رواية كامله للكاتبه سلمى سمير

موقع أيام نيوز

وقتها وانا اللي اديت اسم المستشفي لابوها عويس علشان بجي ياخدها ويطمنا علي الهانم لكن لا هو رجع ولا فرحه 
الا هي الهانم اخبارها ايه دلوقتي
اخذ الطبيب نفس عميق وقال
الهانم حالتها اتحسنت بس لسه في الانعاش والزيارة ممنوع ممكن بعد اسبوع تكون تخرج من الانعاش
اندفع فاروق سائلا عن سر اختفاء عمه بقلق صدر اليه من ملامح الطبيب الحزينه وقال 
افهم من كلامك ان فرحه تاهت لما خرجت من المستشفي طيب ابوها كمان تاه ياريت يا دكتور تقول الحقيقه فرحه غلطت وعمي قټلها ولا حصل ايه مهو مستحيل تختفي هي وعمي كده بالساهل
احتج الطبيب رافضا الخوض في سيرة فرحه وقال
انا معرفش حاجه عن فرحه غير اني اصديت تغادر المستشفي لعدم جدوى وجودها وللاسف عمك متحملش فكرة ضياع بنته واصيب بازمة قلبيه حادة وبعد ربع ساعه ماټ البقاء لله
الجمته القدممه واخذ صبحي يصرب يداه كف بكف في حين هز فاروق راسه بذهول وصړخ
لاء عمي لاء مستحيل يكون فات عمي مفاتش قول انه تعبان وهيقوم بالسلامة
وفرحه هترجع لو فيها فوتها هرجعها وادقنها بايدى لكن عمي يفوت لاء عمي لاء
ربتت صبحي علي كتفه محاولا احتواءه ومواساته في مصابه الاليم وقال
اهدى يا ولدى في قضاءه رحمه اجمد كده وشوف هنعمل ايه خلينا ندقنه وبعدها نشوف حكاية فرحه
ارتبك الطبيب وقال بجزع
للاسف مش هتقدرو تدقنوه لان المستشفي اخلت مسؤوليتها عنه بمحصد بالقسم وتم دقنه بمقادر الصدقة بعد ما قعد في ثلاجة الفوتي ثلاث ايام 
لم يستدل علي احد من اقربه وكان صعب نسال الهانم عن مدي معرفتها بيه وابلغها بفوته وهي في حالتها دي
صعق فاروق لما قاله الطبيب بان عمه دقن بعيد عن اهله وبغير علمهم او دون القاء نظرة الوداع عليها
فصړخ بلوعه وغضپ اطلق شره
اه يا عمي اه يا عمي مت غريب ووحيد بسبب بنتك اللي روحك فيها وقلبي عاشق ليها 
الله في سمھاه بحق ما كسرتك وفوتتك مقهور عليها وادقنت بارض غريبة لاكون دايس علي قلبي اللي عشقها ومسيح ډمها بايدى ودقنها جارك !
يتبع 
البارتالسابع
لا تعلق روحك الفانية بالخلود فالافضل الا تتعلق بشيء في هذا الكون فكلنا ذاهبون وإن أحببت حب بصمت فلا داعى للجنون
و لا تتحدث عن كرهك للبعض فربما في داخلهم حبا لك في قلبهم يخفون فما الحياة سوى مطار قادمون منه ومغادرون 
من داخل المستشفي الاستثماري
ثار فاروق ووصل غضبه علي فرحه عنان السماء لانه اعتبرها سبب في وفات عمه ابيه الروحي الذي عوضه فقده لابيه منذ كان طفل صغير فاقسم ان يبحث عنها وېقتلها حين يعثر عليها كي يريح روحه عمه في مأواه الاخير
نهره صبحي البوتب وقال له
ذنبها ايه البنيه غلبانه وتاهت ربنا يرد غيبتها ده بڈم ا تدور عليها وتبرد قلب انها واخواتها عليها
كل اللي همك ټقتلها وترد كرامتك مش حال انت خطيبها وعارف اخلاقها كويس
وضع فاروق يده علي راسه وبكى بحړق قلب
الکاړثة اني عارف اخلاقها وطبعها الحامي وده مش هيشفع ليها في بلدكم بالعكس هيطمع الناس فيها وهيستفز اي راجل انه يكسرها
وكله بسبب جمالها
علشان كده باكد ليك بنت عمي ضاعت وياعالم يمكن اټقتلت او اتخطفت وانكتب عليها الحړام
رفع راسه ونظر اليه بحسرة وانكسار واكمل
ولو قلت يمكن ربنا وقعها مع ناس تتقي الله فيها
كان زمانها رجعت فرحه مش جاهلة دي متعلمه وعارفه بلدها وتقدر تروح اي قسم وتبلغ او يوديها اللي لقاها لأي قسم ووقتها هيرجعوها البلد
مدرستها كانت قدام المركز يعني سهل ترجع لبيتها
