بقلم آيه محمد
المحتويات
حاولت رقع السلاح ولكنها شعرت وكأنه ثقيل للغاية!
استمدت قوتها من نظرات بدر المحمسة لها مستغلا انشغال آسر وخالد بتفحص حسابه على الحاسوب بينما فهد يملي اوامره على رجاله بالتحفظ على هذا الوضيع لحين البت في أمره فحكم بدر عليه من تلقاء ذاته وأمر محبوبته بالتنفيذ لتحرر طلقات السلاح الذي انطلق ليستقر بصدر ذلك الوضيع الذي استحقها صوت الړصاص جعل الجميع في حالة من الصدمة خاصة حينما وجدوها من قامت بذلك فقد خمنوا أن بدر المتهور فعلها صدم خالد وهو يرى ابنته البريئة تتحول لقاټلة شرسة تدافع عن ذاتها تعجب كيف امتلكت تلك القوة فجأة وهي رقيقة ضعيفة فأتاه الجواب لحيرته حينما وجدها تتطلع لبدر بنظرة تتساءل عما فعلته فأبشرها باسما بأنها فعلت الصواب اقترب آسر منه ليتفحص نبضه ثم نهض ليشير لابيه المتساءل قائلا
صاح خالد بتعصب
_ليه عملتي كده يا رؤى كنا هناخد حقك بس بطريقة تانية أنتي عارفة انتي عملتي في نفسك أيه ضيعتي حقك كده وهتتحبسي...
كرجل قانون لا يفكر الا بما يرضيه وجد ابنته مخطئة فمحىبدر ذاك الخطئ حينما اقترب منها ليحمل عنها السلاح متعمدا غرس اصابعه حول الزناد لتصبح بصماته هي من تحتضنه راقبه آسر بابتسامة هادئة وقد علم توابع خطته الذكية فمن الذي سيحاسب رجلا نال لشرف زوجته وهناك الف دليل لفعلة ذاك الدنيء لذا استدار تجاه خاله الذى بدى الامر يتضح له هو الاخرفقال بثبات وهو يربت على كتفيه
فهمت كده هتتصرف ازاي يا خالي!
ابتسم وهو يردد
_فهمت..
نهض فهد عن مقعده وهو يخفي ابتسامته الماكرة حينما تصنع عدم رؤيته مفاوضات بدر ورؤى لقټله فكيف كان سيسمح لذاك المڠتصب بالفرار ومن نهش لحمه هي احدى بناته لكز بعصاه الارض بضړبة كانت بمثابة اشارة لرجاله الذين اسرعوا لحمل جثمانه ومن ثم قال وهو يهم بالخروج
لأول مرة يشعر بالملل من زيارته للصعيد كان ينتظر زيارته تلك بفارغ الصبر لعشقه أدق التفاصيل المتعلقة بجمال الطبيعة ولقاء عمه وأسرته وخاصة جدته هو الآن يشعر بوحدة قاټلة لا يسدها لقاء صديق أو قريب ربما لانه اشتاق لرؤياها!
مل عبد الرحمن من الجلوس بالخارج فنهض عن الأريكة ثم كاد بالولوج للثرايا الى أن استوقفه يحيى حينما سأله باستغراب
أجابه في سئم
_حاسس اني مش مرتاح هنا يا يحيى..
ذهب تفكيره بعيدا عما يلمح به رفيقه فسأله بلهفة
_ليه حد ضايقك في حاجة
أخفض قدميه عن الدرج ثم وقف مقابله ليرد عليه بحزن
_بالعكس محدش بيعمل غير اللي يبسطني بس أنا اللي مش عارف مالي حاسس كده ان في حاجة ناقصاني.
_أمممم.. قولتلي طب يا عم مش تهدأ شوية وتدي فرصة للكبير ومرات عمك انهم يستريحوا من السفر وبعدين يطلبوهالك من ابوها...
لوى فمه بتهكم
_يا هنا عما ابوها يفكر ويرد عليهم... مهو لو هما قدامه كان استعجل بالرد لكن شغلة التليفونات دي مش بتأكل عيش..
_أمال بتأكل ايه يا عبده.. عموما متزعلش ربك حس بيك وبعتلك الراجل لحد عندك..
لكزه پغضب
_فايق للهزار وأنا خلقي في مناخيري...
ضحك على كلماته الاخيرة ثم حاول الثبات بقوله الجدي
_أنا بتكلم جد على فكرة والد تالين هنا في مصر...
تفاجئ بما استمع اليه فهمس يحيى مستهزءا
_متخلف ده ولا أيه!
ثم قال بصوت مرتفع
_يا ابني مش الكبير قايل قدامك وانت قاعد انت عقلك بيروح على فين..
اتكأ بجسده على درابزين الدرج الذهبي وهو يهمس بعشق
_عقلي وقلبي معاها.. مش عارف عملتلي عمل دي ولا أيه
ضحك يحيى بصوت مسموع ليضربه على رأسه بمرح
_الأجانب ملهمش في الاعمال وشغل التلات ورقات بتاعنا ده... فوق وإرجع لهيبتك كده بدل ما عمك يرجعهالك بالتي أحسن...
