رواية مكتملة بقلم سلمي نصر-2
المحتويات
منك
وجد ذلك الفتي المدلل يقترب منهم ثم أبتسم بجاذبية إلي نورا قائلا برقة يمد يده إليها_
تسمحيلي برقصة
قبضة مراد الفولاذية كانت الأسرع وهو يسحق عظام يده قائلا من بين أسنانه يحافظ على مظهره الهادئ_
ليه شايفني اكتع عشان تطلب ترقص معها!
امشي ياض من قدامي أحسن قسما عظما أقوم ارقصك بطريقتي أنا
أصفر وجه الشاب وهو يحاول فك قيده لتبتسم أسما إلي فاتن و نسرين بخبث بينما هتف رآفت بنبرة حازمة_
ترك يده ليسقط الشاب أرضا بينما نهض مراد ساحبا نورا خلفه إلي أن وقفوا في ساحة الرقص فبدأ يرقص ويتمايل معها ببراعة بينما كانت تشعر هي بأصابعه تنغرس في خصرها كالسكاكين الحادة و يتلو الكلمات على مسامعها بطريقة مرعبة
لو فاكرة إني ممكن اعديلك اللي حصل الأسبوع اللي فات تبقي بتحلمي اتقي شړي
حلو الفيلم الهندي ده! وايه الفستان اللي لبساه ده تصدقي يليق بيكي فعلا
الله ومالها نظراتي بس! طب انا حتي جوزك ولا هي عادي للناس التانية وعيب ليا
يوووه بقا يا مراد اتلم
اشششش ليلتك سودا
ما كفاية بقا ميبقاش قلبك أسود
هو أنتي لسه شفتي سواد يا يا نوري
انتهت الرقصة ليلصقها نحوه بتملك ثم قبل وجنتها المشټعلة بعذوبة ورقة تنافي قسوته لتبتعد عنه نورا تجلس بجانب عائلتها تخفض وجهها في الأرض بحرج بينما وجد مراد يد قوية تضربه على كتفه من الخلف فأستدار ليجد صديقه أمجد نشأت الهلالي
ثم تحدث أمجد بصوته العميق_
حيلك حيلك داخل منفوخ كدا مش تراعي أن العروسة أختي ولا إيه!
أبتسم مراد ثم عانقه قائلا بفخر_
اهلا بحضرة الظابط اللي مشرفنا دورت عليك مش لقيتك يعني
خلل أمجد شعره قائلا ببرود_
أبدا يا سيدي أمي حلفت لو مروحتش وجبت معايا زينة بنت خالتي مش هتحضر الحفلة وطبعا ساعتين پنتخانق مع بعض ولسه جاي
عروستك بقا أخيرا هتتجوز
أمها داعية عليها اللي هتوافق على الجواز
قالها بنبرة متعجرفة خالية من الحياة وهو ينظر إلى الفراغ بشرود ليهتف مراد_
اسيبك أنا يا وحش الداخلية أصل المدام بتسبلي
أومأ له أمجد قائلا بحنق_
أهرب أنا بقا عشان الست زينة داخلة عليا مش ناقص ۏجع دماغ
نسيبكم أحنا بقا
أرادت نورا الإعتراض وهي تستنجد بأسما لتهز أسما كتفها بقلة حيلة فسارت معه محاولة مواكبة خطواته السريعة ويده تتشبك في يدها ثم فتح باب السيارة مغمغما بنبرة لا تحمل النقاش_
هتدخلي العربية بأدبك ولا لأ
تآففت پغضب وهي تدلف إلي السيارة ليشغل المحرك متوجها إلي مكان فيلا حازم وهو يشعر بالاضطراب لما ستتعرض إليه قريبا!
في مكان آخر!
أبتسم علي ابتسامة واسعة مليئة بالخبث أظهرت أنيابه وهو يتخيل خطته تنجح وقد اقتربت النهاية لأبن عمه لبرهة لعڼ غبائه بعدم تذكره لتلك المومس إلا الآن لو كان استغلها لكان حقق ما يريد وانتهي كل شئ دون هذا العناء ولكن حسنا سوف يتريث بينما أنفرجت أعين وفم شريف من الصدمة وهو يقترب ببطئ من الفتاة الواقفة أمامه! يشعر بالذهول من هذا التشابه العظيم بينها وبين نورا ! وبعد إجراء بعض عمليات التجميل أصبحت طبق الأصل من ابنة عمته
تسائل شريف والصدمة لا تزال تشل أطرافه_
إزاي! معقول اللي أنا شايفه!
