رواية عشق لاذع بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


حزنه على رنين هاتفه
جاسر..ابتلع ريقه بصعوبة من صوتها المتحشرج الباكي ..فهمس بضعف
مټخافيش عليها ياطنط نهى جنى كويسة. أزالت دموعها وابتسمت من بين حزنها
وحياتي عندك يابني متقساش عليها ياجاسر جنى طيبة ومتعرفش نتيجة فعلتها لو كانت تعرف
صدقني عمرها ماكانت تعملها
سحب نفسا وزفره ببطئ قائلا 
مټخافيش عليها يومين كدا وأخليها تكلمك..قطع حديثها وصول عز

طيب حبيبي خد بالك منها ومتنساش إنها حامل خليها تاكل كويس
حاضر ياطنط نهى..قالها وأغلق الهاتف يتنفس بهدوء محاولا السيطرة على نفسه حتى لاينهض متجها إليها من يصدق أنها تجاوره لا يفصلهما سوى جدار..تراجع بجسده يضع رأسه على ظهر المقعد وأغمض عيناه هامسا لنفسه
ارحمي قلبي مهلكتي فأنا متعب بك حد الغرام يكفي لقلبي المتيم بك بأن تجرحيه..خيل وجودها بجواره فابتسم رغما عنه ..هب من مكانه فلقد غلبه الشوق وصك القلب الغفران
ولج للغرفة بهدوء حتى لا يشعرها بوجوده.. توقف هنهية يتأملها وللحظة أحس بضمھا لقد اوشك على الاستسلام لأنهياره الداخلي فجلس على عقبيه يرسمها برماديته
مرر أنامله على ملامحها العبقة لروحه ارهقه الأشتياق واثقل كاهله الفراق والعقاپ وضع رأسه بجوار رأسها وانامله تعبث بخلاصاتها
ازاي هقدر اعاقبك وأنا مش متحمل دموعك بحسها بڼار بتكوي قلبي..صفعه عقله
كيف لك أن تتنازل عن كرامتك ايها الأقبح ..فق لنفسك ألم تكن هي من أكسرتك ألم تكن هي من تركتك ألم تكن هي من اتهمتك بالخېانة كيف لها أن تلقيك بتلك التهم الشنعاء وأنها الروح للحياة!
كيف لها أن تشق قلبك ليصل لعناء السماء ثم يسقط ليهوى نازفا دون رحمة
هب من مكانه ونهض متجها للخارج يحبس
دموعه ويعاقب نفسه ويسبها بأفظع السباب
تبا لك أيها القلب اللعېن صعد إلى غرفته بالأعلى ووصل حيث فراشه فألقى بجسده دون عناء ليذهب بنومه الذي جفاه منذ هروبها الآن فقط يغفو بسلام حتى لو تقطعت بهم السبل يكفي انها بجواره لايفصل بينهما سوى جدار
الصفحة التالية
الفصل العشرون
3
بعد عدة أيام
بصباح لاح بالأفق فأشرقت شمسا ربها وحل نورها الأرض ليفيق عباد الرحمن للعمل والعبادة ..فتح ياسين جفونه بتثاقل هب معتدلا بعدما تذكر وجوده بذاك المنزل لأول مرة يبيت معها بمكان واحد مسح على وجهه ثم ارجع خصلاته للخلف يستغفر ربه ينظر بساعته
ياااه دا الفجر أذن من بدري اول مرة يفوتني صلاة الفجر
زفر مخټنقا فلقد أضاع ثوابها الذي أبهى الله به عباده نهض متمتما بتزمر
أول البشائر ياست الجنية الليلة اللي انام فيها معاكي اتحرم ثواب صلاة الفجر اومال لو نمت معاكي في الاوضة هدخل الڼار
إبتسامة لاحت بوجهه وهو يتذكر ڠضبها ..استغفر ربه وولج للمرحاض
أما بالداخل أنهت صلاتها وجلست كعادتها الصباحية بعد أذكارها ووردها بدأت تعمل تمارينها الصباحية بخفة ودلال...
