رواية مكتملة بقلم مروه حمدي
المحتويات
واضعا إياها بمكانها مخرج هاتفه ولا يجد اى إشارة ليقرر الصعود إلى السطح لمهاتفه ذويه ولسبب اخر يسوقه فضوله إليه
بالفعل كانت الإشارة بالأعلى جيدة أنهى اتصاله مع والدته ولم يخلو سؤاله عن أخته زهرة واذا ما تواصلت معاهم ام لا
ليغلق الهاتف وقبل ان يستدير للعودة توجه إلى حافة السور ببطء اراح يده عليها ينظر لذلك الغافى بملكوته وكل كلمه اباح بها ذاك العلي تعاد على مسامعه من جديد جعلت قلبه يتألم لأجل ذاك الصبرى كما لو كان بينهما سابق معرفه!
لقد كان مستلقي على جانبه الايمن تثاؤب بشده بعدما فتح عينيه وظل ساكنا للحظات اعتدل بعدها بهدوء يدور براسه وهو يطالع للمكان يشد جلبابه البالى
عليه رفع قدميه عن الأرض ضامنا اياهم إلى صدره ظل على وضعه المستكين هذا لدقائق لتبدا عيناه مرة أخرى بالبحث حوله وقد استشف ذاك المتابع برغبته فى تناول الطعام من طريقه وضع يده على معدته وابتلاعه لريقه مرات متتالية
انزل قدميه وهم بالقيام مستندا بوضع يده على الاريكة اسفله لتصطدم
بشى ما الټفت له بلهفة جليه اندهش لها ذاك المراقب من أعلى
أعاد احمد همسه من جديد بدهشه وردة!
ازاح دهشته سريعا وتابع مراقبته بكثب وهو يراه يتناول طعامه بنهم وابتسامه خافته شاحبه مرسومه على وجهه
احمد بهمس ضعيف ما انت قاعد عاقل أهو!
عقبما انتهى اعتدل بظهره إلى الخلف صامتا لثوانى ابتسم عليه احمد بها وقد قرر النزول بعد شعوره بالألم بساقه ليدرك انه وقف اكثر مما يجب استدار بجسده وتحرك خطوة فالأخرى وقبل ان تتطا قدمه الأرض بالثالثة توقف على سماع صوت مناداه على شخص ما
احمد محمد!
ما تزعلش منى علشان كلت الجبنه كلها وجورت على منابك انت عارف انى عحب جبنه ورده كده ايه! بس بوص سبتلك دبداب اهو علشان نتعشوا بيه بالليل
صمت لبرهه مع ابتسامه جعلت ذلك المراقب وقد عاد لمكانه من جديد يبحث حتى يستشف مكان وجود ذاك المحمد واين هو من يهديه تلك الإبتسامه
بينما بالاسفل تابع حديثه طب تتحمقش أكده ما هو لازم أشاركك بيه ألاه يعنى انت مش خابر انى كمان بحب الدبداب من تحت يدها صمت لثوانى وعاد ليكمل
خبط احمد على جبهته بيده وقد تذكر محمد أخاه المتوفى
الثانى متابعا
هحكيلك حكاية اخين عاشوا لحالهم بعد ابوهم وامهم ما هملوهم وراحوا للى خالقهم وافتكروا ان ده اخر حزن هيعدى عليهم لحد ما فى يوم اتفرق الأخوات واللقاء بينتهم بجا صعيب يا ولد أبوى
ليطلق زفيرا عاليا شكل حكايتك حكاية يا صبرى
غابت الشمس بالافق لينسدل الليل بستائره خرج أحمد من غرفته بعدما نادى عليه العم جابر ليتناولوا طعام العشاء
احمد هو مش لسه بدرى على الاكل يا عم جابر
الغفير ياضاكتور احنا بلدنا بتقفل من المغرب وكله بيتك بيتك يتعشى ويجوم يريح لأجل شقى تانى يوم
احمد وهو يلك الطعام انا كنت اتكلمت مع على فى موضوع كده بخصوص الاكل جابلك سيرة!
الغفير جابر وهو علي بيعرف يسكت برضه الرطاط ده!
