رواية مكتملة بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


في قائمة الحظر وعندما تقابلهم الصدفة لا تصغى إليه ابتعدت عنه كل البعد بعدما علمت بمجال عمله من شقيقتها كانت تريد فقط أن تواجهه وتستمع إلى الحقيقة منه ولكن حديث شقيقتها أتى عليها بصرامة وحزم غير قابل للنقاش ففعلت
وهو كان يحاول كلما رآها تنظر من الأعلى أن يتحدث معها يشير إلى أذنه دليل على أنه حتى يريد مهاتفتها ولكنها لا تعيره اهتمام لا يفهم ما الذي حدث لها جعلها تتحول من ناحيته بهذه الطريقة لم يجد إلا سببا واحدا وهو أن تكون علمت شقيقتها بما بينهم من بعد ذلك اليوم وهي من قامت بمنعها عنه ولكنه لن يمل ولن يكل لن يتركها إلا عندما يتحدث معها ويصل إلى نقطة ترضيه ويعود بها إلى آخر ممر كانوا به سويا بين ورود الغرام

وجدران الخجل 
زينة فقط من بقيت جوارها عالجتها وتأتي إليها بالطعام لأنها تعلم مؤكد ستتضور جوعا فمن يستطيع أن يأكل مرة واحدة في اليوم بكمية قليلة للغاية لا تناسب طفل فعلت هذا أيضا من قلبها دليل على أصلها الطيب وتعاملها المحب المعطي إليهم جميعا حتى وإن قابلتها منهم القسۏة والحقد 
دقت تمارا على باب مكتب جبل كانت تعلم أنه بالداخل انتظرت كثيرا إلى أن استقرت الأوضاع واتت الفرصة المناسبة لها 
أذن لها بالدخول فولجت إلى الغرفة تدفع الباب خلفها سارت إلى أن جلست على المقعد أمامه تحت أنظاره الثاقبة عليها 
خرج صوته حاد ينظر إليها بقوة
نعم
توترت قليلا تمسكت يدها ببعضهم البعض نظرت إلى الأرضية ثم إليه قائلة بخفوت
جبل أنا عايزة أتكلم معاك
أشار إليها بيده يعود إلى الخلف يستند بظهره إلى ظهر المقعد قائلا بجمود
اتكلمي
تنفست بعمق وهي تنظر إليه لا تدري من أين تبدأ حديثها معه تتابع عيناه الثاقبة فوقها التي توحي أيضا بالبرود وكأنه ليس مهتم بها أردفت تسائلة بندم وحنين
ممكن تقولي ايه اللي غيرك كده جبل أنا تمارا حبيبتك معقول نسيت كل اللي كان بينا نسيت حبك
أومأ إليها برأسه ليستند بيده على ذراع المقعد يضع إصبعيه السبابة والابهام أسفل ذقنه وأردف ببرود
آه نسيته
حركت رأسها نافية تقول بجدية وحړقة
لأ يا جبل أنا مش مصدقة أنا عارفه أنت اتجوزت زينة إزاي وليه متحاولش تبينلي إنك بتحبها
ابتسم بهدوء وهو يجيبها صدقا قائلا بشغف ولمعة غريبة ظهرت بعينيه على أثر نطقه بتلك الكلمات
أنا فعلا بحبها
وضعت يدها على المكتب تتابعه بعينان حزينة للغاية تحرك أهدابها بكثرة تحاول منع الدموع من النزوح عن مقلتيها فهي خسړت كل شيء عندما تركته بأنانية
ده كدب أنا عارفه إنك بتحبني بس زعلان من اللي عملته لما سيبتك ومشيت
اعتدل على المقعد يتقدم للأمام يستند بيده الاثنين على المكتب نظر إليها بقوة وجدية وتحدث بفتور غير مبالي بمشاعرها
للأسف يا تمارا جه الوقت اللي اشكرك فيه علشان مشيتي صحيح سببتيلي ۏجع وحسيت بالوحدة من بعدك بس لولا اللي عملتيه ده كان زماني دلوقتي متجوزك وزينة مش معايا
ابتسم إليها رافعا يده إليها يقول مبتسما
يعني أنا بقولك شكرا علشان بسببك أنا اتجوزت زينة وبقت مراتي
تحولت نظرته وتلك
الابتسامة إلى الجمود والحدة وهو يقول بقسۏة وغلظة احرقتها
محتاوليش معايا يا تمارا أنا بحب مراتي بحبها أوي فوق ما تتخيلي
جبل 
نطقت اسمه محاولة التحدث بلين ورقة ولكنه قاطعها مبتسما يقول بشغف وفي ذات الوقت مهينا إياها معبرا عن أن حبه لها لم يكن له قيمة
واكتشفت معاها أن الحب اللي كان بيني وبينك ده ميجيش جنب حبي ليها حاجه
تعمقت بالنظر إلى عيناه غاصت داخلهما ولم تجد لها عنده أي تعبير أو رسالة لم تجد ذكرى واحدة أو لحظة مرت بينهما تشفع لها يبدو أنه أحبها حقا متمسك بها حد المۏت كيف حدث هذا كيف جعلت جبل العامري يتحول بهذه الطريقة ويعشق غيرها ما السحر الذي جعلته يرتشفه من يدها ما الذي قدمت له أكثر منها كي يتحدث عنها بهذه الطريقة دون خجل 
أنه لم يعبر عن حبه لها يوما إلا عندما تطلب ذلك منه ولم يهتف بكلمات الحب لحظة ولم يقف أمام أحد يقول إنه يعشقها كيف يا زينة فعلت به ذلك
كان الباب لم يغلق إلى آخره دفعته زينة ودلفت إلى الداخل وعلى وجهها ابتسامة عريضة بعدما استمعت إلى كلمات جبل عنها واستشعرت صدقه بها ليس مجرد تمثيل وعندما استمعت إليه دق قلبها پعنف وقوة لا تدري لما! ولكن يبدو أن ما حدثت نفسها به صحيح 
سارت إلى الداخل ولم تزحزج عينيها من على غريمتها إلى أن وقفت جواره تضع يدها على ظهره مقتربة منه فرفع بصره إليها بابتسامة باتت معهودة بينهم بعدما رفع رايته إليها وحدد مصيره معها 
احټرقت الأرض من أسفل تمارا لم تجد شيئا تفعله إلا أن تقف على قدميها وتتقدم ذاهبة إلى الخارج دون حديث دون حتى أن تحدث نفسها حقا الصدمة كبيرة والتفكير في الأمر مرهق للغاية 
لم تقوى زينة على الحديثة وسؤاله
 

تم نسخ الرابط