين حاجبيها : أنت بتقول إيه يا أمير؟
أغمض عينيه وهو يتنفس بعمق ثم حدق بها: أنا عارف
أنك هتتعصبي بس أنا عملت ده علشان مصلحتك
والله.
صړخت فى وجهه بغيظ: هو ايه اللى علشان مصلحتي
يا أمير أنت بتهزر؟ ازاي تعمل حاجة زي دى من
غير ما تقولى ولا تستشرني الأول إزاي تقرر من نفسك
كدة!
التفتت حولها بغيظ شديد وكأنها تريد شيئا ما حتى تفرغ
فيه ڠضبها.
حاول أن يهدئها: راية أنا عمرى عملت قبل كدة حاجة
مش فى مصلحتك أو تأذيكِ؟
تجمعت الدموع فى عينيها وقالت بحنق شديد : بس دى حياتى أنا يا أمير وده قراري أنا ليه تعمل كدة من غير
ما تقولى ليه؟ ليه كلكم بتعملوا فيا كدة؟
بدأت تبكى پقهر: حرام عليكم بقا ليه كل واحد فاكر
أنه ليه الحق فى حياتى ماعدا أنا، أنا تعبت 
يا أمير، أنا صاحبة القرار سواء أرجع ولا لا أنا اللى 
أقول مش أنت، كلكم كدة بتتلاعبوا بحياتى وأنا
فى آخر الحسابات مع أنها حياتى أنا.
جلست و وضعت يدها على وجهها: يارب ليه كدة يارب
استغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم.
كان ينظر إليها بعيون دامعة ثم جلس أمامها
على ركبته: راية أنتِ أكتر واحدة عارفة أنه عمرى
ما أعمل حاجة تأذيكِ أبدا و لا تكون مش فى مصلحتك
أنا آسف يا راية بالله عليكِ متزعليش مني أنا عملت
اللى فكرته الصح ليكِ، أنا آخر واحد يفكر فى حاجة
تضايقك بجد يا راية .
رفعت بصرها له : ايوا بس تكلمني تقولي مش تتصرف
من دماغك كدة يا أمير أنت كدة بتقهرني أكتر
مانا مقهورة.
قال بندم وآسف: أنا آسف بجد يا راية أنا عملت 
كل ده علشانك والله أنتِ و عُمير مش أكتر.
مسحت دموعها بقوة: ويا ترى البيه قالك إيه بقا علشان
تميل لصفه كدة؟
أجابها بصوت رخيم: مش مهم قال إيه المهم أنه المرة
دى أتأكدت أنه هيحافظ عليكِ يا راية أنتِ و عُمير.
راية بجدية: وأنا مش مصدقة يا أمير مش مصدقة
خالص .
أتى والد ڼارا يقول بتعجب: مالكم قاعدين كدة ليه؟
نهض أمير: مفيش حاجة يا بابا كنت بتكلم مع راية
فى موضوع.
والد ڼارا بريبة: موضوع إيه؟
نهضت راية أيضا تقول بجفاء: زين كلمه يا عمو 
علشان أرجع له.
والد ڼارا بدهشة: فعلا؟ وقالك ايه يا أمير؟
أمير بهدوء: قالى أنه ندمان على كل حاجة والمرة
دى مستعد يعمل أي حاجة علشان يرضي راية يا بابا
و ترجع له هو وابنهم.
التفتت راية بثورة لعمها: شايف يا عمو آخر ما زهق
عمل ايه؟ راح يكلم أمير و يكدب عليه.
تنهد عمها ثم قال: نتكلم بعدين فى الموضوع ده  
يلا نأكل.
لم تلتفت لأمير وهى تلحق بعمها مما يدل على استياءها منه أما هو وقف بحزن يتذكر لقاءه مع زين.
