نرجس

موقع أيام نيوز

قصة نرجس الفصل الأول
عاشت السيدة نرجس التي ټوفي عنها زوجها وتركها مع ولدهما عزيز بعمر خمس سنوات وحيدين في هذا العالم .. فتحملت نرجس اعباء الحياة في سبيل تربية ولدها وتعليمه حتى بلغ مبلغ الرجال ثم قرت عينها به وهي تراه وقد تزوج واصبح أهل للمسؤولية وكان ان جلب زوجته لتعيش معهم في المنزل ..
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن احيانا ..

فزوجة عزيز أخذت تملئ دماغ زوجها بحديث العزلة والتفرد لوحدهما في بيت وتوغر صډره ضد أمه وكيف انها قد اصبحت عچوزا لا يمكنها الاعتناء بنفسها ولا بغيرها ثم اخبرته انه لم يتزوجها لتقوم بالاعتناء بأمه وانها لن تمكنه من نفسها الا اذا وجد حلا لأمه التي اصبحت عالة على طريق سعادتهما ..
واكثرت الزوجة من هذا الكلام وامثاله فكانت تقرع اسماعه ليل نهار به حتى اغلب عزيز في النهاية وتغلب ولعه بزوجته على حبه لأمه فاستمع الى زوجته وهي تخبره بخطة نظيفة للتخلص من أمه ..
في اليوم التالي اصطحب عزيز والدته معه الى عمق الغابة فسارت نرجس الى جانبه دون ان تسأله عن وجهتهما فقد كانت تثق به ثقة عمياء ..
سار الاثنان ساعات حتى بلغا مكانا قصيا لا يكاد يبلغه احد فقال عزيز استريحي هنا يا اماه وانا سأذهب لأحضر لنا شيئا من الماء .
جلست نرجس وانتظرت وبقيت جالسة وهي تنتظر عودة ابنها حتى مرت الساعات وهي لا تعلم ان عزيزا قد غادر الى غير رجعة تاركا اياها تواجه مصيرها المجهول وفي تلك الاثناء مر فلاح كهل فشاهد نرجس في مكانها وهي تبكي بصمت فاقترب منها وسألها عن سبب جلوسها في هذا المكان المنقطع فأجابت بأنها بانتظار عودة ابنها الذي ذهب ليحظر الماء ولكنه تأخر عنها وأنها تخشى ان يكون قد حصل له مكروه ما ..
شك الفلاح في امرها فجلس وطلب ان تحدثه بأمرها منذ البداية فأخبرته عن ابنها عزيز وعن زواجه الى كيفية وصولها الى هنا فكر الفلاح قليلا ثم قال الماء يحيط بالمكان ولو اراد

عزيز لعاد بالماء منذ زمن اخشى ان ولدك قد تركك هنا عمدا يا اماه .
هزت نرجس رأسها بالنفي وقالت لا عزيز لن يفعلها ابدا انه ولدي وانا التي ربيته ..
انتي محظوظة لأني مررت من هنا ووجدتك والا كنتي قد تهتي في الغابة على العموم سأبحث عن عزيز قرب نبع الماء واعود لا تذهبي من مكانك .
ذهب الفلاح ثم عاد بعد دقائق دون ان يجد اثر لعزيز وأكد لنرجس مرة اخرى ان ابنها اراد بذلك ان يتخلص منها بألقائها هكذا في جوف الغابة فأصرت نرجس على عدم تصديقه
حتى قالت والله لن أتكلم بعد الان الا بالقرآن حتى يعود الي ولدي والله على ما أقول شهيد .
غادرت نرجس مكانها تاركة الفلاح في حيرة من امره واخذت تجول في اطراف الغابة وهي تلهج بذكر آي القرآن حتى جلست على جذع خشبة تستريح ولم تأخذ بالها من پقعة ډم بجوارها فتلطخ ثوبها وكفها پالدم ثم نهضت وواصلت سيرها وفجأة داهمها عدد من الحرس فألقوا القپض عليها واقتادوها الى قائدهم
فقال احدهم سيدي لقد عثرنا على هذه العچوز ان المواصفات تنطبق عليها فهي عچوز تجول في الغابة وحيدة ثم انظر الى الډماء تغطي ثوبها وكفها لابد انها قد قټلت الضحېة Lehcen tetouani
أخذ القائد يستجوب نرجس فلم يسمع منها غير القرآن فقد استمرت بتلاوته حفظا عن ظهر قلب بلا انقطاع فاستغرب القائد امرها
وهنا حضر احد الحرس وقال سيدي لقد عثرنا على الچثة سار الجميع الى حيث كانت نرجس جالسة على الجذع حيث تم العثور على چثة طفل في الثالثة من العمر مقټول ومرمي خلف الجذع فقال الحارس هنا قبضنا على المشتبه بها ثم انظر ياسيدي ان طبعة كفها تطابق الډماء على الجذع
قال القائد بحدة هذا دليل قاطع على انك الجانية فقد انبأتنا والدة الطفل المفجوعة بان عچوزا قد اختطفت فلذة كبدها وفرت به الى جوف الغابة بماذا ستدافعين عن نفسك 
استمرت نرجس بتلاوة القرآن لأنها اقسمت ان لا تتكلم الا به حتى يرجع اليها عزيزها فهي ترفض
تم نسخ الرابط