رواية مكتملة بقلم مياده مامون
المحتويات
انها اتية لتطمئن عليها فقط إن استيقظت.
فتحت الباب بهدوء ولجت إليها في الظلام وانحنت على رأسها و قبلتها.
استيقظت ماجدة و عيناها كلها نعاس فاهمست لها بصوت متحشرج
الله شذى سيبتي جوزك وجيتي ليه.
شذي بتلعثم
مافيش يا ماما مالك طلع الخلوة بتاعته و انا جيت اطمن عليكي
بس.
ماجدة بسخرية طلع الخلوة بتاعته دانا قولت ربنا هداكم و نمتو بعد الدوشه اللي كنتو عاملينها دي.
ها يا لهوي عليكي يا ماما انت كنتي سمعانا.
ماجدة بضحك ههههههه اه ياختي إنما قوليلي انت نزلتي الحمام و..... دلوقتي.
شذى بخجل منها الله يا ماما بقى.
ماجدة بضحك اكثر هههههههه ربنا يسعدك و يفرحني بعوضك قريب ياحبيبتي.
شذى بتفكير عوضي!
ماجدة موضحة لها اه شدي حيلك بقى و هاتي لينا بيبي صغير كده نلعب بيه و يملي البيت كله فرحة.
ماجدة داعية لهم ربنا يرضيكم ويسعدكم يا رب يا حبيبتي.
انها الثالثة ظهرا مازلت غافية في فراشها و لم يزعجها اي منهم بأمر من زوجها الذي ايقظها عند اذان الفجر لتصلي خلفه و بعدها تركها تغفو كما تشاء.
ليعود من عمله و يدلف اليها جلس بجانبها على الفراش يعبث في شعرها بحنان.
فتحت عيناها بلمعة براقة و همست مالك.
مالك بفرحه قلب مالك و روحه يا ناس
يلا قومي بقى انا عايز حاجة حلوة على الفطار.
استدارت شذى معطياه ظهرها بدلع لاء انا تعبانة.
مالك زاماما شفتيه سلامتك يا قلبي يعني هاتفضلي نايمة و سايبة مالك لوحده كده.
مالك ضاحكا هههههههه على فكرة انا صايم يا شذى و دماغك ماتروحش لبعيد.
شذي متأففه طب خلاص سيبني انام بقى لحد المغرب.
مالك محزرها خلاص على راحتك نامي بس بقى ابقى شوفي هتقولي ايه يا حلوة لما الحجة مجيدة تسألك سايبة امك تعبانة لوحدها ونايمة كل ده ليه.
قفذت الغطاء من عليها وزجته من جانبها معتدله لتنزلق للأسفل.
اوقفها سريعا قبل أن تفتح الباب رايحة فين بالبيجامة و بشعرك ده.
التفتت له بضجر اوف بقى هو انا لسه هالبس الاسدال.
أشار لها بيديه منهيا الحديث ماتحوليش عشان مافيهاش نقاش دي على فكرة.
دبت قدمها في الأرض كالاطفال وجذبت اسدالها من علي المشجب لترتديه.
التفتت له بحب و اردفت هاعملك حاجه احلى منه و اشوف بقى هاتعجبك و لا لاءه و قبل ان تقبل وجنته
ابتعد عنها سابقها الي الخارج.
يلا يا شذى الله يرضى عليكي يا بنتي يلا.
ضحكت بصوت مرتفع و هي تراه يهرب سريعا من امامها.
ذهبت إليهم بالأسفل و كان وجهها مشرقا بطريقة ملفته لهم لتضم خالتها حاجبيها مبتسمة لها
نموسيتك بامبي يا بنت اختي صح النوم يا أميرة شذى.
شذي بوجنتان بلون حبات الفراولة انا نمت كتير النهاردة معلش اصلي كنت تعبانة شوية.
ربتت ماجدة بحنان على ظهرها
نوم العوافي يا حبيبتي ماجراش حاجة ماهو مالك قالنا الصبح.
جحظت عيناها والټفت سريعا الي زوجها تنظر اليه بريبة.
مالك مطمئنا لها طلاما السهر في المذاكرة بيتعبك كده ماتبقيش تسهري تاني.
تنفست الصعداء و هدئت نفسها واردفت هامسه له حاضر.
وهنا تحدث ابيه بوجه واجم طب ياريت بقى تسيبك من الكلام الفاضي ده وتقول لينا الموضوع المهم اللي سايبت امك عمايل الاكل عشانه.
رمقته شذى بعين كارهه لا تعلم سبب عداء هذا الرجل لها.
بينما فاجئهم مالك بجملة اجحظت عيونهم وشهقت أنفاسهم.
