رواية مكتملة بقلم سلمي ناصر
المحتويات
هي تساعدك وخلي فلك تروح مدرسة.
_ ندي! انت بتقارنها بيها
طب روح يا فارس مدرستك يلا عشان متتأخرش.
_ ماما عشان خاطري خليها وانا اوعدك هساعدك في حاجه البيت مكانها أنا مش بحب اشوفها زعلانة!
خرج فارس من المطبخ .. وراح لفلك الي واقفة جنب باب الاوضة وعنيها مدمعه بعد ما سمعتهم .. وقعدت علي الٲرض مربعة ايديها الصغيرة وهي بتقوله بحزن وصوتها الطفولي مبحوح
متزعليش يا فلك .. انا هكلمها تاني .
لا هي قالتلي مش هتروحي المدرسه وهتقعدي تساعديني في شغل البيت وتكنسي وتمسحي اشمعنا انا مش بتحبني !
متعيطيش بس .. انتي مش هتعملي حاجة وهتروحي معانا المدرسه هكلم بابا كمان .. بس متعيطيش .. بصي انا هروح دلوقتي عشان متٲخرش واما ارجع هبقي اكلمهم واقنعهم.
بيعاملوها كده
خلاص ممكن مروحش انهاردة يا فلك ..
انصاف خرجت من المطبخ
فارس انت مروحتش المدرسة لسة ! .. ومالها النحس دي بټعيط ليه مش قولتلك قومي اغسلي المواعين يا بت ! ..
فلك خاڤت ل ټضربها كالعادة ! .. وقامت علي طول من جمب فارس وهي بتترعش .. وراحت علي المطبخ بحجمها الصغير تقف علي الكرسي وتحاول تغسل الاطباق .. فارس بصلها واضايق من امه اوي
_ يا سلام .. ومتروحش مدرستها بقا وتتعطل .. هيجري ايه لو غسلتهم خلي ليها لازمة وقوم عشان متتاخرش
فارس قام من علي الارض ورمي شنطة مدرسته .. وقال لامه بجديه وهو بيشمر كمامه.
هغيب مش رايح هقعد مع فلك عشان انتي بتضربيها يا ماما ولو سمحتي خليها متغسلش حاجة هتقع من علي الكرسي وبتعيط اهو!
ذهلت انصاف
_ تغسل ايه يافارس مدرستك ! خلاص مش هخليها تعملهم يادي فلك وسنين فلك وابو فلك !
مرت كذا سنة .. وانصاف كانت رافضة انها تودي فلك مدرسه تتعلم زي ولادها .. كانت عايزاها تعمل معاها شغل البيت وبس رغم صغرها وضعفها .. بس الحاح من فارس ابنهم وافقت علي مضض .. بس بشرط انها تعمل كل حاجة معاها .. وجوزها اسماعيل باع بيت ابوها .. وفتح مشروعه ونجح فعلا واغتنوا وبقا معاهم فلوس وغرقوا ولادهم من الفلوس دي .. بس فللك مش بينولها جنيه واحد منها! وكٲنها نكره خساره فيها .. مع انها طفله !
يا نودي تعالي يا قلب امك شوفي جبتلك ايه فين فارس خد يا حبيبي شوف اللبس الي جبتهولك ..
خرجت ندي جري من اوضتها وماسكة الموبيل في ايديها .. وفارس كان مشغول بمذكرته عشان هو ثانوية عامة السنادي .. وفلك كانت بتكنس الارض بالمكنسة .. هي كمان كبرت وبقت في اولي اعدادي وطولت شوية كانت متفوقة جدا في دراستها.. علي عكس ندي مدللة امها ..
لبس كتييير يا نودي البسي واتشيكي وسط صحابك في الدرس يا حبيبتي .. يلا يا فارس تعالي.
