رواية عشق لاذع بقلم سيلا وليد
المحتويات
الأيام سريعا وتغير الكثير في حي الألفي ربى التي أوشكت انتهاء عامها الجامعي السادس وجنى التي تميزت بذكائها بمجال عملها بشركة هندسية بمجال عملها
وهدأت فيروز بعض الشئ ورغم هدوئها إلى أن توطدت علاقتها بوالدتها مرة أخرى بعد ابتعاد حياة عنها
بأحد الأيام دلفت إلى رئيس عملها
مستر يعقوب دا الفايل ال حضرتك طلبته ..طالعه لبعض الدقائق
دلف عز
بابتسامته
ممكن اخد اختي ياحضرة المدير...ضحك يعقوب بصوته الرجولي وأشار عليها
أنا اتنبأ لها بمستقبل مبهر حقا
هو إحنا اي حد برضو دي بنت الألفي ياسيد يعقوب
نهض يعقوب وهو يشير بيديه
شكرا لحضرتك مستر يعقوب..بعد إذنك لازم نمشي
اومأ براسه تحرك عز مردفا
هنستناك النهاردة على العشا ومفيش اعذار دا أمر من حضرة اللوا ذات نفسه
سأحضر بالموعد لا تقلق
بمنزل سحر والدة فيروز
وبعدين ايه ال حصل
هزت أكتافها للأعلى
ولا حاجة دلوقتي مفيش غير أنه لو طلع من حي الألفي مش هيكون عايش
خليكي وراه واوعي يتحكم فيكي زي مافهمتك وبلاش كل شوية يقعد جواد الألفي يحسسك بنت مجرمين
انعقد لسانها وتاهت بحديث والدتها فأردفت
بس كل لما اعمل حاجة من ال بتقوليها ياماما جاسر يبعد عني اكتر مشيت وراكي ومخلتوش يقرب مني غير عدم اهتمامي بيه وكأنه مش موجود خاېفة اخسره بجد
لسة بتدويشه بالبت بنت عمه دي..زفرت وهزت رأسها
لا..ماهو يامامامعدش بيقعد معايا زي الأول انا حاسة اني اتسرعت لما سمعت كلامك
نفثت دخان سېجارها مستنكرة حديثها
كنتي مستنية
ايه لحد ما يدخل بيها عليكي ويقول مراتي
نهضت تفرك كفيها ثم تحدثت بتيه قائلة
ومشفتش منها حاجة ابدا وعمرها مااتجاوزت حدودها
نهضت وصاحت غاضبة
بصي يافيروز
خلينا نكون صرحة مع بعض انتي ډخلتي عيلة الألفي عشان ټنتقمي لأبوكي وعمك سيبك من شغل الحب دا
لازم تجمدي وتضغطي عليه تقولي جنى تقولي عز المهم تعملي مصېبة العيلة دي انا مش هرتاح غير لما اخد حق ابوكي وعمك واخوكي ..ايه نستيهم
ماما أنا بحب جاسربجد معرفش ليه سمعت كلامك انا عايزة اعيش مع جوزي واربي ابني انا اتجوزت جاسر عشان بحبه مش عشان اڼتقام
رفعت حاجبها ساخرة
عشان كدا عايزاه يسيب بيت ابوه ياعنيا ..اسمعيني ودا اخر كلام عندي وبكرة يرموكي زي الكلبة وياخدوا ابنك..لازم يكون عندك بيت لوحدك متخليش حد يقعد يذل فيكي ويقول بنت مچرم ابوكي ماټ شريف
جمعت أشيائها وحملت حقيبتها وتحركت بخطوات متعثرة لا تعلم ماذا عليها فعله هي تحبه ولكن حديث والدتها شتت أفكارها
وصلت بعد قليل إلى منزلها قابلها جواد
فيروز مالك حبيبتي وشك أصفر ليه تعبانة تحبي تروحي للدكتور
