سنيوريتا منه ممدوح

موقع أيام نيوز


الذي سيصب في مصلحتي يا سيد عثمان!!
بنفاذ صبرثم قال باصفرار
اجلسي وسوف أخبرك بكل شيء
ا وقالت بعناد بينما ترفع حاجبها في كبرياء
لن أجلس
امرها بحدة حتى يلين عقلها المتيبس
قلت اجلسي يا علياء
تمسكت بقرارهاثم تحدته وهي تهز رأسها بالرفض
وأنا قلت لن أجلس يا سيد عثمان
أخذ شهيق عميق ثم زفره على فترات متقاربةثم باغتها بجذبه لها وأجلسها قسرا على المقعد وسط تذمرها وكلماتها الغاضبةثبتها على الكرسي ثم جلس هو الآخر مقابلا لهاوأردف

تلك الزيجة الهدف منها حمايتك فقط لا غير
قطبت جبينها بتعجب ثم تساءلت فيما أشبه بالسخرية
وما علاقة الزواج بحمايتي!!
رمقها بنظرات مغتاظة قليلاثم أجابها من بين أسنانه
أنت تعلمين أن ظافر ورجاله لن يتركوكوما يقومون به فقط لأنه ليس لديك حائط تتكئي عليه
وعند ختمه لجملته عبست ملامحها وظهرت بوادر الحزن على وجههافلديه كل الحق ليس هنالك من يحميها ويتصدى لبطش ظافر وتهديداته لهاعندما لاحظ عثمان عبوسها أسرع بالقول
لا أخبرك ذلك لكي تحزنيأنا فقط أشرح لك الأوضاعولهذا عرضت عليك الزواج لكي أحميكيوسيكون صوري فقطأمام عائلتي نحن متزوجانإنما من الباطن مجرد أصدقاء فقطكي أكون الحائط المنيع لك حتى لا يصل إليك ظافر ويمل بعد معرفته بزواجك
صمتت مطولا ولم ترد عليهفقد كانت تحملق به بتفكير فقدفشعر هو أنها بدأت تلينفأسرع بالقول
ما رأيك هل ستتزوجين بي
كادت أن تجيبه بالموافقةلكن
لم تعلم ما الذي منعهافوقفت وكتفت ساعديها أمام صدرهاثم قالت برأس مرفوع بغرور
لن أتزوج بك حتى لو أنت آخر رجل في العالم 
بعد مرور قرابة الساعة أو أكثر 
مرحبا يا أمي
بادر عثمان بالتحية لوالدته التي كانت جالسة على الأريكة في غرفة المعيشة تتابع أحد البرامج على التلفازفالتفتت له بوجهها ثم قالت
أووه مرحبا يا بنيماذا جاء بك مبكرا اليوم
ثبتت مقلتيها على تلك الواقفة خلفه بملامح عابسةفوجهت حديثها لها قائلة بابتسامة ودية
علياء ابنتي ألم ترحلي بعد!
هزت رأسها بالرفض مع تصنعها بابتسامة خفيفةثم أجابتها بنبرة رقيقة
لا يا خالتيفقد م 
بتر حديثها عثمان تلك المرة وأردف
جئنا لكي نخبرك بقرار إتخذناه كلانا
ما هو يا بني
تساءلت قاطبة جبينهافأجابها بنبرة شبه مازحة
ألم تكوني تريدين أن أتزوج يا أمي
حدقت بكلامهما بحذرثم أجابته بتعجب قليلا
نعم نعم يا بني
في تلك اللحظة تحركت يده إلى أن قبضت على كف لياليثم رغم رفضها الشديد ومحاولتها لحل ثم قال مصطنعا الفرحة
لقد قررت الزواج من علياء
قالها بينما الټفت برأسه محدقا في عيني ليالي مباشرةثم ابتسم حتى يتظاهر بالحبفبادلته نفس البسمة رغم أن عينيهما كانت لها رأي آخرفوثبت والدته من مجلسها وتقدمت منهما بينما تهتف متعجبة
حقا هل تمزح يا بني!!
لا يا أمي لقد وقعت في عشق علياء منذ أن رأيتهافقررت الزواج بها
ختم جملته باحتوائه لكتفي لياليفمالت هي نحوه متصنعة الابتسام ثم قالت من بين أسنانها
أبعد يديك عني اتستغل ذلك الأمر لصالحك!
