رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -6

موقع أيام نيوز


إلى صوت هاتفها المعلن عن وصوت رسالة فتحتها ببطئ وهى تعرف محتواها ومرسلها قبل أن تفعل .
وبالطبع كانت تحمل تلك الكلمات
أعتذر لك يا ملاك وأحبك كثيرا 
ورجائا بأن تظل بخير من أجله !
زفرت بتعب لتغلق الرسالة وتعيد الهاتف إلى مكانه ...
مؤيد يلعب لعبة جديدة معها يلعب لعبة الإهتمام المبالغ به بدميته التى إفتقدها .
يحارب ويصارع رفضها لوجوده معها فقط ليثبت لها بأن سيظل بجوارها بينما نفسها تكذب ما يقول وما يفعل وتعدها بأنها ستكون بأسوأ حال إذا أذعنت له .
من حقها أن تخاف .. من حقها أن ترتعب فقط لكون مؤيد والد طفلها !

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لماذا ستحضر للعالم طفلا يحمل جينتاتها وجينات مؤيد الفاسدة ! 
بل لماذا تشعر بأن ذلك الطفل نقمة لها ... فهو رغم كل شئ سيعيد ربط المواثيق بينهما وسيعطيها أمل وهى لا تريد ذلك .
إنتذعت عيناها عن الطريق لتلتفت بحدة لمن جذب الكرسى المقابل وجلس عليه بكل أريحية ... فكان هو .. من إستحكم تفكيرها وجعلها ضائعة بين الصواب والخطأ .. مؤيد .
أشاحت عنه بضيق لتعاود النظر تجاه الطريق المظلم بينما ترفع كوب القهوة إلى شفتيها لترتشف القليل إلا أنها شعرت بيدا قوية تنتزع الكوب الورقى من يدها .
نظرت له بدهشة إمتزجت بالضيق لتجده قد وضع الكوب على الطاولة واخرج كيسا يحمل اسم مطعما شهير من اللاشئ ليستقر على الطاولة .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
سمعت صوته الهادئ يقول برفق 
_ مينفعش تشربى القهوة من غير ما تاكلى أنت طول اليوم واقفة ومحتاجة حاجة تديكى طاقة .
مد لها ساندوتش مغلف فلم تشأ أن تعانده وهى تعلم بأنه لن يسكت او يستريح إلا حين تتناوله كما أنها فى مكان عملها وسط زملائها فلا تريد فضائح لذا وبكل إحترام أخذت منه الساندوتش بهدوء .. دون أن تنظر إليه .
للعجب كانت تحتاج للطعام فمعدتها التى أحړقتها القهوة لعدة مرات خلال اليوم وجدت خلاصها بهذا الساندوتش .
فلم تقدر سوى أن تلتهمه بجوع بينما كان مؤيد يراقبها مبتسما برقة غريبة عليه .
وما إن أنهته حتى مد يده لها بآخر فنظرت له بحرج إلا أنه قال بهدوء 
_ كلى لحد ما تشبعى .
وقد فعلت فأنهت الساندوتش الثانى بنهم لم تعتده .. ابتسمت لنفسها ساخرة يبدوا أن الحمل بدأ يعطى مؤشراته بعدما ظنت نفسها امرأة خارقة للعادة والحمل لا يوثر عليها .
أنتبهت لتوها بأنه قد نهض ليعود بعد دقائق حاملا كوبان من القهوة أعطاها أحدهما فنظرت لكوبها بشرود فقاطعها بقوله البسيط 
_ اللى معاكى برد .
تنهدت بيتأس لتأخذ منه الكوب بإستسلام فأخذ الآخر ليعاود الجلوس فى الكرسى المقابل .
نقلت ميساء نظراتها الخاوية منه إلى الشارع الظاهر من الزجاج المجاور لها .
تحدث مؤيد بهدوء وهو يحتسى قهوته 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ عاملة إيه 
توقع بأنها لن تجيبه ولكن لدهشته قالت بهدوء لامبالى 
_ كويسة .
فقط ! أخذ عدة أنفاس بطيئة ليقول بهدوء 
_ ميساء .. لينا أمل فى أننا نرجع لبعض 
إلتفتت وقتها له لتقول بشراسة تعجبها 
_ طبعا هيكون عندنا أمل وسمر وممكن عمار .. لو جاى علشان تسألنى السؤال ده يبقا تمشى أحسن يا مؤيد .. 
زفر مؤيد بحنق ليعاود سؤالها 
_ ليه يا ميساء ... ليه مش عوزانا نرجع لبعض أنت بيا وأنا ليك .... ف ليه مش عاوزة ترجعيلى 
عادت ميساء بنظرها إليه لتقول ببرود 
_ لما ترجع ميساء الأول .
اجتماع العائلة !!
كم عائلتهم تلك بائسة مملة .. وغريبة !
لاتزال تحافظ على تلك العادات البالية فى إجتماع كل أفرادها فى يوما محددا كى يتم مناقشة أمور مجموعة شركات الزهيرى فى الداخل والخارج .
ليلتقى الجميع فى عدة
سلامات روتينية باردة مع ابتسامة دبلوماسية أنيقة .
وبالطبع كانت تترأس الجلسة جدته على كرسيها العتيد فى حجرة مخصصة لإجتماعات العائلة ... بينما جلس على جانبها الأيمن أولادها أعمامه الأربعة وعلى الجانب الأيسر كان الأحفاد وبالطبع كان هو أولهم وجاورها الجلوس .
تحدث الجدة قائلة بلهجة باردة عملية 
_ النهاردة اليوم السانوى اللى بنتجمع فيه علشان نعرض إيرادات مجموعة الزهيرى ... طبعا التقارير كلها وصلتلى خلال الاسبوع ده لكل الفروع .
وجهت نظرها إلى أول أبنائها الجالس بجوارها لتقول له بتهكم 
_ إيرادات فرع الجنوب فى البلد إنخفضت بمعدل كبير عن السنة اللى فاتت ممكن توضيح بدل الأوراق اللى بعتها وكلها بايظة ومش مفهومة .
نظر أوس لعمه الأكبر بشفقة إمتزجت بالسخرية فقد بدا كالطفل الذى أمسك بالجرم المشهود .. وجدته كقاضى وجلاد بذات الوقت .
وإنتقلت منه إلى عمه الثانى وإلى الثالث حتى أتمت الفروع الأساسية المتواجدة فى البلد .
لتلتفت إليه قائلة بحزم 
_ إيرادات الشركة الألمانية كويسة لكن أنا عرضت عليك فكرة علشان نزود الإيرادات وأنت لسه مردتش .. أعتبر صمتك موافقة 
نظر إليها أوس رافعا إحدى حاجبيه بتوجس ليقول ببطئ 
_ بما أن الإتحاد مع شركة هيرفع الشركة بتاعتى فأنا أكيد موافق .
ابتسمت جدته بكبرياء لكن ابتسامتها سقطت حين أكمل بسخرية 
_ لكن بما أنى الموضوع جه من
 

تم نسخ الرابط