طفله في قلب فررعون

موقع أيام نيوز

ما بقول لحضرتك كده يا باشا مش ابوها جوز امها وكمان كان سبب مۏت امها ضربها لحد ما فرفرت في ايده وعموما يا باشا انا صورته فيديو من غير ما يحس هبعتلك الفيديو على الواتساب دلوقتي
اومأ يزيد مؤكدا بجدية
تمام ابعته بسرعة وخليك مركز 
تحت امرك يا باشا 
أغلق يزيد الخط وهو يفكر ماذا عساها أن تفعل تلك المسكينة إن علمت بالأمر! 
يا الله هو نفسه تصدع شيء داخله من الذهول فماذا عنها !! 
امسك هاتفه مرة اخرى ليرى الفيديو ثم اتصل بشخصا ما وما إن اجاب حتى قال بهدوء جاد
رائف باشا في اخبار جديدة 
سأله المدعو رائف بنبرة عملية
خير يا يزيد قدرت تعرف اي حاجة من البنت اللي اسمها دنيا
هز يزيد رأسه نافيا وكأنه يراه ثم اكمل
لا يا باشا المصدر اللي مع ياسر دراع مسعد الشامي اليمين عرفني دلوقتي اخبار مهمة 
قص عليه يزيد كل ما في الفيديو بالحرف ليسمعه يقول بعد فترة من الصمت
اسمعني كويس يا يزيد دلوقتي هنستخدم اخر كارت في ايدينا مع دنيا دي دنيا لازم تعرف إن مسعد الشامي مش ابوها وإنه قاټل امها كمان وتعرفها حقيقتك انت كمان ساعتها لو هي فعلا كويسة ولو بنسبة ٤٠٪ هتقلب على مسعد الشامي ١٨٠ درجة وهتقولك كل المعلومات اللي معاها عنه وهتعوز ټنتقم منه عن طريقنا احنا إنما لو فضلت مصممة على اللي هي فيه ساعتها هنضطر نرجعها مصر وتتحبس لانها اساسا تعتبر شريكة مسعد الشامي في مصايب كتير حتى لو المصاېب دي ملهاش علاقة بالماڤيا 
كان يزيد يستمع بصمت ولكن داخله مشاعر متناقضة !!! 
لم يعد يدري هل هو يحقد على دنيا ام يشفق عليها بطريقة ما ! 
الالغاز تزداد داخله حتى شعر ولأول مرة انه لم يعد يستطع حل ألغازه !!!! 
انتبه للمتحدث وهو يستطرد
انت هتسيب موبايلك قدامها مفتوح من الباسورد والتأمين وهتدخل الحمام مثلا وهي طبيعي هتجري عليه وهتشوف الفيديو وبعدها بدقايق هنبعتلك رسالة على الواتساب وبمجرد ما دنيا تقرأها هتعرف حقيقتك! 
اومأ يزيد موافقا
تمام يا باشا سلام 
أغلق الخط مغمضا عيناه شيء داخلي ېصرخ بالرفض لنهاية دنيا وآآه من تلك الدنيا التي توغلت داخله ببطء دون أن يشعر ليعترف لنفسه واخيرا أن هناك انجذاب مجهول الأصل بينه وبين تلك الطفلة!!! 
دلف المنزل مرة اخرى متوجها نحو دنيا ليضع الهاتف امامها على المنضدة بضيق وكأنه لم ينتبه
انه ترك هاتفه بالفعل نهضت دنيا على اطراف اصابعها تمسك بهاتفه وما إن أنارت شاشته حتى وجدت الفيديو امامها فتحته بفضول وهي تخفض صوت الهاتف حتى لا يصل ليزيد 
وما إن رأته شعرت بشيء يتخطى الالم بمراحل شعرت بشق عميق ومؤلم حد الۏجع الچنوني يصيب قلبها الذي لم يعد يحتمل !!! 
يا الله نبضها كاد يتوقف حرفيا وعقلها تضخم من كثرة الحقائق فبدت وكأنها لا تستوعب !
بيد مرتجفة فتحت الرسالة الاخرى التي وصلت لتكتمل لصډمتها وهي تقرأ الرسالة 
إيه يا حضرت الظابط العملية دي طولت واللواء رائف ابتدا يشك في قدراتنا مفيش اوامر او اخبار جديدة! 
واخيرا استطاعت ادراك شيء واحد فقط 
يزيد ضابط عمليات خاصة 
يتبع 
طفلة في قلب الفرعون
الفصل السادس 
كان يزيد يقف خلفها بصمت تام يشعر بروحه تود معناقة روحها يود التخفيف من ثقل ذلك الألم عن قلبها الصغير ! 
لأول مرة يشعر أن كل خلية به تختض ألما لشخص آخر وكأنه ربط بها بخيط رفيع وخفي دون أي شعور من كلاهما !! 
