رسالة ماجستير

موقع أيام نيوز


حاطة ايدي على راسي عمالة افتكر اللي حصل معايا والذنب اللي حاسة اني شايلاه علشان كده مابحبش اقعد لواحدي لأني بفتكرها بفتكر ضحكتها وشقاوتها والشيء الأصعب نفسيا جدا ليا لما افتكر اني السبب ولولا اللي عملته كانت هاتفضل جنبي دلوقتي.
باب المكتب خبط كان الدكتور ايهاب صديقي من سنين ومن الدكاترة القدامى اللي ف المستشفى والقسم هنا لقاني قاعدة لواحدي دخل وقعد على الكرسي قدامي وقالي 

_ وبعدهالك يا دكتورة.. هاتفضلي كده.. ما تفكي بقى وعيشي حياتك.. للمرة الكام هاقولك العجلة بتمشي ومش بتقف.. وانه كاس وبيلف.
اتنهدت وانا ببتسمله بصمت بص على الورق اللي قدامي وشاور عليهم وقالي 
_ ايه الجديد معاكي.. شخبطتي كتير والواضح ان فيه حاجة حصلت.
قولتله  
الحكاوي مش بتخلص.. لما اخترت النوع ده من المړض اكتب عنه و يكون هو رسالة الماجستير بتاعتي.. كنت عارفة ومتأكدة ان المرضى هايبقوا كتير.. مين مننا مش جواة الحتة دي.. كلنا مرضى يا دكتور.. بس بتبقى فينا بشكل متفاوت.
قالي بفضول 
واضح كده ان الرسالة موضوعها كبير ومعقد.. لأ وسر كمان.. بقالي كتير عايز اعرف بتعملي ايه وتقوليلي استنى هاتعرف ف الوقت المناسب.. اتمنى يكون الوقت ده جيه.
حكيتله بالفعل على ملخص الحكايات كلها اللي بدرسها علشان موضوع الرسالة بس اللي حكيتله عليه بشكل تفصيلي الحكايتين اللي لسه سامعينهم دلوقتي اول ما خلصت ماكنش باين عليه الانبهار لأنه ماكنش فاهم قالي  
_ حاسس اني توهت.. الحكايتين ناقصين.. مش فاهم ايه الرابط اللي ممكن يكون بيربط ما بينهم.. ثم اني حاسس ان مروان مچنون.
قولتله 
_مروان مش مچنون يا دكتور ايهاب.. ولا الست ثريا هي كمان مچنونة.. الفكرة بس ان كل اللي انت سمعته ده نتيجة انهم بيعانوا من مرض التعلق بالأشخاص.. مرض صعب اوي اسمهإدمان الحب.. او بالأحرى اسمه التعلق المړضي.
وبإستفاضة بدأت أحكيله حكاية ثريا وانها فقدت بنتها من سنين لكنها شايفاها دايما قدامها وف الوقت اللي بيجيلها فيه ضيوف وعد بتختفي وبتظهر لثريا بس ده لأن قلبها كان ومازال لحد اللحظة دي متعلق بوعد حب مرضي فوق الوصف بعيدا عن ازاي وعد ماټت او ماټت بإيه المهم ان عقل ثريا اصلا ماتقبلش فكرة مۏتها وده ف حد ذاته کاړثة لو اكتشفت فجأة ان وعد اختفت من حواليها ساعتها ممكن تعمل اي حاجة ف سبيل انها تشوفها حتى لو وصل بيها الحال انها ټنتحر!!.
زي حكاية مروان بالظبط مافيش اختلاف فيهم مروان كان بيحب ابوه وامه لدرجة التعلق وماحطش ف دماغه ولو للحظة واحدة انهم ممكن يموتوا يوم من الأيام ولما ده حصل والإتنين ماتوا ورا بعض.. عقله ماستوعبش وفضل كأنه محپوس ف فترة زمنية هم عايشين فيها ورافض يتقبل الوضع ولما في وقت عقله فاق .. حاول اكتر من مرة انه ېموت نفسه.. لولا وجود خلود ف حياته انقذته كتير وياما كلمته وحاولت تبين له انها جنبه خصوصا انه كفيف ومع الوقت بالفعل خرج من اللي هو فيه بعد ما حب خلود ولما هي حست بكده مرضيتش تصارحه انها مابتبدلوش نفس الشعور بس خاڤت على مشاعره واتعاملت معاه على انها بتحبه هي كمان لحد مااا ... لحد ما عرف انها راحت.
قاطعني الدكتور ايهاب وقالي 
_ راحت!.. يعني ايه راحت.
بلعت ريقي وحاولت امسك نفسي وقولتله 
حاډثة كبيرة ماتوا كتير فيها واتصابوا كتير.. ومن اللي ماتوا خلود!!.
سكت شوية وانا ببص قدامي بشرود بحاول امنع نفسي من البكى انا مؤمنة ان
 

تم نسخ الرابط