رواية كامله للكاتبه روز امين الجزء الثاني
المحتويات
لا يستدعا ڠضب ذاك الغيور علي إبنته
بعد مرور يومان
داخل الشركة التي يعمل بها عمر المغربي
كان يتحرك داخل الرواق في طريقه إلي مكتب مدير الشركة بعد أن استدعاه كي يتحدث معه بأحد الموضوعات الهامة الخاصة بالعملوأثناء سيره وجدها تأتي عليه بالطريق المقابلإنتفض قلبه وارتبك حين إلتقت عيناه بخاصتهالم يعد يدري ما الذي يحدث له مؤخرا عندما يراهاجل ما كان يجول بخاطره بتلك اللحظة هو الهروب والنأي بحاله كما دوما يحدثه به قلبه ودائما يذكره بما حدث معه بالماضي الأليم
إزيك يا باشمهندس
الحمدلله...نطقها بجمود وأكمل طريقه متخطيا إياها دون تكليف حاله عناء النظر لها بعد أن تهرب من نظرات عيناها وكأنها طوفان يحتمي منه لينجو بروحه من الهلاك المحتم
غصة مرة وقفت بحلقها جراء شعورها بالإهانة والذي أصابها بفضل معاملته الجافة والتي لا تعلم سببهاحزن داخلها لأجل إصراره الدائم علي تجاهلهاأحبتهنعم فقد إنجذبت إلي شخصيته الغامضة التي تتسم بالجمود والضبابيةنعملقد أغرمت به منذ أن تشاركت معه بمشروعها الأول بالشركةلكنه دائم التهرب منها وما كان يزيدها هذا التهرب إلا إصرارا علي التقرب منه وإزاحة الستار عن أسبابه وراء صدها بتلك الطريقة العڼيفة
بعدما إطمئن علي أيسل وحمزة تحرك بطريقه إلي منزل رائف وأثناء مروره بحديقة والدهوجد ذاك الحائر يتحرك بعقل شارد وروحا أهلكتها كثرة الظنونخطي بساقيه لحتي إقترب منه ثم تحدث باكتراث وهو يضع كفه فوق كتفه بحنان
إيه يا بطلواقف لوحدك ليه
تنهيدة حارة تحمل الكثير من الارتياب وعدم الراحة خرجت من أعماق صدر ذاك الحائر الذي عقب علي تساؤل شقيقه قائلا بنبرة خرجت مهمومة
كان يستمع إليه مدققا بعيناه مراقبا لتعبيرات وجهه مما جعله يستشف ضجيج داخل ذاك المبعثر الكياننظر بعيناه ثم باغته متسائلا بدهاء
إنت فيه واحدة في حياتك يا عمر
إرتبك بوقفته وعلي عجالة سحب عنه عيناه ونظر إلي الجهة الأخرى متهربا من ذاك الداهي ثم تحدث بصوت خرج مهزوز ليؤكد للاخر صحة حدسه
وبلحظة تغيرت معالم وجهه إلي غاضبة حين تذكر ما تعرض له علي يد تلك الحقېرة وكأن شريط حياته معها مر أمام عيناهثم استرسل بنبرة حادة
ما حدش بيقع في مستنقع قذارة مرتين غير الغبيوأنا من ساعة اللي حصل قررت أكون إبن اللوا عز المغربي وأمشي علي خطاهمن الآخر كدة قررت أبعد عن جنس حوا كله وأعيش لبنتي وبس
إنت لو إبن سيادة اللوا عز المغربي بجد ما تخليش تجربة خايبة زي دي توقف لك حياتك وتتحكم في شكل اللي جاى من عمرك
هتف بنبرة حادة معترضا علي تقليل اخيه من شأن ما حدث معه
تجربة خايبة!
