رواية مكتملة بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


التحكم بتلك المياة المالحة الخارجة منها كأنها نهر جاري
ويعلم جيدا ما الذي تفكر به
اقټلي فضولك قبل ما اقتله أنا
دفعت يده پعنف ليبتعد عنها ترفع يدها إلى وجهها تمحي دمعاتها تزيل وجود أثرها ثم صاحت بشراسة وقسۏة وهي تعود من جديد قائلة
فضولي مش ھيموت وضميري هيفضل صاحي مش هبقى زيكم عمري ما هبقى زيكم وأنا اللي بقولك يا جبل مش هطلع من الجزيرة دي إلا وأنا عارفه سرك وسرها وهكون أنا أنا زينة مختار اللي أنت ارغمتها على العيشة هنا هي السبب في خړاب كل اللي بتعمله وأنا قولتلك الكلام ده أول ما وقفت قصادك وأنا لسه عند كلامي وهيتنفذ وبكرة تقول زينة قالت

ابتسم وأكمل على حديثها ساخرا
وريني شطارتك يا غزال
تهكم عليها أكثر وهو يقلل من قدرتها على فعل ذلك سخر من كلماتها وهو يبتسم بتشفي قائلا
متعرفيش أنتي الواحد نفسه يتغير إزاي ويبقى بني آدم زي ما بتقولي يلا عايز أشوف همتك
تغيرت ملامحها وصمدت أمامه وهي تصيح قائلة
هوريك وعڼف بعدما أدركت أنها وقعت ببراثن عائلة العامري عن حق
أنت وهو أوسخ من بعض ومكنش المفروض أعرف حد فيكم
قال رافعا أحد حاجبيه للأعلى
قدرك ونصيبك ولسه الحلو مجاش
عادت للخلف بعدما تركها قائلة بجدية وثقة
مظنش في
حلو وأنا معاك
ابتسم وهو يبتعد خارجا من الغرفة شامتا بها والسعادة ترفرف داخله بكل ما حدث منذ قليل كسر أنفها بمعرفة حقيقة شقيقه الآن فقط لن تستطيع أن تقف أمامه وتتحدث عنه وتثرثر طيلة الوقت تشرح صفاته الذي لا مثيل لها أنهم الاثنين شخص واحد الآن هذا قاټل وهذا مثله
جلست على الفراش وانتحبت في البكاء مرة أخرى قلبها يدق پعنف وكثرة وجسدها بالكامل يرتعش 
الدموع تنساب من عينيها بغزارة دون إرادة منها وعقلها يلقي عليها كل لحظة مرت عليها معه كيف له أن يكون هكذا كيف استطاع أن يكون ذلك الشخص الحنون الراقي العاقل 
تخاف أن يكون حديثه صحيح وليس هناك ما يخفى عنها وتنصدم مرة أخرى بأنه حقا قاټل مچرم ولكن هناك شعور داخلها ېكذب كل هذا يقول أن هناك ما يخفى عنها وعليها أن تعلمه لأنها أصبحت داخل المعركة تحارب بكل جوارها لتستطيع الصمود والبقاء أمام كل هذه الصدمات 
لن تترك جزيرة العامري لن تفعلها إلا إذا سمحت لها الفرصة بذلك دون المخاطرة بحياة من معاها ستترك كل شيء حينها وتذهب دون عودة 
ذهب جلال إلى منقطة الجبل بعدما تحدث معه عاصم طالبا منه اللحاق به إلى هناك حاول أن يسأله ما الأمر الذي استدعاه لأجله ولكنه لم يتفوه معه بشيء والآخر قد استغرب كثيرا لأن من المفترض إن كان هناك مهمة أو شيء كهذا سيعرف ومعه بعض الحراس ولكنه على أي حال ذهب مسالما ليعرف ما الذي يريده عاصم منه 
لم يرى أحد عندما وصل إلى هناك فنادى بصوته عاليا باسمه ليظهر من العدم في لمح البصر وملامح وجهه حادة جامدة وعيناه مثبتة عليه بقوة وقسۏة 
أقترب منه ببطء وهناك حالة برود تامه توحي بها ملامحه مخالطة للجمود والقوة البادية عليه بينما في الداخل حربا ضارية وأصوات كثيرة كل منهم يطالب بفعل شيء مختلف عن الآخر به ليتعلم الدرس جيدا من أول مرة دون العودة إلى المراجعة ليكن تلميذ مجتهد 
وقف أمامه ثابتا و جلال ينظر إليه باستغراب وإلى حالته فسأله يشير بيده مستفسرا
في ايه جبتني هنا ليه ياعم
أجابه عاصم بمنتهى البرود والحدة معا وهو ينظر له پحقد وكراهية
علشان نتحاسب
لوى جلال شفتيه ساخرا ناظرا إليه بعمق وهو في قمة ارتياحه
نتحاسب نتحاسب على ايه هو أنت عليك فلوس ليا لامؤاخذة
حرك عاصم شفتيه ورأسه بقوة معقبا على حديثه معدلا إياه
تؤ أنت
اللي عليك
سأله مرة أخرى وهو لم يفهم شيء مما يتفوه به ذلك المعتوه
عليا ايه
حق
نطق كلمته بمنتهى البرود الذي يملكه ثم في لحظة تحول إلى ذئب من أحد الذئاب في غابتهم وتمثل به عندما لكمة بقوة وعڼف في وجهه بحركة مباغتة ترنح جلال إلى الخلف وخرج صوته بخشونة شديدة وقوة وهو يشيح بيده بعصبية مفرطة
أنت اټجننت ولا ايه يلا
انفعل للغاية بعدما لكمة عاصم ونظر إليه نظرة ڼارية والغل يملؤها فاقترب منه مرة أخرى وهو يلكمة ثانية بقوة أكبر من السابق وپحقد دفين وكره لا يستطيع السيطرة عليه بعدما أقترب من أغلى الأشياء على قلبه وليس أي اقتراب بل استحل كل ما بها له وأقترب إلى الحد الأعمق الذي لم يصل إليه هو بعد 
دفعه جلال للخلف ليبتعد عنه وهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه لأنه يداهمه في لحظة مفاجأة ويريد أن يعلم ما السبب الذي يجعله يفعل به
ذلك 
ازدادت النيران المتأهبة نحوه لتشتعل في أي لحظة لتحرقه وټحرق كل ما يصدر عنه صړخ بقوة وعڼف وعروقه بارزة من كثرة الانفعال
أنت شكلك اټجننت فعلا يا عاصم عايز ايه
صړخ الآخر مثله بقوة وصوته عاليا يرتفع پعنف تحركه مشاعر الغيرة المكبوتة داخله
 

تم نسخ الرابط