ذهب أمير لمقابلة زين وجلس أمامه ببرود: نعم ؟
زين بإرتباك وعدم ارتياح: أمير أنا عارف أنه العلاقة بيننا مش كويسة وأنت فاكر أنه أنا شخص مش كويس معاك حق أنا عملت حاجات مش كويسة و استاهل كل اللى يحصل بس صدقني يا أمير أنا ندمت على كل حاجة عملتها و فوقت من اللى كنت فيه وعرفت قيمة راية و إزاي هى كويسة جدا أنا نفسى نرجع لبعض بس لما
طلبت منها هى مصدقتنيش ومصرة تنفصل
علشان كدة أنا كلمتك تساعدنى.
نهض أمير بحدة وقال بقسۏة: أنت بتهزر لو فاكر
أنه أنا ممكن أساعدك فى حاجة زى كدة!
أنا أصلا هساعد راية علشان تخلص منك وتعيش
حياتها بقا وترتاح.
تطلع له زين برجاء: لو سمحت يا أمير أقعد واسمعني
للآخر و صدقني أنا صادق فى كل كلمة بقولها.
جلس مجددا بإمتعاض واستمع له: أمير أنت أكتر واحد
عارف راية وبتهتم بيها وبمصلحتها ومصلحة أبنها
أنا أدركت أنه أنا بحب راية يا أمير ونفسى نرجع
لبعض تانى وأنت عارف أنه راية كانت بتحبني
هى مچروحة مني اه بس أنا أقدر اخليها تسامحني.
أكمل وهو يحاول إقناعه بحديثه: طبعا أنت عايزة 
راية تبقى سعيدة و بجد أنا أقدر اخليها سعيدة
لو رجعنا لبعض تانى و أنا بحبها وناوى المرة
دى اعوض كل حاجة وحشة عملتها .
حدق به أمير بتفكير ف تابع زين مجددا: صدقني يا أمير
أنا أضمن لك سعادة راية المرة دى وسعادة ابننا لو
رجعنا سوا فعلا وأنا هحافظ عليها واصونها
بجد يا أمير المرة دى أوعدك وفكر أنه كل ده
فى سبيل سعادة راية ومصلحتها هى.
نهض أمير بوجوم: هفكر وأشوف أقدر أعمل إيه.
أبتسم زين ونهض يسلم عليه بإمتنان: شكرا يا أمير
شكراً جدا صدقني مش هتندم على موقفك ده.
عاد بذاكرته إلى الحاضر ثم شعر بشئ رطب على وجهه
ف رفع يده ليكتشف أنها دمعة انحدرت على خده 
ف مسحها بسرعة وهو يستعيد هدوئه و مرحه
الزائف حتى لا يشعر أحد بما فى قلبه.
انتهى العشاء وكانت على وشك الذهاب إلى غرفتها
حين أعترض طريقها أمير.
قالت ببرود: عايز إيه يا أمير؟
قال بحزن : هتفضلي زعلانة مني بردو يا راية؟
كټفت ذراعيها وهى تنظر بعيدا : أنت شايف اللى عملته يزعل ولا لا؟
تنهد بقلة حيلة: يزعل بس أنا عملته علشان مصلحتك
يبقي ميزعلش.
رفعت حاجبها: والله؟
أبتسم لها بمرح: والله حتى أنا كنت ناوى اتبرع واخد
عُمير و اخلي بالى منه بكرة طول اليوم.
لم تستطع إلا أن تضحك: خلاص كدة اتصالحت يعنى
وبعدين مهو عُمير كل يوم معاك هو مع مين يعنى.
ضحك هو أيضا : المهم أنك ضحكتي و مبقتيش زعلانة.
فى اليوم التالى كانت فى عملها حين التقت بزين فجأة.
راية بدهشة: زين بتعمل ايه هنا؟
زين بتوتر: راية عايزة أتكلم معاكِ ضرورى.
راية بجمود: مفيش كلام بيننا يا زين.
توسل لها: لو سمحتِ خمس دقائق بس.
أومأت بصمت و أشارت له أن يتبعها إلى مكتبها.
جلست أمامه ببرود: نعم عايز إيه؟
ابتلع ريقه بتوتر: راية أنا بجد ندمان المرة دى ليه
مش مصدقة؟
ابتسمت بسخرية: لأنى شوفت منك بما فيه الكفاية يا
زين و كمان....