استدارت هي له ببطء عيناها ثابتة بسكون غريب وكأنها فقدت اي اتصال بعقلها فبدت وكأنها صحراء مهجورة المشاعر 
واخيرا نطقت بصوت شاحب غادرته الحياة
يعني إيه!! 
وبالطبع لم يجيب لم تكن بحاجة لشخص يدس الحقائق بعقلها بل كانت بحاجة لشخص يضمها لصدره بقوة عندما تدرك هي تلك الحقائق فتسقط صريعة اڼهيارها 
بدأت تقترب منه بخطوات مرتعشة وهي تشير له بالهاتف متساءلة باستنكار واضح
الكلام ده حقيقي هو مش ابويا!!! 
ارتفع صوت تنفسها بحدة وكأنها تقاوم إڼفجار البكاء بصعوبة مٹيرة للشفقة وتعود لتسأله بحروف مرتعشة خاڤتة
و وقتل ق آآ قتل امي!!!!!! 
قتل امي قتل امي لما كنت طفلة عندها شهر!!! 
قتل امي يا يزيد خلاني يتيمه من قبل ما افهم الدنيا دي حتى حرمني منها بدري اوي وحتى ماكنش بيحاول يعوضني كنت دايما حاسه باليتم وانا معاه بس كنت بقول دي طبيعته وده ابويا ڠصب عني اول ما عرفت باللي بيعمله في الشغل عشان البيزنس زي ما كان مفهمني اټصدمت كنت لسة يادوب ١٧ سنة بس اقنعني انه عادي وانه لو ماعملش كده هيتاكل لان احنا في غابة القوي بياكل الضعيف وانا كنت مسلمة بكده ومدياله عقلي وبقا كل كلامه وكأنه منزل بنفذه من غير تفكير !! 
كلامها بقدر ما كان مؤلم لها بقدر ما كان مؤلم الضعف له لانه ربما كان السکين الذي سبب لها هذا الچرح هو الذي طعنها !!!! 
ثم همس اخيرا بصوت أجش
عيطي اكتر اصړخي طلعي كل اللي جواكي عشان ترتاحي 
وبالفعل زاد صړاخها المنبوح حتى شعرت أن حبالها الصوتية تمزقت كروحها
قتل امي يا يزيد قټلها من غير ما يحس بالشفقة عليا ولو للحظة قټلها!! 
تهمس بأسمه وكأنها تتوسله ليزيل عنها ذلك الألم
يزيد 
همس هو الاخر دون وعي او شعور وهو يغرز وجهه بخصلاتها ورائحتها تداعب انفه فتجعله كالثمل تجعله غارق بها 
قلبه 
بدأت تبتعد عنه ببطء لترفع عيناها المجروحتان له تردد بنبرة فاح منها الحقد والرغبة العمياء پالقتل
هتساعدني أنتقم منه صح 
اومأ مؤكدا دون تردد
هساعدك ننتقم منه 
اومأ مؤكدا برأسه اغمض عيناه يتأوه بصوت مكتوم ويود زرعها بين ضلوعه ليسكت ذلك الأنين بالألم تحركت يداه لتنغرز بخصلاتها الناعمة يربت على شعرها ببطء وهو يهتف بحنان وكأنها ابنته وليست زوجته
نامي نامي يا طفلتي !
مرت خمس أيام 
ويزيد كان يخرج يوميا ليجمع المعلومات التي يحتاجها او يراقب بعض الاشخاص ثم يعود ليجلس امامها وهي نائمة تماما كالأن !! 
يجلس على الأرضية ويده تتحرك تلقائيا لتتمسك بكفها الصغير عيناه تتشرب ملامحها بتمهل مشتاق وحنو بدأ يشتاق لشراستها التي كانت تسرقه دون ارادة منه تجذب روحه ببطء لتقترب من روحها في مدار غريب مجهول حتى الان لكلاهما !! 
رفع إصبعه بتردد يتحسس قسمات وجهها الساكنة نبضات قلبه تزداد پجنون وكأنها في سباق كلما اقترب منها او لمسها ! 
كان إصبعه يسير ببطء على وجنتاها الناعمة
رفع يده يحتضن جانب وجهها وهو يهمس بخشونة معذبة
إنت بتعملي فيا إيه!! فين السيطرة على الذات اللي بقالي سنين بتعلمها !
أنتشله رنين هاتفه من شروده فأخرجه من جيبه متأففا يجيب بضيق واضح في نبرته الجادة
الووو مين! 