توقفت للحظات تتنفس بهدوء ثم قامت بنزع القطعة الخارجية لثيابها المنزلية وظلت بكنزتها الداخلية ذات الحملات الرفيعة مع بنطال يصل للركبة
استأنفت تمارينها بعد قسطا من الراحة مع رؤيتها لبعض التمارين أمامها على شاشة التلفاز ..دفع الباب ودلف للداخل بعدما استمع لصوت موسيقى
تصنمت بوقوفها ..فاتجه إليها وعيناه تطلق نيران چحيمية
إنت يابت مش عايزة تتلمي على الصبح ليه حد قالك اني فاتح كبارية ايه الصوت دا على الصبح بدل ماتقومي تصلي ركعتين ولا تقرأي شوية قرآن قايمة تترقصي
نست ماترتديه فلقد اغضبها وثارت كرامتها فوضعت كفيها بخصرها
خلصت محضرتك ياشيخ ميزو لو خلصت وريني عرض اكتافك اللي قافل بيهم الباب دا
جز على أسنانه فجذبها من ذراعيها
أنا بحاول اكون لطيف وأمسك اعصابي علشان متعقبش بواحدة قليلة الرباية زيك بس بدل عايزة تتربي فيامرحب بيكي يا معرفش اسمك ايه النهاردة
فلافل بالكاتشب..عقد حاجبه متسائلا
ايه هي دي
اسمي يالي معرفش اسمك ايه..ابتسمت بزهو عندما تغيرت ملامحه فنزعت ذراعيها وتراجعت للخلف
ياريت بعد كدا لما تدخل عليا تخبط دا مش اسطبل يامحترم
تجرأت على كبريائه فتضرجت ملامحه بحمرة الڠضب فرد عليها مشيرا بسبباته
لأخر مرة بقولك لما تتكلمي معايا تتكلمي بإحترام
أجابته بۏجع وأحست بإنهيار
ليه دايما بتفكروا في احترام نفسكم وبتنسوا احترامنا ليه دايما واخدينا العبيد وانتوا الأسياد..
اقتربت منه ونظرت لمقلتيه لأول مرة وتحدثت بصوتا مخټنق ضعيف لأول مرة
عمري ماهنسى لك اھانتك ليا يوم مارمتني في البيت دا زي الكلبة وكأنك مسكني بالجرم ولا هسامح صاحبك اللي رماني لواحد زيك كأنه ميعرفش مين عاليا البسيوني
أغمضت جفونها محاولة السيطرة على ڠضبها
بص يابن الناس أي أن كان انت مين انت اتجوزتني ڠصب وجوازنا باطل سمعتني باطل لأني مش موافقة عليه فكمل جميلك وتفضل ابن ناس محترمة وتطلقني انا مش هروح معاك في أي مكان
افترسها بملامحه الحادة واقترب منها يحاوط خصرها يجذبها بقوة إليه ودنى يهمس لها
طيب اسمعيني يابنت الناس المحترمة احنا اتجوزنا وأعلنا جوازنا يعني اهم حاجة في الجواز الاشهار وانت بلسانك اللي عايز مقص دا قولتي موافقة انا مضربكيش على ايدك اللي إن شاءالله هقطعهالك ثانيا بقى معرفش انا بنسى أسمك دايما ليه المهم متفكريش ھموت على دلال الأميرة فريدة أنا حبيت اساعد صديقي اللي بقالنا سنين مع بعض اما موضوع الطلاق دا مټخافيش ياكونتيسة كدا كدا هطلقك ألقاها بنظرة مشمئزة وهو يدفعها بعيدا عنها ينفض كفيه كأنها مرض معدي ثم تحدث
مش معقول ياسين الألفي ينزل لمستواه ويتجوز واحدة ..صمت ثم رفع
حاجبه ساخرا
بلاش أكمل أكيد أنت عارفة الباقي..اقتربت منه ثم رفعت كفيها لټصفعه ولكنه أمسك كفيها يضغط عليه بقوة الامتها حتى شعرت بتمزق أوردتها فانسابت عبراتها على وجنتيها رغما عنها..جذبها من خصلاتها وتحدث من بين أسنانه
اډفنك مكانك ماعاش اللي ترفع أيدها على ابن جواد الألفي ومش معنى اني واقف اتكلم معاكي يبقى خلاص دفاترك نضيفة عندي أنا بس ساتر عليكي علشان كريم أما لو
عليكي اډفنك في أقرب صندوق ژبالة
قالها ثم دفعها بقوة حتى هوت فوق الفراش متأوهة ثم أشار بسبباته
عشر دقايق وتكوني جاهزة هوديكي مكان عمرك ماحلمتي تعدي من قدامه أصله للناس النضيفة..
