وانقطعت الخيوط للكاتبه ميمي عوالي
المحتويات
ابدا كل الكلام اللى قلتيه ده انى مجبر على جوازنا يا رهف
لتنظر له رهف بعدم اقتناع فيكمل قائلا انا راجل عملى يا رهف و ده شئ لازم تعرفيه و تتعودى عليه .. شغلى مهم جدا عندى و عشان كده بيبقى مستحوذ على كل اهتمامى .. و ده لانى ما كانش عندى حاجة غيره اهتم بيها
حتة انى ماكنتش اعرف موضوع رسالتك بالتفصيل .. فيمكن يكون كلامك فيه شئ من الحقيقة .. بس ده مش عدم اهتمام اد ماهو عدم فهم انا ما بفهمش فى القانون و عشان كده كنت بسمع و بس و مش هدافع عن نفسى و اقول لك انى صح .. ابدا انا بس بقوللك القصة و ما فيها
رهف بدهشة ازاى بقى .. و مين اللى قال
مراد العادات .. و التقاليد بتاعتنا انتى فكرك لو كان ليكى اخ و اللا كان لينا ولاد عمام تانيبن .. كانت هدى اتجوزت من برة العيلة.. طبعا لا
رهف ببعض الحزن يعنى لو مش اجبار من بابا فاجبار من العادات و التقاليد
رهف بسخرية اومال اخودها ازاى
مراد خديها ببساطة و احسبيها من زاوية تانية
رهف زاوية ايه بقى دى
مراد ان عمى هو اللى مربينى من بعد بابا الله يرحمه و بقى فى مكان والدى و لما آن الاوان انى اتجوز وافتح بيت .. حب انه يرشحلى عروسة اللى هو انتى و انا وافقت و اتجوزنا
مراد انا شايف ان الموضوع عادى جدا الا إذا كنتى انتى اللى رافضة جوازك منى او ما زلتى
رهف بلهفة لأ
مراد بابتسامة اومال لازمتها ايه بقى كل اللفة دى
رهف بخجل يمكن لانى ماعرفكش يا مراد .. بعد العمر و السنين دى كلها حاسة انى ماعرفكش
مراد بابتسامة يا ستى بكرة تعرفينى
رهف بامتعاض و هعرفك ازاى بقى و انت الشغل هو محور حياتك كلها
رهف بخجل و اتغير ازاى بقى
مراد ضاحكا لا خلى ازاى دى بقى تبقى بالتجربة و انتى بنفسك اللى هتحكمى على التغيير ده
لتومئ رهف برأسها بهدوء لتجد مراد يمد يده ليمسك كفها قائلا لسه خاېفة من الطيارة
لتنظر رهف باتجاه زجاج النافذة لتكتشف انها بين السحاب و ان حديثها مع مراد جعلها تغافلت عن شعور الخۏف الذى كان يملأ جنباتها فقالت بابتسامة رضا لأ .. خلاص الحمدلله عدت
فى فيلا سليمان بالقاهرة كان يجلس مدكور بابهى طلة لرجل فى عمره فكان يجلس بخيلاء بجوار سليمان و بصحبتهم تالا و هى ترتدى ثوب العرس الذى قد صمم مدكور على ان ينتقيه بنفسه ليضمن حشمته و وقاره
كان القاضى الشرعى يقوم بانهاء اوراق عقد القران بعد ان انتهى من عقده فى حضور هدى و زوجها احمد الذى كان شاهدا على عقد القران مع المحامى الخاص بسليمان و عدد محدود جدا لا يتعدى العشرة اشخاص من اصدقاء تالا و اسرة سليمان
لتتقدم هدى من عمها لتناوله صندوقا من القطيفة الفاخرة و هى تقبل رأسه و تقول بدبلوماسية اتفضل يا عمى .. ألف مبروك
ليلتقط مدكور الصندوق و يقوم بفتحه ليظهر طاقما من الالماس الخالص الذى ينطق بالبذخ الشديد و الذى سرق انظار الجميع و بمقدمتهم تالا و التى كانت متشوقة لرؤية هدية الزفاف التى وعدها بها مدكور حين قال لها بعد زفاف رهف شبكتك دى المفروض انها هديتى ليكى و دى اول هدية
