رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -6
المحتويات
مبتسما بتفهم .. لتسارع بالمغادرة شاعرة بالإختناق .
خرجت إلى الشارع الرئيسى .. لتفاجأ بأنها نسيت أمر هاتفها .
زفرت بحنق وهى تلتفت يمينا ويسارا باحثة عن أى وسيلة مواصلات تأخذها للمنزل .
نقلت نظرها بحنق إلى ساعتها .. لتكتشف أنها قد توقفت الساعة على العاشرة ولم تنتبه ذلك .. والأن يبدوا أنها تخطت الحادية عشر .
إستقلت السيارة وبعد لحظات أخبرت السائق عن وجهتها ..
بعد مضى ربع ساعة .. شعرت بتغير إتجاه السائق فأخبرته بذلك ليجيبها بأن الطريق قد أغلق لعدة تصليحات .
حينها شعرت بالإرتياع .. وقررت الإتصال بأحدهم لكن فجأة شعرت بالصدمة .. الهاتف مفقود !!
واكتملت قتامة الموقف حين شهقت پخوف وقتما فتح الباب المجاور لها وأطل أحدهم بوجه ملثم .
لم تعرف ماذا تفعل حينها .. شعرت بالصدمة تشل جسدها وعقلها .. لتشعر بالعجز وعد القدرة على فعل شيئ .
دقيقة من الصمت كان ذلك الملثم يتأملها بنظرات جليدية لا تظهر أى نية ... ليتحدث قاطعا تفكيرها في الكم الهائل من المصائب التى ستحدث لها
قال كلمته الأخيرة بتشفى أشعرها بالخۏف أكثر .. فتخيلاتها ابدا لم تصل لمؤيد .
ولكن أستنتاج واحد هو ما دار بخلدها .. الأمر مدبر إذا !!!!!
ابتلعت غصتها المدببة
.. لتحاول تمالك نفسها قليلا فيبدوا أن القادم اسوأ وعليها أن تتهيأ له .
تحدث ثانية قائلا بهدوء غامض
ابتسمت بثبات لترفع حاجبيها ببساطة مستنكرة
_ فى كلا الأختيارات أنت هتركب فمش محتاج رأيى .. بس أنا محتاجة أفهم عاوز منى إيه .
ضحك حسام الملثم بسخرية .. ليقول بهدوء مستمتعا
_ أحسن حاجة أننى هنتسلى فى الحوار .
تقلب ملامح ميساء إلى آخرى متحجرة .. فابتسم حسام بنصر ويجلس بجوارها مغلقا الباب خلفه لينطلق السائق فى طريقه إلى وجهته .
_ مستغربة يعنى مفيش جو الخطڤ المعتاد فى الأفلام .. تغمى عينى .. تخدر جسمى تخوفنى ببشاعة اللى جاى .
ضحك حسام هازا رأسه ببطئ ليقول بجدية
_ أنا شخصية متفردة .. وبحب الطرق الأكثر عملية تخديرك مش هيفيدنى بحاجة .. بالعكس وأنت صاحية هتفيدينى وتسلينى أكتر .
بينما صوته بدا واضحا بأنه يستخدم جهاز خلف العصبة ليغير صوته .
تسائلت ميساء ببرود حين عادت للنظر إلى النافذة
_ مش خاېف أعرف الطريق للمكان اللى هتودينى ليه
هز حسام كتفيه ليقول ببساطة
_ محدش عارف هنقدر نرجع من اليوم ده سالميين ولا لأ .. بصراحة مش هتفرق يا ميساء لأن الجاى هو اللى هيفرق .
برغم الرعشة التى تملكت جسدها ... وقلبها الذى إزدادت دقاته تسارعا إلا أنها أجابت ببرود
_ فعلا مش هتفرق .
زفرت بإرهاق .. لتستريح فى الكرسى مرجعة رأسها إلى الخلف مغمضة عينيها .
عم صمت لم يدم إلا للحظات حين قاطعته ميساء قائلة بتعب
_ هقابل مؤيد
حينها لم يتمالك حسام نفسه وأنفجر فى الضحك .. حتى بدأ يسعل بشدة لينتهى بأخذ عدة أنفاس متقطعة .. ويقول مستهزئا
_ فعلا مغلطش لما سيبتك .. تسلية بحق !
أنت فاكرة أنى واخدك لموعد غرامى مع مؤيد .. أنت مخطۏفة يا مدام !!!
بس مټخافيش هنجيبه .. لأنه لازم يدفع تمن أخطائه .
كانت عبارته الأخيرة تقدح قسۏة وشړا لم تستطع أن تغفل عنهما .. فشعرت بقلبها يقبض بيدا باردة ..
يبدوا أن القادم حقا لا يحمد عقباه ... ذلك الرجل ليس كما قدرت الأمور فى البداية .. ذلك الرجل يكن الكثير من الأحقاد لمؤيد .. وقد إختار الأنتقام ولا يبدوا عليه التراجع .
أعليها أن تبدأ بالترحم على روحها أم روح مؤيد
بالطبع مؤيد .. فذنوبه أكثر !
....................................................................................................................
_ حين تفارق شخصا عزيزا عليك .. تشعر بأن الحياة خلت من الوانها وتكون كذلك .. إلا أن الأمر لا يدوم ..
بعد شهر .. شهرين .. ثلاثة .. عام .. عامين تنسى !
لأنك بشړ !!
فقط تحتفظ بذكرى طيبة بداخل قلبك .. حين يمر خاطر ذلك الشخص ببالك تتذكره بابتسامة رقيقة .. لكن الأمر لا يدوم .
وستنسيك الحياة أكثر هذا الشخص حتى يصبح مجرد ورقة ضائعة فى ذكريات حياتك المبعثرة بفوضى ..
إنها الحياة .. وهذه روتنيتها المعتادة .. وليس الأمر عيبا على أحد لأنك ستصبح يوما كذلك بالنسبة لأحدهم وسينساك
متابعة القراءة