رواية مكتملة بقلم مياده مامون
المحتويات
انت زي ما تكون نستنى بمجرد ما مشيت من هنا.
و انا اقدر بردو استغني عنك يا حاج بس انت عارف يعني عريس بقى و كده.
الحاج حسان محاولا إخراج ما في صدره.
ضحكت على امك و قولتلها انك مبسوط
معاها و ان كل حاجه ماشية تمام ما بينكم.
وراى مالك عينه من نظرة ابية مصطنعا الخجل منه.
اه يا ابويا الحمدلله.
يعني بقت مراتك شرعا يا مالك
اومئ له رأسه بنعم بينما يريد والده ان يطرحها على لسانه.
عايز اسمعها منك يا مالك
ايوة يا ابويا بقت مراتي شرعا...
انا بصراحة مستغرب سؤالك ده!
عشان مش مصدقك او بمعنى أصح عارف انك بتكدب عليا و قبل ما تسألني ليه بقولك كده
عليا ملامحك ڤضحاك يا دكتور وحزنك باين علي وشك.
وكيف له الآن إن يثبت له عكس ما يرى هو بالنسبة لأبيه كتاب مفتوح وابيه بالنسبة له مرأته التي يرى بها نفسه.
مالك نافيا
لاء يا ابويا شذى فعلا بقت مراتي وحزني مش بسببها انا غلطت في شغلي النهاردة كنت بعمل عملية لمريض و مركزتش وانا بعملها فغلطت للأسف.
بتقول ايه اوعي تكون ازهقت روح دون وجه حق يا مالك عارف عقابك عند ربك هيكون ايه
مالك مطمئنا له
لاء الحمد لله اطمن يا ابويا حسام لحقني و كمل هو العملية بدالي
و المړيض بخير.
طب وليه دا كله ايه اللي وصلك لكده و خلاك تسرح و انت في شغلك دا انت اول مره تعملها.
عادي يا ابويا انا مش ملاك انا بني آدم يعني مش معصوم من الخطأ.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا حاج. كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
الحاج حسان
عليه افضل الصلاة و السلام
و عشان كده انت جيت الضريح النهاردة.
مالك مبتسما وملتفتا للضريح
حسيت اني مأثر معاه شويه فاقولت اعدي عليه واصلي العصر هنا بعدها ابقي اروح.
يعني ماكنتش ناوي تعدي علينا و لا كنا في حسابك من أساسه و انا لو ماكنتش شوفتك بالصدفه ماكنتش هاعرف انك جيت الحي مش كده!
بصراحه اه انا ماكنتش هاعدي على البيت و لا هاعدي دلوقتي حتى بعد ما شوفتك و لا انت كمان هتقولهم انك شوفتني النهارده.
ضم الحاج حسان حاجبيه بعدم فهم
طب و ليه مش عايز تشوف امك وتطمن عليها.
ماشي يا مالك زي ما انت عايز بس اتمنى انك تكون بتقول الحقيقة او حتى تكون ريحت بالك و طلعت اللي جواك لحبيبك.
البيت للغلبانه اللي سايبها لوحدها دي.
عاد إلي بيته بوجه مكفهر ليس من الڠضب الذي يمتلكه فقط لكن كان يبدو عليه أيضا الارهاق..
كان البيت ساكنا هادئا و كأنه لا يوجد به أحدا.
أين ذهبت تلك الشقية التي دائما ما تثير اعصابه.
ظل يبحث عنها بنظره في الخارج لم يجدها و هو متمسك في يده ببعض الأوراق..
لكن بالله أين ذهبت هي لا تعرف حتى أن تفتح هذا الباب اذا كيف تخرج منه
جري الي غرفة النوم لم يجدها فتح باب المرحاض الخاص بها لكنه كان فارغ ولا يوجد به احد حتى غرفة الملابس لا يبدو أن أحدا قد لمس أرضها اساسا.
و ما آثار الرهبه في قلبه انه وجد حقيبة ملابسه هو فقط.
ترجل من الغرفه وهو منفزعا ېصرخ بأسمها كالمچنون يبحث عنها بكل مكان لا يمكن أن تفعلها به هي الأخرى لا يمكن أن تتركه و تذهب.
تفقد غرفة الطهي المرحاض الكبير و بدي عليه اليأس وهو يبحث عنها في الغرف الشاغره و ېصرخ بشده.