فعلق على حديثها هو الآخر قائلا بنفس نبرتها
استغلال ماذا! أنا أقوم بذلك لأزيد من الدراما
اللعڼة عليك وعلى درامتك
فقطع معركتهم والدته عندما من السعادةفها هو فلذة كبدها ابنها الاكبر قد قرر التخلي عن وحدته أخيرا بعد عناءفهتفت في فرح كبير بينما تعانقهما
مبارك عليكما يا بني لقد فرحت بشدة
ثم جلسوا جميعا على الأريكةفأردفت هي متحمسة
إذا متى نقيم حفل الخطبة
فأجابتها عثمان بتردد
لن يكون هناك خطبة يا أمي
فصاحت مسرعة بتعجب
لكن لم!!
نود أن نعقد قرآننا دون حفل زفاف حتىفأنا فقط أريدها لا غيربالإضافة أن ظروف علياء لا تناسب أن نقيم زفافا
ترقرقت عبرات الفرحة بعينيهاا وقالت متأثرة
حفظكما الله لبعضكماصدقا أرى العشق من عينيكما
في تلك اللحظة كادت أن تنفلت ضحكة من ثغر ليالي لكن أسكتها وكزة من مرفق عثمانرفعت وجهها له فوجدته يرمقها بنظرات محذرةفباغتتها والدته تلك المرة بسؤالها
وماذا عن عائلتك يا بنيتي
فتحت فاهها لتجيب لكن سبقها رد عثمان 
والديها
ليسا هناهما مقيمان في دولة أوروبيةأما هي فتعيش مع صديقتها وتعمل معها أيضا
إذا ألن يأتي والديك يا ابنتي
وجهت سؤالها تلك المرة إلى لياليفترددت هي قليلا قبل أن تجيبها
هما منفصلان يا خالتيولا أراهما قطفكلا منهما لديه عائلةأما أنا فبمفردي هناوأعتبر نفسي يتيمة
تأثرت والدةعثمان بشدةفتناولت كف يدها ثم ربتت عليه بحنانبينما تقول بتشجيع
نحن عائلتك من الآن يا ابنتيوناديني بأمي
ابتسمت لها تلك المرة حقيقة وليس متظاهرةفقد لامستها نبرتها الحنون بعدما كانت وحيدةفأردفت
حسنا يا أمي
قطع حوارهما المؤثر قول عثمان
سنقيم عقد القرآن بعد ثلاثة أيام يا أمي
حدقت فيه ليالي بنظرات حادة كأنها تخبره بعينيها أليس مبكرا!لكن ابتسم لها ببرود واصفرارفعلقت والدته قائلة
ولكن شقتك يلزمها بعض الأشياء بعد يا عثمانأين ستبقان!!
لا بأس يا أميسنمكث في غرفتي ريثما تنتهي
وهنا قد أصابها السعال بشدة بعدما استمعت لجملته الأخيرةمدت والدة عثمان يدها سريعا وأعطتها كوب من الماءفتناولته منها وتجرعته على مراحلبينما اتسعت ابتسامة الآخرتركت الكوب ثم ابتسمت هي الأخرى بغيظ شديدفقالت والدة عثمان بقلق
هل أنت بخير يا ابنتي
هزت رأسها عدة مراتوقالت بينما أسنانها تصطك ببعضهما
نعم لقد سعلت بعدما أصابني الحماس
ربتت والدة عثمان على فخذها بحنانثم أردفت
حسنا كما تشاءانسنوضب غرفتك لكما 
ولج سائر شقيق عثمان للداخل بعد أن عاد من عملهثم وقف يحدق في الثلاثة أوجه التي أمامه إلى أن ثبتت حدقتيه عليهاتلك الفتاة الذي تذكر أنه رآها قبلااړتعب عثمان وخشي أن يفضح شقيقه الأمرفتقدم منهم بخطى بطيئة وعيناه لم تبرحان عنهافبادرت والدته بالتعارف
تعرف إلى زوجة شقيقك المستقبلية يا سائر
دهش في البداية بشدةثم الټفت بحدقتيه إلى شقيقه الذي كان يهز رأسه بالرفض خفيةفتردد سائر قليلا قبل أن يشير إلى ليالي المتعجبة وقال
أليست تلك ذات الفتاة!! 
