بقلم حنان اسماعيل
المحتويات
لى طارق الحرية فى اختيار أدق التفاصيل نزلت العائله بعدما اطمأنا علينا بمجرد أن اغلق الباب علينا بدأت معاناتى او مصيبتى التى لم اكن
لاتوقعها ابدا خاصة بعدما خرجت من غرفه نومى كريمان ابنه عمى او اختى التى لم تلدها امى وصديقة عمرى ونصفى الاخر كانت كريمان تصغرنى بعامين فقط مكثت بيتنا كى تدرس بالجامعه بعد اغترابها عن البلدة موطن ابى وابيها عمى كبير عائلتنا وعضو مجلس الشعب المحترم واب الرجال كما كان يدعوه الجميع صدمنا لرؤيتها الا اننى ابتسمت لظنى انها تمزح معنا او ترتب مفاجأة من مفاجأتها الجميله رغم ان هيئتها وقتها ووجهها الشاحب وعيناها الغائرتان لم تكونا توحيان بكل تخميناتى
انجبت كريمان بعد شهور قليله طفلا جميلا تركته بعد ولادته بساعات وجرت لطارق تترجاه ان يعطيه اسمه ولكنها لم تعد جاءنا خبر انتحارها رميا من الكورنيش بعد ذهابها بيومين بعدما عثرا على جثتها لتترك لنا طفلا جميلا بريئا لم يتخطى عمره الايام فى كفالتنا وقتها تبناه ابى وامى واعطياه اسمهما وكتيتهما اعطيته جزءا من اسم امه ونسبته الناس ابنا لى
هذه هى قصتى التى ساومتنى على الطلاق مقابل ان احكيها لك وها انا افعل اعرى نفسى واعرى سمعه عائلتى من أجل ان احصل على حريتى للمرة الثانية من شخص لايختلف عن الاول بكثير بل ربما يفوقه بمراحل فطارق وان كان روح من اجل ابى وامى وابنا كتب عليه الشقاء
تنفس بصعوبة وهو ېصرخ بعدما شد قبضته على الورقه ضل ېصرخ وېصرخ وهو يشتم نفسه قائلا
سارى غبى غبى غبى انا ايه اللى عملته ده
ردد على مسامعه بندم وحرقه ثانيا
سارى طلعت غبى ياسارى ياايهم المرة دى كان المفروض تصدق احساسك غبى
الفصل 13 14
الجزء الثالث عشر
طوال طريق عودتها للبيت جلست فى كرسى بجوار نافذة الطيارة تمسح دموعا تنحدر من عيناها رغما عنها فى صمت
وصلت مطار القاهرة اشارت لسيارة اجرة امامها ان توصلها لبيت صديقتها
نهى بالمعادى وصلت فأشارت للبواب ان يحاسب السائق ففعل صعدت لنهى فوجدتها قد عادت لتوها من الجريدة صدمت لرؤيتها بهذه الكدمات الا ان صافى طمأنتها طلبت منها ان تقرضها بعض من ملابسها وادوات تجميل كى تخفى بها مابوجهها حتى لا يقلق والداها
مر اسبوعان منذ عودتها كانت قد قدمت استقالتها من الجريدة بعدما ابلغت والدها بوجود فرصة افضل فى جريدة اخرى لم تذكر له اطلاقا سيرة زواجها من سارى او ما حدث معها بالخارج
ظل بعد رحيلها لاينام غضبه وعصبيته سيطرا عليه فى جميع الاوقات حتى فقد شهيته ومزاجه وتركيزه فى تسيير امور عمله علم باستقالتها من عبدالحميد ولكنه لم يعقب
جاءهم صوت اجش غاضب من ورائهم يقول بحزم
سارى سيب ايد مراتى واطلع بره
نظرا خلفهم فوجدا سارى يقف امامهم وعيناه مصوبتان نحو طارق بنظرات حقد
مد يده نحو سترة طارق قائلا له
