رواية مكتملة بقلم ندا حسن
المحتويات
هذه اللحظات عندما وقف بجمود يتحدث بقسۏة لن تفيد أي شخص إلا هو
أنتي مچنونة ولا ايه سألتي ورديت والورق قدامك يثبت وأنتي عارفه إني مش كداب
تقف الدموع حبيسة على أعتاب جفنيها تأبا الهبوط بهذه السهولة أمامه ولكن الصدمة كبيرة للغاية على استيعاب عقلها وقلبها
لأ قول غير كده أرجوك قول غير كده إزاي يونس لأ طبعا مستحيل
طالما أنتي شايفه إنه لأ براحتك
تقدمت منه للغاية وأمسكت بيده بقوة تجهش في البكاء في لحظة ضعف أقل ما يقال عنها أنها جعلت قلبها فتات ملقى على الأرض بإهمال من قبل شخص تخلت عن بصرها لأجله! الدموع تنهمر من عينيها بغزارة كأنها كانت حبيسة لسنوات والآن تحررت
جبل علشان خاطري قولي الحقيقة كلها ماينفعش يونس يبقى كده ولا حتى يعرف بالكلام ده
ضغطت على يده وهي تطالب منه مرة أخرى دامجه مع رجائها عن يونس أن يكون هو الآخر غير ذلك
قولي إن فيه حاجه غلط قولي إنك مش كده وكل ده كدب
دي الحقيقة أنا كده جبل العامري مچرم وقاټل ويونس كان عارف كل حاجه عني وكان شريكي
دب خنجر داخل قلبها معتقد أنه مازال في موضعه بكل قسۏة وأنانية
اومال أنتي مفكرة أن الفلوس اللي كان بيصرفها عليكم دي منين
من شغله كان شغال في شركة محترمة ومكناش أغنية بالعكس كنا زي أي حد
تعالت ضحكاته وهو يسير مبتعدا عنها متقدما من خزانته ليضع الأوراق في مكانها وهو يقول ساخرا منها
عيشتي خمس سنين أنتي وبنتك وأختك بفلوسه اللي سابها وزي أي حد أنتي بتضحكي على نفسك
يونس كان طيب وحنين راجل بجد ومحترم ومثقف كان عاقل إزاي كده أنا هتجنن
استدار ينظر إليها ببرود ولا مبالاة وراق له ما يحدث كثيرا بل وأحبه أيضا ولو كان يعلم أن هذا سيساعده لجعلها ترى الأوراق منذ مدة ولكن كل شيء يأتي في موعدة
ممكن تكون الحقيقة صعبة عليكي بس في النهاية هي دي الحقيقة
كان بيبعدني عن الجبل وعنك
علشان كده! كان بيحذرني منك وأنا مكنتش فاهمه حاجه طلع كان عارف
وقفت تتابعه والكلمات تخرج منها بعفوية
كان عارف وكان شريكك طيب ليه كان بيحذرني منك ماهو كمان كان زيك
تشير إلى نفسها بدهشة وهي تهتف
أنا إزاي اتخدعت كده إزاي!
نظرت إليه بأمل واقتربت منه لا تستطيع تقبل ما يحدث لا تستطيع أن ترى زوجها الراحل بهذا الشكل والهيئة الذي عليها شقيقه قاټل مچرم لا تستطيع
فهو حقا لم يكن هكذا
الورق ده أكيد مزور أكيد غلط أنت عملت كده علشان أشوف يونس زيك صح قول الحقيقة أنت اللي عامل كده
وضع يده بجيب بنطاله كعادته الباردة وهو يتابعها دون ذرة رحمة أو شفقة لحالتها الچنونية المڼهارة
أنا لو عملت كده هستفاد ايه مثلا
أشارت إليه بقوة وصاحت بصوت مرتفع عال تقول ما أراده حقا ولكن لم يفعله فهو لم يأتي بخلده أن يفعل ذلك من الأساس
إني أكره يونس علشان أنت عارف إني لسه بحبه إني
زي ما اتقبلته اتقبلك أنت كمان وأكمل معاك وأحبك زي ما كنت بتقول
ابتسم ببرود قائلا
أنا لو عايز أعمل كل ده مش هعمله بالطريقة الهبله دي عندي طرق تانية أحسن وأسرع كتير
وضعت يدها على ذراعه تستطعف كل عضو به وعينيها تذرف الدموع بغزارة ويدها الموضوعة عليه يشعر بارتجافها قالت پانكسار وهي تسير خلف أي شيء ېكذب ما علمته
جبل فهمني بالله عليك ياخي تفهمني كل حاجه والله العظيم هعملك كل اللي أنت عايزة بس فهمني اللي بيحصل أنا مش قادرة استوعب
أنا عمري ما شوفتك كده
انسابت الدموع من عينيها بكثرة وضغطت على يده وهي تجيبه بتعلثم
دي صدمة عمري أنت قتلتني بجد
أكملت على حديثها تحت نظراته المستغربه إياها
أو هو اللي قتلني مبقتش عارفه مين فيكم الجاني والمذنب ومين الكويس البرئ
أجابها بمنتهى السهولة ينظر إلى عينيها مباشرة بعينيه الخضراء المخيفة ثم قال
إحنا الاتنين مذنبين وأكتر بس في فرق بينا الفرق إن يونس كان خواف وجبان كان مداري ده كله عنك بالحنية والحب وشوية الكلام الحلو بتاعه إنما أنا
ابتسم بخبث وحقارة ولذة المتعة تحلق في سمائه وهو يرى نظراتها نحوه التي تتحول كل لحظة والآخرى وعينيها لا تستطيع
متابعة القراءة