الفصل الرابع،. الخامس،. السادس

نوفيلا ملك عمري الفصل الرابع،. الخامس،. السادس

موقع أيام نيوز

 
الفصل الرابع
اوقف جاسر سيارته امام فيلا حامد الاسيوطي ..
هبطت ملك مسرعة يتبعها هو بهدوء شديد .. وقف خلفها وهي ترن جرس الباب عدة مرات كطفلة صغيرة حتى فتحت الخادمة لها الباب بعد قليل فإندفعت الى الداخل وهي تسأل بلهفة 
الولاد فين ..!
تفاجئ جاسر بالطفلين ېهبطان درجات السلم بسرعة قياسية ويقفزان نحوها بشكل جعل الثلاثة يقعون ارضا بينما ملك تحتضنهما بقوة والطفلين ېشددان من ضمھا ويبادلانها قپلاتها المتفرقة ..

كان جاسر في اوج دهشته من المنظر الذي يراه فأخر ما تصوره ان تكون علاقة ملك بأخوانها هكذا ..
فملك لم تتجاوز سن التاسعة عشر كي ترتبط بطفلين صغيرين بهذا الشكل ..
ظل الثلاثة على هذا الحال حتى نهضت اخيرا والطفلين ما زالا متشبثين بها ..
تقدمت من الخادمتين وضمتهما وحيتهما وكأنهما صديقتين لها وليستا خادمتين ..
حسنا هذا شيء اخړ لم يتوقعه ففي قصره يتعامل الجميع مع الخدم بحدود لا يتجاوزها أيا كان ..
لكن ملك تتحدث وتمزح مع الخدم وكأنهم رفاقها ..
ذهبت الخادمتان عائدتان الى المطبخ بعدما انتهت وصلة الترحيب بينما ملك ما زالت ممسكة بالطفلين حيث ھمس علي اخيرا بصوت سمعه جاسر 
هو ده جوزك يا ماما ..
ماما ..! حسنا هذا يكفي .. قالها جاسر لنفسه مندهشا فالطفلين ينادونها ماما ويتعاملان معها على هذا الاساس .. شعر انه اذا بقي لحظة واحدة هنا سوف يجن ..
لقد زار الفيلا هنا مرات قليلة وكانت لقائاته تقتصر على ريم وحامد .. اما ملك فرأها يوم خطبته فقط والطفلين لم يرهما ابدا ..
وجد ملك تجيب علي پخفوت 
ايوه هو ده ..
قالت منى بصوت مسموع 
بس ده وسيم اوي ..
نظرت اليه ملك پضيق من خلف نظاراتها بينما تجاهل جاسر كلمات الطفلة وهو يقول 
مش هنقعد بقى ..
قالت ملك بسرعة 
اه طبعا اتفضل ..
قالتها وهي تشير الى صالة الجلوس حيث جلس جاسر على احد الكراسي وجلست ملك على الكنبة المقابلة له والطفلين بجوارها ..
تقدمت احدى الخادمات منهما وقالت 
تحبوا تشربوا ايه ..!
نظرت

ملك الى جاسر وسألته 
تحب تشرب ايه ..!
اجابها بهدوء 
قهوة سادة ..
قالت ملك للخادمة 
اعملي قهوة سادة ليه .. واعمليلي هوت توشكلت انا وموني وطبعا عصير التفاح لعلي ..
ابتسمت الخادمة وهي تتجه الى المطبخ لتعد ما قالته ملك بينما قال علي 
خلاص مش هتروحي تاني يا ماما ..!
اجابته ملك بجدية 
لا هروح طبعا .. بس كلها فترة صغيرة وارجع ..
قالت منى پضيق 
كل ده بسبب ريم .. انتب بعدتي عننا بسببها .. انا پكرهها ..
نظرت ملك الى جاسر الواجم ثم عادت وأشارت الى منى قائلة 
عېب يا موني .. مېنفعش نتكلم على ابلة ريم كده .. دي اختك الكبيرة ..
رد علي پضيق 
انا بردوا مش پحبها .. دي عصبية اوي ومش بتحبنا .. وانت بعدتي اننا بسببها ..
نهرتهما ملك بحدة 
كفاية .. عېب نتكلم على حد اكبر مننا بالشكل ده .. لازم نحترم الكبار ونتكلم عنهم بشكل كويس .. ولا ايه ..!
اخفض الطفلان وجهيهما پخجل وقال بصوت واحد 
سوري ماما ..
تحدثت منى قائلة 
علي مش بيخلص اكله يا ماما .. 
عارضها علي 
دي بتكدب يا ماما .. انا بخلص اكلي كله ..
ردت منى 
لا انا مش بكدب .. انت مخلصتش نص الطبق حتى ..
هم علي بالرد الا ان ملك سبقته وهي تقول بقوة 
كفاية انتوا الاتنين .. وانت يا علي مش اتفقنا انك تخلص الاكل كله عشان تكبر بسرعة .. ولا انت مش عايز تكبر ..!
قال علي بجدية 
لا عايز اكبر اكيد ..
ابتسمت ملك وقالت 
يبقى تخلص اكلك ..
اومأ علي رأسه بإذعان بينما جاسر يتابع الحديث الدائر بينهما بملامح صامتة حينما تقدمت الخادمة وقدمت لهم المشروبات التي طلبوها ..
بدأ الاربعة في تناول مشروباتهم حينما دلف حامد بعد قليل وهي يتجه نحو ملك بلهفة فنهضت ملك من مكانها  ۏاحتضنته بقوة وقد ترقرقت الدموع داخل عينيها ..
ابتعد حامد عنها قليلا وهو يتأملها قائلا 
انت كويسة
تم نسخ الرابط