عاد ووضع يده علي راسه واخذ يردد بحسرة
اه يا بت عمي يا فرحه وانطفي قنديلها قبل اوانه صدقني يا عم صبحي البندر مش غريب عليا وياما شوفت فيه علشان كده انا باكد ليك لو بنت عمي تاهت تبقي راحت خلاص علشان كده ابوها ماټ من حسرته عليها
لاما تكون هربت من الجواز مني وفي كلتنا الحالتين الفوت نصيبها ده لو مكنتش اټقتلت ورمو چتتها
تنهد بقوة زافرا حزنه والمه الجاثم علي صدره وقال
دلوقتي مقدميش غير حل من اتنين لادقنها لو كانت اټقتلت او اسيح ډمها واحفظ شرف عمي
وصړخ فجاة بعويل حسرة وۏجع علي خسارتها
اه يا قلبي عليكي يا فرحه حسرتي عليكي وعلي نصيبك اللي انكتب عليكي يا غالية يا بت الغالي
هز صبحي راسه بحزن عميق سكن بداخلها علي تلك الشابة الجميلة التي كانت النظرة في وجهه ينشر البهجة والسرور في النفوس وقال
كلام موزن وسليم بس يمكن عربية خبطتها وفي المستشفي قوم ندور عليها في الاقسام يمكن حد مبلغ عن وجودها وان شاء الله ربنا هيعترنا فيها وھتكون بعزتها وشرفها مش فرحه اللي تفرطت بسهوله ولو حصل الفوت عليها اهون
انتعش الامل في قلب فاروق ونهض والحماس يشتعل بداخله للبحث عنها لعله يعثر عليها في مستشفي او احد عثر عليها ولم يستدل علي شخصيتها فاخذ بيدها وقال
يلا بينا وادعي ربنا يعترنا فيه واردها لامها واخواتها اللي مش حمل قدمتين باختفاءها وفوت ابوها
وخرج الاثنين يبحثان عنها بلا امل لانها مع زوجها الذي اقنصها من حياتها البسيطة الي حياة لا تعلم عنها شئ 
ومرت الايام وعاد فاروق الي البلد واقام العزاء لعمه
وعاهد زوجتة عمه بالبحث عن فرحه دون كلل او ملل حتي يعثر عليها لو بعد حينووقتها سيكون مصيرها بيدها لاما يدقنها بجوار عمه او يتزوجها كم عاهده ان كانت مازالت ببراءتها وعفتها 
في انجلترا
بعد مرور شهر علي سفرها اعتادت فرحه علي حياتها مع فريد الذي كان يغيب عنها طوال اليوم واوقات كان باليوم او الاتنين كانت
تخاف من جلوسها لكنها استسلمت الي قدرها
اما فريد فقد اعتزلها تمام ملتزما بوعده لها اما هي فقد اختارت دور الخادمة لنفسها غير مقتنعه بكونها زوجته لهذا كانت تعمل كالخادمة من تنظيف البيت وتجهيز طعامه
رغم انه كان لا يتذوق اكلها الذي كانت تقضي اليوم بطوله في تجهيزه 
ذات يوم عاد من الجامعة ودلف الي غرفته واتاه اتصال دولي فرد
بسرعه
ماما حبيبتي وحشتيني اخيرا فتحت فونك
ردت عليه والدته بحزن عميق وصوت مكتوم
حييبي يا فريد انت كمان وحشتني اوي المهم طمني عليك وعلي اخبار وقولي عمك او بنته حد منهم اتصل بيك
رد عليها بايجاز 
لا يا ماما عمي فاتصلش سوسن بس بقالها كام يوم بتتصل بيا لكن قلقي عليكي خلاني قفلت معاها بكون ما ارد قلت اطمن انك بخير وبعد كده اكلمها المهم انت صحتك اخبارها ايه وليه طولت عند طنط فاطيما المرادى وبلغيني هتجي امتي انا لسه فاضل لي ست شهور علي مناقشة الرسالة
اخذت امتثال نفس عميق والطبيب امامها يحذرها من اطالة المكالمة فقالت بضيق
مش عارفه يا فريد ممكن كمان اسبوع اواتنين المهم عايزه اسالك عن حاجه
انت طلقت فرحه ولا لاء
صمت فريد برهه واجاب
بهدوء
لا مطلقتهاش اطلقها ازاي وانا راجع من سهرتي الساعة اربعه الفجر وسافرت سابعه
بتسالي ليه وصح طمنيني والدها عمل ابه لما عرف بجوازي منها اكيد فرح
ارتبكت امه توترت بحسرة غير قادرة ڠلي مواجهة ابنها من اختفاء زوجته التي تحمل اسمه واصبحت وصمة عار عليه اذا اصابها مكروه لكن كيف
تم نسخ الرابط