قالها وتحرك للخارج وهو يلعنها بداخله..بعد فترة من الوقت دلفت سيارته متجهين ل حي الألفي
بحي الألفي قبل قليل
بغرفة غنى بالأعلى تضع رأسها على كتفه يحاوطها بذراعه
هتفضلي كدا كتير
هزت رأسها بعدم معرفة ثم اعتدلت تنظر لمقلتيه
عايزة أسافر يابيجاد مكنتش بتقول انك بتفكر نستقر برة علشان تعليم ولادنا وحياتهم ومكنش عجبك العيشة في مصر
مسد على خصلاتها بحنان ثم رفع ذقنها
دا مش علشان إنت عايزة تعيشي برة ياغنايا دا علشان تهربي من اللي عملتيه عارفة إنك غلطانة ومش عايزة تزعلي حد فبتهربي
اجهشت روحها بالبكاء تهز رأسها پعنف
قائلة من بين بكائها
جاسر..جاسر وجعني أوي يابيجاد عمري مااتخيلت يكون قاسې أوي معايا كدا
أحس
بنيران تلتهم ضلوعه وكأن دموعها تسقط على صدره كنيزك فتحدث بهدوء
حبيبي..ليه تزعليني كدا مش قولت دموعك دي بتكويني واتكلمنا على اللي حصل من كام يوم
دنى يهمس بجوار أذنيها وتعلقت عيناه برماديتها
عارفة إنك غلطي اكتر من جاسر ولا لا.
غنى غلطت كتير وحاولت افهمك دا بس إنت مسمعتيش مني جاسر مكسور ومصډوم من أقرب الناس له روحه ماانت توأم روحه ياغنى مكنش منتظر منك دا ياقلبي الراجل فينا بيحب اللي يوقف جنبه في الشدة مش اللي يدوس عليه وأنت مش دوستي بس إنت أهدرتي رجولته
وأستأنف حديثه برزانة
بلاش نظلم جاسر في وجعه وعلى فكرة هو كمان تلاقيه هيتجنن علشان مزعل أخته
ابتسمت بمرارة بينما تكونت الدموع بعيناها لتقول بصوت مخټنق بالبكاء
نفسي اروحله واراضيه عارفة إني غلطت وخصوصا لما زرته في شغله 
سيبي الأيام تداوي الچروح ياقلبي..أمسكت كفيه واستعطفته بنظراتها
بيجاد خلينا نسافر لو سمحت مش هقدر افضل هنا وبابا زعلان من جاسر بالشكل دا ولا هتحمل بعد جاسر عني
ربت على ظهرها
حاضر..شوفي عايزة نسافر إمتى وأجهز شغلي بس إجازة ياغنايا مش إستقرار مينفعش اسيب بابا في الظروف دي
اومأت متفهمة ونظرت بشرود قائلة
إن شاءالله بس لازم اعمل زيارتين الاول
نهض يبسط كفيه إليها
غيري علشان ننزل تحت نفطر مع عمو ونحاول نغير كآبة البيت دا اللي معرفش ماله إيه حصله
بقلم سيلا وليد 
الفصل العشرون
4
ربنا يخليك ليا ياأحسن زوج في الدنيا
جبينها ثم مسد على خصلاتها
ياله حبيبتي أنا مېت من الجوع ..وحماي أوقاته كالسيف
خرج هاتفا
هشوف سفيان حبيبي لما تخلصي..تنهدت بحب بعد خروجه
فابتسمت واتجهت إلى غرفة ثيابها خرجت بعد دقائق متجهة للأسفل
بعد فترة من الزمن ..جلس الجميع على مائدة الإفطار
فين ياسين مش المفروض هيسافر بعد يومين العريش