قاطعها وهو يركع أمامها ويمسك يدها بتوسل شديد
مما جعلها تجمد مكانها من الصدمة والارتباك.
توسل لها قائلا پبكاء حار: راية صدقيني أنا ندمان المرة
دى بجد و نستعد أعمل أي حاجة علشان تسامحيني
أنا فهمت وعرفت قيمتك بالله عليكِ اديني فرصة
تانية علشان نعيش مع بعض ومع ابننا سوا 
بالله عليكِ يا راية متقوليش لا اديني فرصة واحدة.
نظرت لها بحيرة و ارتباك ولم ترد .
عند أمير كان يشعر بالقلق على شقيقته ف ذهب لمنزلها
حتى يطمئن عليها، وحد المنزل مفتوحا ف دلف.
كانت ڼارا جالسة بشرود أمامها كأنها لا تعى أي شئ حولها.
وضع يده على كتفها ف انتفضت بفزع.
أمير بتعجب: ده أنا يا ڼارا.
نظرت له بهدوء: ازيك يا أمير؟
أبتسم و أقترب منها يعانقها : عاملة إيه يا ڼارا؟ وحشتيني.
ابتسمت بضعف: أنا بخير وأنت أخبارك؟
وضع يده على وجهها بحنان: الحمد لله يا حبيبتى
مش ناوية تيجي تزورينا بقا يا ڼارا؟
اختفت الإبتسامة عن وجهها: لا بابا اللى بعدنى عنكم
وده مش ذنبي أنى بحب زين وعايزة أعيش معاه.
قال بهدوء: بس أنتِ غلطتي باللي عملتيه مع راية من 
البداية يا ڼارا.
أصدرت صوتا ساخرا وقالت بتهكم: طبعا مفيش أحسن منك يدافع عنها.
حدق بها وقال بصبر: طب مفكرتيش فى حالة زين 
دلوقتى؟ 
هو سايبك لوحدك طول الوقت مش ممكن يرجع ل راية ؟
ڠضبت بقوة وصړخت به: لا طبعا مش ممكن زين بيحبني
أنا ومش هيسبني وراية مش هتاخده مني أبدا
لو جاب هنا علشان كدة ف أمشي ومتجيش تانى يلا
أمشي.
دفعته بعيدا حتى يذهب وجلست وهى تعانق نفسها
وتهمس پجنون أن زين لها ويحبها ولا يمكن أن يتركها
أبدا.
نظر لها بحزن و شفقة وهمس: الظاهر أنه مكتوب
علينا نحب ناس مش هتحبنا ومش هتكون لينا. و غادر.
عادت راية من عملها فى المساء و وجدت عمها 
ينتظرها فى الصالة.
ابتسمت له بإستغراب: قاعد كدة ليه يا عمو؟
قال بنبرة جدية: اقعدى يا راية عايزة أتكلم معاكِ
فى موضوع مهم.
جلست بقلق و فضول وانتظرته ليبدأ الكلام.
قال بنبرة ثابتة وهو يحدق بها: زين كلمنى تانى النهاردة
علشان ترجعوا لبعض.
تأففت بضيق: هو زين محاصرني من كل حتة كدة ليه؟
عمها بحزم: اسمعي بس أنا قولت أتكلم معاكِ لأنك
عاقلة وهتفهمي.
راية پألم: أنت اللى بتقول كدة يا عمو؟ أنت نسيت هو
عمل معايا ايه؟
عمها بحكمة وحنان: أنا مش بقولك ارجعي له يا راية
أنا جيت أقولك زين كلمني علشان ترجعوا
وأقولك أنه أنا معاكِ فى أي قرار تاخديه المهم ايه بقا؟
المهم يكون اللى أنتِ عايزاه ويريحك يا بنتى  فى الآخر ف علشان كدة خدى وقتك وفكرى و قولى
قرارك، هو جاي بكرة أن شاء الله علشان يعرف قرارك و  ياخدك لو وافقتي ترجعى
ساعتها عرفيه قرارك إيه،  وأنا معاكِ فى أي حاجة تمام؟
أومأت برأسها و قالت : تمام يا عمو.