المشهد التاسع
قطبت والدته جبينها بتعجب وأيضا ليالي من رد فعله ذاكفتساءلت والدته قائلة باستغراب
نفس فتاة ماذا يا سائر!!
كاد أن يتحدث ولكن سارع عثمان بالقول بعدما وثب من مقعده واتجه نحوه
نعم هي ذاتهاالسيدة علياء مهندسة الديكورات التي أخبرتك باعجابي بها
انهى جملته من بين أسنانه كي يفهمه شقيقهلم يستطع استيعاب الأمر لحماقته وعاد يتساءل بغباء أثار جنون الآخر
أي مهندسةأليست تلك التي 
لم يكمل جملته بعدما رأى غمزة عثمان له ونظراته المغتاظةفحرك شفتيه بصوت هامس حتى لا يسمعه أحد
لا تفضح الأمر
حدق به لبرهة حتى امكنه استيعاب وفهم جملتهفهز رأسه سريعا وقال بينما يتجه صوب ليالي وهو يصافحها بحرارة
نعمنعم اعتذر لقد نسيتمرحبا يا زوجة أخي
هزت رأسها بالإيماء واكتفت ببسمة خفيفةوقد علمت داخلها أن سائر ذاك يعرف من هي وما الذي حدثوإلا لن يكون ذاك رد فعله من البدايةفطفق عثمان يقول
لقد كنا نحدد ميعاد عقد القرآنسيكون بعد
ثلاثة أيام
مبارك لك يا أخيالمهندسة علياء بارعة في المص أقصد الديكورات وأيضا فتاة فاتنة الجمال
ابتسمت له ليالي ثم شكرته بخفوت رغم شعورها بعدم الراحة
شكرا يا سائرأنت رجل لطيف
قالتها بنبرة ذات مغزى بينما ثبتت حدقتاها على عثمان كأنها توصل رسالة له أدركها وفهمها جيدافأخذ يرمقها بنظرات مغتاظة للغايةبينما مال نحوه شقيقه وهمس من بين أسنانه
ماذا يحدث الآن!!
سأخبرك بكل شيء ولكن انتظر قليلا
ثم وجه حديثه إلى ليالي قائلا بلطف مصطنع
هيا يا عزيزتي لأريك الغرفة التي سنجري عليها بعض التعديلاتلنرى ما تريدين تغييره
بادلته البسمة وسارت مقتربة إليه وهي تقول باصفرار
حسنا يا عزيزيكما تريد
احتوى كتفيها ومن ثم سار معها نحو الغرفةولجت للداخل معه ثم دفعته عنها بغتة وهتفت بحدة
لا تتعمد لمسي مرة أخرى!
فأردف لها بهمس غاضب وحذرها قائلا
اخفضي صوتك الذي يشبه صوت الحمار ذاكيجب علينا أن نمثل دور الحبيبن أمام والدتي وإلا سنكشف
كټفت ساعديها أمام وقالت بحدة بينما ترفع حاجبها
هل شبهت صوتي الآن أم أني أتوهم!!
مسح بكفه على جبهته بنفاذ صبرثم شد خصلات شعره وتمتم من بين أسنانه
الصبر يا الله قبل أن أجن
أنت من تثير استفزازي دائما
وأنت من تعلقين على أتفه الأمور
إذا لا تفعل الأمور التافهة يا سيد عثمان حتى لا أعلق عليها!
انهت جملتها بتحد أثار جنونهصمتت قليلا قبل أن تتذكر ما حدث منذ دقائق فعادت تقول
هل جننت منذ دقائق!عقد قرآن ماذا بعد ثلاثة أياموالأدهى سنبيت في غرفة واحدة!!
تغاضى عن نعتها بالمچنون تلك المرة حتى لا يتشاجرا كالعادة وتلك المرة سيكشف الأمرثم أردف بمنطقية
يجب أن نسرع بتلك الزيجة حتى لا ټتأذيوالشقة لا تزال تحتاج بعض الاصلاحات
ثم قالت
وماذا عن المبيت في نفس الغرفة!
فتساءل في جهل مصطنع
ماذا بها الغرفةسنقوم بتجديدها إن لم تعجبك!