وصلت غزل والحزن يأكل ملامحها رفع كفيه إليها وتحدثت 
تعالي حبيبتي علشان تفطري
جلست بجواره بصمت كان يوزع نظراته على ابنته وزوجته..علم أن غزل تحدثت مع ابنته..حمحم بيجاد عندما وجد شرود جواد
عمو جواد احنا هنرجع إسكندرية إن شاءالله بعد الفطار كفاية اوي غنى بقالها شهرين هنا وكمان عندي شغل مهم خلال أيام في سويسرا ومينفعش اسيبها هنا وأسافر
ارتجف جسد غزل فتسائلت بلسان ثقيل
تقصد ايه يعني عايزها تستناك في اسكندرية ولا ناوي على ايه
وضع جواد كفيه فوق كفيها
زوزو اهدي ثم رفع نظره لبيجاد
هو عايز ياخدها سويسرا علشان عنده شغل وممكن يتأخر ..طأطأ رأسه يهزها بضعف
اومأ جواد برأسه متفهما اتجهت غزل إليه بزعر
إنت هتوافق ولا إيه يعني أنا بتحمل الاسبوع اللي بتقعده بالعافية في اسكندرية اللي ممكن في ساعة أكون عندها تقوم تقولي سويسرا
أمسك جواد كوب العصير وأعطاه لها
زوزو حبيبتي ممكن تشربي العصير وبلاش انفاعل البنت قدامك اهي وجوزها بيقولك عنده شغل وخلال شهر هيكون هنا إن شاء الله..قالها بمغذى..أومأ بيجاد هاربا بنظراته
توقفت غزل بجوارها غنى وربى التي وصلت للتو ملقية تحية الصباح
فيه إيه!..تسائلت ربى بها ربى عندما وجدت صمت الجميع
طالع جواد ابنه بنظرات مستفهمة عما
يحدث
حمحم ياسين مبتلعا ريقه ثم تحدث
عاليا البسيوني..مراتي
شهقة خرجت من غزل تنظر إليه پصدمة مذهلة فاتجهت بنظرها سريعا لجواد صوت همهمات بدأت تحاوطه ولم تخرج منهم سوى نظرات مستفهمة عما استمعوا إليه
ابتلع ريقه بصعوبة واقترب من والده
بابا دي اخت صاحبي حبينا بعض بس حصل ظروف فاضطريت أكتب كتابي عليها وطبعا دا مش تقليل من حضرتك ابدا ظروفي هي اللي أجبرتني
ضيق جواد عيناه متسائلا
يعني إنت اتجوزت حق وحقيقي ولا بتهزر
طأطأ رأسه قائلا
هي دي فيها هزار...صفق
بيجاد بيديه وأطلق ضحكة صاخبة قائلا
الله اكبر دا ايه العيلة المچنونة دي طنط غزل اسم الله على ولادك 
لمي ولادك وارقيهم ياطنط غزل
شعر جواد بدوران الأرض تحت أقدامه فظلت نظراته تطالع ابنه بشك ثم نهض متخبطا واتجه لغرفة مكتبه
غزل خلي بالك من الضيفة توقف مستديرا يرمق ابنه بنظرات ڼارية
تعالى ورايا..نهضت ياسمينا زوجة أوس متحدثة
بعد إذنك ياطنط غزل هتكلم مع بيجاد شوية..قالتها وهي تسحب كف أخيها متجهة للداخل ..توقفت أمامه
شايف دا وقت هزار يابيجاد وشغل ايه اللي في سويسرا ماهو عمر هناك إنت مخبي عليا حاجة
احتضن أكتافها وتحرك لغرفة المعيشة
معنديش شغل ولا حاجة بس عايز أغير
 

تم نسخ الرابط