منى ليكى و انتى على ذمتى .. يعنى لازم تكون تليق بينا احنا الاتنين
ليلتقط مدكور الخاتم الذى كان يقدر بعدد ليس بالقليل من قراريط الالماس و مد يده ليلتقط كف تالا التى تراقب الحاتم بانبهار و البسها اياه و هو يقول اتمنى يكون ذوقى عجبك
تالا و هى تعبر عن انبهارها الا عجبنى .. ده يجنن يا حبيبى .. ذوقك تحفة .. ميرسى
سليمان الف مبروك يا عرسان .. مبروك يا بيبى
تالا الله يبارك فيك يا دادى
مدكور بمرح عقبالك يا سليمان
سليمان ضاحكا ايدى على كتفك .. الاقى بس عروسة حلوة كده و تحبنى زيكم كده
و كان هناك مصورا صحفيا عمله الاوحد التقاط الصور لتالا و مدكور و بعض اللقطات لعقد القران و التى اتفقت معه تالا على كيفية توظيف تلك اللقطات فيما بعد
و بعد القليل من الوقت نهض مدكور قائلا ياللا بينا
سليمان هتمشوا من دلوقتى .. لسه بدرى على معاد الطيارة
مدكور يادوب على مانغير هدومنا
تالا انا بعتت شنطى كلها مع السواق اللى بعتهولى الصبح
مدكور و وصلوا من وقتها .. ياللا بينا
..
امام عمارة أنيقة بحى الزمالك على النيل مباشرة .. توقفت سيارة مدكور ليهبط منها وسط استغراب تالا التى قالت بفضول انت وقفت هنا ليه
مدكور وصلنا
تالا و هى تتلفت حولها بدهشة وصلنا فين .. مش الفيلا بتاعتك فى
مدكور مقاطعا الفيلا دى بتاعة رهف و مراد انما احنا هنعيش هنا فى شقتى
رهف بذهول انت اول مرة تجيبلى سيرة الكلام ده
ليترجل مدكور من السيارة و يتجه الى الباب الخاص بها ليفتحه و يمد يده إليها ليساعدها على الهبوط من السيارة و الصعود الى شقتهم و هو يقول اوعى تفكرى ان عشان مراد يبقى ابن اخويا و جوز بنتى كمان .. انى ممكن اسمح انكم تعيشوا مع بعض تحت سقف واحد
ثم انا عاوزك تبقى فى بيتك براحتك و بكامل حريتك ماينفعش حد يشاركك فى مملكتك دى .. و اللا ايه وكمان انا مش حابب ان يبقى فى بيننا عزول .. مش بذمتك عندى حق
تالا بتردد ااايوة طبعا
و ما ان وصلا الى شقتهما حتى وجدتها جميعا مضاءة بانوار خاڤتة و مزينة بالورود و الشموع و وجدت مدكور قد اعد لها مأدبة عشاء فاخرة فقالت باستغراب انت مش قلت هنغير هدومنا و نطلع على المطار على طول
مدكور الكلام ده كان عشان الناس و الاعلام و بس
تالا طب اومال ايه
مدكور بخبث احنا هنقضى الليلة هنا فى بيتنا .. انا و انتى و بس و بكرة بالليل ان شاء الله نطير على شهر العسل
تالا بلجلجة طب و ليه ماقلتش لدادى على الاقل يتطمن علينا
مدكور ضاحكا انسى دادى بقى .. احنا مش قلنا لازم نعرف الفرق بين قبل و بعد .. ياللا يا حبيبتى .. تعالى اوصلك اوضة النوم و اوريكى الحاجات اللى مجهزهالك عشان تغيرى هدومك و اااه .. اعملى حسابك ان تليفوناتنا هتتقفل لحد ما نرجع القاهرة
تالا طب كده الناس هتقلق علينا
مدكور لا ماتقلقيش .. انا بلغت كل الناس فماحدش هيقلق علينا
بعد مرور شهر و فى فيلا رهف فى القاهرة
