غصون -4

موقع أيام نيوز

إنت عالم بالحال يا رحمن.
استجمعت نفسها ثم اتجهت صوب الموظفة التي تجلس خلف مكتب الإستقبال.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام اتفضلي يا فندم.
عايزة أحلل دم شامل لو سمحتي أيه المطلوب.
ابتسمت الموظفة وبدأت تسجل بيانات أروى لتجلس منتظرة ..
اتفضلي استريحي هتدخلي عالطول والدكتور يسحب العينة منك.
تمام شكرا جدا لك.
بالداخل كان عبد الله يسحب عينة الدم من أحد المرضى بعقل شارد وهو ينظر للكتاب الموضوع على المكتب.
أجي أخد التحليل إمتى يا دكتور.
أفاق على صوت المړيض فتنحنح وقال
بعد ٣ أيام إن شاء الله.
شكرا لحضرتك يا دكتور عبد الله.
ابتسم عبد الله بود حك لحيته الخفيفة وقال بتفائل
سيبها على الله يا عبد الله.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
أما أشوف الواد عبيدة لسه لابد في المستشفى ولا أيه العيال دي الحب بهدلها والباشا عدي هو كمان هيودع العزوبية قريب عقبالي يارب أما أكمل نص ديني..
لا لا أكمل نص ديني واتنازل عن تمويني يييي .. يلا كله لأجل أروى يهون..
قادت إحدى الممرضات أروى حيث حجرة التحليل..
جلس عبد الله على المقعد يجهز العينة وبعض الإبر
أدخل..
كان منشغل فيما بين يديه سارت أروى للداخل بهدوء بعدما تركتها الممرضة وهي ترتب بعض الأشياء حول الطبيب..
السلام عليكم..
يعرف هذا الصوت!! لن ينساه كان قد سمعه منذ قليل
رفع رأسه ليجدها بهيئتها البهية أمامه ابتلع ريقه وابتسمت عيناه ثم همس
مقولتلك صدقت يا بودي قد عاد إلي الشيء الذي أطلقت صراحه إذن سوف أتمسك به.
تعجبت أروى من همسه فتسائلت متعجبة
نعم !! حضرتك بتقول حاجة!
بقول سوف أتمسك للرمق الأخير احممم .. أقصد وعليكم السلام اتفضلي يااا.
تعلقت كلمته وأعينه تجري في ورقة البيانات التي وضعتها الممرضة أمامه فابتسم بإتساع وأكمل
يا آنسة.
جلست أروى وهي تتعجب أمر هذا الطبيب ليقول عبد الله
عايزة تعملي تحليل شامل خير يا آنسة أروى بتشتكي من حاجة معينة.
بصراحة في دوخة ملزماني وصداع دائم.
إمم ألف سلامة يا آنسة تمام كدا هنعمل تحليل شامل علشان نطمن على كل حاجة ونعرف سبب الدوخة..
تمام يا دكتور.
أخرج إبرة وقلبه يكاد أن يطير فرحا بينما أروى فاړتعبت أوصلها حينما لمحت طرف الإبرة الحاد فابتلعت ريقها بوجل..
اقتربت الممرضة تكشف جزء من ذراعها وأروى فقد تعرق جبينها..
اقترب منها عبد الله فانكمشت .. لاحظ هو خۏفها فابتسم وقال بحنو
مټخافيش .. استرخي علشان العروق متهربش وهي بسيطة جدا مش هتحسي بيها..
حركت رأسها إيجابا پخوف خفي وقالت بحلق جاف وصوت خرج مرتعش
بس بالله عليك براحة ٠٠ أنا بخاف من سحب الدم أوي.
حاضر .. صدقيني مش هتحسي بيها بس إنت مټخافيش علشان العرق يظهر عالطول تمام.
تمام..
شطورة يا كتكوتة .. ألا صحيح شوفتي الكتاب إللي على المكتب هناك ده وقع منك صح!.
قال ليشغلها فالتفتت تجاة المكتب فوجدت كتابها فعلا بينما هو في هذا الأثناء كان قد سحب عينة الدم دون أن تشعر..
يلا بس كدا خلصنا يا ستي .. حسيتي بحاجة!
تعجبت من سؤاله فوجدت أنه انتهى حقا لم تشعر!!
ابتسمت ليمد يده إليها بكتابها وقال
اتفضلي كتابك.
شكرا جدا لحضرتك يا دكتور.
الشكر لله وحده وألف سلامة عليك.
الله يسلمك اقدر أخد النتيجة إمتى إن شاء الله
يوم الأحد إن شاء الله ممكن تسيبي رقم تليفونك أو أي رقم نقدر نبلغك بيه.
أنا سجلت في البيانات رقم تلفوني وتلفون والدتي رقم تاني.
همس عبد الله دون أن يشعر
ياااه ربنا بيساعدني يدوب هي تمشي من هنا وهكلم والدتها عالطول إن شاء الله شكرا يارب.
