رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -6

موقع أيام نيوز


أجبره يتجوز البنت دى ولما حسن عرف رجع علشان ينتقم .
أنا رجعت بسرعة البلد .. كنت عاوز أطمن على زهيرة عمتك .. وفعلا روحت قابلتها فى الأرض بليل لكن للاسف واحد من عيلتى شافنا سوا وقال لوالدى والموضوع كبر أكتر .. وجد أدهم أصر أنه يشترى بيتهم وفعلا اشتراه وطرد جدك وعمتك .. 
فى الوقت ده جدك مقدرش يستحمل كل الصدمات دى وماټ وسافرت زهيرة وسابت البلد وأختفت .
أنهى عمرو سرد حكايته بتنهيدة طويلة ليصمت مخفضا وجهه بأسف .. 
بينما كانت زهور لاتزال واقفة مكانها پصدمة .. لا تكاد تفهم كل ما قيل تنظر إليه قليلا .. عله يكمل بأى إفادة ولكنه لم يفصح عن شيئا آخر .. فإنتقلت بناظريها إلى أدهم الذى كان لدهشتها ينظر إليها بحنان شهدته فى فى لحظات قليلة .. بل نادرة !

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عادت إلى الاسئلة التى بدت كإعصار ناشب بداخل عقلها أكان حقا صادقا !!
ولكن من القاټل الأن ... من على حق ... مع من هى الأن !!!!
أين عمتها 
حين دارت بها الغرفة لم تجد منفذا من التهاوى على الكرسى من خلفها ... تشعر بأن ثقلا جسيما ألقى على ظهرها .. 
لقد أجهدها الأمر أكثر ظنت بأن البحث عن حقيقة القاټل أمر سهل .. ظنت بأن دليل برائة والدها ستظهر بسرعة وعلانية لتنفى عنه كل التهم التى تلبسها يوما .. ولكنها كانت غبية وساذجة .
رفعت رأسها ببطئ لتنظر إلى عمرو الذى ما زال يقف بركن الغرفة صامتا فهمس بإرتجاف تسأله 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ عمتى .. لسه عايشة 
عبث الإرتباك بملامح وجهه الشائبة ليقول بعد لحظات بتوتر 
_ مع .. معرفش .
أنهى كلمته الوحيدة لينقل ناظريه بينها وبين أدهم ليلقى تحية خاڤتة ويسألهم إن كانوا بحاجة إلى أى شيئ ثم استأذن ليغادر مودعا أدهم بتحية سريعة .
نظر أدهم إلى وجهها المخفض بتخاذل ليقول بهدوء 
_ أرفعى راسك يا زهور .
ظلت على حالها مخفضة وجهها إلى أن شعرت بأنامله تلامس ذقنها لترفعه برفق ليواجه وجهه .. فأكمل مبتسما برقة 
_ صدقتيه 
لعبت الدهشة بملامحها للحظات قبل أن تعقد حاجبيها بتفكير لتنتبه إلى أنامله التى اقتربت من وجنتها لتمسح الدموع التى إنفلت من مخبأها .. 
فقال بهدوء ناظرا إلى عيناها بقوة 
_ بيكدب .. ممكن يكون أغلب كلامه صح لكن السؤال الآخير اللى جاوب عليه .. كان بيكدب .. هو عارف مكان عمتكبس مش عاوزنا نعرف .
اتسعت عيناها بدهشة مستنكرة .. لتسارع بسؤاله مستفهمة 
_ ليه 
فابتسم مجيبا بهزة من كتفه تعنى أنه لا يعلم .. ولكنه اتبعها بقوله الحازم 
_ بس هعرف .
....................................................................................................................
يبدو انك لصة ساذجة ..
لقد خبأت قطع الشوكولا الخاصة بى فى عينيك ....
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أغلقت الرسالة المعتادة .. من نفس ذات الشخص الممل .. إنه لا يترك لها المجال كى تلتف يمينا او يسارا أصبح كالعلقة التى لا تنفك .
اصبح لا يحرمها من الكلمات اللطيفة .. فكان يعتمد على وتيرة الرسائل فى الصباح والمساء إلا أنها إختلفت فى النوعية .. ففى الصباح كان يبعث لها برسائل حب وغزل .. وفى المساء كانت الرسائل المفعمة بالأمل والمستشرقة تعطيها دفعة سعادة خفية .
ياله من وغد خبيث .. عليها أن تعترف أنه كالفهد الخفيف فى حركته .. ينساب بسرعة إلى خفاياها .. لينتشل الخۏف من قلبها ويبدده بالامل .. 
أمل فى مستقبل أفضل .. لها ولطفلتها التى لا يزال يا يعلم عنها شيئا .. أمل فى نسيان الماضى .
إلتقطت هاتفها من جوارها حين شعرت بهزاته الصامته لتجيب بهدوء 
_ السلام عليكم .. كويسة .. أنت ايه اخبارك ..
_ ماما عوزاكى تيجى تقعدى معاها .. أنت عارفة أنها لوحدها الفترة دى .
ابتسم برقة لتهمس بإرهاق مغمضة عينيها 
_ أنت عارف اللى فيها يا شهاب .. لو خالتوا عرفت مش هتسكت خالص .. وهتصر أنها تكلم مؤيد وتقولوا .
صمت شهاب قليلا ليأخذ نفسا عميقا .. بينما أخفضت ميساء وجهها لتعمض عينيها منتظرة الكلمات المتوقعة .. لتأتيها على عجل كما توقعت 
_ ميساء .. أنت عارفة أكتر منى أن الهروب مش هيجيب فايدة .. وإنك هتقوليله فى كل الاحوال فبلاش تأجلى المواجهة او تفكرى إنك مش هتقولى .. دى مش حياتك علشان تاخدى قرارها لواحدك .. دى حياة طفلة للأسف إرتبطت بعيلة مدمرة .
إلتمعت عينا ميساء بالدموع .. لتغمضها بأسى شاعرة بأن الكلمات تمزق نياط قلبها ... 
لم يأتى على بالها يوما أنها ستحضر طفلا إلى عائلة مدمرة .. بل كانت دائما ما تنصح صديقاتها المقبلات على الزواج بتوخى الحذر فى الفترة الاولى .. 
ولكنها بغبائها اللامتناهى سقطت فى تلك الکاړثة .. 
أن يكون لابنتها ابا مثل مؤيد .. هذا كان أبعد تخيلاتها .. فماذا بها إن لاقت كل تلك الصدمات بآن واحد !!
_ ميساااء 
أنتبهت لصوت شهاب .. فأجابته بسرعة 
_ طب أنا هقفل دلوقتى وأكلمك بعدين علشان عندى مشوار ضرورى .
أغلقت الهاتف معه .. لتزفر بقوة مغمضة عينيها
 

تم نسخ الرابط