رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -6

موقع أيام نيوز


التجمد بمكانها.. لا تعرف ماذا تفعل 
صوت الامواج يخترق أذناها بينما عيناها كانت تراقب أوس وزياد داخل البحر .. 
لقد عارضت بشدة فكرة نزول زياد البحر فى هذا الوقت من العام لكن أوس الخبيث تلاعب بعقلها .. بقوله أن الشمس مشرقة والمياه دافئة وتحت إلحاحه الذى لا ينتهى وافقت .. بل كادت توافق أن تنزل معهم .

لقد تلاعب أوس بعقلها مجددا جعل قناعاتها تتزحزح .. جعلها تبدأ فى التفكير فيه كونه ليس مچرما .
ولكن لا تزال المخاۏف تؤرقها .. عقلها يراه مذنبا ولابد أن يدفع الثمن .. وقلبها يراه برقة أنه مظلوم من جميع الإتجاهات .
شردت عيناها تجاههما .. تنظر إليه بصورة أب للمرة الاولى منذ عرفته كان يعلم ابنه قواعد السباحة .. يشرح له بحزم .. يساعده وينتشله من الماء حين يفشل يبعده عن الأمواج العالية ويرفعه قاذفا به إلى الأمواج بمرح .
إنتبهت فجأة له يشير إليها بأن تقترب لتجده يقول لها بحزم 
_ خدى زياد كفاية عليه كده علشان ميبردش .
حاولت وجاهدت كى لا تسأله إلا أنها فعلت 
_ مش هتطلع 
نظر إليها رافع حاجبه بتعجب ليسألها مدعيا الريبة 
_ أنت خاېفة عليا مثلا 
زفرت بحنق مشيحة عنه .. لتقترب من زياد وتلفه بالمنشفة وتقول للآخر الذى ما زال واقفا أمامها 
_ هسيبلك فوطة على الكرسى .
إلتفتت مغادرة مع زياد .. إلا أنها وجدت أوس يتبعها ناظرا أمامه بعد إهتمام .
سألته بضيق حاولت إخفائه 
_ مش قولت أنك هتكمل سباحة 
أصدر صفيرا من بين شفتيه فإزداد غيظها .. ذلك الرجل يتعمد إستفزازها .. بتصرفاته الشبابية الطائشة وكأنه فى بداية العشرينات .. بينما لا يشعر بأى مسؤلية تجاه أحد .. فقط الشئ الوحيد الذى يحسب له كونه ممتاز فى عمله .. غير ذلك فهو عابث من الدرجة الأولى .
أنهى صفيره بأن إلتفت إليها ليقول مبتسما بهدوء مغيظ 
_ علشان في حد مهتم بيا ومقدرش أزعله .
وقفت فجأة ليتوقف معه زياد الذى تمسك بيده .. بينما تابع أوس طريقه ببرود .. ليسمع صړاخها يأتيه غاضبا من خلفه 
_ مين دى اللى مهتمة .. أنا ههتم بيك ليييييييييييه ..
وإزداد صړاخها فى آخر كلمة لتسمع ضحكته تتعالى بينما يلتفت لها ليمشى بظهره قائلا بشقاوة 
_ يلا علشان ھموت من الجوع .
طرقت بقدمها الأرض بغيظ لتهتف 
_
موووت .. موووت علشان أرتاااح .
ولكنه لم يسمعها فقد سبقها بعدة أمتار ووصل الى المنزل .
إلتفت إلى زياد الذى كان يراقبهما بحاجبين معقودين ليقول بهدوء وهو ينظر إلى يدها الممسكة بقوة بيده 
_ لو خلصتوا .. فأنا جعان وإيدى وجعتنى .
خففت ضغط يدها على يده لتتقدم بسرعة تجاه المنزل شاعرة بالڠضب يتأجج بقوة بداخلها .. يكاد ېحرق ذلك ال أوس وابنه .
أنتهت من تجهيز الطعام بعدما فرغ الاب وابنه من حمامهم جلست على الطاولة الصغيرة فى أحد أركان المطبخ ليجلس أوس أمامها و زياد بجانبها .
بدأوا فى تناول الطعام فى هدوء كان الطعام مكونا من معكرونا نجريسكو وقطع الدجاج المتبلة المطهية على الفحم .
نظرت إلى الطعام أمامها بفخر إنها طاهية مبدعة .. ولكن ليس هناك من يمتدحها .
تنحنحت قائلة بطفولية 
_ احم .. إيه رأيكم فى الأكل 
نظر الأب وابنه إلى بعضهما عاقيدين حاجبهم ليلتفتوا له ناظرين إليها ذات النظر .. جعلتها تشعر بالخۏف ليكون أوس أول من تحدث قائلا 
_ حلو .
واتبعه ابنه بنفس الكلمة فنظرت لهما پغضب لتصيح بحدة 
_ حلو بس !!
نظر الاب وابنه ثانية إلى بعضهما ليعاودا الإلتفات لها بنفس النظرة الواجمة ونفس التكشيرة التى تعلوها ..
فقالت مفسرة وجهة نظرها 
_ لازم تشكرونى على اللى عملته .. تقولولى تسلم إيدك انت مبدعة .. أكلك فظيع .... لكن حلو ناشف كده !!
عاود أوس النظر إلى أبنه عاقد حاجبيه ليغمز له خفية ويلتفت إلى أهلة قائلا بحبور 
_ أكلك حلو أوى تسلم إيدك .
ردد زياد نفس الكلام بنفس طريقة أوس فنظرت شزرا اليهما بشك .. لتنهض اخيرا قائلة 
_ هجيب التحلية .
ما إن نهضت أهلة .. إلتفت أوس إلى ابنه مقتربا برأسه منه ليقول بخفوت عاقدا حاجبيه بإهتمام 
_ الستات دول لازم تاخدهم على قد عقلهم عاوزة كلمة حلوة قلها كلمة حلوة .. مش مهم تكون حاسسها ..لكن أهو إرضى الزبون .
نظر إلى وجه زياد فأشار بطرف عينه إلى الأمام فنظر أوس أمامه فوجدها تقف عاقدة ذراعيها على صدرها .. تطرق بإحدى يدها ذراعها برتابة تراقبه رافعة إحد حاجبيها .. لتقول اخيرا بهدوء يحمل صرامة 
_ أوس يا ريت قربك من زياد يكون بفايدة مش العكس .
إلتفتت مغادرة .. فنظر أوس إلى مكانها بشرود إلى أن إستفاق على هزة خفيفة فى كتفه .. فالټفت ناظرا لابنه بتعجب .. فقال زياد بهدوء 
_ الستات لازم تاخدهم على قد عقلهم .
نظر أوس لابنه بذهول ليقترب منه هامسا 
_ اخيرا عرفت أتواصل معاك .. 
أنهى كلماته بأن عبث بخصلات شعره البندقية الناعمة إتبعها بقبلة على
 

تم نسخ الرابط