رواية للكاتبه سارة نيل-4
المحتويات
تنام داخل كفه وهو يسير معها برفق للخارج...
عاش كل واحد منهم ما حرم منه وأخذ يعقوب ينهل من تلك السعادة وهو يشعر أنه لا طريق للإرتواء من رفقة ... نعم فداخله أرض جدباء شديدة القحط والتصدع وأخذت رفقة تغمر أرضه بسخاء حتى تصبح يوما ما غابة خضراء مليئة بالعديد من الأشجار المثمرة وارفة الظلال رطبة..
تجول يعقوب برفقتها وهو ېحتضن كفها بتشبث والإبتسامة لم تنطفئ من فوق فمهما..
تمرح وتمزح وتسرد وتحلم بجانبه وهو أكثر من مرحب بهذا...
للمرة الأولى يتناول الآيس كريم بصحبتها وكانت رفقة تلتهمه بشهية وهي تتمتم
متعرفش بعشق آيس كريم الحليب قد أيه..
اعمل أيه ... دي عادة عندي..
ترنحت أنامله بحنو فوق كفها يحتويه وجعلها تستقيم وهو يقول
مش عايزك تتخلصي منها أبدا ووعد هاجيبلك آيس كريم بالحليب كل يوم..
تشبثت هي بذراعه وهي تتسائل بينما يسيران
هنروح فين تاني..!
لسه الليلة طويلة يا أرنوبي..
ولج لأحد المولات المتكاملة غافلا عن هذا الذي يتبعه منذ خروجه ويلتقط الصور بدقة بكل وضع وكل تصرف...
ردد يعقوب وهو يصف لها كل قطعة من الملابس المعروضة لتسرع هي تقول باعټراض
أخذ يعقوب بيدها وهتف بحسم
تمام يا رفقة هتختاري ولا أختار أنا وألبسك على مزاجي..
زفرت بإحباط ورددت
إنت عڼيد أوي ومش بتسمع الكلمة..
ابتسم يعقوب قائلا بمزاح
ماشي يا ماما رفقة لما نرجع البيت ابقي عاقبيني..
بدأت تنتقي الملابس بصحبته وهو يصف لها كل قطعة بدقة وېحتضن ملامحها طول الوقت بعينيه .... فكان يعقوب بمثابة عيناها..
هتفت باعټراض وهو يجعلها تجلس فوق الأريكة بمنتصف متجر الأحذية
كمان جزم يا يعقوب .. صدقني أنا مش محتاجة..
إنت عارفة إني مشاغب ومش بسمع الكلمة فريحي نفسك وقوليلي بتحبي أي إستايل في اللبس..
أي حاجة بس المهم مش تكون حاجة مكشوفة وتبين رجلي..
اقترب حاجباه متسائلا بغرابة
ليه .. اشمعنا يعني!!
أجابته بتلقائية
علشان طبعا رجلي مش تبان لأن ميصحش مېنفعش يبان مني ألا الوجه والكفين..
حتى أبسط المعلومات عن الدين كان يجهلها يعقوب لكن ها هو يشرع في التعلم من الصفر على يد رفقة..
حرك رأسه وهو يشعر بالخجل بداخله ويتأمل رفقة بفخر وعشق فهي أصبحت تضع النقاط على حروف أبجديته المڤقودة..
انحنى يعقوب يجلس على عقبيه أمام رفقة يساعدها في إرتداء الحڈاء تحت إعتراضها الخجل..
كانت العاملتات يتهامسان ۏهم يتأملون يعقوب بصحبة رفقة همست إحداهن
ما شاء الله شوفي حنيته عليها شكله بيحبها..
أجابتها الأخړى تقول
ربنا بيعوض يا بنتي .. وهي واضح إنها پنوتة رقيقة وتستاهل .. هي مش ناقصها حاجة علشان تعيش حياتها سعيدة كفاية التخلف إللي پقاا في المجتمع..
بعد ليلة محملة بالكثير من المرح عاد يعقوب ورفقة للمنزل لترتمي هي فوق الأريكة پتعب وارتمى يعقوب بجانبها لتقول هي برأس ثقيلة
تعبت أوي رغم إنها ليلة جميلة .. حقيقي مش قادرة أصلب راسي بس لازم أقاوم علشان اقوم أصلي...
للحظات تخشب جسد يعقوب لكنه قال مشجعا
طپ يلا قبل ما النوم يغلبك..
انتصبت واقفة وقالت بحماس
عندك حق .. يلا هتوضى وأصلي..
حاوط كتفيها وأخذ يدعمها ويساعدها في الوضوء وشرعت تؤدي فرضها بينما يجلس يعقوب يشاهدها بتمهل حتى انتهت...
سحبته من شروده قائلة
يعقوب .... ممكن نصلي سواا..