كان موعد عودة رهف و مراد من تركيا .. و كان فى استقبالهم هدى و تميمة و زينب و امينة و ما ان دلفا الى الداخل حتى هرعت رهف الى احضان زينب و هى قائلة باشتياق وحشتينى اوى يا دادة
زينب بحب انتى اكتر يا قلب دادة و لو ماكنتيش وحشتينى بالشكل ده ماكنتش طاوعتك ابدا و جيت لحد هنا النهاردة
مراد ضاحكا و هو يحتضن هدى و تميمة و الله الواحد حاسس انه مسافر بقاله كتير اوى
هدى بمرح ليه يا عم مراد كنت حاسس بالغربة و اللا ايه
مراد لا وانتي الصادقة .. اخدت على الكسل مش عارف ازاى هبقى مطالب انى اصحى بدرى و انزل شغلى من تانى
رهف و هى تحتضن امينة بسعادة جايبالك معايا اخبار تجنن بخصوص الشغل
امينة ده انتى اللى تستعدى عشان تسمعى الاخبار اللى هنا
زينب مش هنبتديها شغل.. ياللا اطلعوا غيروا هدومكم و انزلوا عشان نتغدا سوا .. زمان مدكور بية على وصول
رهف هو بابا وصل
هدى كلمنا الصبح و قال انه هييجى يتغدا معانا
رهف بحنين وحشنى اوى
زينب و اكيد انتى كمان وحشتيه .. ياللا اطلعوا اعملوا زى ما قلتلكم
وبعد صعود مراد و رهف الى غرفتهما .. يلاحظ مراد ان رهف يعتليها الشرود فجذبها تحت جناحه قائلا سرحانة فى ايه
رهف مش عارفة يا مراد دى هتبقى اول مرة اتعامل فيها مع رهف و هى مراة بابا .. حاسة انى مش على راحتى
مراد لازم تبقى على راحتك .. و لازم تفتكرى ان انتى هنا فى بيتك و هم جايبن ضيوف عليكى
رهف بذهول بابا هيبقى ضيف على بيته
مراد بتوضيح مراته هتبقى ضيفة عليكى ثم انا فهمتك ان عمى اخد شقة
لوحده عشان يبقى هو براحته و احنا براحتنا
رهف بتنهيدة عمرى ما اتخيلت انه ممكن يبعد عنى
مراد طب ماهو كان بينزل القاهرة و يسيبك
رهف كنت ببقى عارفة انه يومين و اللا تلاتة و راجع لكن بالوضع ده
مراد بالوضع ده ايه بس يا رهف دا احنا مع بعض فى القاهرة و المسافة يعنى مش كبيرة للدرجة دى ما بيننا و بينه
لتصمت رهف على مضص ليلاحظ مراد امتعاضها فيكمل حديثه قائلا حاولى تاخدى الموضوع ببساطة اكتر من كده
رهف مش قادرة اتصورها مكان امى يا مراد مش قادرة اتخيل حتى انها ممكن تدخل اوضتها
ليديرها مراد لتقف بين يديه ليقول لها بجدية اوعى تفكرى ان عمى ماعملش حساب النقطة دى اومال انتى متخيلة سكن بيها بعيد ليه ماهو عشان كده عمى كان حريص لاقصى درجة انه يحافظ على مشاعرك و على ذكرى مامتك الله يرحمها فى نفس الوقت
رهف الاختيارين احلى مافيهم مر يا مراد .. يمكن ماتصدقش لما اقول لك ان بعد بابا عنى هياثر فيا اوى كلكم معتقدين ان عشان كان دايما بيتعامل معايا بجد زيادة عن اللزوم ان بعده مش فارق معايا .. لكن بالعكس .. انا رغم كل شئ الا انى كنت دايما ببقى متطمنة و انا شايفاه قدامى
مراد بامتعاض و انتى مش متطمنة بوجودى معاكى
رهف اقصد انى كنت ببقى متطمنه عليه يا مراد .. ماتنساش انى ماليش غيره فى الدنيا دى
مراد بعبوس اومال انا ابقى ايه بقى
رهف بابتسامة انت جوزى .. لكن هو ابويا يعنى ما ينفعش اقارنكم ببعض
مراد بتنهيدة غلبتينى يا ست رهف .. بس انا برضة مش عاوزك تاخدى الموضوع بمأساوية اوى كده و ماتحمليش
متابعة القراءة