احمد بضحكات صغيرة متتالية حاول على قدر الإمكان حجزها اخدت لبالى
الغفير جابر على العموم قالى وانى زعلت منك جوى فيها دى يا ضاكتور برضه إكده تشتمنى بالحثيث!
احمد والله ما اقصد حاجه بس حقيقى انا مش هكون مرتاح غير كده!
الغفير جابر على راحتك يا ضاكتور على العموم الوقت إتاخر انى اخبط على الولايا بكره الصبح قبل ما اعاود دارى هروحلهم واتفقلك معاهم
احمد ناظرا للهدوء من حوله يعنى الدنيا ليلت اهى وصاحبك ساكت ده حتى الشارع نفسه مسكت
الغفير جابر ما انا قولتلك من المغرب إهنه كله بيته بس يا دكتور ال تقصده مش صاحبى وبس لاا ده فى مقام ابنى بعدين الحالة إلى انت سمعتها امبارح مش هتكون حداه على طول
احمد يعنى ايه
الغفير جابر يعنى بيكون ساكت منسمعلوش حس ومرة واحده يبجى زى صرينه المطافي ما تفهملوش ساعه هادى ساعه يبكى ساعه يضحك ساعه ېصرخ ساعه يغنى واهو غلب وكان مستخبيله
كانا يجلسون خلف
البوابه مباشرة أمام قصعه تشتعل بداخلها النيران ليقف أحمد من مكانه يتحرك للجهة الأخرى ينظر إلى الطريق والمنازل
أحمد تعرف يا عم جابر انى بجب الهدوء جدا
العم جابر وهو مين يحب ۏجع الدماغ
احمد متلفتا للبيوت بنظره نفسى اسكن فى شارع زى كده بكتير اربع خمس بيوت فيه
العم جابر كلهم قرايب وعيلة وحده مايدخلوش غريب واصل عليهم غير وردة ال سكنت فى البيت الطين الوحيد ال قبال باب بيت صبرى
تحركت عيناه على الوصف بعدما اعتدل بجسده وعينه على ذاك الشباك المفتوح نسبيا ومنه إلى البوابه الخشبية أمامه ضيق عينيه مبصرا كتله سوداء تقف أمام ذاك الباب توليه ظهرها احتار من أمره هل يؤهى له أم أنه تأثير الظلام من حوله فأغشى على عينه! او هل هناك أحد حقا يقف هناك! كان يتسائل وقدمه تسير للخارج للحصول على إجابه لاسئلته
بقلب قلق عادت إلى منزلها أتمت أعمالها وهى صامته شارده لا تنتبه إلى حديث والدتها فقط تائهه بحيرتها
يا ترى كل طب صحى حاسس بالعيئ جلبى واكلنى عليه ومش عارفه ليه
تناولت قليلا من الطعام بصمت
ما تكملي لجمتك يا بتى
ماليش نفس ياما هحوشها لبليل عشان بجوع
الام بهمس لنفسها بتجوعى برضك
الام طب ابجى خلى بالك لحسن وكل الليل بيتعب القلب والمعدة
نفضت يدها من الطعام تحمد الله متابعه
انا داخلة انام لأجل بكرة والهم ال مستنى لمى ورانا وغسلى واطلعى نامى
أؤمات برأسها وانتظرت خلود والدتها إلى النوم باكرا كعادتها بخفة صعدت إلى الغرفة تتأكد منها اتجهت إلى الشباك تبحث عنه بعيناها ولكنها لم تجده خشيت عليه
نظرت إلى كيس الطعام بيدها كيف تلقيه وهو غير موجود بباحه الدار تطلعت على الحئ يمينا ويسارا وقد أغلقت الأبواب على ساكينها لتبتعد هابطه لاسفل حاملة ملفحتها وقد ارتدها قباله الباب وحرصت الا يظهر منها شئ لتخرج تاركه باب منزلهم مفتوح قليلا
بلهفة تتحرك إلى غايتها ومن تلك الفسحة الصغيرة بين البابين الخشببن المتهالكين نادت بصوت هادئ
سى صبرى سى صبرى
لم تتلقى إجابه لتنادى من جديد وقد اعتصر قلبها خوفا ولم تعى بذلك القادم من الخلف
أمانة يا سى صبرى لترد عليا وتطمئن قلبى عليك سى صبرى انت فين
تابعت وقد أوشكت على العويل يا مرى يا حزنى طب أعمل ايه ليكون جرالته حاجه عفشة من عشية طاب الطم ألم الناس ولا اصړخ واجول الحقوا يا خلج يا مرك يا وردة
عادت تنظر من جديد وقد خطت الدموع مجراها على وجنتيها تنادى كغريق سى صبرى سى صبرى
حتى ظهرت أمامها عيناه فجاءة لترتد فزعه إلى الخلف وضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته العالية التقطت أنفاسها تنظر إليها بعتب كنت فين يا سيد الناس وانا بنادى عليك من بدرى أشار بيده خلف الباب دون حديث كعادته استغرب له ذاك المراقب ليتابع المشاهدة بانتباه والأخرى بعتاب يقطر عشقا لا يعلم هل لاقى صدى بقلب ذاك المچنون ام لا!
