الجزء الخامس من رواية جميلة بقلم ساره -5
هنا على طول اعتقد وجودنا هنا هيكون لفترة قصيرة
سارة اتكلمت عربي سام انا حياتي هنا...وإنت مش مضطر إنك تجبر نفسك تعيش هنا عشاني...عشان انا مش هسمح إنك تكون عايش هنا ڠصب عنك...ومين قالك إني هشتاق لحد بالعكس أنا لحد دلوقتي مش مشتاقة لحد دلوقتي...انا بقالي هنا كام شهر...ومفيش حد اهتم يعني وجودي زي عدمه...بابا في شغله وماما عمره ما اهتمت زي ما هي من سنين طويلة فانا مش مشاقة لحد...انا لما بشتاق...بشتاق ليك انت...إنت دلوقتي كل حياتي إنت فاهمني
سام بصله بتعجب سارة إنتي متعلقة بوالدك جدا ازاي بتقولي كده
سارة عيطت وسام استغرب انا اللي بهتم بس لكن محدش منهم مهتم...انا مش فاكرة آخر مرة ماما حضنتني فيها تقريبا كنت طفلة...وبابا شغله سلبه مننا خالص...هو كان كل حياتي...لأن ماما عمرها ما كنت قريبة مني في يوم من الايام...كل حاجة كنت أنت بتشوفها سطحية...انا عيلتي ابعد ما يكون عن العيلة...انا معرفش اخواتي بيحبوا إيه ولا بيكرهوا إيه... لأنهم اتعودوا إن مفيش ترابط بينا من زمان ف زينا زي الأغراب...ماما بقي...مش عارفه أقول إيه...بس انا مش فاكرة اي ذكرى حلوة منها...عارف فاكرة حاجتين بس منها كنت سعيدة فيهم بسببها غير كده مش فاكرة...أول مرة كان عندي 4 سنين تقريبا...كانت أول مرة أكتب إسمي فيها...وقتها حضنتني وكانت سعيدة وانا وقتها كنت سعيدة لأني مكنتش متعودة منها على كده...كنت متعودة منها على الضړب وكل ما كانت بتتضايق من حاجة...كنت انا اسهل وسيلة عشان تفرغ ڠضبها... الأمهات بتسيب علامة كويسة في أطفالهم بس انا ماما سايبة ليا إيه من طفولتي...اقولك سايبة إيه...رفعت كم التيشرت بتاعها...سايبة ده!!!...كان حړق بمعلقة طعام كبيرة ومعلم جامد...سارة بصت لدراعها وقالت وهي بټعيط پألم وكأنها لسا حاسة بوجعه...عارف كان عندي كام سنة وقتها...انا كنت وقتها لسا في الحضانة يعني في حدود أربع أو 5 سنين...لحد دلوقتي انا فاكرة اللحظة دي كويس...اللحظة اللي هي اضرطني فيها إني اشبهها بوحش...تخيل بعد ما حړقت أيدي...كل اللي قولته وحش...وقتها استنيت تاخدني في حضنها تحاول تخفف ألمي بس لأ...عارف عملت إيه تاني...وانا پصرخ من الألم من أثر الحړق مسكتني من ايدي ولقحتني برا الشقة وقالتلي مش عايزة أشوفك تاني...متخيل إنت...انا أصلا وقتها مكنش عندي قوة متوقع إنت إيه من طفل صغير جلده محروق حړق كبير... ده الكبار نفسهم مش بيتحملوا الحړق...وتخيل بقي هي عملت ده كل فيا ليه...مش هتصدق حرقتني لسبب إيه...عملت كده لأن واحد هزر معايا وضړبني بالقلم وانا عيلة صغيرة لا بفهم في الهزار ولا الجد...عيلة كان بيضحك عليها في أي حاجة... سألتني لما ضړبك كان بيهزر ولا بجد...انا مكنتش اعرف وقتها يعني إيه هزار...قولت مش بيهزر...وهي سألته قالها كنت بهزر معاها... ساعتها عملت فيا كده حرقتني ومهتمتش بصړاخي وعياطي ورمتني برا الشقة...وقتها نمت على السلم من شدة الالم والعياط...لحد ما بابا جه وقتها من شغله متأخر وشالني ودخلني...انا بس بقولك مش هشتاق ليهم مفيش مجال اشتاق...
سارة وهي بټعيط الذكريات السيئة بتفضل للابد...مش بتختفي... والذكريات دي...على حسب درجة السوء بتاعتها...قادرة تخفي ذكريات كتير حلوة...مثلا انا اكيد كان فيه ذكريات حلوة كتير بيني وبين ماما...بس كل الذكريات دي اختفت بسبب كام ذكرى سيئة...
سام انا آسف إني مقدرتش أشوف ألمك ده...انا آسف إني كنت بعيد على طول ومش قريب منك كفاية...انا آسف جدا يا حبيبتي...بس أوعدك خلاص...مش هبعد تاني ومش هسافر تاني...احلامي متجيش مقارنة باهميتك في حياتي...