وجذبه من تلباب قميصه وهو يستطرد
_ها... هتفوق ولا نخليه يفوقك
صاح پخوف
_فوقت فوقت.
تركه وهو يشير له بتعجرف
_تعجبني وأنت بتوزن الامور صح يا عبده..
وتركه وصعد للأعلى فأبتسم الاخير وهام بذاكرها فانتفض بجلسته فجأة حينما لمح الساعة الموضوعة بمنتصف
الحائط العملاق من أمامه فصاح بانفعال
_الدوا....ازاي نسيت معاده..
وهرع للاعلى راكضا حتى ولج لغرفة والدتهفوقف محله مشدوها حينما رأى نواره وريمتساندان والدتهوجدته هنية تناولها الدواء بذاتها لمعت دمعة نبعت بحدقتيه البنية حينما رأى ذاك المشهد الذي طعن الحزن بقلبه وعينيه فظل يراقبهما بصمت وعدم قدرة على الحديث.
انتهت هنية مما تفعله فأشارت لها قائلة
_بالشفا يا حبيبتي... نامي وارتاحي..
وضعتها ريم بفراشها مجددا ثم نهضت لتلحق بنواره فتفاجئوا بعبد الرحمن يقف أمامهما باكيا فحرر صمته صوته المخټنق بعباراته
_بعد كل اللي عملته فيكم!
لمعت عين ريم ذات القلب الأبيض بالدموع فاقتربت منه لتتمسح بيدها على كتفيه وبابتسامة رقيقة قالت
_دي مهما كانت تبقى مرات أخوي وأمك... الدفر عمره ما يطلع من اللحم يا ولدي..
منحها ابتسامة صافية بينما احتضنته نواره وهي تشير له بحنان
_بتعتبرنا أغراب اياك...
ثم مسحت دمعاتها وهي تحذره بضيق
_اوعاك تقول الكلام الماسخ ده تاني.. سامعني!
هز رأسه ببسمة زرعت من نبع الۏجع الذي يحيطه فأشارت لهما هنية بالخروج ثم قالت بصوت واهن
_تعالى يا ولدي اقعد جنبي..
دنا منها عبد الرحمن ثم جلس لجوارهة لينصت لحديثها
_أنت واحد منينا يا ولدي ومعزتك كيف آسر وولاد عمك بالظبط أنت ملكش ذنب في اللي عملته امك وابوك زمان..
وبدموع تلألأت بعينيها استكملت
_تعرف لما أبوك ماټ جلبي اتوجع فؤاد كان له معزة خاصة عندي يمكن لانه الصغير ولما عرفت انه كان متجوز ومخلف من غير علمي زعلت بس لما حسبتها زين لقيت ان اللي حصل من رحمة ربنا بيا لاجل ما يسبلي حتة منه تفكرني بيه..
وقالت وهي توزع نظراتها بينه وبين مروج الباكية دون صوت
_يعني أنت بالنسبالي ولدي وحفيدي وكل حاجة في الدنيا..
احتضنهاعبد الرحمن بحب واحترام يزداد لتلك العائلة الذي يفخر كونه فرد منها...
ولج يحيى لغرفته فتفاجئ بعمر بالداخل يجلس جوار ابنته التي تحتضن عروستها الصغيرة بين يدها بعد أن غلبها النوم فور سماعها للقصة التي قصها عليها أبيها مسد عمر على رأسها بحنان وابتسامة كاذبة ترسم على شفتيه رغم دمعته الخائبة التي تهبط في صمت على حالها وفور شعوره بوجود يحيى لف وجهه للاتجاه الأخر ليزيح دموعها بيديه ثم تطلع له بابتسامة هادئة
_أخيرا جيت..ماسة كانت بتستناك..
دنا من الفراش ثم جلس لجوارها وهو يجيبه بتأثر على حاله
_كنت بتمم على المصانع في قنا..
أومأ برأسه فقال وهو يحاول التهرب من التطلع اليه
_كويس انك روحت... يالا هسيبك تريح شوية تصبح على خير.
ونهض عمر ليتجه للخروج سريعا قبل ان تخور قواه أمامه أراد يحيى أن يلحق به ولكنه شعر بحاجته لأن يظل بمفرده بتلك الحالة فنهض عن محله ثم دنا حتى أصبح قريبا منها فتمدد لجوارها ثم جذبها برفق لأحضانه فطوفها بذراعيه وهو يهمس لها بعذاب يقتحم عالمه الوردي
_عندي ثقة كبيرة في ربنا انك هترجع زي الأول وأحسن يا روحي...
وډفن رأسه بين خصلات شعرها التي يعطره زيت جوز الهند الذي يعشق رائحته ليستسلم بعدها لنوم عميق..
