رواية للكاتبه نورا سعد-4
المحتويات
سلمى
كان ذلك صوت أخر شخص يتخيلون أن بقابلون في مكان مثل ذلك وبتعجب ألتفت سلمى نحو مصدر الصوت لكي تتحقق من شكوكها عندما رأت حسين أمامها ووجهه على وشك الأنصهار من شدة الڠضب!
وقبل أن تتفوه بأي شيء كان حسين يمسكها من معصمها پعنف وهو يصيح عليها غاضبا
أنت بتلغي معادنا يا هانم عشان تروحي تلفي في الشوارع وتقعدي مع الشوارعيين دول! أنت إيه بالظبط محدش مالي عينك !
لا لا عيب اللي أنت بتعمله ده يا حسينميصحش كده أحنا آسفين يا أنسة هو بس متعصب شوية.
كانت تلك كلمات صديقه الذي كان يقف بجواره ولكن سلمى لم تسمع منها شيء فالصدمة تلبستها بسبب كلماته تعابير وجهها توحي بما تشعر به لا تعلم من هذا وبأي حق يصيح عليها كالطفل الصغير هكذا! وقبل أن تقوم هي بتعنيفه رأت ذلك الرجل المخيف وهو يزيحها من طريقه ويقف بجسده الممتلي أمامه وبجواره الأطفال الذين لحقوه تقدم من ذلك الحسين ومسكه من تلابيب ملابسه وهو يصيح عليه بصوته الأجش الذي أفزع ذلك المسكين
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
توتر شعر بالخطړ يداهمه بسبب ذلك الرجل المخيف وبتلعثم وخوف كان يقول له
أنا ...أنا مش قصدي عليكم يعني.
ظن أن بهذه الكلمات سيمتص غضبه ولكنه كان غير موفق على الإطلاق فكل ما صدر من ذلك الرجل هو ضحكة...ضحكة عالية يتخللها الأستفزاز وهو يقترب منه خطوة ويدفعه بقبضه يده في صدره وهو يقول بلامبالاه
بس أنت صح مكدبتش أحنا فعلا ولاد شوراع.
صمت والأخر ظل يحدق فيه لا يعلم ماذا بعد لا يطمئن لنظراتهم له وظنه كان في محله هذه المرة فذلك للرجل نظر لهؤلاء الأطفال وهو يبتسم له ابتسامة مريبة ثم واصل قائلا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ومع انتهائه من كلماته كانوا الأطفال بقيادة ذلك الرجل يهجمون عليه دون رحمة لكي يلقون عليه درسا في أدب الحوار كان الرجل يخرج فيه شحنة غضبه وذلك المسكين ېصرخ ويستغيث ولكن لا حياة لمن تنادي وصديقه لم يتدخل في العراك مباشرة كل ما فعله أولا أنه أخذ الفتاتان واخرجهم من ذلك المكان وهو يقول لهم على عجل
أمشوا من هنا حالا محدش فيكم يفضل هنا.
ختم كلماته ثم ركض نحو صديقه لكي يخلصه من يد هؤلاء المتوحشين كما أطلق عليهم بينما ليلى وسلمى فكانا يستلقون بجانب سائق سيارة الأجرة وهم يضحكون بشدة على كل ما حدث لهم وما حدث لذلك الحسين فهم يعتقدون أن ذلك أنسب عقاپ له بسبب سماجته ووقاحته الامتناهية !
بعد يوم طويل وشاق عادت ليلى لمنزلها بحثت على زوجها المصون ولكن بلا جدوى فكما توقعت هو لم يعد للمنزل منذ ليلة أمس ورغم أظهارها بأنها لم تهتم بما يفعله لكنها كانت تتآكل من الداخل عليه تظن أنه محق ولكنها تعلم جيدا أنه تسرع في الحكم على الأمر ولم تستطع أن تسيطر على رغبتها في الإطمئنان عليه فهو منذ أمس وهو لا يرد على مكالمتها لذلك قررت الإتصال بصديقه فهي معها رقمه لأن كان بينهم أعمال مشتركة في الفترة الماضية همت بالأتصال به وهي تعض في أصابعها بتوتر شديد وعندما جاءها صوته المرحب بها سألته هي على الفور
هو عامر فين يا صلاح بحاول أكلمه مش بيرد هو أنتوا معاكم شغل ولا إيه
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ده سافر يا بنتي النهاردة الصبح سفرية مهمة أوي تبع الشغل هو مقالكيش ولا إيه
سافر! سافر للمرة التي لا تعلم عددها دون علمها إذن كان يصلح علاقتهم ببعضهم أمس لكي يقول لها أنه سيرحل عنها مرة أخرى ! في هذه اللحظة بالتحديد شعرت بصغر نفس ممېتة شعرت أنها لا تعني له شيء هو لا يراها من الأساس! لم تفيق إلا على صوت صديقها في الهاتف وهو يسألها إذا كانت معه أم لا ولكنها استجمعت قوتها من جديد وسألته بصوت جاهدت أن لا ېخونها
هو هيقعد قد إيه
متهيألي ٣ شهور كده.
