رواية للكاتبه نورا سعد-4
المحتويات
روحوا ناموا لازم نقولها لا صح يا مس
كان ذلك صوت سمير العفوي المتحمس مما جعل الأخرى تجحظ عينيها وهي تقول له سريعا
يا سلام يعني عشان مس سهام عايزاكم تظبطوا نومكم وتكونوا أقوية بتقول كده
تلاشت ابتسامة الصبي مما جعلها هي تعود لملامحها الجادة وهي توضح حديثها السابق
هنعرف أزاي نقول لا في التصرفات اللي مش عجبانا يا ولاد.
بالطبع كانت ملامح الأطفال غير مبشرة بالمرة مما جعلها تشك في طريقتها لفتحها لذلك الموضوع! ولكن قبل أن تيأس منهم تدخل ليلى سريعا بعدما أعطت لسهام هاتفها لكي تقوم هي بمهمة التصوير أقتربت من سلمى وتدخلت هي في الحديث قائلة لهم بحماس شديد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وبحماس شديد رددوا خلفها الأطفال وبسرعة شديدة كانوا يغيرون طريقة طرحهم للموضوع أمام الأطفال وبسرعة بديهة استجابت سلمى لفكرة صديقتها المفاجأة وكانت تمثل معها المشهد المطلوب كانا الأثنين يقفون أمام بعضهم ولكن سلمى تقدمت من ليلى سريعا تريد أن تقبلها في فمها ولكن الأخرى دافعتها بعيدا عنها وهي تصرخ فيها وتقول لها لا كانت عيون الصبية لا تنزاح عنهم يحاولون فهم ما يحدث أمامهم وبعدما انتهوا الفتيات من المشهد وقفا أمام الأطفال مبتسمين يراقبون تعابير وجههم المتسائلة وكان أول من تحدث ليلى وهي تسألهم بغف
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وكان أول من فهم مقصدهم هو مالك رفع يدهم وبكل عفوية قال لهم
مينفعش حد يقرب مني أوي يا مس بوقي ده بتاعي صح
ابتسمت سلمى تلقائيا على أجابته هزت رأسها له وهي تردف قائلة ببسمة واسعة
صح يا حبيبي.
تقدمت ليلى هي الأخرى ثم أضافت وهي تقول لهم
زي ما مالك قال يا ولاد بوقنا ده بتاعنا أحنا وصفته أننا ناكل ونتكلم من خلاله مينفعش حد يجي عنده أبدا!
تقدمت سلمى خطوة منهم ثم واصلت هي قائلة
ولو حد عايز يسلم علينا يولاد يسلم علينا أزاي
هنا وتقدم ياسين سريعا وهو يقول لها
بأيدينا أو في خدودنا بس صح
طب لو بنت بقى اللي بتسلم عليها يا ياسين هتبوسها في خدودها برضه
ضحكوا الأولاد على كلماتها بينما سلمى أردفت هي قائلة
محدش بيسلم بالبوس يا ولاد السلام بالأيد وبس أو أحضن الشخص ده لمدة ثواني وأبعد عنه تاني.
يعني أنا ينفع يا مس أعمل كده.
كانت هذه كلمات ليلى وهي تنقض على سلمى تحضنها بشكل مريب وتمسك أجزاء من جسدها بشكل مقزز واضح للأطفال هنا ودفعتها سلمى سريعا بعيدا عنها وهي تهتف في وجهها بلا كانت علامات التركيز تعتلي وجه الصبية بعدما انتهوا من المشهد التالي وقفوا بجانب بعضهم وهم ينظرون للأطفال ثم سألتسلمى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لا مينفعش.
كانت هذه أجابتهم هم الثلاثة في صوت واحد قوي ابتسموا لهم بفخر وهم يرون تفاعل الأولاد معهم أشارت ليلى لسهام لكي تقدم لهم اللوحات الصغيرة التي حضرتها خصيصا للأولاد كانت كل لوحة على شكل دائرة وبها عصا لكي تستطيع المسک بها ومرسوم عليها شيء يدل على التحرش وأعلى علامة الخطأ رفعت ليلى اللوحة الأولى والتي كان بها رسمة فتى يقبل صديقه من فمه وأعلاها مرسوم علامة الخطأ ثم قالت موجهة حديثها لهم
ينفع يولاد حد يبوسنا بالشكل ده
وبصوت واحد كانوا يهتفون سويا
لاء.