ثم نهضت بهدوء دلفت إلى غرفتها وهى تفكر بجدية
و عمق حتى توصلت لقرارها النهائى براحة تامة!
رواية اضيئى عالمي الفصل التاسع والعشرون  والاخير
بارت 29 والأخير
فى اليوم التالى كان أمير فى غرفته يحدق
إلى نفسه فى المرآة بتعبير أقل ما يقال عنه أنه اليأس.
تتساقط الدموع من عينيه ولكن يبكى بصمت تام
سمع طرق على باب غرفته ف مسح دموعه بسرعة
وهو ينهض.
قال بهدوء: أتفضل.
دلفت والدته إليه: ايه يا حبيبى قاعد لوحدك ليه؟
أبتسم لها : مفيش يا ماما عادى، صحيح عايز
أقولك على حاجة؟
والدتها باهتمام: إيه هى؟
أمير: ماما أنا نويت اسافر.
عبست والدته: ليه يا أمير؟ ما أنت عايش معانا وكويس
أهو.
أمير بصبر: يا ماما افهميني أنا كنت قاعد بس بسبب
المشاكل وخلاص كل حاجة بتتحل اهى ملوش
لازمة أقعد بقا .
نظرت له بحزن : ليه يا أمير بس على العموم براحتك
يابني.
تركته و ذهبت بينما هو زفر بضيق و أخرج ألبوم صوره
هو وراية يشاهد صورهم و هما صغار سويا ثم أخرج
صورة  لها و ارجع بقية الألبوم كانت تبتسم إبتسامة رائعة و هى فى مرحلة المراهقة.
دقت راية باب غرفته ف نهض و أخفى الصورة بسرعة
فى الدرج مع ولوج راية للغرفة.
الټفت لها أمير بسرعة: نعم يا راية فى حاجة؟
عقدت يديها سويا ورفعت حاجبها: خبيت إيه كدة؟
أمير بإرتباك: ه..هخبي إيه يعنى يا راية ؟ هو أنا عمرى
خبيت عليكِ حاجة أصلا.
راية بإصرار: متغيرش الموضوع ، قولى  خبيت إيه؟
أمير بمرح: مفيش حاجة بس أنتِ شكلك مبسوطة أوى
النهاردة.
أومأت برأسها : اه فعلا بقيت مبسوطة والفترة اللى
فاتت كنت مضايقة جدا.
قال أمير: طبعا زين أعتذر لك و بيحبك أوى كمان.
عقدت حاجبيها وقالت: يمكن زين أعتذر لى بص مش ده اللى مخليني فرحانة يا أمير، اللى مخليني فرحانة فعلا
هو إحساس أنه حقى بيرجعلي، تعرف اللى بيتظلم
ده لما بيحس أنه حقه بيرجعله ده بيبقي أحسن إحساس فى العالم كله.
.نهضت و وقفت أمامه: وبردو متحاولش تتهرب مني
خبيت إيه لما أنا جيت
أمير برجاء: بلاش يا راية بالله عليكِ.
قالت بمشاكسة: تمام براحتك بس أنا عارفة أنك
صورة .
أبتسم بإحراج وقال: اه.
قالت بإبتسامة مرحة: طب دى صورة بنت صح؟
أومأ برأسه إيجابيا فقالت بحماس: الله أمير بيحب!
إيه الخبر الحلو ده، دلوقتى لازم نروح بسرعة ونخطبها ليك.
قال بتوتر: راية أهدى شوية بلاش استعجال.
قالت بتذمر: فين الاستعجال بس! طب قولى هى مين؟
أشاح بوجهه وقال باستسلام: خلاص يا راية لو عايزة
شوفي لى بنت اتجوزها وأنا مستعد اتجوز أي واحدة
تختاريها حتى لو ...حتى لو معرفهاش.
اختفت الإبتسامة عن وجهها وهى تنظر لها نظرة ذات
مغرى وتفكر حتى ذهبت من أمامه ف مرر يده بين
شعره و زفر پألم.
تقدمت والدة ڼارا من والدها بتردد: عايزة أكلمك فى حاجة.