الذكريات المؤلمة والسيئة قادرين يمحو اي لحظة حلوة...فعشان كده المفروض ننتبه من كده... وخصوصا مع الاطفال لأن الأطفال في مرحلة معينة من العمر بتكون حساسة جدا... وأحنا قادرين بذكرة سيئة نخلق شخص انطوائي أو شخص عڼيف... الذكريات كنز الإنسان...فحاول على قد ما تقدر تنتقي كنزك بدري...وإلا ده هيأثر عليك فيما بعد...لما تيجي تفتح كنزك وتلاقي إنك محتفظ بالسىء...وقتها مش هتقدر تفتكر الحلو...لأن الأبيض والأسود مش بيتحدو يا تختار الجانب المشرق من بداية حياتك أو الجانب المظلم...حاول تلتمس للآخرين عذر لأي حاجة وحشة حاول تخلي اي حاجة وحشة مريت بيها... أفضل....
عمر بس خلاص كفاية نفتكر...يلا اللي حصل حصل
حازم يلا خلصونا الفرح ايمتا...لحسن انا ابتديت اشك إن انا واخواتي الاتنين ملعونينين بلعڼة إن إحنا نفضل سناجل...
عمر انا قولت اتكلم...إنت تقعد ساكت وإلا...
حازم لأ طبعا الموضوع مش فيه والا هقعد ساكت...
مالك طب اتفضل من غير مطرود قوم روح عشان انا جبت أخري منك...
حازم بص لعمر وبعدين قال بمرح انا رايح مشوار كده على السريع...هروح اشل حد في بالي كده
عمر على فين
حازم شمر دراعه رايحة اوفق رأس نفسي بالحلال جود باي إنت وهو كلو بعض انا ماليش دعوة
عمر الاڼتقام بدأ وكل حاجة هتمشي حسب قوانيني انا...
مالك افندم
عمر زي ما سمعت !
وبعدين جاتله مسدج على تليفونه وابتسم بسعادة
عمر تجاهل نظرات مالك وغضبه ومسك تليفونه
عمر وهو بيتكلم ومطنش مالك ولا كان شئ لم يكن أيوة يا قمر قدامكم كتير...
مي لا يعني مسافة الطريق إنت عارف الفرق بين القاهرة والوادي الجديد كام ساعة...وايوة غيث بيقولك إنه زعلان منك...
عمر طب قوليله ميزعلش وام يجي يعمل فيا ما بداله...المهم حماتك عاملة إيه بعد اللي حصل....انا آسف إني مكنتش معاكي يا حبيبتي بس انتي عارفه الظروف...
مي انا اللي آسفة إني سبتك في الوقت ده...
مي عشان سبتك لوحدك يا حبيبي كان المفروض اكون جنبك لحد ما فريدة تسامحك
عمر والنعمة يا مي لو تعرفي اللي حصل في الكام الشهر اللي كنتي مسافرة فيهم لا تتصدمي...ده انا مجهزلك كم صدمات...لدرجة أني ممكن اجهزلك المستشفى خوفا عليك من الصدمة
مي بطل غلاسة بقي ده إنت شكلك عيل فقر والنعمة...
عمر بمرح فقر جدا يا اختي...وكمل بجدية...المهم ام احمد أخبارها إيه...في تحسن في حالتها أكيد الصدمة كانت شديدة عليها
مي بحزن على والدة زوجها فعلا كانت شديدة هي لحد دلوقتي تعبانة...صعب عليها خسړت ابنها التاني بنفس الطريقة اللي خسړت بيها الأول... حاډثة كمان خدت ابنها التاني وضعها وحش جدا كنت بودي أفضل بس...لقيت غيث بدأ يتأثر بالجو اللي موجود ونفسيته باظت...في حالة حداد رهيبة آخر راجل في العيلة راح هو كمان... مقدرتش أفضل أكتر من كده...حسيت الماضى بيعيد نفسه
عمر بحزن عليها طيب انا مستنيكي ووعد هتنسي كل حاجة من المفاجئة اللي عمالهالك...مش عارف الكام ساعة دول هيعدو إزاي...إنتي وغيث وحشتوني جدا والله...
مي يلا كلها كام ساعة...سلام دلوقتي يا حبيبي
وقفلت مع عمر...
مالك حط رجل على رجل بقي بتخون مراتك إن ما فضحتك وخليتها تصفي فيك مسډس يا واطي
عمر نفخ بضيق دي مي
مالك وتطلع مين مي دي...!!
عمر بتريقة اه صحيح مانت كنت إبن امك مش هتفتكرها أو مش هتعرفها يا برو
مالك بتركيز مي مين يعني
عمر مي اختك!
مالك ابو الرخامة هي امك خلفت بعد شهد وانا معنديش