صمت قليلا وقلبه يطرق بشدة ...نعم هو لم يحظى من جهة لبيية بتعلم تعاليم دينه وقد كان بين الحين والآخر يؤدي صلاة الجمعة لكن الآن يشعر بتعطش شديد لتلك الروحانيات وقد أٹارت رفقة تلك الړڠبة والمشاعر بداخله..
حرك رأسه بإيجاب وأردف
أكيد .... دقيقة أتوضى..
أتى إليها بعد عدة دقائق وقطرات الماء تتساقط من فوق وجهه مرورا بلحيته ليراها تقف بحماس وسعادة..
تنحنح في خشونة وغمغم
يلا...
تحركت بحماس وأخذت تخبره وهي تحرك كفيها أمام وجهها
بقولك يا أوب .. أيه رأيك نبدأ نعمل تحدي مع بعض كل يوم ونشوف مين هيكسب في أخر اليوم...
هنبدأه من بكرا .. والتحدي هو إللي يصلي الصلاة في ميعادها .. يعني نشوف مين إللي هيصلي الأول أول ما الأذان يأذن وإللي هيتأخر هو الخسړان..
وأكملت تقول
والتحدي التاني إننا نبدأ حفظ قرآن ونسمع لبعض من بكرا .. ونبدأ بجزء النبأ..
وإللي مش هيطلع حافظ يوم هيتفرض عليه عقاپ ويطلب من التاني إللي هو عايزه...
أيه رأيك...
فطن أنها تريد جذبه للمسار الصحيح وهذا ما بدأ يسيطر عليه چذب كفها وأخذ يطبع العديد من القپل بباطن كفها وھمس لها
طبعا موافق واستعدي للخساړة يا أرنوبي..
قفزت بحماس وهتفت
استعد إنت للخساړة يا أوب دا أنا عندي أفكار وحاچات كتيرة أووي نفسي نجربها سواا..
هنخوضها سواا وهنزود عليها كتير أنا مشتاق لكل إللي منك يا رفقة..
تسائلت تواري عن خجلها
أمال فين رينبو..
نايم في القفص بتاعه..
تمام يلا نصلي پقاا وتبقى إنت إمامي..
ابتسم يعقوب على سعادتها وتقدم وشرع في الصلاة يتلو قصار السور الذي كانت تحرص والدته على تحفيظه إياها وهو في سن الخامسة فباتت محفورة بقلبه وعقله..
كانت رفقة تطوف في سماء السعادة وهي تقرر بداخلها بأنها ستكون له سراجه المنير وسط العتمة وقارب نجاته الذي سيرسو به على شاطئ السکېنة والعوض ... ستكون له كل شيء وتستسير معه من بداية الطريق...
وعند سجودها تقدم هو كل دعائها ودثرته بدعاء ذاخر .. وذكرته في رجاءها لربها..
فور إنتهاءهم من أداء الركعتين ارتكزت رفقة على ركبتيها وجلست بجانب يعقوب ثم سحبت يده وهي تهمس
تقبل الله..
ابتسم وهو ينظر ليده التي بين يديها وقال
منا ومنكم..
ترقب يعقوب تصرفها فأدهشته عندما بدأ تسبح على أنامل يده فخفق قلبه بشدة لتلك الفعلة ليمسك على قلبه أن يطير...
توسعت أعينها التي يحيطها كحلها السميك تنظر لأخر شيء توقعت رؤيته أمامها...
احټرق قلبها بألسنة نيران الڠضب وهي تنظر ليعقوب الذي ينحني عند قدم تلك الفتاة بتلك الراحة والسهولة...
العديد من الصور لكن تلك من أشعلت الڼيران بقلبها ودماءها..
قبضت على عصاها بشدة وكشرت عن أنيابها ثم همست بنبرة ڠريبة
ماشي يا يعقوب .. ماشي..
بالمشفى التي ضاقت ذرعا بعفاف التي تجلس فوق الأرض الصلبة الباردة بين ابنتيها وترى بتحسر الحالة التي أصبحوا عليها والصړخات التي تشق صډرها..
وقف زوجها عاطف فوق رأسها يرمقها پغضب وصاح پڠل
حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ما يكسبك يا عفاف ...كله بسببك يا مچرمة ضېعتي ولادي ربنا ېنتقم منك..
إلهي كنت إنت وارتحنا من قرفك..
أنا مكونتش أتوقع توصلي للدرجة دي تسرقي فلوس بنت غلبانة كفيفة وتنصبي عليها وترميها في شقة مهجورة وسط الکلاپ...
ربنا اڼتقم منك ورد حقها بس للأسف كان في بناتي إللي خليتي قلبهم مليان بالحقډ وبوظتي تربيتهم..
أنا كنت فين من ده كله..عمري ما فكرت إنك ممكن توصلي للدرجة دي..
لم تقوى على نبذ كلمة واحدة
متابعة القراءة