والد ڼارا بهدوء: إيه؟
والدة ڼارا بتردد: ڼارا...
رفع رأسه لها بحدة فقالت بسرعة: ڼارا تعبانة اوى والله
ودخلت المستشفى وعملت عملية وهى دلوقتى محتاجة
لك.
تنهد بتعب: وهى مفكرتش فيا ليه كل ده؟
وضعت يدها على كتفه بتوسل: بنتنا وغلطت مش هنمو'تها صدقني هى محتاجة لك.
نظر لها: ياتري فهمتِ أنتِ و هى أنها غلطت فى حق راية؟
أخفضت رأسها بندم: أنا فعلا فهمت أنى غلطت فى حق راية وجيت عليها علشان خاطر ڼارا ونسيت أنه اعتبرتها يوم ما جت بنتى زي ڼارا بالضبط.
قال والد ڼارا بحزن : يلا نروح نشوفها.
نهضت والدة ڼارا بسرعة: هقول لأمير ونمشي.
نهض زين لفتح الباب عندما دق الجرس ليجد عائلة
ڼارا أمامه.
زين بترحيب: اتفضل يا عمى اتفضلوا.
نادى ڼارا: ڼارا تعالى شوف مين جاي علشانك.
أتت ڼارا لتقول بدهشة: بابا؟
ركضت إليه واحتضنته وهى تبكى ف ربت عليها والدها: خلاص متعيطيش مفيش حاجة.
جلسوا جميعا سويا و قالت ڼارا بحزن: سبتني لوحدى ليه يا بابا؟
وضع يده على كتفها: أنا مسبتكيش يا بنتى أنتِ اللى سبتينا دلوقتى عارفتي أنك كنتِ غلط؟ كنتِ أنانية
عرفتي أنه فى حاجات أهم بكتير من أنك تكسبي؟
ظلمتي راية و زين و إحنا ونفسك قبلنا كلنا
المهم أنك تعرفي إزاي تعاملى بإحترام و مودة
و ميكونش همك نفسك وبس.
زفرت بعمق: أنا خلاص مبقاش فيا طاقة لحاجة أبدا يا بابا أنا تعبت أوى.
ثم بدأت تبكى ف ربت عليها نظر زين ل والدتها و أمير: حماتى أمير تتكلموا معاها.
أخذتها والدتها و أمير ف نظر زين لوالد ڼارا: عمى أنا عايز
أخد راية ترجع معايا ياريت ميكونش حضرتك عندك مانع.
والد ڼارا بهدوء: أنا معنديش مانع ده قرار راية وهى
حرة .
زين : ياريت حضرتك تحاول تساعدنى علشان تقنعها ترجع
معايا.
حدق به والد زين بحكمة: القرار قرار راية يا زين
و أنا مقدرش اغصبها على أي حاجة هى مش عايزاها
ولو هى عايزة ترجع لك براحتها ومهما كان القرار اللى هى هتاخده أنا هبقي معاها فيه.
وقف أمير مساء فى شرفة الحديقة الخلفية لمنزله
وهو ينظر إلى السماء بتفكير عميق .
أتت راية وهى تنظر للسماء بسعادة: واضح أنها هتمطر
يا أمير.
الټفت لها أمير: ايوا باين من السحب .
وقفت راية بجانبه وهى تتأمل السماء: تعرف أنك تقدر
تتمني أي حاجة والدينا بتمطر وتدعى بيه وأن شاء الله هتتحق لأنه الدعاء فى المطر مستجاب.
أبتسم أمير: على قد ما بحب الجو ده على أد ما بيحسسني بالوحدة لدرجة أنه عيني بتشبه السما وبتبدأ
تمطر دموع هى كمان.
رفعت حاجبها: وااو بقيت واضح أنك بقيت ناضج أوى يا أمير.
حدق بها: اتعلمت ده منك و لما عرفت أنه مفيش
أنانية أو غرور فى الحب أنتِ علمتيني ده يا راية.
قالت : طب أنت هتدعى بأيه لما الدنيا تمطر؟
أمير بثقة: هدعى أنه راية دائما تكون مبسوطة ومرتاحة فى حياتها.