سارى المرة اللى فاتت انا سيبتك تطلع من بلدى بمزاجى
صعق رفيق مكانه مما يسمعه وزوجته تصرخ جانبه جرت صافى بلهفه اليه وهى تناديه نظر اليهم سارى قبل ان يدفع طارق للسلم بقوة والذى ركض هاربا وهو يتوعده جرى سارى نحو الرجل الملقى على الارض تحسس نبضه مرت ساعه قبل ان يخرج اليهم الطبيب كى يطمئنهم على استقرار حالته اوصله سارى لباب البيت ونزل معه لاحضار الدواء عاد بعد قليل وجد صافى بغرفه ابيها
تبكى وهى تقبل يده قائله بتوسل
صافى سامحنى يابابا ڠصب عنى اضطريت اتجوز بالطريقة دى
استمع اليها سارى بملامح حزينة ان تنهض نظرت اليه بغل قبل ان تنهض مغادرة جلس مكانها امام ابيها الراقد بعينان حزينتان
سارى انا عارف انت بتفكر فى ايه بس كل اللى اقوله ان بنتك هتكون فى عينى وانى يستحيل هأذيها ابدا ولا هسمح لحد انه يأذيها ابدا يمكن تكون سمعتى وصلت لك بس صدقنى قصتى مع صافى مختلفه ويمكن الايام تثبت لك ده بس ادينى فرصه
تكلمت امها الواقفه بجواره قائله لابيها
امها اديلهم فرصه يارفيق احنا مصدقنا طلعنا من المصيبةالاولى
اومأ رفيق برآسه بالقبول قبل ان ينهض سارى للخارج
بحث عنها بعينيه فأشارت امها الي غرفه جانبية فدخل
نهضت فور دخوله الغرفه واتجهت نحوه پغضبقائله پحقد
صافى اطلع بره انت جاى ليه ايه عاوز ټقتل ابويا زى ماقتلتنى انا بكرهك بكرهك كره عمرى ماكرهته لحد
ظل ثابتا مكانه لايتحرك تاركا لمشاعرها العنان حتى تهدأ
كانت تشهق باكية بصوت مكتوم ويدها تلوح يمينا ويسارا
وهو ينظر اليها بآسف قائلا بندم
سارى انا اسف انا اسف معنديش اى مبرر للى عملته معاكى ولا اى كلام ممكن اقول ليكى غير انى اسف من فضلك سامحينى
نظرت لعيناه فلمحت فيهم نظرة صدق وندم كانت قد هدأت بعض الشئ فإبتعدت عنه قائله
صافى عاوزنى اسامحك ارمى اليمبن ومتخلنيش اوشوفك تانى
هز راسه قائلا ماينفعش ابوكى كان هيروح
فيها مينفعش نطلع نقول له دلوقتى احنا هنتطلق
نظرت اليه والى حديثه وبدا كما لو كانت اقتنعت به فاكمل قائلا
سارى احنا هنفضل فترة كده مع بعضنا فترة طويله شوية لحد لما نلاقى الوقت المناسب اللى نقول فيه لوالدك على موضوع الانفصال
سألته بشك وانت بقى هتستفيد ايه لما تقوم بدور الملاك اللى خاېف على والدى بالطريقه دى
اقترب منها قائلا بصدق هستفيد انى هقدر اثبت لك انى بنى ادم وانى مش وحش اوووى زى ماشوفتينى
هزت رأسها فى يأس قائله
صافى وحش ولا حلو ده شئ ميهمنيش اهى
فترة وهتعدى
قائلا لها طب تعالى نروح لباباك
فنظر اليها قائلا باستغراب
سارى ايه المفترض اننا متجوزين وبنحب بعض والمفروض باباكى يقتنع بده
اومأت راسها بنفاذ صبر
اقنع والداها ان يذهبا لمكان على البحر لتغيير الجو كما امرهم الطبيب تحمس كريم الصغير لهذا جدا حتى ان سارى اصطحبه ليله سفرهم لشراء متطلبات البحر