توقفت السيارة بداخل ثرايا المغازية فأسرع السائق ليفتح بابها قبل أن تنهال عليه بعتاب لن ينتهي وربما ينتهي عمله ويحرم من فضل تلك العائلة الثرية واهم ما يوجب اتباعه ان يخفض نظراته طوال الوقت وخاصة ان اصطحبها لمشوار هبطتفاتن من السيارة بملامح متخشبة فعقدت الحجاب حول بعضه بعشوائية ثم ضبطت جلبابها الأسود الفضفاض لتصعد الدرج متجهة للداخل بخطوات شبه بطيئة فما أن أصبحت بالداخل حتى أسرعت اليها الخادمة قائلة بحماس وكأنها تنقل اليها خبرا تشتاق لسماعه منذ سنوات
_البيه رجع وفي أوضته يا هانم..
تساءلت بعدم فهم
_بيه مين... تقصدي أيان ولدي!
هزت رأسها عدة مرات وهي تردف قائلة
_وصل من بدري ومن وقتها منزلش من اوضته..
حررت حجابها ثم أشارت لها بفرحة
_طب جهزي الوكل عما
أطلع أشوفه..
هرولت للمطبخ وهي تجيبها
_عنيا يا ست هانم..
اختفت من أمامها بينما هرولت الاخرى للاعلى بفضول لمعرفة ما حدث بينه وبين ابنة الدهاشنة المبجلة فما أن وصلت للطابق الأعلى حتى وقفت تلتقط أنفاسها الثقيلة بعدما صعدت الدرج بسرعة لا تليق بعمرها فطرقت على الباب عدة مرات عدم سماعها لإذنه بالدخول دعها تخمن كونه يستريح قليلا بعد سفره من القاهرة الى هنا ففتحت الباب بحرص ان لا تصدر أي صوتا قد يقلق منامه انعقد حاجبيها بذهول حينما وجدت الفراش فارغ فأضاءت الاضواء لتنير الغرفة القاتمة فجحظت عينيها فزعا حينما رأته يجلس على المقعد الهزاز والډماء تتصبب من رأسه كالشلال فأغرقت قميصه بدمائه التي أصارت رعبها ونظرات عينيه الساكنة ببرود
قاټل كانت الاخطر لها كبداية للتفكير الكارثي الذي قد يوضح لها اقتراحات كل اقتراح اپشع مما يليه أسرعت اليه فاتن لتهزه بقلق
_أيان ولدي... أيه اللي عمل فيك اكده أنت عملت حاډثة ولا ايه اللي حصل!!
لم يجيبها على أسئلتها المتلهفة بل استكأن بعرينه بصمت انقبض قلبها فتفحصت چرح
رأسه بلهفة ثم أسرعت بتضميده ومازال هو يجلس محله بثبات مخيف وفجأة انطلق هاتفه يخبره بأن هناك رسالة هامة
استلمها للتو فتح الرسالة وخالته مازالت تقف خلفه تضمد رأسه جيدا فتطلعت لشاشة الهاتف لتجد صورة آسر الدهشان مرسلة لشخص مجهول والرسالة المستلمة منه تنص على..
علم وينفذ يا باشا هنربيه ونعرفه مقامه وهنبعتلك فيديو مصور وهو بيتروق عليه..
شهقت فزعا فتركت ما بيدها ثم صاحت باندفاع
_انت اتخنقت مع ابن فهد
نظرته تجاهها كانت اجابة كافية لها فصاحت به
_اتقطعت ايده... أني مش عارفة انت هتفضل ساكت اكده لحد متى خد بتارنا وبرد نارنا منيهم افضح پتهم النهاردة قبل بكره..
ربما الابتسامة شيء اعتيادي لاي شخص ولكن ويحك ان تبسم الشيطان حينها تفزع القلوب وتتخبئ بداخل الصدر خشية مما قد يحدثه خاصة بأن وجعه ليس ملموسا يستهدف المشاعر فيصبح الۏجع في صميم القلب!
إتبع ابتسامته تلك ردا صريح منه حينما قال
_متستعجليش بوجعهم يا خالتي الضړبة اللي توجع هتوجع لما تكون في مقټل.... الصبر كل حاجة في وقتها بتبقى أفضل الف مرة من التسرع..
جذبت المقعد القريب منه ثم جلست تساله باهتمام
_كيف وأنت ناوي على الحړب من دلوقت
لوى شفتيه بتهكم
_الحرب لسه مبدأتش أنا اللي هبدأها ووقت ما احب..
أشارت على الهاتف وهي تردد بدهشة
_الحرب هتبتدي لما هتقتل ولد الدهشان تفتكر فهد هيقعد ويتفرج عليك وأنت بتقتل ولده اكده!
بنفس الابتسامة اجابها
_مين قال اني هقتله انا عايزه عايش للحظة اللي هكسر فيها ابوه قدام الكل عايز اشوف نظرات الغرور والثقة دي هتتحول لأيه وقتها...
انعقدت حاجبيها وهي تردد بدهشة
_والله ماني عارفة أنت بتفكر ازاي ولا ناوي على ايه!
اسند رأسه على المقعد وهو يردف بتسلية
_استني وهتشوفي..
التزمت غرفتها منذ لحظة عودتها تركت المياه
متابعة القراءة