غصون -2

موقع أيام نيوز

بنتي يارب ما يغيب أصلها پتتوجع أووي
_دا طبيعي علشان عمليتها كانت مش سهلة ربنا يشفيها ويعافيها يارب
_يارب يا بنتي يارب
دخلت للغرفة تاني وتأملت وجه مسك إللي مرتسم عليه الألم الشديد
_استحملي يا مسك دكتور عبيدة عشر دقايق وهيكون هنا
قالت پغضب وهي پتتوجع 
_أنا قولتلك مش عايزة أعمل عمليات وسيبني للمۏت بدل ما إحنا قاعدين تحت رحمة دكتور الهنا ده
_اصبري يا بنتي واستحملي كدا ربنا يشفيك ويعافيك يارب
ظلت تتلوي من الألم وهطلت الدموع من أعينها وقد شعرت بالألم يتمكن منها ولا تستطيع التحمل حتى أنفاسها قد ضاقت عليها
_آآآه يااااارب
وظلت تبكي بشدة وتنهج بسرعة قوية أصاب الذعر الخالة فادية وهي ترى ابنتها تنتفض
دخل عبيدة الغرفة مهرولا ليراها في تلك الحالة أسرع نحوها لتقول والدتها بترجي 
_بالله يا دكتور عبيدة إلحقها أنا مش عارفة مالها
_خير يا حاجة إهدى بس كدا مفيش حاجة هي بس بتدلع
ومن وسط ۏجعها نظرت له پغضب وهو يستهين بألمها
قال عبيدة بجدية 
_متركزيش في الألم وتوهمي نفسك لازم تتحملي وتواجهي الۏجع
كانت في قمة تعجبها من هذا الطبيب في وسط هذا الألم 
كيف يقول هذا!
قالت وهي تلهث من بين أنفاسها 
_بقولك مش قادرة الۏجع بېقتلني 
بجد إنت إنسان معندكش إحساس
تجاهل فظاظتها وقال 
_إنت إللي واهمة نفسك ومش بتساعدي نفسك على الشفاا
أنا قللت المسكن وهتواجهي نفسك وسيبك من الكبرياء ده
لم تستطيع الرد وهي تنتفض وتلهث وهي ترى بأعينها أنها النهاية والألم يمزقها ومن حولها يشاهدون كأنه مسرحية هزلية
أغمضت أعينها شاعرة بأن إدراكها يتراجع وتفقد وعيها هامسة 
_أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله
وسقط رأسها في ظلام دامس
وقف عبيدة وهو لا يصدق ما يرى في صدمة لا يتوقعها
أما والدتها فصړخت صړخة شقت سكون المشفى وتخشبت على إثرها غصون التي تقف في الخارج
وصل عدي أمام منزل غصون طرق الباب فقابله رجل عرف من مظهره أنه والدها
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته خير يا ابني أقدر أساعدك في حاجة
_دا بيت عم عبد القادر صح
_أيوا أنا اتفضل يا أستاذ
دلف عدي للداخل في حرج ثم جلس بهدوء ليجلس والد غصون أمامه بتعجب
تنحنح عدي وقال 
_أنا بعتذر لو جيت لحضرتك من غير ميعاد يا عم عبد القادر
_ولا يهمك يا ابني أنا تحت أمرك
ورفع صوته قائلا 
_الشاي يا أم غصون
ابتسم حينما سمع اسمها وقال 
_أنا اسمي عدي الحصري عندي ٣١ سنة وبقالي ٥ سنين مسافر برا أنا ووالدتي لأن كنت بشتغل في شركة وحاليا استقرينا في مصر وبشتغل في أحد الشركات
والدي الله يرحمه مټوفي ومليش ألا أمي الله يبارك في عمرها
_أهلا وسهلا يا ابني اتشرفت بيك
_أكيد حضرتك مستغرب كلامي وډخلتي بس مفيش أفضل من الصراحة وأنا هكون صريح مع حضرتك وهحكيلك على كل حاجة 
بصراحة كدا على سنة الله ورسوله أنا طالب إيد بنت حضرتك الآنسة غصون
أنا من فترة كنت عايز أكلم حضرتك بس مكونتش أعرف العنوان أو رقمك
تأمل والد غصون عدي وسيمات الصلاح والإيمان المرتسمة على وجهه وطريقته المهذبة في الحديث معه
شعر بالألفة لهذا الشاب وقبول لا يعلم سببه
أكمل عدي حديثه وقال 
_أنا هحكي لحضرتك كل حاجةإنت في مقام والدي الله يرحمه
وبدأ يسرد له كل شيء رحلة أحلامه مع غصون ورؤيته لها أول مرة ومجاهدته في الثبات وفي الأخر وصوله لهنا وتجنب الموقف الذي حدث من أحمد وحازم
رأى والد غصون الصدق والإخلاص بعينه إنه يشبه ابنته غصون في كثير من الأشياء حقا ما بعد الصبر إلا الجبر
أنا اتشرفت بيك يا بشمهندس عدي
ليه بشمهندس ما من البداية قولت ابني
أكيد طبعا يا ابني أنا هعرض الأمر على غصون ونتناقش وربنا ييسر يارب
أكيد يا عمي ممكن رقم حضرتك
طبعا يا ابني اتفضل
أملاه رقمه ليشعر عدي بالراحة ثم استقام ومد يده يصافحه وقال 
أنا في الإنتظار يا عمي واتشرفت بحضرتك
عالطول كدا يا بني طب اتفضل اشرب الشاي طيب
مرة تانية إن شاء الله يا عمي السلام عليكم
وعليكم السلام مع ألف سلامة
وخرج عدي ثم صعد لسيارته وهو يتنهد براحة فأخيرا قد وقف على بداية الطريق إليها
يارب العالمين سهل الأمور واجعلها من نصيبي يارب
سمع رنين هاتفه فأخرجه ليجد أنها مهاتفة من العمل حيث المتصل مدحت
السلام عليكم
سمع صوت مدحت الغاضب يقول 
_وعليكم السلام بشمهندس عدي أتمنى تكون في الشركة في أسرع وقت ممكن لازم نحط حد للي بيحصل ده ولازم تكون متواجد أول مرة تحصل المهزلة دي في شركتي ومش هسكت أبدا
تعجب عدي من غضبه وتسائل 
_ خير يا بشمهندس مدحت في حاجة حصلت!
لما تيجي يا بشمهندس عدي أنا في إنتظارك
تمام دقايق وأكون عندك إن شاء الله
أما في الأعلى كان والد غصون يروي لوالدتها كل شيء حدث وما قاله له عدي
ما شاء الله يا أبو غصون
تم نسخ الرابط