عبثت بخصلات شعرها بينما تجوب في الغرفة ذهابا وإياباعاودت الوقوف أمامه وحذرته بعدما أشهرت اصبعها في وجهه
لا تحاول إثارة چنونيأين سأنام أنا هنا!!
فأجابها ببساطة
على الفراش!
صر على أسنانها بقوة ونفاذ صبرتحاول قدر المستطاع ع حتى يختنقثم عاودت القول
وأين ستنام أنت!
أدرك مغزى سؤالها لكنه قرر إثارة چنونها أكثر وأجابها
ما ذلك السؤال حبا بالله!بالتأكيد على الفراش أيضا
شدت على خصلاتها بقوة ثم هدرت به
هل تمزح معيفراش ماذا!!لن أنام جوارك على السرير مطلقا!
ابتسم لها باصفرار ثم قال لاستيقاد استفزازها
حسناسأنام أنا على الفراش وأنت نامي على الأرض أو حيثما تريدين
اتسعت عيناها وحملقت في ببلاهة من رده الغريب بالنسبة لهافقالت بتلقائية بذهول
أنت أكثر رجل فظوعديم الذوقوأيضا لا تعرف عن اللطف شيء رأيته في حياتي!
شهادة أعتز بها يا زوجتي المستقبلية
انهى جملته ثم الټفت وخرج من الغرفة تاركا إياها تحملق في أثره بذهول من ذلك الرجل الذي لأول مرة ترى طبعا كهذا 
استفاقت سريعا ثم قررت الاتصال بلين لتخبرها بما حدثفطلبت رقمها وانتظرت قليلا حتى آتاها جوابها
هل أنت بخير
نعملكن اتصلت بك لكي أدعوكي لعقد قرآني بعد ثلاثة أيام
قالت جملتها تلك في سخرية مريرةفصړخت الأخرى پصدمة
ماذا!!عقد قرآنك على من!!!
كادت أن تجيبها لكن قاطعتها لين بترديدها
لحظة!لا تقولي أنه الفظ الوسيم!!
ضحكت ليالي بتهكم ثم قالت
للأسف توقعك صحيح يا صديقتي
أخبريني كل ما حدث الآن 
عثمان انتظر
هتفت والدته بتلك الكلماتفالټفت له ثم سار مقتربا منها وقال
أتريدين شيء
هزت رأسها بالرفض مع بسمة خفيفة وأجابته
لالكن هناك أمر يشغل تفكيري
ما هو
سمر يا بنيأنت تعلم جيدا أنها تعشقكوستكون تلك صدمة كبيرة عليها
عبست قسماته ما إن ذكرت اسم ذات الرأس السميك كما يدعوهافقال بوجه مكفهر
لا يهمني ذلك الموضوعهي لا تعني لي بتاتا
فقالت والدته بأسى
لكنك تعني لها
تأفف بنفاذ صبرثم هتف لينهي الحوار
لا يهمني أيضاأخبريها أنت كي تتقبل الأمر مبكرا
رفعت زرعها وبسطت كفها على وجنتهوأردفت بحنان
حسنا لا تغضب يا بني
هز رأسه بالإيجاب بينما أشاح بوجهه للجهة الأخرىفقالت هي كي تنسيه غضبه
خذ خطيبتك واذهبا لشراء فستانا لعقد القرآنفالوقت ضيق كثيرا بسبب تسرعكما
سنذهب غدا
فأمرته بحدة بينما تهز رأسها بالرفض
لا اذهبا اليوم حتى لا تتكدس عليكما الأعمال
زفر أنفاسه بنفاذ صبر ثم أومأ لها بضيقومن ثم سار متجها إلى الغرفةدق عدة مرات على الباب ثم ولج إلى الداخل فوجدها جالسة محلها تعدل من خصلات شعرها البنيةراقبها قليلا حتى أفاق ومن ثم قال
هيا بنا لنذهب
التفتت فزعة على صوته المفاجىءثم تساءلت متعجبة
إلى أين!
لشراء فستان عقد القرآن
انفلتت عنها ضحكة متهكة أثارت غيظهتمالكت ذاتها قليلا ثم قالت ضاحكة بسخرية
فستان!ولما سأحتاج لفستانهل تلك الزيجة حقيقية لأرتدي فستانا!!
زفر أنفاسه بضيق من سخريتها المعتادة ولسانها السليطثم قال بجدية
تلك
 

تم نسخ الرابط