رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -6

موقع أيام نيوز


مش عادية .
كلنا كنا عارفين ان مرام غير سوية وبتحب ټأذى نفسها واللى حواليها .. ومع ذلك كنا جنبها علشان نساعدها .. لكن أحنا ظلما مؤيد .
فوق يا حسام .. مؤيد مش هو عدوك عدوك ممكن يكون أقرب إليك من أى حد .. لأن عدوك جواك .
أنهت شذى كلماتها لاهثة .. وكأنها أخيرا أخرجت كل ما بداخلها تجاه حسام .. قالت كل ما كان يؤرقها .. قالت ما تظنه صحيحا لتنتظر رده الذى طال بصمته ولا تعبير الذى حل وجهه .
لتنتهى حالت السكوت بقذيفة كلامية غير متوقعة تمثل فى كلمتين سوداوتين 

الفصل 34
بعد اسبوع
خلال ذلك الاسبوع لم تترك المشفى مرة واحدة .. ظلت تراقب الغرفة بأمل كغريقة تتشبث بحبل النجاة الأخير .. كحلم تعبت كثيرا عليه ولا تفكر فى تركه .

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وكذلك كان هو .. كان يلازما طوال تلك الفترة يتمنى مثلها ألا يفقد العمة .. ف فقدانها يعنى فقدان قصة القټل .. وضياع نسبة بقاء حياة بينه وبين زهور وهو لا يريد ذلك .
ولكن ليس هناك شيئا بالتمنى !!
وها هو الطبيب يطلب منها أن تدخل وتلقى نظرة أخيرة على عمتها قبل فصل الأجهزة عنها ..
رغم قسۏة تلك اللحظة التى تعاد على مسامعها للمرة الثانية .. إلا أنها فعلتها قاومة شعور الخۏف بداخلها ودخلت لترى عمتها لأول مرة فى حياتها !!
وقفت أمام السرير الذى مدد عليه جسدها .. نظرت بعيون دامعة إلى وجهها .. تفحصته بدقة .. لتجد بأنها تشبهها !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
إنها الصورة الحية لعمتها !!
كانت هى نفس الملامح ولكن كساها الإرهاق وتعب سنوات .. أضاعها إنهاك العمر الذى مضى بسرعة كخطڤة عين .
حاډثة واحدة فى حياتها حاډثة وقعت دون ذنب منها كلفتها باقى حياتها كلها !!
لماذا نعاقب على ما لا نقترف من أخطاء 
لماذا 
كان هذا السؤال هو شاغلها الوحيد منذ علمت قصة عمتها .. قبل كانت قصة والدها والأن قصتها !!
هى عقبت على شيئ ليس لها دخل به بل ليس لها دراية به .. وها هو الزمن يجسد لها أنثى عوقبة دون سبب مثلها .
إقتربت أكثر من فراشها .. لتنظر إلى عيناها المغلقة يداها التى كستها التجاعيد الخفيفة ترتكز على بطنها بسلام .. وجهها الشاحب أكد بأن خيط الأمل ...... قد إنقطع !!!!
إنحنت ببطئ تقبل جبينها .. وتلتقط كفها البارد لتقبله .. لتضعه برفق على سطح الفراش .. وتلتفت مغادرة الغرفة .
خرجت من غرفة عمتها بالمشفى لتنظر إلى ذلك الذى يقف مستندا بجذعه إلى الحائط يراقبها بشرود .
إقتربت منه ببطئ لتقف أمامه مباشرة وترفع رأسها إليه لتلاقيه بعينين زائغتين مبللتين بالدموع وتقول بصوتا باهت مټألم 
_ عمتى ماټت .
كم هى عبارة باردة فى المعنى ... ومتوحشة فى الحقيقة .
لقد ضاع مفتاح الامل لمعرفة قاټل والده !!
ماټت العمة وماټت معها قصة الماضى .
الشك يبنى جسورا تؤدى إلى الكراهية ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
فهل يستطيع .. فهل يستطيع الاستمار معها .. فنظرة الشك بعينه لن تمحى ونظرتها التى تتهمه پقتل والدها ستبقى قائمة .. 
إنها النهاية لقصة عشق أسود خط تحت وقع الإنتقام !
إلتفت موليا إياها ظهره ليسير وحيدا تاركا إياها خلفه .. تنظر فى أثره بوجوم !
....................................................................................................................
أين وضعت هاتفها .. لقد تركته هنا منذ دقائق
زفرت ميساء پغضب وهى تعتدل فى وقفتها لقد تركت هاتفها هنا قبل أن تتوجه لفعل شيئا بالخارج .. وحين عادت إلى غرفة مكتبها لم تجده ..
إلتقطت حقيبتها تبعثر أشيائها بحثا عن الهاتف ولكن النتيجة واحدة لا شيئ .
حملت حقيبتها وإتجهت إلى الخارج .. ستبحث عنه خارجا علها قد تركته هناك .
ولكن بعد مدة طويلة من البحث لم تعثر على شيئ .. كادت تعود إلى غرفتها ولكن إعترض طريقها دكتور زياد قائلا بابتسامة واسعة 
_ مبروك يا ميسا .
نظرت له ميساء بإستغراب .. فأكمل مشيرا إلى بطنها 
_ على الحمل .
إرتبكت نظراتها بحرج .. لتجده قد إتسعت ابتسامته اكثر واتبع مكملا حديثه 
_ ربنا يقومك بالسلامة .. ويخليله والده .
نظرت فى كلمته الأخيرة إلى الأرض بإنكسار .. كم جرحتها تلك الدعوة البسيطة التى يعبر خلالها عن معرفته أنها لم تعلم مؤيد .. 
لماذا حرمت نفسها من متعة أن تكون لها عائلة .. أب .. ابن دعوة صادقة تشملهم فى بداية يوم مشرق .. بسمة تفهم تملأ وجوههم .
إستنادة قوية تدعمها حين تضعف او تتعب ..
لماذا حرمت نفسها من ذلك 
مهما بلغت أخطاء مؤيد .. مهما زادت وإتسعت إلا أنه يبقى مؤيد .. من عرفت جوهره قبل أن تتزوجته .. من رغبته زوجا سرا بينها وبين نفسها ورفضته علنا .. 
من تشعر بالحنين لأحضانه الدافئة .. وسط قسۏة الأيام الباردة .
أبتلعت ريقها المتحجر پألم .. لتنفض رأسها بسرعة متداركة لحظة غفلتها .. فعادت لترتدى قناع التماسك وهى تقول بابتسامة متفهمة 
_ شكرا يا دكتور .. 
لحظات من الصمت وكانت تودعه لتغادر .. فأفسح لها المجال
 

تم نسخ الرابط