بدلت نظراتها بينهم وبين صديقتها ثم رفعت سلمى اللوحة الأخرى والتي كانت تحتوي على فتى يمسك فتاة من منطقة الصدر وأعلاها مرسوم علامة الغطأ ثم وضحت لهم تلك الصورة قائلة
طب ينفع يا ولاد أنتوا تمسكوا بنت من جسمها بالشكل ده أو بأي شكل من الأشكال
وبصوت واحد أيضا كانوا يهتفون
لأ عيب!
ودون مقدمات كانت سهام تتقدم منهم وهي تصفق لهم بحرارة شديدة كانت تنظر للفتيات والأطفال بفخر شديد لم تتوقع أن هؤلاء الأطفال الذين كانوا مشوهين نفسيا لأسباب مختلفة أن يصبحون أسوياء لهذه الدرجة هم استوعبوا معلومات التوعية بصدر رحب! كانت تتوقع أنهم ينفرون منها طفل مثل مالك تعرض للتحرش في الصغر هل كانت تتوقع أنه يتقبل الفكرة التوعوية للتحرش في العموم بالتأكيد لا هي كانت تتوقع أنه ينفر ويثور أو حتى يخشى أن يتحدث في ذلك الموضوع من الأساس ولكنه خالف كل توقعتها كانت فخوره بمالك بالتحديد خرجت من شرودها عندما لحظت العيون التي ترمقها بتعجب تنحنحت بحرج وقالت
بالظبط كده يا ولاد عيب...عيب أن حد يجي جمب جسمنا ده بيكون اسمه تحرش!
كانت الكلمة عجببة لبعضهم ولكنها بالتحديد لم تكن عجيبة على مسامع مالك فهو أكثر شخص على دراية بموضوع مثل هذا ابتسمت لهم ثم واصلت
أحنا جسمنا غالي يا ولاد جسمنا غالي ومينفعش حد يقرب مننا أبدا لو حد قرب مننا نقوله بكل قوة لا نقوله إيه يا ولاد
هتفوا الأولاد بصوت واحد
لا.
وهكذا انتهت أول محضرة لهم في التوعية كانت هذه فكرة سلمى في صباح اليوم أنهم يفعلون حملات توعوية للأطفال وبالفعل بدأوا فيها بعدما انتهوا من أجتماعهم وترتيب كل شيء أتت الفكرة لها في لحظات ورتبه لها في ساعة واحدة وها هم نفذوها بالفعل رحلوا الأولاد لغرفتهم وأجتمعوا الفتيات في مكتب سهام بنائا على طلبها لهم.
ترجلا الفتيات للمكتب وعلى ثغرهم الابتسامة لا تفارق وجههم جلسوا أمامها وقبل أن يأخذون رأيها فما حدث كانت هي تهم وتقول لهما بفخر يتراقص في مقلتيها
أنا بجد فخورة بيكم مكنتش مصدقة أن المحاضرة هتفرق معاهم بالشكل ده.
انتهت من كلماتها ثم وجهت سؤالا لسلمى قائلة
أزاي جاتل الفكرة دي يا سلمى
وببساطة كانت ترفع كتفيها للأعلى وهي تجيب عليها قائلة
الفكرة كلها أني أفتكرت أزاي نوعي الأطفال بمخاوفهم يعني تفكيري كله كان في أزاي نواجهم بالشيء اللي سبق وعملهم مشكلة بالفعل عشان يفهموا أن دي ممكن تكون مشكلة للكل مش ليهم هما بس.
أنبهرت بتفكيرها المختلف كان كل ما تظنه أنها أرادت أن تقوم بحملات توعوية فقط وأنها أحسنت اختيار الموضوع ليس إلا ولكنها فاقت جميع توقعاتها ابتسمت لها بسعادة وانبهار وهي تقول لها
بجد يعني براڤو عليك أوي.
ومع انتهائهم من الاجتماع أنصرفوا الفتيات ورحلوا لكي يواصلوا عملهم.
كان اليوم أسعد أيام حياتها فكانت ليلى بصحبة ياسين لكي تتبضع له ملابس جديدة وألعاب بالتأكيد لم يأخذها معه للدار ولكنها كانت أشياء تلزمهم في منزلهم فهذه الأشياء يريدونها من أجل ياسين لأنه سيرافقها بعدما تنتهي من أوراق التكافل بعد محاولاتها وإلحاحها على السيدة سهام لكي تأخذه معه خلسه دون معرفة الصغار وها هي تقف خلف غرفة تبديل الملابس في المحل الذي تمنت ليالي أن تدخل له وتتبضع فيه من أجل صغيرها وها هي تتحقق أمنياتها التي طالت ليالي وسنوات تترجاها بعيون باكية خرجت من شرودها على صوت ياسين وهو يخرج من تلك الغرفة ويستدير
متابعة القراءة