نظرت إليه بتوهان وهزت رأسها بالنفي
أنا كويسة بعد إذنك...تحركت خطوتين ولكن توقفت عندما استمعت إليه
فيه ضيف جاي على العشا عرفي جوزك وياريت تنزلوا مش كل ليلة هتتعشوا فوق لوحدكم
استدارت إليه وحديث والدتها بذهنها
وأنا وقت مايجلي نفس انزل هنزل غير كدا محدش يؤمرني انا هنا ليا رأي مابمشيش على كيف حد
قالتها وصعدت سريعا الى غرفتها ..صفعت الباب خلفها بقوة انتفض بنومه مسح وجهه يفتح عيناه من أثر النوم ثم نهض
فيروز مالك حبيبتي تعبانة
صاحت غاضبة
عرف حضرة اللوا احنا هنا مش لأوامره يجيب ضيوف يمشي ضيوف ماليش فيه
فيروز صوتك اهدي صوتك عالي ليه
دفعته پغضب صاړخة
أيوة انا متربتش أصل ابويا مچرم مش دا ال عايز تقوله
جحظت عيناه من حديثها
فيروز ايه ال حصل معاكي اټجننتي
استدارت وبدأت ټحطم كل ما يقابلها
لما شايفني بنت مجرمين اتجوزتني ليه متجوزتهاش هي ليه
امسكها پغضب محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يصفعها هزها پعنف
شكلك اټجننتي ومش عارفة بتقولي ايه بس انتي كدا جبتي اخرك معايا ...اي غلط في حق حد من اهلي مش هسكتلك
دفعته پغضب وصړخت كالمچنونة
قول انك خاېف عليها ماهي كانت قدامك ليه متجوزتهاش متجوزني عشان ټنتقم مني مش كدا
طب اسمع بقى ياحضرة الظابط انا مبحبكش أيوة مثلت عليك الحب زي ماانت عارف انا بكرهك عارف ليه عشان انتو السبب في مۏت بابا وحبس عمي
كور قبضته حتى لا يفعل مايندم عليه اتجه إلى مرحاضه وهي تصرخ خلفه
ايه هربان مش دي الحقيقة
دلف الى مرحاضه دلف تحت المياه عندما شعر بنيران تسري بأوردته تذكر عندما عادوا من شهر العسل وبدأت والدتها تقترب منها
انت بنتي الوحيدة عايزة تحرميني منك اتجهت بنظرها إلى جاسر
ماتقولها يابني قولها ماينفعش تقاطعي والدتك
هز أكتافه وتحدث
مقدرش ادخل بينكم هي بنتك وحضرتك امها وانا معها في أي قرار
عدت الأيام بينهما جميلة وخالية من أي مشاكل حتى بدأت والدتها تقترب وتغيرت بعدها
دلفت ذات يوم
جاسر ..انا مش هرجع حي الألفي تاني وقف مذهولا فأردف
إحنا مش اتفقنا حبيبتي ليه غيرتي كلامك..جلست وهي تزفر پغضب
مش حابة الزحمة مش هتأقلم هناك..
فيروز حبيبتي احنا اتفقنا حتى نقعد هناك اسبوع وهنا اسبوع لا إنت تزعلي ولا أنا ازعل أنا مش عارف ابعد عن هناك عشان خاطري حبيبتي بلاش تكسري خا
عندي اقتراح ايه رأيك كل شهر نروح يوم الخميس والجمعة كدا هكون مرتاحة أكتر عشان خاطري حبيبي
اعتدل ناهضا يهز رأسه
حاضر يافيروز بس اعرفي انا مش هكون مرتاح هنا
مرت شهور على هذا الحال إلى أن ذهب بزيارة والده
قابله عز وجنى على باب منزلهم
جنجون وحشتيني يابت من يوم الفرح ماشوفتكيش .