شذى انتي فين ردي عليا
فتح باب اخر غرفة بالبيت اخيرا ما تنفس الصعداء حين رأها تجلس في زاوية الغرفة متكومة على نفسها و بجانبها حقيبة ملابسها
كمن لقى طوق نجاته اسرع الخطى نحوها واذا به يلقى الورق من يده و يتمسك بها هي و في غضون ثواني معدودة.
سيبني يا مالك مش انت قولتلي مش عايز اشوفك اديني سيبتلك الشقه بحالها و قعدت في حالي اهو
مافيش حاجه اسمها تقعدي لوحدك و تسبيني حتى لو في بينا ايه هتنامي و تقعدي و تاكلي و تشربي معايا انا و بس.
نفضت يده من عليها وابتعدت عنه قليلا معطياه ظهرها و همست.
يعني مش كفاية كل اللي حصل عايز تتحكم فيا كمان.
بسهولة فائقة لفها اليه ليكمل حديثه الأمر لها.
اه و يحقلي طول مانتي على زمتي لازم تطيعيني وميبقاش في عقلك ده حد تفكري فيه غيري انا.
عارفه اني النهاردة كان في مريض ھيموت تحت ايدي لأول مرة في تاريخ شغلي بسببك انتي بسبب تفكيري فيكي
علمت انها استحوزت على عقله لكنها تريد قلبه تعي انه يريد أن يفرض تملكه عليها يريد أن يرضي رجولته لا أن يعترف بأنها تسكن قلبه
شذي ناظرة في عينه
للدرجة دي مشايلك الهم يا ابيه
هذه المره ابتعد هو عنها و جلس على حافة الفراش و كأنه يفيق و ينجي نفسه من الڠرق في بحر عشقها
اه للدرجة دي اتفضلي قومي هاتي حاجاتك هنا وكمان الملازم بتاعتك كانو في العربية انا جبتهالك تقدري تشغلي وقتك وتذاكري فيهم
و يا ريت تحضري لينا غدا عشان ناكل بدل مانتي قاعدة طول النهار مابتعمليش حاجه غير انك بټعيطي و بس
اومئت له و بحزن دفين داخل صدرها تحركت مبتعده عنه و أسرعت الخطى للخارج حتى تنفذ ما طلبه منها
ظل هو على جلسته يفكر لماذا فعل ذلك
الهذه الدرجة لا يطيق فراقها
هل عشقها وسيتغاضي عن كل ما مرت به سينحي رجولته جانبا و يوافقها على خطيئتها
إن فعل هذا لم يقوى على اخضاعها كيف ستكون زوجة مطيعه له سيتملك الشك بقلبه كيف سيأتمنها على بيته وعلى شرفه وهو يظن بها السوء
و اذا به ېصرخ لائما نفسه على تهوره معاها
حيوان مش قادر تتحكم في نفسك كل مره بتقول مش هتقرب منها و اول ما بتشوفها بيحصلك ايييييه
ومن كثرة ضغطه على اعصابه امسك بقنينة عطره الموضوعه أمام المرأة الكبيرة وبكل قوته قڈفها بها لتتهشم الي قطع صغيرة و تصدح صوتا
عاليا جدا
كانت هي قد ولجت مره اخري الي الغرفه تسحب خلفها حقيبتها و رأته على حالته هذه
لترتعب من هيأته هذه وترجع خطوتان للخلف و تهمس بصوت مرتجف
مالك انت عملت ايه!
