غصون -2

موقع أيام نيوز

بإعتذار له
احمرت وجنتيها بخجل وتأملت وجهها بالكاميرا ثم ابتسمت وأغمضت عيناها هامسة بنبرة محبة بحروف اسمه دون أن تشعر 
_عدي
_غصون إنت يا بنتي اتأخرتي كدا ليه بتعملي أيه جوا كل ده
فور أن سمعت والدتها وأدركت ما قالته سقط الهاتف من يدها پذعر
_أيه إللي أنا بعمله ده
أغلقت تسجيل الفيديو ثم خرجت وهي تقول 
_أنا جيت أهو يا هدهد هاا عاملة أكل أيه النهاردة
عيونها لمعت أول ما وقعت على المكرونة البشاميل على طاولة الطعام المستديرة
جلست وهي تشمر عن ساعديها وترفع خصلاتها المموجة بدبوس شعر
_يا سلام مكرونة بشاميل يا هدهد كدا أحبك موووت
_بت بتاعة مصلحتها وبس شوف البت علشان بطنها تقول كدا أحبك
قال الحاج عبد القادر والد غصون وهو يدخل وبيده كيس صغيرة 
_سيبك منها يا هدهد ولا تزعلي نفسك خالص أنا يا ستي بحبك من غير أي حاجة وشوفي جايبلك أيه!!
ابتسمت هدى بسعادة وقالت 
_حمد لله على السلامة يا أبو غصون
أخذت الكيس من يده لتجد أعواد العسلية التي تحبها لمعت أعيونها وشعرت بالسعادة فعلى الرغم من أنه يبدو شيئا بسيطا إلا أنه بالنسبة لها عظيم جدا لكونه دائما يتذكر ما تحب ويحضره لها
_تسلم إيدك يا غالي عليا تعيش وتجيبلي
تنحنحت غصون وقالت بصوت مرتفع 
_أحممم نحن هنا يا عصافير ولا أما أكل أحسن بسم الله الرحمن الرحيم
ضحك والديها وهم يجلسان حول المائدة وقال والدها 
_أيه مزعلك كدا بس يا غصن ابقي إديها عسلية يا هدهد
رفعت أكتفها وقالت بمرح 
_لا وهزعل ليه يا حاج عبدو ربنا يديم المحبة خلي العسلية بتاعتك يا هدهد بالهنا على قلبك
ضحك الجميع وتناولوا الطعام في جو مليء بالدفء والود يبهج النفس كان له أثر بتكوين شخصية غصون المستقيمة
فرغوا من طعامهم وتمتموا بالحمد
قال الحاج عبدو براحة بال 
_الحمد لله الذي أطعمني هذا وسقاني من غير حول مني ولا قوة
وهكذا رددت هدى وغصون
لعقت غصون أصابعها قالت 
_لذيذة يا هدهد تسلم إيدك ويديمك لنا
قالت هدى بإمتعاض على لعق أصابعها 
_بردوة مش هتبطلي بعد الأكل تاكلي صوابعك كدا وتمصيها
ابتسمت غصون وقالت بتفهم 
_إنت تعرفي يا ماما إن بعد ما الرسول صل الله عليه وسلم كان بعد ما يخلص طعام كان يلعق أصابعه الثلاثة وكان يأمر بلعق الأصابع وسلت الصحفة إللي هي الطبق
دا خبر صحيح رواه مسلم وحكاه كعب بن مالك رضي الله عنه رأيت رسول الله ﷺ يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها
يعني الحركة إللي بعملها دي سنة عن الرسول صل الله عليه وسلم
تمتمت هدى 
_عليه أفضل الصلاة والسلام ربنا يزيدك يا غصون فعلا مكونتش أعرف المعلومة دي يا بنتي
_ولا يهمك يا هدهد أي خدعة
وخليك يا ماما أنا هلم الأطباق واغسلهم وأعمل الشاي وهاجي طيارة
قال والدها 
_متتعبيش نفسك يا غصون إنت طول النهار واقفة على رجلك
_وماما بردوة مش بتقعد يا بابا دي حاجة بسيطة هخلص وأجي عالطول
قالت هدى بحنان 
_ربنا يباركلك يا غصون
وخرجوا بالشرفة وجلسا يتسامران إلى أن تأتي بأكواب الشاي
بينما غصون جمعت الأطباق وقالت وهي بترفعهم 
_ الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا
وقامت بغسلهم ورصت أدوات المطبخ بترتيب ثم أعدت كوبان شاي لوالديها وكوب شاي بالحليب لها وحملتهم للشرفة
_وأدي قاعدة الشاي يا جلالة الملك الشاي يا جلالة الملكة
_بطلي لماضة يا بت
_أديني سكت
أجلى والدها صوته وقال بهدوء 
_الموضوع إللي كنت قولتلك عليه يا غصون لقيت إتصال من واحد بيقول إن بيشتغل في الشركة إللي بتشتغلي فيها أسمه حازم حكيم
ابتسمت غصون وقالت بصدق 
_فعلا يا بابا أخد رقمك وقالي إن عايز حضرتك في شغل خشب بعد ما عرف إنك شغال في الخشب وأنا قولت خير رزق من عند الله
_هو فعلا اتصل عليا يا بنتي بس مكانش عايز شغل ولا حاجة
عقدت غصون حاجبيها بتعجب وتسائلت 
_أمال أيه مع العلم هو قالي كدا
ابتسم والدها لصدق نواياها وقال 
_استاذ حازم طالب إيدك ولقيته جاي لغاية هنا كمان عرفنا على نفسه وحكلنا على كل أموره وكل إللي عنده وفي الأخر قلنا على اسمه بالكامل علشان لو سألنا عليه وأنا قولت أقولك قبل ما نقرر أي حاجة
توسعت أعين غصون پصدمة لتلك المفاجأة ولا تعلم لماذا أصابتها تلك الرجفة وهاجم عقلها طيف عدي!
اهتز ثباتها ولم تدري بماذا تجيب!!
حاولت إبتلاع ريقها الذي جف ورددت بتيهة 
_حازم!!! يعني مش عارفة إتفاجأت جدا
طب إنت قولت أيه يا بابا ولا رأيك أيه
قال الأب بعقلانية 
_والله يا بنتي مبدئيا الشاب واضح عليه ذوق ومحترم وكمان أول ما خرج من هنا سألت عليه كام واحد معرفة كدا ومحدش قال عليه كلمة وحشة أسرته كويسة والده مټوفي وهو بنى نفسه بنفسه دا يعني كسؤال مبدئي بس قولت الكلمة الأولى والأخيرة لك قبل ما يجي ويدخل البيت وتقعدي معاه
قالت هدى پخوف أم 
_براحتك خالص يا غصون خدي وقتك حتى من
تم نسخ الرابط