التجربة الخايبة اللي بتتكلم عنها دي حولتني لمسخ دميمده غير إنها خلتني مسخرة الإسكندرانية كلهم
ثم استرسل بمرارة ظهرت بنبرات صوته
الموضوع عدي عليه أكثر من سنة ومع ذلك الناس لسة ما نسيتهوشأي مكان بډخله بشوف في عيونهم نظرات وكأنهم بيضحكوا بينهم وبين نفسهم وهما شايفين الاهبل اللي إتختم علي قفاه من حتة بت ما تسواش
واستطرد ضاحكا بطريقة ساخرة من حاله
لا وكمان طلعت له بنت عمرها سنتين ونص والمغفل ولا حاسس بأي حاجةشفت عار أكتر من كدة
عقب علي حديثه بإبانة
اللي حصل لك ماكنتش إنت المقصود بيه يا عمر ده غير إنه اتخطط له من جهات أكبر من قدراتك وكان صعب عليك تكتشف المؤامرة
أخذ نفسا عميقا ثم استرسل بنبرة مريرة
ولو فيه حد هيحس بالعاړ فالحد ده هو أنا وأبوكومع ذلك تخطينا الموضوع
أخرج تنهيدة حارة من اعماقه ثم استطرد للتخفيف من وطأة حزن شقيقه
إنسي يا عمرإنسي وحاول تكمل حياتك طبيعي علشان ليزاإفتح قلبك ولو دق إسمع له وطاوعه
ثم استرسل وهو يضرب وجنته بخفة مشاكسا إياه
بس ياريت تحكم عقلك وإنت بتختار وتستنضف المرة دي
إبتسم بخفوت لدعابة أخاهأردف ياسين وهو ينسحب إلي الخارج
تصبح علي خير يا عمر
وإنت من أهله يا ياسين...نطقها وعلي الفور ذهب ياسين تاركا خلفه ذاك الذي نفخ بضيق ثم رفع كفه واضعا إياه فوق شعر رأسه وقام بجذبه إلي الخلف حتي كاد أن يقتلعه من جذورة
ترجل ياسين داخل منزل رائفوجد بطريقه منى التي أردفت فور رؤيتها له
حمدالله على السلامة يا باشا
عقب بنبرة هادئة
الله يسلمك يا مني
ثم استرسل متسائلا باستفسار وهو يتلفت من حوله
البيت فاضي كدة ليه
عمتي ومليكة فين!
أجابته بصوتها الحماسي كالعادة وباستفاضة تصل إلي الثرثرة
أصل الست يسرا والست نرمين والباشمهندس سليم وسيادة العقيد سراج جم إتعشوا هنا هما وعيالهم وكملوا السهرةبس الست ثريا السكر علي عليها شوية علشان أكلت من البسبوسة اللي الباشمهندس سليم كان جايبها معاهف حست إنها تعبت شويةف الست مليكة إديتها علاجها ودخلتها هي والست يسرا وفضلوا جنبها لحد ما أرتاحت ونامتوبعدها الكل مشي والست مليكة اخدت مسك وطلعت أوضتها بعد ما اطمنت علي الولاد
إبتسم وهو يستمع إلي ثرثرتها وكأنها مخبرا شرطي تعطي تقريرا إلي سيدها عن مهمتها المكلف بهاهز رأسه قليلا باستحسان ثم تحدث بنبرة هادئة متلاشيا كل ما استمع إليه
إعملي لي فنجان قهوة واعملي عصير فريش لمدام مليكة وهاتي معاهم حاجة حلوة وطلعيهم علي فوق
تحت أمرك يا سعادة الباشا...نطقتها بنبرة حماسية ثم تحركت إلي المطبخ فور صعود ياسين إلي الاعلي
خطي بساقيه إلي جناحهوجد مليكة تقف بالشرفة وما أن رأته حتي تحركت إليهسحبها إلي داخل أحضانه وتحدث بصوت حنون
عاملة إيه يا حبيبي
الحمدلله...نطقتها بهدوء ثم إبتعدت قليلا وتساءلت بهدوء
ما جتش تتعشي معانا ليه
بنبرة هادئة أجابها بإبانة
معلش يا حبيبيكنت قاعد مع الباشا والكلام أخدنا لحد ما جهزوا العشا فأكلت مع الأولاد
تبسمت وأومأت له ثم أردفت بهدوء
بألف هنا يا حبيبي
داعب أنفها بين أصابع يده ثم حول بصره يتطلع علي ملاكه النائم وتحدث بنبرة تحمل الكثير من الحنين إلي صغيرته وهو يخطو نحو مهدها
اللي خاطفة قلب ياسين ومستحوذة عليه نامت!
بإبتسامة سعيدة أجابت ذاك الذي يتأمل بوجه صغيرته مبهرة الجمال وكأنه مسحورا
نامت من حوالي ساعةبعد ما غلبتني وفضلت تزن وتنطق إسمك
تطلع عليها بنظرات لائمة وهمس بصوت خاڤت لكي لا يزعج ملاكه
إخص عليك يا مليكةطب ليه ما كلمتنيش في التليفون وأنا كنت جيت لها
أجابته بخفوت
كنت هكلمك يا حبيبيبس لما أنس قال لي إنك قاعد مع أيسل
متابعة القراءة