رواية مكتملة بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


تحاول دفع نفسها في الحديث قائلة له ما تشعر به في الأيام الماضية وقلبها يرفرف لأنها تعترف له بمكنونه
أنا أنا مش مركزة في حاجه طول الوقت بفكر وبالي مشغول قلبي وعقلي مشغولين بحاجه واحدة بس مش قادرة أبطل تفكير فيها
انزعج أكثر من اللازم وهو ينظر إلى تفاهاتها وهذا الهراء الذي تقوله له وما ډخله من الأساس تحدث يسألها بجدية والضيق يظهر على ملامحه

أنتي جيباني هنا علشان تقولي الكلام ده حاجه ايه يا فرح انجزي
باغتته بقولها السريع المتلهف ونظرة عينيها نحوه حالمة طائرة فوق السحاب وكأنه استمع إلى ما قالته وأجاب بالموافقة
أنت
أشار إلى نفسه بعدم فهم ولم يربط الحديث ببعضه متسائلا
أنا حاجه أنا حاجه إزاي يعني
أقتربت منه أكثر تبحر بعينيها داخل عيناه ترتفع على أطراف أصابعها لتقابله بذلك الطول الفارع
أنت اللي بفكر فيه يا عاصم بالي مشغول بيك دايما وقلبي لما بيشوفك بيدق أوي لحد ما بحس أنه هيقف بعد كده حتى عقلي
تابعت تكمل حديثها الحاني ونبرتها الرقيقة تتردد في أذنه ينظر إليها باستغراب تام غير مصدق أنها تجرأت وقالت له هذا الحديث
عقلي مش مبطل تفكير فيك وخيالي كل شوية يسرح ويفتكرك بجد مش عارفه أعيش كده
تصنع عدم الفهم على الرغم من أن أي حد يستطيع فهم المبتغى مما قالته ولكنه كي يبعث إليها رسالة أن هذا مرفوض تماما قال مبتسما
أنا عملت ايه لكل ده
اعترفت بها صريحة وواضحة وشعورها نحوه بالحب يزداد ويكبر أكثر من اللازم تنظر إليه بهيمنه وافتتان
عاصم أنا بحبك بحبك أوي وبموت فيك كمان مافيش واحد على الجزيرة كلها زيك مافيش أحسن منك ولا حتى يشبهلك
قضبت ملامح وجهه بالانزعاج والضيق وأظهر إليها الجدية الخالصة قائلا
فرح أنتي عارفه أنتي بتقولي ايه
أقتربت منه تتمسك بيده تضغط عليها بقوة تحسه على التحرك نحوها والاعتراف بما داخله تبعث إليه نظرات شاعرية لو أحد غيره لانتهز الفرصة وسرقها
بقولك الحقيقة أنا بحبك وعايزاك
عاد للخلف مبتعدا عنها سريعا باعدا يدها التي أقتربت منه وصاح قائلا بقسۏة وغلظة شديدة وهو يشير إليها لتذهب من أمامه
أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه أنتي بتقولي ايه انسي الهبل ده واطلعي يلا
استغربت ما قاله وضيقت حاجبيها تعقب
صغيرة صغيرة إزاي بقى كل ده صغيرة
الټفت حول نفسها وهي تقول تلك الكلمات تظهر إليه جسدها الأنثوي ومفاتها لتستطيع أن تغريه بها
ارتفع صوته بعدما اغضبته بشدة بسبب هذه الفعلة الجريئة والدنيئة للغاية
اطلعي يا فرح يلا
أشارت إلى نفسها ترفض ما يأمرها به موضحة له مصرة على موقفها معه وتريد لو يبادلها ما تشعر به لتلتحم معه في عناق قاسې تشعر داخله بأنها ملكه
عاصم أنا مش صغيرة ولا حتى أنت صغير أنا عارفه أنا بقول ايه وبعمل ايه
مرة أخرى پغضب وقسۏة قال
لأ أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه حاجه 
تغيرت ملامح وجهها إلى الانزعاج والضيق هي عندما
تلاته وعشرين سنة مش صغيرة
أشار إليها بيده لتذهب من أمامه
اطلعي يا فرح يلا وتنسي كل اللي قولتيه ده
أقتربت منه ثانية محاولة التأثير
عليه وهي تتحدث برقة
طب قولي أنت بتحبني ولا لأ
بمنتهى السهولة والقسۏة وبكل الإخلاص داخله واللا مبالاة بمشاعرها قال
أكيد لأ أنتي أخت صاحبي مش أكتر وأنتي
بكرة تعقلي وتنسي كل ده
نظرت إليه نظرات ڼارية محتقرة واشټعل فتيل الڠضب داخلها بسبب رفضه لها بتلك الطريقة المهينة القاسېة تقول غير مصدقة
ايه
أجاب ببرود
اللي سمعتيه
أبصرها بقوة وعنجهيته ظهرت في نظرته فبقيت بالنسبة إليها تكبر عليها ومن بعد هذه النظرة رحل وتركها تقف وحدها ولم يفكر لحظة فيما قد يمر بها أو
تمر به تاركا خلفه أنثى مطعونة بقسۏة وغرور ملقاة أسفل قدمه بعد أن قدمت نفسها إليه وهو من قام برفضها 
خرجت من شرودها وهي مازالت تنظر إليه إلى تكبره وعنجهيته إلى ثقته من نفسه وغروره الواضح إلى قوته وعنفوانه تنظر إلى رجل لن يتكرر ولكنه رفضها وهي لن تنسى ذلك ولن تصمت عنه ولكن لكل شيء موعد 
جلست زينة في حديقة القصر نهار اليوم التالي تنظر إلى ابنتها التي كانت تركض هي وشقيقتها يتمازحون سويا 
شعرت بمن يجلس جوارها ف أدارت رأسها لتبصر تمارا هي من أتت إليها ابتسمت لها بعملية وعادت تنظر إلى شقيقتها وابنتها غير مبالية بتلك التي أتت لها ولم تعيرها أدنى اهتمام 
ابتسمت تمارا بسخرية وهي تلاحظ عدم اهتمامها بها أو بالأحرى تجاهلها لها وكأنها لم تراها من الأساس 
استمعت زينة إلى صوت تمارا يخرج بسخرية واستهزاء
مش أنا عرفت يا زينة سبب جوازك من جبل
استدارت معتدلة تنظر إليها باستغراب ثم سألتها قائلة
وايه هو السبب تصدقي إني لحد دلوقتي معرفش السبب
حركت تمارا حاجبيها بطريقة تدل على عدم تصديقها قائلة بسخرية
ده بجد
أغاظتها زينة بقوة وهي تردف
أكيد مش مصدقة حقك بصراحة أصل الأسباب كانت كتيرة منها أن جبل مقدرش يخليني اسيبه وأمشي
ألقت كلمات ذات مغزى بتهكم واستعلاء
وأنا بصراحة مش زي حد مقدرتش أبعد عنه
كتمت الأخرى غيظها منها ونظرت إليها بعمق ونظراتها مشټعلة
 

تم نسخ الرابط