أومأ له علي برأسه بالتأكيد ثم غمغم بمكر_
في حكاية إزاي انا هقولك اللي قدامك دي يا سيدي نورهان بتشتغل في كباريه شفتها من حوالي سنة وعجبني الشبه أوي كأنها نسخة من نورا بس كان لازم شوية تعديلات تحصل في وشها عشان الخطة تبقي تمام
أطلقت نورهان ضحكة خليعة مليئة بالعهر وهي تهتف بمياعة تمضغ العلكة بطريقة مقززة_
جرا إيه يا سي الأستاذ هنقضيها تعارف!
مسح شريف وجهه بيده في حنق ثم تمتم بفحيح الأفعي_
المشكلة دلوقتي في صوتها وطريقة كلامها
هي دي حاجة تفوتني أنا عارف هعمل إيه كويس
قالها علي رافعا أنفه شامخا يتراقص فرحا يثني على ذكائه ومكره بينما وضع شريف يده أسفل وجه تلك الفتاة قائلا بإعجاب وذهول سيطر على ملامحه_
نورا !!
نهاية الفصل
الفصل السادس والعشرون
اعتراف!
جابت زرقاوتيها في أرجاء المكان لتصيح به بأختناق
أنت جايبني هنا ليه! رجعني وأنا والله مش هعمل فيك حاجة تزعلك.
الله يحرقك يا عاصم على الفكرة دي!
تمتم مراد بصوت منخفض لم تستمع إليه إنما ارتفعت نبرة صوتها قائلة پذعر
مراد أنت بتحبني ومش ممكن تأذيني صح!
أومأ لها برأسه عدة مرات بصدق ثم غمغم بهدوء
أنا جبتك هنا عشان تتخلصي من كل حاجة تخصه تولعي فيها أو ترميها دي حقك وصدقيني دي حاجة ممكن تريح نفسيتك شوية.
احتضنته متلمسة منه القوة والثبات قائلة بشئ من الارتياح
طب قول أنك سامحتني.. متبقاش قاسې معايا كدا أرجوك أنا بټعذب
أسند ذقنه على رأسها ثم حدثها بخواء
أنسي... لما تبقي واثقة فيا وتتعلمي الأدب هقولك إني مسامحك
أكمل پألم..
أنا بټعذب اكتر منكي...!
هطلع فوق ثانية وجاي لو عايزة تطلعي معايا تعالي أو استني في العربية مش متأخر.
أبتعد من أمامها ليختفي بين ظلام ذلك الدرج المخيف فابتلعت ريقها وشعرت بأنها لن تتحمل التواجد أكثر وصوت حازم يتردد صداه في عقلها !
ضغطت بيدها على فمها وأنفها في محاولة بائسة لعدم إصدار صوت أنفاسها اللاهثة عندما ملئت الإنارة المنزل بأكمله... تحركت خطوتين إلي الخلف عيناها جاحظتان تكاد تخرج من مكانها وهي تنظر لذلك الثوب الشبه عاري الملتصق على جسدها.. اهتزت الاضواء بطريق مرعبة لتوصد عيناها بقوة تخبر نفسها بأن مراد معها هنا
ولن يسمح لأي شيء أن ېؤذيها فتحتها مرة ثانية على وسعها بسبب تلك اليد التي الټفت حول خصرها ثم التصق ظهرها بذلك الجسد خلفها لتسمع ذلك الصوت البغيض يهمس جانب أذنها
مش قولتلك إني مش هسيبك يا حبيبة قلب حازم.
تملكها البكاء الهستيري وذلك العجز بداخلها ينتصر عليها للمرة التي لا تعرف عددها وقد شعرت كأن ذلك المشهد حقيقي!
خارت قواها وترنحت جالسة على ركبتيها أرضا عندما أدركت أن ما تخيلته من وحي خيالها المړيض رفعت بصرها لتلك اليد الدافئة التي أحاطت وجهها لتجده بابتسامته الصافية التي تعشقها ينحني هو الآخر على ركبتيه أمامها ثم تحدث بصوت شجي عميق
مش قولتلك اركبي العربية استنيني طالما خاېفة! آسف إني سبتك لوحدك... يالا تعالي معايا.
فرق بين أخوين كالفرق بين السماء والأرض! نبرة دافئة آمنة في صوته كفيلة أن تذيب قلبها في عشقه
أني له هذا!
تسائل بنبرة لينة
ميعاد أول جلسة ليكي انهارده.. عايزة تروحي ولا مش قادرة
هزت رأسها قائلة بإقتضاب
لأ أنا عايزة أحضرها.
وقف منتصبا أمامها ثم سحبها نحوه لتقف هي الأخري فهتف بحزم
تغيري هدومك وتشيلي الهبل ده من وشك الأول.. في مول قريب من هنا هنروح واشتريلك تليفون غير اللي ضاع
متابعة القراءة