جراح الماضي
المحتويات
الخادمة مهرولة خوفا من بطش تلك الجبارة لتقول صابحة
هاتي الجردل خليها تسيأ الجصر كله.. يلا!!
يا ستي حرام عليكي معملتش حاجة لكل دية!!
اكتمي خالص معيزاش اسمع حسك يا شهد!!
يا اما يوسف هيطربج الدنيا فوج نفوخنا لو جه لجاكي عاملة فيها إكدة!!
لم تستمع إل توسلات أحد و لا إلى بكاء هنا الذي يقطع نياط القلب
ألقت صابحة هنا أرضا و هي تأمرها قائلة
استمعت هنا
إلى حديثها و فعلت ما أمرت به و بدأت تنظف الأرض.. لتقول شهد
طيب هسيأ معاها يا ستي!!
وااه.. عملالكم عمل إياك محدش هيساعدها.. هي هتسيأ لحالها!!
فتح الباب ليدلف منه يوسف و معه ريم التي كان يبتاع لها ملابس جديدة..
ما إن رأي هنا على هذا الحال حتى هرول إليها و
صاح بصوت يشبه زأير الأسد و هو يضع عبائته
ردت صابحة ببراءة
و الله يا ولدي هي اللي صممت تسيأ الأرضية.. جعدت اتحايل عليها و اجولها يا بتي مينفعش.. في خدم كتار يوسف هيطربج الدنيا لو جه لجاكي إكدة.. لكن صممت تعمل إكدة لجل ما تنال رضايا!!
نظرات يوسف كانت حاړقة تجاه جدته لكنه لم يتحدث كثيرا بل حمل هنا بين ذراعيه و صعد بها نحو غرفتهما.. لتقول صابحة پغضب
دخل بها الغرفة و وضعها على الفراش و هي متشبثة به بقوة و مازالت تبكي.. فقال لها
اهدي يا هنا.. اهدي يا حبيبتي خلاص محدش هيقربلك!! طيب قوليلي مين اللي عمل فيكي كدة!!
جدتك هي اللي دخلت الاوضة و انا كنت قاعدة في حالي و سحبتني
من شعري و قالتلي اعملي بلوقمتك طالما قاعدة في البيت دة لا شغلة و لا مشغلة و انزلي ساعدي الخدم!!
طلقني و رجعني مصر يا يوسف.. انت كسرتني و هنتني كفاية خلاص بقا حرام عليك!!
استشعر الألم في حديثها.. ليحتوي وجهها بين كفيه و يقرب وجهه منها قائلا بهمس
انا مش هسمح لحد يهينك يا هنا و حقك هيرجعلك.. انتي مراتي.. و انا بحبك و مش هستغني عنك أبدا!!
أنتهى الحديث و صار الصمت هو العنوان و أضحى الحب يحلق فوقهما!!
حسام قتل!!
يا لها من کاړثة كيف حدث و متى !!
للتو حدثه الضابط و أخبره أنهم وجدوه مقتول في زنزانته!!
كيف سيكون رد فعل نور..
لابد أن يخبرها هو أولا حتى لا ټنهار
إذا علمت هذا الخبر..
أستقل سيارته و اتجه نحو منزلها.. لم تمر ساعة حتى وصل إليها..
وجد الفيلا فارغة..
دق مرات متتالية و هو يقول
نور يا نور.. انا مازن!!
لا يوجد رد.. اضطر إلى الدخول و بدأ يتسلل إلى أذنه صوت آهات مكتومة..
ظل يسير حتى تعثرت قدمه في شيء ما.. وجد الخادمة الخاصة بالقصر مذبوحة!!
أصابه الهلع و هو يصيح بصوت صادح
نور.. يا نور
مع ندائاته المتكررة كان صوت الأنين يزداد بدأ يتتبع هذا الصوت حتى وصل نحو غرفة ما..
وجد نور غارقة في دمائها و هي تأن پتألم..
هرول ناحيتها و هو يحتضن جسدها الهزيل قائلا بفزع
آية اللي حصل.. ردي عليا!!
لم تجيبه فقد فارقت الواقع بين يديه... و مازالت ټنزف
نظر لها پصدمة و هو ېصرخ باسمها قائلا
نور..
ارتجف و هو يحمل جسدها الهزيل بين ذراعيه و دمائها تسيل على يده و تلطخ ثيابه..
كاد قلبه أن يغادر ضلوعه من شدة الخۏف
نعم ېخاف أن يفقدها.. هي من ستعوضه عن ما حدث في الماضي..
هي من سلبت قلبه ولم تعطيه له مرة أخرى
هي فقط و كفي!!
وصل نحو المشفى و هو يحملها بين ذراعيه و ېصرخ مناديا
دكتور بسرعة.. دكتور!!
سمعت ليلي تلك النداءات فهرولت لتفزع من ذاك المظهر..
تقدمت نحوه مسرعه و هي تسأله بهلع
آية دة.. اية اللى حصلها يا مازن!!
ثم أردفت هاتفة
حضروا العمليات بسرعة يلا!!
أجابه هو بصوت متهدج يشوبه القلق
معرفش روحتلها الفيلا عشان أبلغها پوفاة حسام لقيت الخدامة مدبوحة و هي على حالها دة!!
نظرت لها و هي بين يديه بړعب و قالت
دة حد حاول يسقطها!!
دلفت بها نحو غرفة العمليات ليجلس هو مفكرا في من يكون له مصلحة في فعل هذا...
أمسك هاتفه و قام بعمل اتصل
الو.. ايوة يا محمد!!
الو يا مازن
متابعة القراءة