نعم حضرتك بتقول أيه!!
احمم لا ولا حاجة لا إله الله تمام يا آنسة أروى شفاك الله وعافاك.
شكرا جدا السلام عليكم.
استأذنت وخرجت وهي تتعجب من هذا الطبيب..
دكتور غريب الأطوار أووي .. بس شكله حد محترم.
بمداد سارة نيل
على منصة كانت تقف غصون أمام إحدى الشاشات ومن جهة أخرى أربعة من خبراء التصميم العالمين يجلسون في إنتظار الإستماع إلى مناقشتها حول مجموعة من تصاميمها..
كان اثنان منهم سيدات ورجلان..
ظلت غصون تردد بعض الآيات القرآنية وهي تشاهد بعضا من الأفراد الذين يهتمون بالتصميم والازياء منتشرون في القاعة من ضمنهم والدها ووالدتها ورحيم ووردة وأروى صديقتها التي أصرت أن تأتي لتدعمها..
وكان الحضور المميز لعدي الذي كان يجلس بكل حواسه ويدعو من قلبه لأجل أن يوفقها الله
قالت إحدى المرأتان والتي ترتدي فستان فيروزي تاركة لخصلاتها البنية العنان
أستاذة غصون ليه إختيارك للأسلوب ده من اللبس يعني إنت كدا بتخصي فئة معينة من التصميم وهما المحجبات ودا شيء غلط .. المصمم لازم يتوسع لكل الفئات..
ابتسمت غصون بإشراق ورددت اسم الله قائلة
بسم الله..
أستاذة ميرا .. ممكن أقولك حاجة بسيطة تعرفي إن الفستان إللي حضرتك لبساه ده ممكن أنا ألبسه وأي بنوتة محجبة تلبسه!!.
عقدت ميرا حاجبيها وتسائلت بفضول
ودا إزاي بقاا.!!
الفستان ممكن أختاره مقاس كبير درجة بحيث يبقى فضفاض الفستان بكم كامل ورقبة ومش فيه حاجة شفافة كمان ولو فيه أي جزء شفاف أقدر ألبس بطانة تناسب اللون وبطريقة توحي إن البطانة جزء لا ينفصل عن الفستان..
كمان فستان حضرتك للكعب يعني هلبس حجابي إللي يناسب الفستان واستايله وكدا تمام وبكدا قدر نوعين يلبسوا الفستان حضرتك إللي بدون حجاب..
وأنا بالحجاب..
أعجبت ميرا بطريقة عرضها وحقا اقتنعت بإجابتها وقبل أن تسأل مرة أخرى تجادل بمعتقداتها المخالفة عن الحجاب قال أحد الرجلين وهو المصمم العالمي طارق الزيني
تصاميمك حلوة يا أستاذة غصون وفكرة التصميم الجديدة إللي صممتيها وكانت العرض لمجموعة مهندس مدحت حقيقي فكرة متكاملة ونموذاجية من جميع الجهات..
بس سبب إنحيازك للمحجبات مش مقتنع بيها ولا السبب علشان حضرتك محجبة ومنحازه لهم..
ابتسمت غصون بهدوء وتسأل الله بداخلها التوفيق والسداد سارت حتى وقفت أمامهم ثم أمسكت بيد السيدة ميرا وقالت
إنت ملامحك جميلة أوي يا أستاذة ميرا على الرغم من إنك متزينة بالميك اب ..
بس على فكرا حاسة إن في جمال من نوع تاني مستخبي..
تعجب أربعتهم وأيضا الأشخاص الذين كانوا يشاهدون من إجابة غصون ولا يعلمون الغرض من حديثها هذا تسائلت ميرا بتعجب
قصدك أيه أنا مش فاهمة..!
نظرت لهم وهتفت
ممكن أرد على إجابتكم بس بطريقتي ومن غير ما أتكلم..
أثارت غصون الفضول في قلب باقي المصممين وهم يتسائلون بأي طريقة تفكر تلك الفتاة!!
اماء لها الجميع فأمسكت بيد السيدة ميرا برفق وقالت بود
تسمحيلي يا أستاذة ميرا..
وافقتها ميرا وهي لا تدرك ماذا تريد..
رافقتها غصون حتى المنصة العريضة وأشارت لبعض الفتيات الذين معها فأتوا بمقعد ومرأة طويلة ومنضدة صغيرة مستديرة فوقها علبة مستطيلة الشكل..
اتفضلي يا ملكة ميرا استسمحك ترتاحي على الكرسي.. ممكن.!
أكيد ممكن يا غصون بقاا عندي فضول أعرف عايزة توصلي لأيه..!
ابتسمت غصون وأردفت وهي تقف بثقة أمام الجمع الغفير محلية بإيمانها بالله ويقينها به وصدقها معه..
حضرتكم إنتوا إللي هتحكموا بنفسكم .. أنا بس عايزاكم تركزوا في ملامح الأستاذة ميرا
تم نسخ الرابط