مالك بصړاخ
مالكيش دعوه بلي بعمله واتفضلي ادخلي شيلي هدومك من الشنطه دي وحطيهم في مكانهم جوه
صړخت شذي وقد تملك منها الړعب
لاء انا مش هاقعد هنا لحظة واحدة رجعني عند امي انا خاېفة منك
مافيش حاجه اسمها اوديكي عند حد تاني هنا بيتك و مش هتخرجي منه إلا معايا انا
حتى لما هانروح الحسين يوم الخميس هانروح زينا زي اي ضيوف رايحين زيارة وهانرجع تاني مفهوم يلا قومي اعملي اللي بقولك عليه
اومئت برأسها له و امسكت حقيبتها و جرت نحو غرفة الملابس و لم يكن هذا دليلا على موافقتها بل هو خوفا منه و من تقلبه هذا
و بنفس الوقت حمدت ربها انها لم تصب مره اخرى في هذه المناقشة الحادة
وقف هو يبدل ملابسه الي ملابس بيتية مريحه وهو ينظر لها بعين
كالجمر المنصهر
يعرف انها تواري عيناها منه لكنه قصد الهتاف بأسمها ليجبرها علي طاعته
شذيييي
من كثرة خۏفها تركت ما بيدها و ذهبت اليه منحنية الرأس لتجده يأمرها بأمر جديد
خدي شنطتي كمان ورصى هدومي جوه وبعد كده لمى الهدوم اللي عايزة تتغسل دي وشغلي الغسالة عليهم
اطاعته بعين دامعة و انحنت بجزعها لتغلق الحقيبة لتسحبها للداخل
اغمض هو عينه يتألم بحسرة على الامها يريد أن يجتذبها داخل ذراعيه و يغمرها بشوقه لكنها هي أيضا تلهب فؤاده وتثير اعصابه بتكتمها هذا
ليهرب من الغرفه بأكملها قبل أن يرق قلبه لها
جلست ارضا بجانب حقيبته تتبع أثر طيفه بدموع هادئة تتسائل
بالله كيف ستتعامل مع هذا الطبيب المختل
متقلب المزاج
لماذا يصعب الأمر على نفسه و عليها و بماذا ينتظرها ان تجيبه
تشعر و هي بين ذراعيه برقة قلبه وتوهجه بأنه يعشقها وحين ينقلب و يثور يكون كالۏحش الكاسر
حتما اذا تمردت عليه سيحدث لها ما لا يحمد عقباه
تنهدت بصبر تواسي نفسها و همست
هايحصلك ايه اكتر من اللي انتي فيه يا مو... مافيش في ايدك حاجة غير انك تقولي حاضر
والا المره دي فيها موتك على ايده بقي
الغدا فين يا شذيييييي
اتاها صوته الجاهور من الخارج لتنتفض سريعا و تجري الي غرفة الطهي و هي تصرخ له
حاضر حاضر يا ابيه جايه اهوه
مالك وهو يدلف خلفها منفعلا
انتي عايزة تجنيني ولا عايزة تعملي فيا ايه بالظبط في واحده عاقلة تقول لجوزها يا ابيه
شذي وهي تصدم جبهتها بكف يدها وكأنها تتذكر ما قاله لها
ايووووه طب و ربنا ناسيت
رفع مالك كفه عاليا قاصدا انزالها على وجنتها
قولتلك مليون مره تنسى اللهجة دي وماتتكلميش قصادي بيها ولا انتي مش قادره تنسى اسكندرية وطريقة كلامك دي بتفكرك بحبايبك اللي فيها
صعقټ وجحظت عيناها المدهوشة وانفرجت علي وسعها تترقب تلك الصفعه وهي
تهمس
انت قصدك ايه بكلامك ده حبايبي مين دول اللي انت بتتكلم عنهم
بحركة لا إرادية ضم اصابعه داخل كفه يكاد ان يعتصرهم وانزله وهو يتحداها ناظرا
حبايبك اللي هناك واللي انتي بتداري عليهم ومش عايزة تتكلمي عنهم
انهمرت الدموع على وجنتيها وعقدت يديها على صدرها امامه تناظره التحدي
يعني انت شايفني في نظرك بنت مش كويسة بتشك فيا!
طب و لما انت شايفني كده اتجوزتني ليه
بكل عڼف احل وثاق يدها من علي صدرها ضاغطا على معصمياها بقوه يكاد يكسرهم داخل قبضة يده
اتجوزتك عشان ماخسرش امي
و عشان كمان اربيكي من اول و جديد
سيب ايدي هاتكسرهم انت اكيد مچنون
ترك يدها و اقترب من اذناها هامسا
عيب اوي لما تقلي ادبك وټشتمي جوزك يا شاطرة يلا يلا خلصي اللي قولتلك عليه
جلس على مقعد في مقدمة طاولة الطعام المرصوص عليها اطباق شهية بعض الشئ ليمد ملعقته و يتذوق بعضا منها
مؤدي للغرف بوجه حزين
مالك لائما نفسه
قاعد تاكل زي الحيوان و ناسي اللي كان صوت بكاها واصل لحد عندك وهي واقفه بتعملك الاكل
الجميل ده
يعني اعملها ايه دلوقتي لو دخلت ليها هتفتكر اني ضعيف و مش قادر ابعد عنها لاء مش هاروح اتحايل علي حد انا
و هي خليها قاعده من غير اكل يمكن قاعدتها دي تحسسها بتأنيب الضمير
و بعد بضعة دقائق
كان واقفا أمامها بجانب الفراش
مالك بتوتر ملحوظ
يلا قومي عشان تاكلي
أدارت راسها و ضمت حاجبيها الكثيفين له پغضب
متابعة القراءة