ذهب بهم لفيلا يملكها بأحد القرى السياحية الفاخرة بالساحل الشمالى خصص غرفه لرفيق وزوجته بالدور الارضى بينما اختار حجرة له هو وصافى
جلسا فى شرفه الفيلا المطله على الحديقه ومن ورائهم البحر جهزت لهم صافى مشروبات مثلجه فى حين نزل كريم للعب بالكرة امامهم اخرج سارى دفتر من الشيكات وكتب به رقما كبيرا واعطاه لرفيق قائلا له بجدية
سارى ده مهر صافى يارفيق بيه ولوان فلوس العالم متكفهاش
اعاد اليه رفيق الشيك قائلا له
رفيق صافى مش بيعه ياسارى عشان ابيع واقبض تمنها انت اخدت بنتى حتة منى ومن روحى وعقلى كله يعنى انا بديك اغلى مااملك
هز سارى رأسه قائلا له بس دى حقوقها وعامة حقوق صافى كلها هحطها باسمها فى البنك وهشترى لها بيت يليق بمقامها
ردت صافى قائله ببرود انا مش عاوزة حاجة
نظر اليها قائلا بس انتى مراتى ومسؤله منى وده حقك
نظرت اليه نظرات احتقار قبل ان تغادره لحجرتها لحق بها بعدما اغلق الباب ورائه استدارات اليه غاضبة قائله وهى تلوح بيدها
صافى لو فاهم عشان انجبرت انى انام معاك فى نفس الاوضه اننا هنام بنفس السرير تبقى غلطان انا هنام على الارض وانت هتنام على السرير
اومأ برأسه متفهما وهو يبتسم قائلا طب السرير واسع وممكن ياخدنا احنا الاتنين
قاطعته پغضب انسى
زم شفتيه وهز راسه قائلا طب لنفرض مامتك دخلت فجأة ولقتنا كده ولا كوكى الصغير هتبررى لهم ده بإيه
صافى بعند مالكش دعوة هبقى ادوررلهم على حجة
سارى بتفهم زى ماتحبى بس رجاءا نامى انت على السرير وانا هنام على الارض
اجابته بعند ماشى
فى المساء صعدا لغرفتهم دخلت حمام صغير مرفق بالحجرة غيرت ملابسها لبيجاما قطنية بينما غير هو ملابسه لشورت قصير وتيشرت قطنى
خرج للشرفه كان القمر بدرا ونسمات الهواء جميله
لم تجبه وظلت تستمع اليه دون ان تنظر اليه فاكمل
بصدق صوت ضحكتك ليلتها كنتى بتضحكى من قلبك بعفوية وبمرح زى ضحكات الاطفال يومها كنت مستعد اعمل اى حاجة عشان متبطليش ضحك
اجابته پقهر اه فعلا بدليل تانى يوم خلتنى ابكى
اقترب منها فجأة قائلا لها بضيق
سارى رجاءا بلاش تكملى بلاش تعذبينى بكلامك ده انا معرفتش انام من ليلتها تعرفى انى جيت مصر من اسبوع ومقدرتش اشوفك مباشرة وفضلت كل يوم للصبح واقف بعربيتى اودام بيتك
نهضت جالسه قبالته قائله انت عاوز ايه يا سارى
ابتسم لذكرها اسمه فحاول وضع يده على خدها الا انها انتفضت مبتعدة فسحب يده فى حزن قائلا عاوز فرصه تانية
اجابته اخر مرة قلت لى ده بعت لى صاحبك اوضتى ياخد منى حق رهانه معاك
نهض غاضبا قائلا بصوت عالى انا حلفت لك قبل كده انى والله مابعته ويستحيل كنت اعمل ده
نهضت قبالته وضعت يدها على فمه قائله بهمس
صافى
وطى صوتك بابا وماما يسمعوك
قبل كف يدها فسحبت يدها فى خجل قبل ان تتجه للسرير بينما انحنى هو للارض لحظات
متابعة القراءة