ساب فارس المذاكرة .. وقام مضطر عشان نداء امه .. فارس ومبقاش الطفل الصغير الي بيلعب .. بقا شاب كبير وجذاب .. بس لسه زي ما هو متعلق بفلك وبيخاف عليها جدا وبيضايق علي عياطها وهو صغير كان بيقف يدافع عنها لما امه ټضربها بس مش بيقدر لانه كان صغير .. دلوقتي جسمه شبابي فسهل انه ياخد فلك من ايدين امه القاسيه .. ويبعدها عنها .. حس بقيمة وجوده اكتر لما كبر
ضهر وسند ل فلك
خرجلهم برا وشافها بتطلع لبس جديد ليه .. وندي بتقيس اللبس علي لبسها وبتغيظ فلك بيه .. وفلك طفت المكنسه ووقفت تبصلها من بعيد بحرمان وهي ساكتة
شوف يا حبيبي اشترتلك ايه البسهم انت مش ابن اي حد انت ابن اكبر صاحب مصانع ملابس جاهزة .. لازم تتشيك وسطهم
_ شكرا يا ماما
بصي يا فلك .. لبسي اجمل الف مرة من لبسك البلدي .. ولله انا خاېفة لتفضحينا بشكلك دا .. اللي هيجي هيفتكرك الخدامة بتاعتنا !
فلك بصت لندي وسكتت .. وكلامها موجعهاش علي قد ما ۏجعها حنان امها عليها والقسۏة اللي مداقتش غيرها وفي عنيها حزن وافتقاد لحنان الام الي زي دا .. ومتعرفش عنه حاجة واتحرمت منه قبل ما تحس بيه
احترمي نفسك يا ندي .. فلك لبسها جميل وشكلها اجمل .. علي الاقل رقيقة وبسيطة في نفسها مش زيك بتدهن كيلو اسمنت وبويا في وشها ..
بصتله فلك واكتفت ب ابتسامه رقيقة زيها هو فهمها زي ما اتعود يفهمها ب نظراتها وابتسامتها احساس أن في حد بېخاف عليك بيرد كرامتك وهمه من همك احساس حلو ..
_ انا بدهن بويا علي وشي شايفة يا مامي !
ولا يا فارس بتكلم اختك كدا ليه ولا عشان بتقول الحقيقة!
فلك زيها زي ندي
يا ماما مش من حقها تجرحها ولا تهينها وبعدين حضرتك المفروض تفهميها كدة .. لتفتكر نفسها اعلي منها.
كان يوم اسود يوم ما ډخلتي البيت هنا اختفي من قدامي شوفي الي وراكي .
هنا اتكلم فارس ب استنكار
_ ثواني بس.. هي ليه تكنس وتمسح وتغسل وندي تخرج وتتفسح وتلبس دا ظلم ليها وهي الاصغر .. ساوا بين ندي وبينها انتوا مقتدرين تقدروا تجيبوا واحدة تساعدكوا في شغل البيت هي وراها مذاكرة تعالي يا فلك سيبي كل دا وتعالي اذكرلك يلا .
نعم انا اكنس وامسح !
متديني قلمين احسن يا فارس
_ تتقطع ايدي قبل ما اعملها يا ماما بس فلك طول عمرها مظلومة معاكوا دي امانه لازم تكونوا قدها وتحافظوا عليها .. يلا يا فلك
دخلت فلك ورا فارس بتردد وهي متوترة من نظرات انصاف وبنتها ..
_ شايفة يا مامي
معلش يا حبيبتي. .. هتروح مني فين !!!
قعدت قدام فارس علي المكتب بتاعو وهو فتح كتبها عشان يذكرلها كالعادة .. بصتله من بين عيونها العسلي المدمعه وضحكتله .. بصلها وهو كالمعتاد ضعيف قدام ضحكتها البريئة ضحكلها هو كمان
_ بتضحكي ليه
عشان علي طول بتزعق ل ندي عشاني ..
_ هي غلطت فيكي ولازم تتعلم .. المهم انتي مش زعلانه صح
لا انت بتقولي دايما اخلي عقلي كبير .. واسمع واعدي بس انا عايزة اقولك حاجة ..
_ ايه هي
اتكلمت ب عفوية
انت احن منهم كلهم انا بحبك اوي يا فارس ..
فارس سكت شوية ونطق بسرعه
_ وانا بحبك يا فلك اوي.
ابتسملها بحنيه ورد بعد تردد وهو بيقنع نفسه بأنها وصف عادي لأخت زي اخته افتكر انها مشاعر اخويه لشده تعلقه بيها
متابعة القراءة