وهنت عليك تردش علي ده انا كنت شويه وهلم الناس
أولاها ظهره ولم يجب لتكمل هى
عارفه انك زعلان منى علشان عشية مجيتش يمتك طب أعمل ايه والشارع كان متروس رجالة لأجل ختمه عمك خليل ولما خلصوا كان الوقت إتاخر وانت امبارح معرفاش ايه ال حصله خلاك تصرخ إكده وكمان كنت صمتت وقد اشتعلت وجنتيها لتكمل
سايق عليك ما تعملها تانى انامش عارفة لو كنت فاهمنى ولا لا بس ما تعملها تانى قلبى أتوجع عليك جوى يا غالى
أزاحت دموع عينيها واخرجت كيس الطعام وبصعوبه مررته من
تلك الفتحه
اتعشى وادخل ريح وابعد عن البوابه الطل شديد لتعيء واهو النور قايد ما تخفش ومتنساش كل ما تخاف اطلع على الشباك هكون هناك معاك
تحركت مبتعدة واوقفها سؤاله بغتته بعدما خرج منه دون قصد
للدرجه دى بتحبيه
الټفت برأسها للوراء لتجد شخصا غريب عنها اتسعت عينيها بړعب وبسرعه تسابق الربح ركضت إلى منزلها مغلقه الباب خلفها تهمس
ده شافنى استر يارب عقدت حاجبيها لتكمل بس مين ده
بينما هو عيناه تنظر إلى أثرها ثم ارتفعت إلى النافذة حيث ذكرت ليعقد حاجبيه وهو يرى ظهرا لأحدهم قد رحل عنها وبالتأكيد لم تكن تلك الوردة التى لم يتبين ملامحها حتى الآن
نظر إلى الباب تقدم من الفتحه ينظر منها ولا يجد اثر لاحد وسؤال ملح هل يعقل استمع لها ولما لم يحدثها وهو يتكلم
باسئلته عاد إدراجه ليجد العم جابر لازال يتحدث ولم يلاحظ غيابه حتى متمتا بقله حيلة
يظهر ان العيلة كلها ټموت فى الرغى
العم جابر وبس يا ضاكتور ودى عوايدنا
جلس جواره وفعل مثله مد يده باتجاه الڼار يلتمس الدفء
عم جابر ماهى قعدتك جار الباب أكيد بردتك
هز رأسه بايماءه وعقله يحاول استيعاب كل تلك الاحداث التى تدور من حوله منذ وطأة تلك القرية
بابتسامه صغيرة علق هادئ يعنى! شكله بيسمع كلامها
العم جابر بتقول حاجه يا دكتور
أحمد بلؤم لم يكتشفه الإ هنا وجه الحديث بطريقة ملتوية حتى يصل لغايته لعل تلك الخطوط المتشابكه بعقله يجد لها حلا
بس ساكت يعنى انهاردة
ما انا قولتلك حالات
طب بما ان مافيش حاجه تؤنسنا والليل عندكوا طويل ما تحكيلى عنه شوية
عن مين
عن ال بتتنهد بۏجع كل ما يجى اسمه
وليه تقلب فى المواجع
نفسى اعرف عنه اكتر
وده شاغلك فى ايه
احمد بصدق اعرف الشخصية ال الكل بيحبها الحب ده كله
متابعة القراءة