جاء والد و والدة ڼارا إلى الشرفة.
والد ڼارا: راية زين جه علشان ياخدك.
نظر أمير أمامه والدموع تتجمع فى عينيه ولكنه يحاول
التماسك.
قالت والدة ڼارا: راية أنتِ عايزة تروحى معاه فعلا؟
لم يستطع التحمل و قلبه يكاد يتففت من الألم الشديد
ف استدار وغادر بينما نظرت لهم راية بحيرة: أعمل أي يا عمى؟
أقترب منها عمها وقال بلطف: بصي يا بنتى مفيش إنسان فى الدنيا دى مش بيغلط المهم أنه يعرف غلطه ويعتذر
و زين عرف غلطه و اعتذر وهو دلوقتى بيحبك
أنتِ لو شايفة أنك قادرة تسامحيه و تديله فرصة تانية
أعملى كدة على الأقل علشان خاطر ابنكم ياربي بينكم.
حدقت إلى زوجة عمها: إيه رأيك يا ماما؟ أرجع؟
سارت إليها زوجة عمها وقالت بحنان: راية أنتِ زى بنتى
ڼارا بالضبط و الأم مش بتبقي عايزة أي حاجة أكتر
من سعادة ولادها ف لو ده هيسعدك يا بنتى
ارجعي له.
ذهب زين إلى بيت عم راية فى المساء ينتظر راية.
كان هناك حقيبة معدة فى مدخل المنزل ف فرح زين
ظنا أنها حقيبة راية التى سامحته و ستذهب معه.
هبطت راية من أعلى و زين ينتظرها فى الأسفل.
سار إليها وقال بإبتسامة : فين عُمير يا راية؟ هاتيه
يلا علشان نمشي.
نظرت إليه ثم قالت بحزم: زين أنا قررت خلاص
أنه أحسن نعملها هى أننا ننفصل عن بعض.
حدق بها و ضحك بعدم تصديق: راية أنتِ بتقولى إيه؟ أنتِ بتهزرى صح؟ هزرى براحتك بس متقوليش
أنه إحنا مش هنبقي مع بعض، راية أنا مش هقدر
أعيش من غيرك.
نظرت له بحدة وقالت بشرود: صدقتي أنت يا زين قبل كدة أنا كنت  فاكرة أنى بحبك ولما اتجوزنا قولت أنى مش هقدر أعيش من غيرك وفكرت أنك لو سبتني ھموت لوحدى وأنك كل حاجة بالنسبة ليا ومن غيرك هعمل ايه؟
بس أنت فعلا سبتني يا زين من غير حتى ما تفكر
ومهتمتش بيا ولا بابنك الصغير ورغم كدة كان فى مرحلة
ما عندى أمل أنك ترجع بس أنت معملتش كدة.
تجمعت الدموع فى عينيها ف أمسكها زين من كتفها: راية أنا متفهم أنه الكلام ده من وجعك و فاهم أنك مچروحة
منى بس أنا هصلح كل حاجة يلا أنا هجيب عُمير.
تحرك ليصعد لأعلى ولكنها نادته: زين .
الټفت لها ف قالت: زين كفاية لحد كدة إحنا مبقاش
فيه حاجة بيننا خلاص.
ف أحب أقولك أنك اخترت العقاپ ده بنفسك يا زين.
مسحت دموعها وقالت بقوة: ليه لازم أكون الطرف
الضعيف اللى بيسامح؟ وليه لازم أكون أنا اللى بضحي
دايما؟ رد عليا يا زين، أنا ليا كل الحق أنى أطلب
الطلاق من الرجل اللى أنا مش مبسوطة ولا مرتاحة
معاه وده حقى الشرعى كمان و أنت فى الآخر مسبتليش
اي حل غير كدة مبقاش فى مجال للحياة بيننا أبدا.
أنا عايزة أطلق .
