غصون -4
المحتويات
تسمعها لغصون..
وليس هذا فقط بل كانت تتنمر على خلقة الجميع تستهزأ بالكثير..
كل المواقف التي قامت بها تمثلت أمامها..
أنا أستاهل .. دا عقاپي على إللي عملته.. كل الناس دلوقتي هيتريقوا عليا وهيقرفوا مني .. محدش هيقبلني خالص..
تعرفي أنا قاسېة أووي .. أنا وحشة .. أنا وحشة أووي..
أنا في مرة قولت لبنت كانت مصاپة بالسړطان وبتتعالج بالكيماوي .. كان شعرها وقع وحواجبها وشكلها بهتان..
تعرفي قولتلها أيه!!
قولتها .. شكلك مقرف أووي..
تعرفي أنا إللي طلعت مقرفة لأبعد درجة ممكنة..
أكملت پتألم ودموع أغرقت چروحها
أنا عايزة أتأسف من الناس دي كلهم..
في مشفى للأمراض النفسية والعقلية..
كانت تجلس أسيل في وسط المرضى وقد نجحت في إقناع الشرطة أنها غير سليمة عقليا..
الطريق بقى قصير خلاص .. هقدر أهرب من هنا بكل بساطة وأخلص عليك يا غصون..
يتبع
غصون 19
تعالوا ادخلوا واستنوني هنا ثواني.
حاضر يا غصون.
ولجت إلى الغرفة ودخلت خلفها والدتها..
مين دول يا غصون في أيه يا بنتي.!
نظرت لوالديها ثم بدأت تحكي كل ما تعرفه عن رحيم ووردة وقالت
وردة ورحيم ملهمش حد في الدنيا وحتى عمهم ميتقالش عليه عم لأنه نفسه يتخلص منهم بأي طريقة فهما ملهمش أمان معاه..
دي فرصة ناخد الأجر ونمتثل حديث الرسول صل الله عليه وسلم .. أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
أنا شوفتها فرصة حسنات نغتنمها..
رحيم يا بابا عنده ١٢ سنة يقدر يشتغل معاك في ورشة الخشب ويبقى ليه الأوضة إللي جمب الشقة يقعد فيها وهي متجهزة من كل حاجة..
أما وردة تقعد معانا هنا ونربيها وأعلمها كل حاجة نخليهم يكملوا تعليم ونرعاهم وكمان هما يسلوكم..
صمتت وقالت بحماس وتمني
حتى لو اتجوزت هبقى بردوة المسؤولة عنهم.
فكر والد غصون مليا بينما قالت والدتها مستنكرة
إزاي يا غصون ندخل ولاد منعرفش عنهم حاجة بيتنا إللي بتقوليه دا صعب يتقبل إحنا ممكن يا بنتي نتكفل بمصاريفهم وهما في أي مكان ولا في دار للأيتام.
ابتسمت غصون وقالت بحزن
المسألة مش مسألة فلوس ولا مصاريف يا أمي النفسية والإحتواء والدفء إللي هيتحرموا منهم..
كفالة اليتيم مش مقصودة بيها الفلوس والأكل والشرب يا أمي إدخال السرور على قلوبهم وإحتوائهم مش بالفلوس أبدا إنك تخلقي لهم جو أسري وتعويضهم إللي اتحرموا منه ومش تحسسيهم أبدا بالنقص دا المطلوب.
وطالما إحنا نقدر على كدا مفيش مشكلة وبردوة القرار لكم.
إنت ممكن تبصي في عيونهم وتمسحي على راسهم هتحسي بكلمة يتم فعلا..
جربي كدا واطلعي بصيلهم هتلاقي قلبك بيتحرك لهم تلقائي.
بعد إذنكم.
وجاءت لتخرج فقال والدها
استني يا غصون أنا جاي معاك.
وخرج بصحبتها وجاءت والدتها خلفهم..
وقف والد غصون أمام وردة ورحيم المنكسين لرؤسهم وحقا كما قالت غصون يرتسم على وجوههم اليتم.
اسمك أيه يا حبيبي.
تسائل والد غصون لرحيم.
رفع الفتى رأسه وقال بتهذيب
رحيم يا عمو.
عندك كام سنة يا رحيم.
اتناشر سنة وأنا كنت في المدرسة بس عمو قالي معدتش أروح.
شعر والد غصون بالألم والڠضب لأجل تلك الأطفال فحقا يحركون القلب تجاههم فورا.
انكمشت وردة بأخيها حينما نقل والد غصون أنظاره تجاهها فقال برفق
وإنت يا مسكرة اسمك أيه.