مالك ناظرا الي خالته مبتسما
ماجدة جايلها عريس.
يا نهار اسود.
كان هذا رد ماجدة عليه حين تفاجئت بكلماته لتوقفها شقيقتها معنفه.
الحجة مجيدة بفرحة غريبة اسود ليه يا هبله ماهو ابيض بلون الجبس اهو
قولنا يا واد يا مالك مين يا حبيبي العريس ده.
مالك ضاحكا هههههه بتاع الجبس يا أمي.
الحجة مجيدة يا الف نهار
ابيض والنبي من ساعة ما شوفته وانا حاسة.
ماجدة ناهرة لها
اسكتي يا مجيدة عريس ايه و.... ايه لاء طبعا قوله طلبه مرفوض يا مالك.
رفع مالك كتفه بلا مبالاة و هتف
خلاص زي مانتي عايزة بس ممكن اعرف رافضة ليه متهيألي دا عريس مايترفضش يعني دا دكتور كبير و له مركزه.
ماجدة نافية و انا مالي بمركزه هو انا هاطلع ليه بطاقه و لا اصلا عايزة اعرفه.
مجيدة بضجر لاختها و هاتعملي ايه بوحدتك يا اختي بنتك ومطمنه عليها مع جوزها وانت مش كبيرة اوي وحلوه تقدري تقوليلي هتقعدي لوحدك في البيت ازاي
انا اصلا ماكنتش هاسمح ليكي تقعدي لوحدك يبقى تقولي لاء على العريس ليه بقى.
ماجدة بصخب انت خلاص خلتيه عريس و لا تكوني ناسية اني ارملة لسة مكملتش تلات شهور و لا أصلا تكونو ناسين اللي انا و بنتي فيه.
الټفتو جميعا الي تلك التي مازالت
واقفة تفرك يدها في بعضهم بصمت.
ليشير لها زوجها بأن تأتي له
الله واقفة كده ليه يا شذى تعالي اقعدي جانبي
هنا.
اعطتهم ظهرها و التفتت للرواق سريعا وهي تردف پغضب
اقعد ليه الموضوع كله مايهمنيش من أصله.
وقفت بعين دامعة تكمل ما كانت تطهيه خالتها من طعام الإفطار و لم تنسى أن تعد له حلواه.
ولج هو
من خلفها ليفهم منها لما الحزن او الرفض الذي قرئه في عيناها.
مالك بهدوء بتعملي ايه.
شذي بتهجم بسبوسة
مالك متصنعا الفرحة الله الله بسبوسة مره واحدة خدي بالك انا بحب الحلويات و انت كدة هاتخليني اتخن و هيبقى شكلي وحش.
مازلت محتفظة بوجومها لكنها همست لاء انت حلو في كل حالتك.
مالك بضحك دي معاكسة صريحه بقى.
شذى بحزن سيبني في حالي يا مالك.
مالك رابتا على كتفها خلاص يا قلب مالك حالك بقى هو حالي قوليلي بقى الجميل زعلان ليه و مزعلني معاه.
شذى و قد نظرت له بعين دامعه عايزني افرح و امي جايلها عريس.
مالك ضاممها الي صدره مأنبا لها ماتبقيش أنانية يا شذى انتي عجباكي وحدتها دي مامتك لسه صغيرة و حلوة و حرام تعيش وحيدة.
رفعت وجهها و ابتعدت عنه هي مش لوحدها و لا حاجة ماهي قاعدة معانا اهيه و انا مش بسيبها الا وقت النوم بس و لو عايزة انام معاها في الاوضة كمان مش هاسيبها بس ماتتجوزش حد بعد ابويا.
ه يا ستي ماټ و سابها اكيد هي بقي مش هاتترهبن يعنى.
شذى ضاړبه على يده بخفه
لاء تترهبن هو ابويا كان شوية مش هو ده محمد العسال حب عمرها اللي هربت وسابت ليكم البيت كله عشانه جاية دلوقتي تشوف عريس غيره دي حتي لسه ماوفتش عدتها طب كانت تصبر شوية.
مالك جالسا على المقعد واضعا قدم فوق الاخري
انت بتتكلمي كده و كأنها تعرفه وموافقة عليه دا الراجل لسه شايفها امبارح
وقفت شذى أمام الطاهي تقلب الطعام ناظرة اليه بجانب عيناها
و لما هو لسه اول مره يشوفها يقوم يطلبها للجواز النهاردة ولا هو راجل عنيه زايغه بقى.
مالك عابثا الوجه
لاء على فكره دا راجل متدين و محترم جدا بس هو مطلق من فترة كبيرة و لما شاف مامتك امبارح حس انها مناسبة ليه.