اتسعت عينيها پصدمة و أمسك بوجهها وهو يقول بإهتياج و إصرار: طلاق ؟راية أنا زين
زين اللى أنتِ بتحبيه أنتِ.... أنتِ بتحبيني ومتقدريش
تحبي حد غيري صح ؟ أنا مستحيل أطلقك
أبعدت يديه عنها  بقوة ثم أدارت ظهرها له : زين
دى رغبتي فعلا لو سمحت احترمها إحنا منقدرش نكون
مع بعض أبدا.
استدارت له مجددا : أنا عايزة أطلق بجد لو سمحت
مترفضش طلبى لأنه مهما حصل أنا هطلق خلينا
ننفصل بهدوء أحسن.
ثم أمسكت بالحقيقة واقتربت منه : دى كل حاجة
وكل هدية ادهالي أهلك يوم جوازنا اديها لڼارا
هى مراتك و خليكم مع بعض أنا هدعى لكم
تعيشوا حياة حلوة وتكونوا متفاهمين.
أما بالنسبة ليا أنا و أنت ف إحنا مش لبعض أبدا
وعمرنا ما هنكون.
ثم تركته وذهبت وعينيه تتبعانها ودموع الخسارة والإدراك
بأنه خسرها تجمعت فى عينيه ثم غادر بخذلان
وهو يودعها.
عاد زين إلى المنزل بهيئة غير مهندمة ليجده فى حالة
فوضى تامة وهناك أشياء مکسورة على الأرض.
كانت ڼارا تجلس وعينيها تحدق فى الفراغ ف اقترب
منها وصړخ بها: ايه ده يا ڼارا؟
رفعت رأسها له ونهضت: كنت فين يا زين؟ كنت عند راية؟
قال زين بتحدى: اه.
أمسكت بذراعيه وهى تصيح پغضب وحقد: روحت لها
وأنا قولتلك متروحش ليها أبدا وتسيبني.
دفعها عنه وقال: عارفة يا ڼارا ؟ أنت هتفضلي طول عمرك
وحيدة محدش معاكِ و محدش جنبك استمتعي بوحدتك
دى بقا.
أمسكت به مجددا: لو فكرتِ تسيبني أنا هق"تلك.
دفعها عنه بقوة: تقت"ليني؟ أنت لازم تقت"لى نفسك
أصلا، أنتِ ډمرتي كل حاجة واللى بيحصل ده عقابك
وعقاپ كل تصرفاتك.
ثم دفعها مجددا بإزدراء وغادر ف اڼهارت على الأرض
وهى تبكى بقوة و حتى أن وجدت شيئا حطمته
أكثر مما هو محطم و تصرخ بإسم زين.
عاد أمير ليقف فى الشرفة بعد أن بدأ المطر وهو ينظر
لها باستمتاع.
وقفت راية بجانبه وهى تقول بسعادة: الدنيا مطرت اهى
يا أمير المكر فعلا حلو أوى.
نظرت لها بإبتسامة ثم عقد حاجبيه بإستغراب: راية
أنتِ بتعملي إيه هنا؟ و زين إزاي مشي من غيرك؟
أسندت يدها على السور: أنا و زين من لبعض يا أمير
هو مناسب لڼارا أكتر.
أمير بحيرة: طب وأنتِ؟ هتفضلي لوحدك؟
أنتِ محتاجة حد يبقي شريكك فى كل حاجة ويبقي
يندم وقت الحزن والأزمات كدة هتبقي وحيدة.
قالت بثقة: بس أنا مش هيبقي وحيدة يا أمير
أنا عارفة و متأكدة أنه مش هبقى وحيدة
بقولك إيه وريني صورة البنت اللى أنت بتحبها بقا.
ثم ركضت إلى غرفتها ف لحقها بهلع.
وقف أمام المكتب : راية بالله عليكِ بلاش .
ابتسمت راية: بلاش ليه؟ خاېف من ايه يا أمير؟
عارف أنك مش لازم تخاف دلوقتى؟ متخافش يا أمير
و أطلب وادعى زى ما أنت عايز.
ابتعد أمير ببطء وحاول منعها: بلاش أحسن يا راية.