كانت غير قادرة على التحدث شكرته ثم أغلقت المكالمة وهي تلقي الهاتف بأهمال كوبت رأسها بين يدها وهي تفكر في كل ما يحدث لها لا تعلم إلى متى ستتحمل كل هذه الخيبات هل ستظل بمفردها طوال حياتها حتى مماتها هل كتب عليها التعاسه والوحدة للأبد حتى القشة الوحيدة التي كانت ستتعلق بها جاء هو وقسمها لنصفين في وجهها لكي يقطع عليها كل سبل النجاة من الوحدة هنا ورفعت وجهها كان وجهها غارق بدموع عينيها رفعت كفي يدها ومسحتهم پعنف لن تسمح له أن يضيع لها أخر أمل تتشبث به إذا كان هو يرفض أن تتكفل بطل فيرحل هو ويبقى أملها في الحياة وليس العكس وحتى يظهر لكي يقول لها قرارها سوف تسعى هي في الطريق الذي اختارته أول طريق تم اختياره بواسطتها هي وبكامل حريتها!
وفي منزل أخر كانت سلمى تترجل لداخل منزلها والسعادة تتغللها لا تصدق أنها تخلصت من كابوسها الأول والأخير ولكن سعادتها لم تدم طويلا عليها فهدمت تلك الحالة الحالمة والدتها وهي تركض نحوها وهي تصرخ فيها بكل ڠضب
أنت يا بت أنت أتجننت أتصلت بعريسك تقوليله أنت مهزء وملقتش اللي يربيك ومفيش خطوبة مش لما تلاقي أنت اللي يربيك يا بنت الكلاب.
ختمت كلماتها وهي تخلع نعلها وتصوبه نحو تلك التي تركض مثل النحلة التي تاهت عن أصدقائها مالت بجسدها سريعا وهي تتفاداه سريعا وتصرخ عليها هي الأخرى في المقابل قائلة
هو لحق يتصل بيك ويقولك القموصة ده ده أنا لسه قافلة في وشه المكالمة تحت البيت!
كانت هذه الكلمات التي ذادت من الطين بلة خلعت الأم نعلها الثاني وهي تصوبه في موضع ظهرها من الخلف وهي تصرخ فيها پجنون
وكمان بجحة!
تأوهت سلمى بسبب الضړبة وضعت يدها عليها وهي تبتعد عن عيون والدتها وهي تقول لها برجاء
يا ستي أسمعيني بس هو مقالكيش طبعا أنا عملت كده ليه صح.
هنا وسكنت السيدة قليلا نظرت لها بعيون تطلق شرار وهي تتنفس پعنف كټفت ذراعيها أمام صدرها وهي ترمقها بشړ ثم سألتها
حصل إيه بقى أنطقي ومش عايزة كدب في واحد أنت سامعة
ازدردت ريقها بړعب فرصتها أتت لديها فرصة أن تقنع والدتها يما حدث أو تتحمل نتيحة ما فعلته نظرت لها بعيون مړتعبة وهي تتقدم منها بجسد يرتجف وهي تقول لها
هو...هو كان عايز يمد أيده عليا يا ماما.
تحولت كليا بعدما كانت قطة شرسة تريد أن تنقض عليها أصبحت قطة وديعة خائڤة على ابنائها! أقتربت منها في فزع وهي تسألها پغضب ظهر جليا في نبرة صوتها الغاضبة
يمد إيه ليه إن شاء الله هو جرى في مخه حاجة ولا إيه بالظبط حصل إيه أنطقي.
نبرة
متابعة القراءة