وانت كمان ياحضرة الظابط ايه يابني سمعت انك هترجع ومرة تانية غيرت رأيك
سحبت فيروز ذراعه قائلة
حاجة تخصنا احنا بلاش تدخلي بينا خليكي في مشاكلك ومع دكتورك إنما سمعت انك بتروحي لدكتور نفسي ليه عقلك مش موجود
اخرصي يابت..صاح بها عز
لم مراتك يابن جواد الألفي وعرفها قيمتها قولها دي بنت الألفي ليس عليها غبار تروح تشوف عقلها الاول
سحب عز جنى وخرج غاضبا وكأنه يريد احتراق من يقف أمامه
فيه ايه ياجاسر ابن عمك بيزعق ليه!
هو فيه ايه دا كله عشان بقوله اختك راحت لدكتور نفسي عقلها
لم يجعلها تكمل حديثها وأشار بسبباته محذرا إياها
هتتمادي مش هرحمك بقولك قدام جوزك هتقعدي بادبك هشيلك فوق راسي بناتي فوقي أنا شخصيا
لكز جاسر بصدره
واخوات ابني الكبير ال أخته اتشتمت من مراته وواقف معرفش يرد عليكي..قالها جواد غاضبا وتحرك من أمامه
بعد قليل دلف إلى والده
بابا أنا اسف لو سمحت متزعلش..نهض جواد
كان نفسي اتأسفلك بس للأسف ياجاسر مراتك غلطت والغلط الأكبر انك ماوقفتهاش عند حدها
تحرك يضع كفيه ببنطاله إلى نظر من النافذة
ارجع بيت ابوك ياحضرة الظابطكام شهر ونسيت قيمك واخلاقك ياترى بعد كام سنة هلاقيك مين
خرج من شروده على حديث والدته مع فيروز بالخارج ارتدى ثيابه وتحرك سريعا للخارج
مالك يابنتي سامعة صوتك من
تحت
جلست والتزمت الصمت دون حديث
خرج جاسر ورسم ابتسامة
فيه حاجة ياماما..نظرت لفيروز
التي تجاهلتها فتحدثت
حبيبي اجهز انت ومراتك شريك عز وأوس جاي النهاردة على العشا وكمان عمك صهيب وولاده موجودين
مينفعش تكون كبيرنا
ومش موجود..نهضت غاضبة متجهة للمرحاض دلفت المرحاض وأغلقت الباب پعنف
أطبق على جفنيه متنهدا بحزن جلست والدته بجواره
متزعلش دي هرمونات الحمل ياحبيبي تلاقي الحمل ضاغط عليها ولسة ياما تشوف
وياترى ياطنط غزل قصدك ايه ..نهضت غزل متجهة إليها
حبيبتي لو تعبانة قولي
اتجهت لغرفة ملابسها
أنا كويسة بس بلاش تضغطوا عليا بأوامركم انا مش عايزة اعيش هنا وابن حضرتك عجبه العيشة هنا ودا مكنش اتفاقنا من الاول
ماما حبيبتي انزلي وانا هجهز وانزل وراكي..ربتت على كتفه وتحركت بقلبا مفطور على ابنها
وصلت للأسفل وجلست بشرود أتت نهى
غزل فين جواد وصهيب كانت شاردة بحياة ابنها التي انقلبت فجأة ولا تعلم لماذا
هزتها نهى بخفة
غزل روحتي فين بكلمك من فترة ..نظرت إليها بشرود تهز رأسها
معلش يانهى شردت شوية كنتي بتقولي حاجة
طالعتها نهى بتدقيق
وشك ماله مخطۏف ايه ياحبيبتي كدا..هزت رأسها
ضغط مش اكتر حبيبتي
استمعت إلى صوت الخادمة
الضيوف وصلوا يادكتور
نهضت نهى بجوار غزل التي تتحرك بجوارها وصورة ابنها الحزين لا تبتعد عن ذهنها
استمعت إلى صوته الذي يشعرها بالأمان
دكتورة غزل مراتي ..ودي الباشمهندسة نهى والدة عز ونهى
لقد ذادني شرفا سيدتى..اومأت له غزل ورسمت ابتسامة تطالع جواد المبتسم پضياع..جذبها جواد شعر بصقيع بكفيها
اتجه بنظره الى نهى هزت كتفها بعدم معرفة
حمحم جواد هامسا لها
مالك يازوزو..رفعت نظرها
هه ضيق عيناه ورسمها بعينيه
حبيبتي مال وشك شاحب كدا انت تعبانة
هزت رأسها بالنفي
أنا كويسة شوف ضيفوك حبيبي وأنا هروح أشوف السفرة..نهض جواد
صهيب عرف باقي العيلة للباشمهندس دقايق وراجع
تحرك سريعا خلف زوجته وجدها تجلس بغرفة مكتبه وتبكي بصمت شعر بسقوط قلبه بين قدميه
اسرع يجثو أمامها
جواد حاسة اني تعبانة أوي
صمت لثواني يقاوم ألم قلبه وشعر بوخزات بصدره ثم قال بصوت مخټنق
ايه ال حصل حبيبتي
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم أردفت
تعبانة بس حبيبي مش اكتر
مخبية عني ايه يازوزو !!