سقطت دمعة من عينيها: أمير عارف دلوقتى أنه
أمنيتك هتبقي حقيقة؟
مدت يدها إلى الدرج دون أن تنظر إليه وأخرجت صورتها: عارف دلوقتى أنه ربنا استجاب لدعاءك يا أمير؟
أنا أخيرا عرفت مين اللى بيحبني بجد ويستاهلنى
وأنا كمان دعيت أنه ربنا يرزقني بيك وبحبك
الحقيقي يا أمير، أتمني واطلب وامنيتك هتحقق.
بدأ قلبه ينبض بسرعة وقالت بعد تصديق: ر... راية!
ابتسمت: أمنيتك بقت حقيقة يا أمير وحبك فاز كمان.
أمسك بالصورة منها والبهجة تملأ وجهه وهو يضحك
بسعادة ممزوجة بعد التصديق حتى أن دموعه بدأت
تنهمر من الفرحة المسيطرة عليه.
راية بمزاح: طب بټعيط ليه دلوقتى؟ مش أنت مبسوط؟
ضحك أكثر وهو يبكى من السعادة وأنه لا يصدق كيف
نال أمنيته أخيرا.
قالت له راية : يلا أخرج تحت المطر يا أمير زى ما كنا بنعمل واحنا صغيرين و خلي المطر يمسح دموعك
وأنا هستناك بعد عدتي علشان ساعتها نخرج سوا.
صعدت إلى غرفتها بينما هو ذهب ليرقص ويقفز
بسعادة ثم فتح ذراعيه كأنه يحتضن العالم كله
و برفع وجهه للسماء أما هى كانت فى شرفة غرفتها
ترقص وتضحك معه وهى تشاهده و أخيرا تشعر
بكل هذه البهجة والحرية .
كان زين يجلس وحيدا فى مكان خالى.
رفع بصره للسماء بأسى: يارب سامحني على كل ذنوبى
وكل حاجة غلط عملتها، سامحني وخلي راية هى كمان تسامحني، أنا غلطان ومشيت فى الطريق الغلط فى الآخر خسړت كل حاجة ، أهلى وابني وحتى راية أنا خسرتها خلاص و ده عقابى
عقاپي أنى هفضل اتعذب بشوقي وحبى ليها
الوحدة و الفراق والفراغ هما اللى هيبقوا فى حياتى
وبس، اللى أنا حاسس بيه زى كأني بمۏت بالبطئ
فى النهاية مفضيليش أي حاجة غير الوحدة
والخسارة فى حياتى هو ده بقى مصيري.
ثم أغمض عينيه و الدموع تنهمر بصمت.
بعد خمسة أشهر كانت راية تستعد بسعادة وضحك
لزفافها و تساعدها هنا التى تزوجت من سند
الذى أعترف بحبه لها وحامل بالشهر الأول.
لاحظوا ورقة تندفع من أسفل السابق التقطتها راية
بإبتسامة وعلمت أنها من أمير.
فتحتها وكان مكتوب بها الأتى:
"اليوم بالنسبة لى يجتمع العالم كله من أجل أن نحتفل
بسعادتى أنا و اجتماعنا سويا معا، أشعر أنه العالم
بأكمله سعيد ويحتفل من أجلى و من أجل سعادة
قلبى الذى طال تاق إليكِ.
طالما كنتِ تسرقين أنفاسي وسلامى متى رأيتك
شعرت بأن قلبى يتآمر ضدي و استمريت بالدعاء
وكان هذا أمامي الحل الوحيد
متى أفكر بيكِ ېحترق قلبى من الشوق واللهفة
ها أنا أنتظرك اليوم لتكملي روحى و تطفئ لهيب
قلبى.
تعالى يا حبيبتى و ارحمى قلبى اليتيم الذى ذاب عشقا فى هواك و تقبلي حبى الكبير.
ف تخيل حياتى بدون حبك يجلب الألم لقلبي والدموع
لعيني
حتى أنى تساءلت فى نفسى هل كُتب على هذا الألم طوال حياتى؟
لا تعطيني قمر ليضئ ليلي أو شمسا لتضئ نهارى
ف فقط تعالى إلي و أمسكِ بيدي و أضيئى عالمى."
 

تم نسخ الرابط