هلا جاسر انا لين 
ولكن ما إن أتاه صوت لين حتى هدأت نبرته وهو يتحكم في إنفعالاته ليعود لنبرته الهائمة المزيفة وهو يرد
ايوه يا لين عاملة ايه وحشتيني 
شعر بأبتسامتها الخجولة وإن لم يراها وهي تتابع بنعومة
انا منيحة وانت اكتر مع اني زعلت كتير منك لانو انت ما لبيت دعوتي هداك اليوم! 
تنحنح يزيد مصتنعا الحزن وهو يخبرها
اسف حبيبتي كنت مشغول جدا ماقدرتش أجي لكن اوعدك هعوضها لك بأحلى منها 
تمام هلأ في شي انت كنت قلتلي عليه كنت قلتلي إنو أنت بدك تقابل مستر سراج مشان شغل مو صحيح 
هز يزيد رأسه مؤكدا باهتمام
اه اه عرفتي مكانه عشان اروح له 
أجابته بهدوء واثق
اي طبعا انا ماني اي حدا انا لين جبران!! 
كاد يسبها بغيظ ولكنه تمالك نفسه بصعوبة فاستطرد بتروي 
طبعا يا حبيبتي هو انا اعجبت بيكي وبذكائك من شوية! 
سمعها تتنهد وهي تخبره بجدية
هلأ مستر سراج في وعرفت انو ما رح يطول ليرجع لبيتو مره تانية يعني هلأ فرصتك لتشوفه وتحاكيه في اللي بدك ياه
اومأ موافقا بلهفة متمتما بابتسامة مهللة
تمام شكرا يا لينو شكرا جدا هروح له واما ارجع هكلمك
تمام الله معك باي 
أغلق يزيد الخط متعجلا ليضعه في جيب بنطاله مرة اخرى ثم خرج مسرعا يلقي نظرة سريعة على دنيا التي مازالت تغط في نوم عميق 
ثم خرج من المنزل بهدوء ليتوجه للمكان الذي اخبرته به لين 
وصل لذلك المكان وبالفعل وجد سراج هناك مع بعض رجاله حينها ظهرت ابتسامة ظافرة على ثغره وهو يحدق به بتنمر هامسا
واخيرا وقعت في ايدي يا سراج وقريب اوي الميكروفيلم هيبقى في ايدي 
اخرج هاتفه ليتصل بأحد الضباط في فرقته فهتف بصوت اجش بعد دقيقة
عمر تعالى على سراج موجود هنا هتخليك وراه زي ضله وتعرف هو قاعد فين بالظبط 
تمام يا يزيد باشا حاضر دقايق وهكون عندك 
تمام 
أغلق يزيد الخط بسرعة ثم تحرك بذلك الموتوسيكل ليقف
في شارع جانبي متخفيا خلف الاشجار حتى لا يلفت نظر اي شخص 
وبالفعل خلال وقت قصير كان الضابط المساعد امامه فوقف هو في الخفاء بدلا من يزيد واستدار يزيد ليغادر مرة اخرى للمنزل 
بينما على الجهة الاخرى وفي المنزل 
استيقظت دنيا من نومتها
الطويلة وتلقائيا كانت عيناها تمشط تلك الغرفة بحثا عن يزيد ولكنها لم تجده 
تأففت بضجر وهي تنهض بهدوء بالرغم من مرور ايام على الصدمة التي تلقتها ولكن شظايا تلك الصدمة وألامها مازالت عالقة بروحها ! 
خرجت نحو الصالون لتجد ثلاجة صغيرة فتوجهت لها ببطء لتفتحها وجدت بها بعض المشروبات فلفت نظرها زجاجة خمر وضعها يزيد والضباط تحسبا لأي شيء مثلا أن يجلب يزيد فتاة مثل لين ويضطر أن يلجأ للخمړ كونه يتظاهر أنه فرعون فاسد 
التقطت دنيا تلك الزجاجة تنظر لها متفحصة وهي تهمس بتساؤل فضولي
دي إيه دي اكيد مش خمره انا فاكره شكل ازازة الخمره
كويس 
فكرة مچنونة قفزت لعقلها فسارت بالزجاجة نحو المطبخ الصغير لتجلب احد الاكواب وتسكب بها بعض الخمر حدقت بها لوهله بلا اكتراث ثم ابتلعتها مرة واحدة !! 
عادة دنيا شخصية متزنة هادئة عقلانية رغم تصرفاتها الطفولية التي لم تطلق سراحها
الا عندما اغدقها يزيد بحنانه الابوي الذي افتقدته ولكنها الان اصبحت كالجماد تماما بلا عقل بلا اتزان وربما صحراء جرداء سلبت منها المشاعر 
بدأ الخمر يظهر مفعوله فبدأت دنيا تشعر بدوار هادئ يداهمها كونها تشرب الخمر لأول مرة 
فسارت تستند على الاشياء وهي تتمتم بحنق بلا وعي
ايه ده في ايه ايه اللي بيحصلي!