اسمي وردة يا عمو وعندي تسع سنين ونفسي أروح المدرسة تاني علشان بحبها بس مرات عمو بتضربني وبتقولي مفيش شحاتين بيتعلموا.
كانت والدة غصون تشاهد الموقف وحينما تأملت الطفلة وسمعت تلك الكلمات آلمها قلبها وذرفت الدموع..
اتجهت نحوهم ثم جلست على الأريكة وبرفق أشارت لوردة وقالت
طب ما تيجي أخد بوسة صغيرة من خدود الورد دي يا أحلى وردة.
ترددت الطفلة بعض الشيء لكن حينما اطمئنت لملامح هدى المحبة اقتربت لتجذبها هدى بأحضانها وعندما استشعرت وردة الحنو منها انغمست بأحضانها أكثر وهي تشعر أن لديها شيء مشترك مع والدتها الراحلة..
جذبت هدى رحيم هو الأخر وقالت وهي تمسد على ظهورهم
من النهاردة خلاص بقى دا بيتكم .. وهتروحوا المدرسة وهعملكم كل الأكل إللي بتحبوه ومحدش هيقدر يضربكم.
رفعت وردة رأسها لغصون وقالت
يعني دول مامتك وبباكي يا غصون وإحنا كدا هنفضل معاك ومحدش هيضربنا .. ومش هبقى جعانة تاني..
محت غصون دمعها وأماءت برأسها مبتسمة لتركض نحوها وردة محتضنها بقوة طفلة مردفة
أنا بحبك أووي يا غصون .. إنت الملاك إللي ماما قالت عليه هي قالتلي لما كانت تعبانة إنها بعد ما تروح عند ربنا..
ربنا هيبعتلنا ملاك ياخد باله مننا ونبقى معاه..
إنت حلوة أوي يا غصون وأنا بحبك.
احتضنتها غصون بقوة وقالت وهي تمسد على رأسها
وأنا بحبك أووي يا وردتي ومن النهاردة هتبقي صاحبتي وأختي وبنوتي الحلوة ومش هسيبك أبدا وهنعمل مع بعض حاجات حلوة أوووي..
هيااااه .. أفرح يا رحيم مش هنروح عند عمو تاني ولا حد هيضربنا.. هنفضل مع غصون وباباها ومامتها.. أنا فرحانة أوي يا رحيم.
وأنا كمان يا وردة .. أنا بحبك أوي يا غصون وبحب عمو وطنط أوي.. شكرا جدا لكم وبوعدكم أنا ووردة هنكون محترمين ومش هنعمل حاجة مش كويسة..
قالت هدى بحنان
إنت تعمل وتلعب وتهيص وكمان هنتفسح سواا ونعمل إللي نفسنا فيه..
وظلوا يمرحون ويبتسمون وبدأ العم عبد القادر يعتني برحيم وبكل ما يخصه وأخذت غصون وردة بسعادة للغرفة وبدأت بتعليمها أشياء كثيرة وتحضير الطعام التي تتوق لتذوقه..
ثم اصطحبتها لشراء الملابس وكل ما تحتاجه..
لتحممها وتلبسها ملابس جديدة وتمشط شعرها وتجعله في جديلة رقيقة..
واووو هدوم جميلة أووي يا غصون وناعمة وشعري بقى جميل أوي .. رحيم هو إللي كان بيسرحه وكان مش بيعمله حلو..
لما نلاقي حاجة حلوة وتعجبنا ونبقى مبسوطين نقول ما شاء الله .. ونحمد ربنا على النعم دي علشان يدينا أكتر ..
نقول الحمد لله..
الحمد لله يا غصون أنا بحب ربنا علشان بعتك لنا أنا ورحيم .. الحمد لله يارب أنا بحبك أووي خلينا عالطول مع غصون وخليها هي وبابا عبدو وماما هدهد يحبونا دايمآ..
ابتسمت غصون وقبلتها من وجنتها بقوة ثم أردفت
أيه الوردة الجميلة دي يا ولاد .. ريحتها حلوة وعايزة تتقطف..
شريرة عايزة تقطفي الورد ..
أنا شريرة .. طب أما نشوف مين هيحكي الحكاية الليلة.
جاءت بجانبها مسرعة والتصقت بها هاتفة برجاء
خلاص يا غصني .. إنت طيبوبة وأحلى غصن في الوجود.
بكاشة هممم يا ترى ورانا أيه..
قالت وردة تعد على أصابعها
هنحفظ سورة التكوير بعدين أسمع باقي قصة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بعد ما السيدة حليمة السعدية أخدته وبعدين نسمع حلقة من شامة في البراري وبعدين نقول أذكار النوم وننام والحمد لله.
الناس إللي بقت حافظة النظام من يوم
متابعة القراءة