نهضت تفرك كفيها وهزت رأسها
مفيش حسيت اني مخڼوقة شوية ياله اطلع للضيوف وأنا هغسل وشي واجي مينفعش اول مرة الراجل يجي ونقابله كدا
لثم جبينها ثم ابتسم
خديني على أد عقلياخرج زفرة حارة وتحدث
تمام همشي عندي خبر مينفعش هيفرحك ولا يزعلكانا شخصيا زعلان ومش معنى زعلي أن مش عايزها تفرح بس ال شايفه الايام الجاية هتكون مش حلوة
عشان كدا قررت قرار واتمنى الاقيكي زي كل مرة جنبي
نظرت منتظرة حديثه
يعقوب طلب ايد جنى من صهيب وصهيب لسة قايلي من شوية
هبت واقفة
وطبعا صهيب موافق يعقوب شخص كويس ومفيش حد يرفضه وشايفة تأقلمه مع جنى بسرعة بس طبعا جاسر مش هيسكت
خرج جواد وهو يتحدث
ولا يقدر يتكلم خليه بس يفتح بوقه وانا أربيه
بعد قليل على طاولة الطعام وصلت جنى بجوار ربى
بوصول جاسر
مساء الخير..أشار عز إلى جاسر
دا جاسر اتقابلتوا قبل كدا بس متعرفتوش على بعض
اهلا..قالها جاسر الذي جلس بجوار عز
مرحبا بك..أشار على أوس
أوس قص الكثير لي عنك
ضيق عيناه ينظر لأوس
قايله ايه يلا ومين دا قالها هامسا
حمحم أوس مردفا
كل خير ياشقيق وفيه خبر تاني هتسمعه بعد قليل
انتهوا من طعامهم بعد فترة واتجهوا لتناول القهوة..جلست غزل بجوار نهى
يعني هو اتكلم من فترة..فركت نهى كفيها
معرفش والله ياغزل لسة صهيب معرفني النهاردة اومأت غزل بهدوء ونظراتها على جاسر الذي يحاول الابتسام أمام الجميع..نهضت من مكانها
حبيبي تعالى عايزك..قطب مابين حاجبه متسائلا
فيه حاجة ياماما..اومأت برأسها نهض معتذرا من الجميع..كانت نظرات جواد عليهما ..دلف لداخل مكتب والده
ماما لو موضوع فيروز مضايقك انا
هتكلم معاها
جذبت كفيه وأجلسته بجوارها
لا مش موضوع فيروز اقعد واسمعني كويسبابا كان عايز يتكلم معاك من كام يوم بس جواد جه وعمك صهيب ومعرفش يتكلم معاك
جلس بهدوء ولا يعرف لماذا شعر
بغصة تمنع تنفسه فأشار برأسه
عارف ال برة دا جاي ليه!
ظل صامتا منتظر تكملة حديثها
فركت كفيها
ماما
متابعة القراءة