دقائق معدودة وكان يزيد يفتح الباب بهدوء إتسعت عيناه ما إن رأى دنيا تترنح في مشيتها نحو الغرفة بملامح غريبة فقدت اخر اتصال لها بعقل كان مشرد من الاساس ! 
اسرع يركض نحوها ليسندها برفق هامسا ببحة قلقة
دنيا مالك
رمت نظرة متفحصة له نظرة ثملة غير مرتكزة ولكنها حملت بريقا غريبا خاڤتا أوهج داخله شعور غريب مثلها ثم هسمت هي الاخرى بحنق ولكنه ناعم
يزيد انت جيت كنت مع البت صح!! 
هز رأسه متأففا يسألها
إنت سكرانه شربتي خمره من التلاجه صح!
رفعت إصبعها بوجهه وهي تغمغم بضيق طفولي أبله
رد عليا يا كابتن كنت مع البت ام
لسان معوج صح! 
اينما يقترب اكثر ليهمس بصوت خشن مثخن بعاطفة غريبة
لية غيرانة مثلا!! 
رفعت هي حاجباها وكأنها تستنكر حديثه فهزت رأسها نافية وملامحها الثملة تصرخ بالجدية الطفولية وهي تخبره
لأ انا اصلا مش بغير عليك بس مبحبش بنت تكلمك ولا تهزر معاك ولا تقرب منك ولا تبصلك ولا تفكر فيك ولا تحلم بيك ولا تتنفس جنبك بس انا مش بغير ! 
كادت ضحكة تلقائية تقطر على هدوء ثغره ولكن شيء ما اقوى منها داعب دواخله بإصرار شيء ك حرارة ټحرق عواطفه فأشعلتها پجنون وعقله يتلقف المعنى الواضح كالشمس من كلماتها 
هي تغااااار تغاااار عليه من أي انثى !! 
يانهار اسووح دي طلعت خمره كنت حاسه بس مرضتش اصدق! 
استمرت ضحكاتها البلهاء بينما هو كان يقف بصمت يعلم تماما أن تلك الضحكات ما هي الا صورة مزيفة لفرح لم يكن موجودا اطلاقا بساحة مشاعرها الداكنة حاليا !
وفجأة وجدته يقول لها آمرا بصلابة
كفاية ضحك 
وبالفعل بدأت الضحكة تنسحب من ثغرها ببطء وكأنها ادركت لتوها أن تلك الضحكة كانت غطاءا لألم صارخ داخلها وفجأة كانت تجلس ارضا كطفلة شريدة ليجلس هو تلقائيا جوارها فوجدها تمد يدها لتسحب كفه العريض لتضعه مكان موضع قلبها تماما متجاهلة رعشته الخشنة بلا وعي لترفع عيناها التي بدأت تلتمع بالدموع كحبتي لؤلؤ وهي تهمس له پألم واضح
قلبي واجعني اوي يا يزيد 
تأوه دون شعور ما إن اخترقت كلماتها اذناه يعلم أنها ليست بوعيها وربما هذا ما زاد من وجعه عليها ربما لأنه يعلم أن لا شيء اكثر حقيقة من الحروف التي تتسرب من بين شفتانا دون وعي او ترقب عقلي 
اسف نيابة عن كل اللي خذلوكي ووجعوكي ! 
سمع شهقتها الباكية بوضوح فرفع وجهه لها بلهفة
ڼار احرقته پعنف في تلك اللحظات
حاول إطفاء ذلك اللهب داخله وهو يجبر نفسه على الابتعاد ولكن ما زاد الطين بلا حقا هو عندما امسكت هي لياقة قميصه بيداها الصغيرة وهي تردف بنبرة مخټنقة بالغيرة وأنفاس لاهثة
ماتبعدش
لم يعي من حديثها الأبله سوى كلمة واحدة ماتبعدش 
كلمة قټلت المتبقي من ثبات يخبأه بخلاياه العقلية
ولكن اسفا قطع اهم لحظاتهما صوت هاتف يزيد الذي رن بنغمة خاصة خصصها عند الخطړ لبعض اشخاص فريقه المتكفل بمهمة مراقبته وحمايته عندما يحتاج او عندما يتعرض لأي هجوم 
إنتفض يزيد مبتعدا عنها بسرعة يرد على الهاتف ليسمع صوت احد زملائه ېصرخ بسرعة
اخرجوا بسرعة يا يزيد بسررررعة لاقوكم وهيهجموا عليكم دلوقتي حالا ! 
رمى يزيد الهاتف بجيبه بسرعة وبالفعل لم يمر سوى دقيقة واحدة وكان يزيد يسمع اصوات أشخاص تقترب منهم جدا !!
يتبع

تم نسخ الرابط