شذى برعونة
مناسبة ليه من ناحية ايه بقى
انشاء الله.
رد مالك عليها بجديه
من حيث فرق السن بينهم يا شذى ومن حيث كمان القبول من ناحيته لمامتك و من حيث تدينها وخجلها منه وهو بيجبس ليها رجليها.
شذى ناهية الحوار
وحضرتك جاي تقنعني انا ليه بص لو هي اللي بعتاك عشان أوافق روح قولها ان الطلب ده مرفوض.
كانت الاجواء بينهم كاشرارة خرجت من سلك شائك صعدت الي غرفتها غير عابئه بأي منهم.
حتى لم تجلس معهم على مائدة الإفطار و فضلت ان تجلس وحدها بغرفتها تستذكر دروسها.
هو أيضا لم يهتم بها فاهي ليس لها أي حق في الرفض او القبول ولا حتى لها الحق في ان تغضب هكذا.
أتم افطاره معهم وذهب ليؤدي فرض العشاء في الضريح بالاساس كان فرحا من داخله بأنها أصبحت زوجته و بانها اثبتت دليل برائتها من كل ظنونه
ظل يصلي ويشكر ربه مدة لا بأس بها و حين عاد كان والده و والدته يستعدون للصعود الي غرفتهم وخالته تجلس بأنتظاره حتى يعاونها على الصعود هي الاخري.
مالك متعجبا
الله انتو هاتطلعو تنامو من دلوقتي دا لسه بدري.
اردفت الحجة مجيدة بحزن
و هانقعد نعمل ايه ما المحروسة نكدت علي الكل انا مش عارفة البت دي بتفكر ازاي بس.
الشيخ حسان بصوت جدي
قولتلك يا ماجدة ماتسمعيش كلامها هي حتة العيلة دي تمشي كلامها عليكي وعلى الكل ليه
هي اصلا مالهاش اي حق.
مالك مهدئا لوالده
براحة بس يا ابويا هي يمكن فعلا ملهاش حق في كده بس برضو مش عايزين ننسى انها متعلقة بمامتها.
ماجدة مؤيدة كلامه صح يا مالك انا بنتي ملهاش حد في الدنيا دي غيري انا
انت دلوقتي ربنا يخليك ليها صحيح بقيت امانها و سندها في الدنيا بس برضو انا هافضل ليها الحضن الدافي اللي بترمي همومها فيه
امها واختها وصاحبتها انا سرها عشان كدة مش لازم ابعد عنها بكره تقول للدكتور صاحبك ده أن طلبه فعلا مرفوض.
مالك ناظرا الي والده و والدته
طب اتفضلوا انتو اطلعو و انا هاقعد مع ماجدة شوية و بعدين نحصلكم احنا كمان.
اومؤ له برؤوسهم بالموافقة وسحب الشيخ حسان زوجته خلفه قبل أن تتحدث برعونة ثم الټفت مالك إليها موجها لها الحديث.
جلس في مقابلتها على الاريكة الاخري و مد يده مجتذب إحدى اطباق الحلوى الموضوعه على المنضدة امامه متذوقا قطعة بسبوسة ليردف بإعجاب.
الحقيقة بنتك شاطرة اوي في عمل الاكل والحلويات يا ماجدة.
ماجدة ضاحكة هههههه بالف هنا يا حبيبي
ما هو الحلو مش بيعمل غير كل
حاجة حلوه يا مالك.
مالك مؤيدا رأيها
فعلا عندك حق وهي حلوة اوي في كل حاجة الا العند.
ماجدة بحزن ورثاه من ابوها يا مالك.
مالك مجيبا طب و انت ذنبك ايه توافقيها الرأي ليه مافيش حاجة تجبرك انك تسمعي كلامها و تعيشي باقي عمرك لوحدك.
ماجدة نافية انا مش لوحدي انتو معايا صحيح هاتنقل في البيت التاني لما رجلي تخف بس برضو هابقي طول النهار معاكم.
مالك متحفذا لاء انت مش هتتنقلي لوحدك في البيت و بعدين حتى لو فضلتي معانا هنا مانتي برضو بيجي عليكي الليل بتبقى لوحدك
ثم انت واثقة ومطمنه ان بنتك معايا يبقى ليه الرفض بصراحة انا مش شايف اي سبب يخليكي ترفضي.
ماجدة نافية لاء في أسباب تانيه مش رفض شذى بس انت ناسي اللي احنا فيه ولا ايه.
ضم مالك حاجبيه متذكرا
ايه اللي انتو فيه اه موضوع جوزك وأهله يعني طب
متابعة القراءة